3 خطوات عملية لتعزيز شعور تقدير الذات

كَثُرَ الحديث عن فاعلية العبارات التشجيعية والحوار الذاتي الإيجابي وفائدتهما في الآونة الأخيرة، أودُّ أن أشير في البداية إلى أنَّني من أشد داعمي التفاؤل والطموح والآمال؛ لكنَّ عتبي على التفاصيل الهامة التي تُغفَل عند مناقشة موضوع العبارات التشجيعية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتشاركنا فيه 3 خطوات عملية لتعزيز شعور تقدير الذات.

تجربة في مجال التنمية الشخصية:

عانيت تدنِّي تقدير الذات عندما بدأت رحلتي في مجال التنمية الشخصية، وهو ما أثَّر في حياتي الشخصية والمهنية على حدٍّ سواء.

بالطبع شعرت بالرضى وقدَّرت نفسي بين الحين والآخر، ولا سيما عند تحقيق إنجاز ما؛ لكنَّ شعور الرضى الذاتي غالباً ما يكون مؤقتاً ولا يدوم لفترة طويلة.

عرفت أنَّني يجب أن أنطلق من نفسي؛ لكنَّ تدنِّي شعور التقدير الذاتي عندي منعني وأحبطني، وأدركت من ناحية أخرى أنَّ تدني شعور القيمة الذاتية لدي سيمنعني من تحقيق الإنجازات والأهداف التي أتطلع إليها؛ لهذا السبب بدأت أتعلم وأجرِّب طيفاً واسعاً من التمرينات والوسائل المستخدمة في تنمية شعور تقدير الذات.

لاحظت حينها أنَّ العبارات التشجيعية من أكثر الوسائل التي يُنصَح بها لتنمية شعور تقدير الذات، كما أنَّها بدت سهلة التطبيق بالنسبة إلي، وقد جربت استخدام العبارات التشجيعية في وقتها؛ لكنَّني لم أكن راضية عن النتائج التي حصلت عليها بعد مدة.

مساوئ العبارات التشجيعية:

يمكن تعريف العبارة التشجيعية على أنَّها الإقرار بصحة شيء ما أو وجوده، وهي عبارة عن جملة شفهية أو غير شفهية عن قدرة الفرد وقيمته.

كثيراً ما يلجأ الأفراد إلى الأفكار والعبارات الإيجابية على أمل تحسين حيواتهم؛ لكنَّهم لا يحصلون على النتائج المرجوة، وتراهم يتساءلون عن السبب ويشكِّكون بأنفسهم ويظنون بأنَّهم اقترفوا خطأ ما في أثناء تطبيق العبارات التشجيعية؛ لكنَّهم لا يستطيعون تحديده.

إذا ردَّدت العبارة التشجيعية دون أن تشعر وتؤمن بها، فهي لن تعدو كونها مجرد كلام معدوم القيمة والفائدة.

على فرض أنَّ أحوالك المادية سيئة، وأنت تجاهد من أجل دفع الضرائب والفواتير المترتبة عليك، وصرتَ تستخدم العبارة التشجيعية "أنا ثري"، فإنَّك لن تستفيد منها ما لم تؤمن بقدرتك على تحقيق الأرباح وتجاوز الضائقة المالية.

إذا واجهت مشكلة تهدد استمرارية إحدى علاقاتك، فإنَّ ترديد عبارة: "كل شيء سيكون بخير" لن يفيدك بشيء، فلا تستطيع أن تحصل على الحلول التي تحتاج إليها ما لم تكن ثقتك بنفسك وبعلاقاتك مبنية على أساس منطقي وسليم.

لا تكمن مشكلة العبارات التشجيعية في الموقف الإيجابي الذي يتخذه الفرد تجاه نفسه؛ بل في الأساس الذي تستند إليه هذه العبارات؛ ومن ثَمَّ يجب أن تشعر بإمكاناتك وقدرتك على تغيير حياتك وعلاقاتك وأحوالك المادية، وتؤمن بهما حتى تحصل على النتائج الإيجابية التي تبحث عنها.

يمكن أن تزيد التمرينات والعبارات التحفيزية من شعورك بالإحباط والألم وتتسبَّب في تفاقم مشكلتك عندما لا تُستخدَم استخداماً صحيحاً، ويحدث هذا نتيجة عدم توافق كلامك مع حالتك النفسية وأفكارك ومشاعرك.

شاهد بالفديو: 10 أمور بسيطة تحقق لك الرضا الذاتي عن نفسك

التخلص من السلبية:

تُعدُّ السعادة والإيجابية خيارَين وقرارَين شخصيَّين محضَين، وتكمن المشكلة في عجز الفرد عن اتخاذ هذا القرار، ويؤدي الحوار الذاتي السلبي والمؤذي على الأمد الطويل إلى ترسيخ معتقدات سلبية أساسية ضمن العقل البشري.

عندما تكون أفكار الفرد وطريقة حواره مع ذاته سلبية طوال الوقت، فإنَّ البدء بتطبيق العبارات التشجيعية والمُلهِمة واللطيفة لن يساعده على التخلص من هذه المعتقدات الراسخة المؤذية.

يستمد الإنسان شعوره بالتقدير الذاتي من التجارب التي يخوضها يومياً، وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ الحياة عبارة عن سلسلة من التجارب المتفاوتة في مدى نجاحها وفاعليتها.

تقتضي الطريقة المثالية لتحويل المعتقدات السلبية إلى أخرى إيجابية قبول حقيقة أنَّ الفرد معرَّض لخوض تجارب ناجحة وفاشلة على حدٍّ سواء، وأنَّ الحياة يمكن أن تقسو في بعض الأحيان، ولن يكون النجاح حليف المرء على الدوام.

يتعرض جميع الأفراد دون استثناء لأزمات مادية، ومشكلات مهنية وخلافات عائلية مع الأزواج أو الأطفال، وهذه طبيعة الحياة والظروف بالنسبة إلى الجميع، فلا تتعلق جودة حياة الفرد بعدد المشكلات والأزمات التي يتعرض لها؛ بل بموقفه منها والأساليب التي يستخدمها للتغلب عليها.

إقرأ أيضاً: السلبية: ما هي؟ وما هو أثرها المدمر على حياتنا وكيف نتخلص منها؟

خطوات عملية لتعزيز شعور تقدير الذات:

فيما يأتي 3 خطوات عملية لتعزيز شعور تقدير الذات:

1. قبول التجارب الناجحة والفاشلة على حدٍّ سواء:

تعلَّم تقبُّل التجارب الناجحة والفاشلة على حدٍّ سواء، فكلاهما يتيح لك إمكانية تحقيق التطور والنماء، سواء أكانت النتائج سلبية أم إيجابية، فأنت تستطيع استخدامها والاستفادة منها في اتخاذ قراراتك وتحديد خطواتك المُقبِلة؛ أي باختصار يجب أن تحتفي بإنجازاتك وتبحث عن الفرص الكامنة ضمن الصعوبات.

2. تجاوُز مشاعر الخوف والشك وعدم اليقين:

يظن الفرد بأنَّه لا يستحق النجاح والسعادة؛ بل يمكن أن يشعر بالذنب وعدم الاستحقاق عند تلقِّي مجاملة بسيطة.

تؤدي المخاوف والمعتقدات المقيِّدة إلى ميل الفرد للتسويف وتجنب خوض التجارب الجديدة، لهذا السبب أنصحك بالتحرك واتخاذ إجراءات فعلية عندما ينتابك التردد والقلق وتجد نفسك عاجزاً عن التقدم واتخاذ الخطوة التالية.

خلاصة القول يجب أن تتجاوز شكوكك وتفتح صفحة جديدة في حياتك وتبدأ خوض التجارب دون خوف.

3. التركيز على الإمكانات بدل النتائج:

يستمد بعض الناس شعورهم بالقيمة الذاتية من الإنجازات والنتائج التي يحرزونها، لهذا السبب يصعب عليهم التخلص من مشكلة تدنِّي التقدير الذاتي.

إنَّ إدراك قدرتك على النجاح والتميز وتحقيق نتائج واعدة وكسب المال يؤدي إلى رفع مستوى تقدير الذات، ويؤدي هذا الوعي والحماسة إلى زيادة شعورك بالرضى دون أن تضطر إلى فعل أي شيء أو تحقيق نتائج معيَّنة.

تشكِّل المعتقدات موقفك الذي يؤثِّر في قراراتك، وتؤثِّر الأخيرة في النتائج التي تحرزها في حياتك.

إقرأ أيضاً: لماذا يجب أن تتعلم تقبل مشاعرك السلبية؟

في الختام:

سوف يزداد شعورك بالتقدير الذاتي عندما تثق بنفسك وبقدرتك على تحقيق الأهداف التي تعهدت بإنجازها، ويجب أن تبحث عن المصادر والمقالات والكتب المناسبة لحالتك أو تستعين بمنتور لمساعدتك على التغلب على المشكلة.




مقالات مرتبطة