3 دروس عن النمو والنجاح نتعلمها من رائد الأعمال سيمون لوفيل

كم أتمنى أن أبدأ هذا المقال بالقول إنَّ كل شيء مثالي في حياتي، ولكنَّه بالطبع ليس كذلك، وما يجعل الأمر أكثر صعوبة هو أنَّني أَعمَل أيضاً في مجال التطوير الشخصي؛ حيث إنَّني في كل أسبوع، أُساعد عملائي على التغلب على مشكلاتهم وتحدياتهم، ولكن في الوقت نفسه، ما زلت أعمل على التغلب على مشكلاتي الخاصة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكوتش ورائد الأعمال سيمون لوفيل (Simon Lovell)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته مع تدمير الذات.

لكنَّني أَكتُب هذا المقال بحماسة؛ وذلك لأنَّه طالما أنَّنا مُلتَزِمون بالنمو، ومصممون على أن نصبح أشخاصاً أفضل وروَّاد أعمالٍ مُتطورين، فيمكننا إحداث تأثير أعمق؛ بمعنى أنَّه كلَّما زاد استعدادنا لتخطي الأذى والألم والمعاناة والارتباك والحزن، زادت قدرتنا على البذل، لماذا؟ لأنَّنا سنفهم الآخرين فهماً أعمق.

يُعرَّف البؤس بأنَّه "حالة أو شعور بالضيق الشديد أو عدم الراحة تُصيبُ العقل أو الجسم"؛ حيث بدأت رحلتي مع هذا الشعور عندما كنت في عمر الـ 13، فلم يظهر رائد الأعمال الذي بداخلي بشكل كامل، إلَّا حينما أصاب الجمود جسدي حتى يحمي نفسه، فيما يلي بعض الدروس التي تعلمتها من التجارب التي خضتها:

الدرس الأول "المشكلات هي التي تصنع روَّاد الأعمال":

كنت قد أَنهَيتُ مباراة الرغبي مع مجموعة من الأطفال المشهورين ودخلت الحمام، فمررت بجانب قائد الفريق الذي شرع في الصراخ "لقد لمسني" بأعلى صوته، وفي هذه اللحظة وقف بجانبه حوالي 30 فتىً آخر ووجهوا لي كلمات مسيئة.

يومياً في المدرسة من سن 13 إلى 16، كان عليَّ أن أبقى حَذِراً؛ لأتجنب التعرُّض إلى الإيذاء اللفظي أو الاعتداء الجسدي، إذاً ماذا فعلت؟ لقد عزلت نفسي في غرفة الكمبيوتر وأنشأتُ مجلة رقمية تسمى "ميغابايت" (Megabyte)، والتي ركزت على مراجعة الألعاب التي كانت تُلعَب على أجهزة كمبيوتر "كومودور أميغا" (Commodore Amiga)، وبعودتي بالذكريات، يمكنني القول بكل ثقة إنَّ هذا هو المكان الذي وُلِدَ فيه رائد الأعمال.

علمت لاحقاً أنَّه نظراً لأنَّني تعودت على التنمر في المدرسة؛ ولأنَّ جسدي كان دائماً في وضعية الكر والفر، لم يكن لدي إطار عمل "عادي" لمقارنة تجاربي به؛ ولذلك، خلال حياتي كبالغ، أصبح الجميع يُمثِّلون تهديداً وأصبحتُ مفرطاً في إصدار الأحكام على الناس، وبالطبع سعيتُ إلى الحصول على تأييد الآخرين؛ حيث بَدأتُ أُدمِن على عاداتٍ معينة لتهدئة نفسي، ولكنَّني في الجوهر، كنت أتجول في العالم وأنظر إليه بعيونٍ يملؤها الخوف وأرى الكثير من الناس على أنَّهم غير آمنين.

إقرأ أيضاً: 6 طرق غريبة وجد رواد أعمال بارزون النجاح من خلالها

الدرس الثاني "يمكننا أن نتغير، ولكن يجب أن نكون مستعدين للبحث في ماضينا لتحديد الأحداث التي سببت الألم في البداية":

أصبحَ المالُ والتعريف غير الصحي للنجاح إدماناً كبيراً بالنسبة إلي؛ وذلك لأنَّني سعيت من خلالهما إلى بناء العلاقات ونَيل الحب، فأصبح المنزل الكبير والسيارات الرياضية والحياة المادية محط تركيزي عندما كنتُ أَمرُّ بتحديات عاطفية مثل الانفصال أو أي حدث ذكرني بتلك الأحداث من ماضي.

الشيء الوحيد الذي أَعرِف أنَّه صحيح من خلال العمل مع العديد من روَّاد الأعمال؛ هو أنَّ هناك مجالين رئيسين يعوقان التحول والقدرة على العيش بسعادة مرة أخرى، فالأول هو الجهل بما يسبب البؤس الداخلي؛ حيث نتصرف بطريقة معينة ولدينا سلوكات غير صحية، لكنَّنا نسمح لها بالاستمرار؛ وذلك لأنَّنا لا نعتقد أنَّها ستتغير، وهذه كذبة؛ حيث يمكننا التغيير، لكن يجب أن نكون مستعدين للنظر إلى ماضينا لتحديد الأحداث التي تسببت في الألم الأولي، والثاني هو إدراك سبب المعاناة، ولكن عدم الرغبة في الإقدام على أي تصرف.

أعني بـ "التصرُّف"؛ التحدث بصراحةٍ إلى شخص ما والاستعداد "للمخاطرة"، فنحن بحاجة إلى التحدث، والتعبير عن المشاعر الحقيقية، وجعل شخص ما يساعدنا على إدراك الحياة التي يمكن أن نعيشها بدلاً من الحياة التي نعيشها، وهذا أمر محوري؛ وذلك لأنَّه يخلق مساحة لنا للتغيير واتخاذ قرارات مختلفة، ففي بعض الأحيان يتطلب ذلك خوض عملية جديدة والشعور بالمشاعر نفسها مرَّةً أخرى، وهذا ما حدث لي؛ كان تفكيري مُنصَبَّاً على الماضي، إلى أن زرت مدرسة لم أتعرَّضُ فيها إلى التنمُّر.

إقرأ أيضاً: 7 طرق يدرك بها رواد الأعمال العالم بصورة مختلفة

الدرس الثالث "واحدة من أعظم الهدايا التي يمكن أن نقدمها لأنفسنا كروَّاد أعمال هي الانفتاح على الآخرين":

كان مصدر بؤسي انعدام الأحاسيس، وعدم معرفة كيف أَشعُرُ بجسدي ومشاعري؛ ونتيجة لذلك، أحاطت بي قوقعةٌ لم أكن أعلم بوجودها، فسمح هذا لبعض الناس بالدخول إلى حياتي، ولكنَّ العديد منهم كانوا سامِّين ولم يرغبوا في التعرُّف إليَّ من أجلي؛ وإنَّما فقط لما كان لدي، لم تكن الطاقة التي سلبها مني "الانعزال" خطئي، ولكن كانت مسؤوليتي أن أتفحصها وأَتغلَّبَ عليها.

واحدة من أعظم الهدايا التي يمكن أن نقدمها لأنفسنا كروَّاد أعمال - خاصة إذا تعرَّضنا إلى أذى كبير في حياتنا - هي إظهار شخصياتنا الحقيقية للآخرين؛ وليس النسخة المبتسمة والبشوشة المرتبطة بأجسامنا فقط دون عقولنا؛ حيث إنَّ رجل الأعمال الذي لا يجد حَرَجاً في إظهار ضعفه والمنفتح والصادق والعاطفي موجود في داخلنا جميعاً، وعلينا فقط أن نكون على استعداد للتواصل معه ثم تجسيد ذلك مع مرور الوقت، وأحياناً مع القليل من المساعدة.

المصدر




مقالات مرتبطة