3 خطوات للتخلص من الآثار السلبية للتوتر

التوتر حالة طبيعية تساعد الإنسان ليحمي نفسه عندما يتعرَّض للخطر، إذ تَنشُط الدورة الدموية معزِّزة طاقة الجسم لأقصى حد، وتتحفَّز الحواس الخمس لمواجهة الخطر، وتسجِّل الذاكرة الموقف كي يتجنَّبه الإنسان في المستقبل، ولكن عندما يستمر القلق والتوتر لفترات طويلة يصبح مؤذياً وتظهر تأثيراته السلبية.



القلق المزمن:

في العصر الحديث قلَّما يتعرَّض الإنسان وخاصة في المدن إلى تهديد جسدي مباشر على حياته، ولكنَّه بالمقابل يعاني بصورة مستمرة من ضغوطات العمل والديون ومشكلات العلاقات، فلا يمكنه التخلص منها بسهولة وتسبب له توتراً مزمناً يستنزف طاقة الجسم التي تتأهَّب لأعلى مستوى لمواجهة الخطر وإزالته، ولكن الخطر هنا ليس مؤقتاً والضغوطات اليومية المستمرة لا يمكن التخلص منها، وهنا يظهر التأثير السلبي في وظائف الجسم، كالهضم والدورة الدموية وعمل الأعضاء ككل.

إليك فيما يأتي 3 خطوات تساعد على التخلص من الآثار السلبية للتوتر:

1. تحديد المشاعر:

المقصود بذلك أن تكون واعياً للمتغيرات الجسدية الناتجة عن التوتر وتموضعها وطبيعتها، ومعرفة السبب الأساسي الذي أدى إلى ذلك التوتر.

يميل الإنسان بطبيعته إلى مواجهة الأحداث السلبية بالتجاهل؛ فيحاول قدر الإمكان عدم التفكير بها كي لا يشعر بالتوتر، ولكن هذا يعد تجاهلاً للخطر الحقيقي؛ لأنَّ التوتر ما هو إلا تنبيه له، ولكنَّه إذا استمر فسينتهي باستنزاف كمية هائلة من طاقة الإنسان، والتي كان من الممكن توجيهها بشكل أفضل لحل المشكلة الأساسية، فالتوتر يرهق الإنسان ويخيفه وغالباً ما يتعامل معه بطرائق غير صحيحة تعتمد على تشتيت وصرف الانتباه عن هذا الشعور، من خلال سلوكات أخرى ضارة؛ كالإفراط في الطعام والشراب أو التدخين أو العمل ،ومن الممكن أن يصل الأمر لحد الإيذاء الجسدي، ولكن بهذه الطريقة يتم إغفال ضرورة إصلاح المشكلة الحقيقية أو السبب الرئيسي الذي أدَّى إلى ذلك.

شاهد بالفديو: 15 نصيحة لتحافظ على نفسيتك وتتلّخص من التوتر والإجهاد

2. التقبُّل:

هذا يتعارض مع رد فعل الرفض الفطري للإنسان، والتقبُّل هنا يعني أن تتقبل مشاعرك التي حذَّرتك من الموقف وليس الموقف نفسه، وأول خطوة للتقبُّل هي تحديد تلك المشاعر بأسمائها سواء كانت غضباً أم خوفاً، فهدف هذه المشاعر في النهاية هو مساعدتك وتنبيهك، وتكمن أهمية تسمية المشاعر بأسمائها في إنشاء رابط بين التفكير العقلاني الذي يستخدم اللغة مع التفكير العاطفي الغالب في هذه الحالات، وهذا سيخفِّف من حِدّة تأثير المشاعر المسيطرة من خوف أو غضب، وخلال دقيقتين ستشعر أنَّ حالتك تغيرتْ وبدأتْ تأثيرات التوتر الجسدية بالتضاؤل تدريجياً ليحل مكانها شعور بالهدوء والسكينة.

3. التخلي:

دع المشاعر السلبية تتلاشى بهدوء وبالتدريج، ويمكنك الاستعانة بترديد جمل تساعدك على ذلك مثل: "أنا أتخلى عن شعوري بالغضب"، أو أي شعور آخر مع لغة جسد داعمة لما تقوله، وفي الختام زفير هادئ، ولمدة دقيقة إلى دقيقتين سيتخلَّص جسدك من آثار التوتر ويعود إلى حالته الطبيعية؛ أي الهدوء الذهني وارتخاء العضلات، والتروية الطبيعية للأعضاء الداخلية.

إقرأ أيضاً: مقياس التوتر لـ "هولمز" و"راهي".. استيعاب تأثيرات التوتر طويلة الأجل

في الختام:

بإمكانك تجربة الخطوات الثلاث السابقة وملاحظة نتائجها الإيجابية، فإنَّ تقبُّل الأشياء السلبية يساعد على تهدئة النفس والتخلص من مشاعر الخوف، أو الغضب أو التوتر، والانتقال السريع إلى حالة ذهنية مستقرة تمكِّنك من حل المشكلة الأساسية إن وجدتْ بعد تخلُّصك من التوتر، ففي بعض الحالات تكون المشكلة فقط بإحساس التوتر بحد ذاته وما يسبِّبه من تأثيرات مزعجة للجسم.




مقالات مرتبطة