3 دروس وقيم لتعزيز ثقتك بنفسك

الشُّعور بالذات هو الوعي بهويتنا، و"السمة الغامضة" التي تدير حياتنا؛ وأما عن الثقة بالنفس فهي تعني كثيراً بالنسبة إلينا؛ لأنَّها سمة جوهرية للإحساس الغامض بالذات، والذي نسميه "ذاتنا"، فلا تنبع ثقتنا بأنفسنا من أجسادنا؛ بل تتطور تلقائياً إذا توقفنا عن تحديد ذواتنا ضمن نطاق أجسادنا، ولم نعترض طريق تطورها.



الثقة بالنفس ليست ثابتة، بل تأتينا تارة وتختفي أخرى؛ لذا يمكن أن نقول إنَّ ثقتنا بأنفسنا هي عملية متغيرة ومتطورة، وتتطور الثقة بالنفس في أذهاننا عبر المرور بتجارب والتعلم منها؛ فهي قدرتنا على اليقين من أنَّنا نستطيع التكيف مع ظروف الحياة بصورة فعالة نسبياً، والاستمتاع بتقدم حياتنا في الوقت ذاته.

من الهام أنْ نتذكرَ دوماً أنَّه يمكن أن نُفسد ثقتنا بأنفسنا من خلال أفكارنا السلبية؛ إذ تؤذينا ذكريات الماضي ما لم نتعلم منها، وتؤثر فينا رغباتنا سلباً في المستقبل ما لم نتمكن من إدارتها.

يؤدي التعلم من التجارب إلى مراحل منفصلة من التطور، بدءاً بالتطور الجسدي ووصولاً إلى الروحي، والتي تجتمع جميعها معاً ليتشكل إحساس واحد بالذات.

تسهُل ملاحظة نتائج تطورنا على الصعيد الجسدي؛ إذ تتطور حركة الطفل من الجلوس إلى المشي ثم الركض، وتزداد ثقته بنفسه في كل مرحلة، أما على الصعيد العاطفي، فالمشاعر والدوافع هي التي تسيطر على الطفل، ولكن ما إن يشتد عوده، سيكون قادراً على عيش التجارب العاطفية بكامل تنوعها وشدَّتها، ولكنَّه سيعمل على استخدام الطاقة هذه بفاعلية، وذلك من خلال المسارعة إلى المساعدة في حالات الطوارئ، أو الانتظار بصبر وتفكر حتى يهدأ ويتمكن من حل موقف ما.

أما على الصعيد الاجتماعي، فنمرُّ بثلاث مراحل؛ أولها الاعتماد الكلي على الآخرين، ثم الاستقلالية؛ فندرس ونعمل ونؤسس حياتنا المهنية، لننتقل بعدها إلى مرحلة الاعتمادية المتبادلة؛ فنرتبط ونكوِّن أسرة أو مجتمعاً مع الحفاظ على درجة صحية من الاستقلالية.

عندما يكتمل تطورنا على هذا النَّحو، ما علينا سوى النظر في حال بعض نجوم السينما أو السياسيين أو الرياضيين الناجحين، ولنرى كيف يمكن أن يؤذينا نقص أو زيادة جوانب من الثقة بالنفس؛ إذ يمكننا أن نخدع أنفسنا على الأمد القصير، ولكن على الأمد الطويل، من الحماقة أن نعيش بذوات متعددة معتقدين خطأً أنَّنا نستطيع الفصل بينها.

3 دروس لتعزيز ثقتك بنفسك:

  • الامتناع عن سوء التفكير، وذلك من خلال تجنب اللجوء إلى وسائل خارجية، كتعاطي المخدرات أو الكحول أو التدخين أو الإفراط في تناول الطعام، للتعامل مع الخوف والقلق الناتج عن عيش ظروف صعبة.
  • عدم الاستسلام لرغبة فرض القوة والسيطرة على الآخرين والعالم، وذلك من خلال القتال والتسلط والتنمر والنقد السلبي.
  • تجنُّب تدمير حياتنا عبر الوقوف ساكناً دون تحقيق أي إنجاز فيها.

مهمتنا هي تعلم الدروس هذه مراراً وتكراراً على مستويات أعمق لتطوير أذهاننا، ومن ثم تعزيز ثقتنا بأنفسنا.

شاهد بالفيديو: 10 طرق فعالة لتعزيز ثقتك بنفسك

3 أنواع أساسية من القيم:

1. تحمُّل المسؤولية:

نحن لا نتحمَّل أي مسؤولية عن أنفسنا في صغرنا، ولكن بمرور الوقت، نصبح مسؤولين كلياً عن أنفسنا؛ إذ نبدأ حياتنا دون أن يكون لدينا أي خيار في ذلك، إلا أنَّنا نكتشف ببطء أنَّنا إذا أردنا أن نتمتع بالثقة بالنفس، ليس أمامنا سوى تحمُّل مسؤولية أفكارنا ومشاعرنا وسلوكنا وما يحدث لنا كليَّاً، وخلال كل لحظة من حياتنا، سنقرر اتخاذ سلوك مناسب وفعال.

2. قيم الحياة اليومية:

قيم الحياة اليومية هي تلك التي نريد اكتسابها والاحتفاظ بها؛ فتعكس نتيجة ما نختاره من قيم، ونجاحنا في الحصول على ما نريده هو ثقتنا بأنفسنا، فالثقة بالنفس تتطلب أن نقرر ونعيش وفقاً لتسلسل هرمي واضح من القيم، فعندما لا نكون ناضجين، نحدد قيمنا بناء على دوافعنا ورغباتنا، ولكن عندما نصبح أكثر إدراكاً ونطور ثقتنا بأنفسنا، نتخذ قيماً ذات مستوى أعلى مثل الالتزام والولاء والتعاون والاحترام.

اقرأ أيضا: 8 قيم أساسية في الحياة تحدد شخصية الإنسان

3. القيم الروحية:

تتطور حكمتنا عندما ندرك أنَّ التقدم الذي نحرزه ​​مبني على قرار التسامح مع فكرة انعدام الأمان واليقين وتقبُّلها، فتعكس الثقة التامة والناضجة بالنفس دوماً مدى توافق قيمنا مع القيم الجوهرية الآتية: الحب والعمل والتسامح والامتنان والتواضع.

نتجنَّب من خلال التصرف بمسؤولية وفقاً للقيم هذه الإساءة إلى أنفسنا، أو الآخرين أو التعرض للإساءة، وصحيح أنَّنا نشعر أحياناً بالوحدة والخوف، لكنَّنا نعلم في قرارة أنفسنا أنَّ إيماننا بسر الحب والحقيقة يحمينا ويحافظ على أماننا، فإنَّ ثقتنا التامة التي اكتسبناها نتيجة الإحباط والألم الذي عايشناه خلال نمونا، تملأ حياتنا بالبهجة في الوقت الذي نستمر فيه بالمثابرة.




مقالات مرتبطة