ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "هانرو روس" (Hanro Roos)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية في تعزيز مشاعر التقدير الذاتي.
يواجه بعض الأشخاص أيضاً صعوبة في قبول المجاملات، وتراهم يقولون إنَّهم لا يستحقون الثناء عوضاً عن شكر من يمتدحهم وحسب؛ بل إنَّهم يحاولون التقليل من أهمية نجاحهم ونسبه إلى المصادفة المحضة.
هكذا كانت حياتي فيما مضى، وكنت أعاني قلة الثقة بالنفس، والشجاعة، والصورة الذاتية المشوهة.
لعلَّك تتوق إلى تغيير صورتك الذاتية المشوهة، وتعزيز ثقتك بنفسك، وتحقيق التنمية الشخصية التي لطالما أردت بلوغها، ويسعدني أن أخبرك بأنَّك تستطيع تحقيق هذا التقدم في حياتك كما فعلت أنا بنفسي.
يقول الجراح والكاتب المسرحي "ماكسويل مالتز" (Dr. Maxwell Maltz): "محال أن تحقق التقدم في حياتك ما لم تتجاوز مشكلة التقدير الذاتي المتدني"، ويُعرَّف التقدير الذاتي بأنَّه إيمان الفرد بشخص أو أمر معين؛ فقد يفقد المرء ثقته بمظهره عندما يزداد وزنه، أو يشعر بأنَّه خيَّب أمل والديه أو خذل نفسه لسبب معين.
فيما يأتي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على تعزيز مشاعر التقدير الذاتي:
1. تصرَّف كما لو أنَّك تثق بنفسك:
إذا كنت عاجزاً عن اتخاذ قرار حاسم في تجربة معينة نتيجة معاناتك الشك الذاتي عندئذٍ يجب أن تطرح على نفسك السؤال الآتي: "كيف كنت سأتصرف لو أنَّني واثق من نفسي؟"، ثمَّ تصرَّف على أساس جوابك، وحذارِ أن تلازم منطقة الراحة؛ فأنت لن تحقق التقدم في حياتك ما لم تتجاوزها.
شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة لاكتساب تقدير الذات
2. استخدم عبارات التحفيز الإيجابية:
يجب أن تردد عبارات التحفيز الإيجابية بعاطفة جياشة؛ لأنَّ العواطف هي المحرك الأساسي للعقل الباطن، وهو لا يفهم الكلام على الإطلاق.
عليك أن تكرر العبارات الآتية بكل ما أوتيت من الحماسة: "إنَّني أصبح أكثر جرأةً وثقةً بنفسي وبقدراتي يوماً تلو آخر في كافة نواحي حياتي"، ولن تصدق هذه العبارة في البداية؛ لكنَّ العقل الباطن سيعدُّها حقيقة واقعة عند تكرارها لفترة مطولة.
3. طبِّق النصائح التي تعرفها في حياتك:
كثيراً ما نستخف بالنصائح التي نسمعها مراراً وتكراراً ونمتنع عن تطبيقها، ويستحسن أن تفكر فيما كانت النصيحة ستسهم في تحسين حياتك؛ فإذا ارتأيت أنَّها ستكون نافعة عندئذٍ يمكنك أن تطبقها في حياتك وتختبر فائدتها بنفسك.
4. اتَّخذ وضعيةً تعكس قوتك:
أنصحك بمشاهدة محاضرة عالمة النفس "إيمي كادي" (Amy Cuddy) التي شاركتها في أحد مؤتمرات تيد (Amy Cuddy’s Ted talk).
تبرز ثقة الأفراد العالية بأنفسهم من خلال وضعية جسدهم؛ لكنَّ الأستاذة "كادي" تفيد بأنَّ خلاف ذلك صحيح أيضاً في هذه الحالة، ومن ثمَّ عندما تشعر بالضعف يمكنك تطبيق وضعية القوة لمدة دقيقتين حتى تزيد ثقتك بنفسك، ويمكن أن تكون وضعية القوة أي وضعية تجعل جسدك أضخم وأكثر انفتاحاً.
وضعيتي المفضلة لزيادة الثقة بالنفس تقتضي رفع القدمين على المكتب وشبك اليدين خلف الرأس.
5. استئنس بالقصص الملهمة:
يتطلب بناء الثقة بالنفس بعض الوقت، وهو لن يتحقق بين ليلة وضحاها، وننصحك في أثناء ذلك أن تستمد الثقة بالنفس من شخصية ملهمة تعدُّها مثالاً يحتذى به، سواء كان هذا الشخص عاملاً في قطاع التنمية البشرية كالكاتب والمتحدث الأمريكي "توني روبنز" (Tony Robbins)، أم في أي مجال آخر كمُقدِّمة البرامج الحوارية الأمريكية "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) على سبيل المثال.
يمكنك أن تستمد الإلهام من قصص نجاحهم، وتستعلم عن عزمهم ومثابرتهم في أثناء سعيهم إلى تحقيق أهدافهم البارزة.
6. تخلَّص من الأفكار السلبية:
تتميز الأفكار السلبية بكونها سريعة الانتشار؛ وبهذا يجب أن تبذل ما بوسعك لتتخلص منها قبل أن تتفاقم وتنغص سعادتك.
قد تشعر في بعض الأحيان بالعجز، وعندها يجب أن تبذل قصارى جهدك لكيلا تسمح لمشاعر الشك الذاتي بالنيل من عزيمتك؛ فأنت قادر على اختيار مشاعر أكثر إيجابية.
قد تواجه بعض الصعوبة في اختيار المشاعر الإيجابية في البداية؛ لكنَّ العملية تصبح أسهل مع الممارسة، والأمر أشبه بتعلم قيادة السيارة؛ إذ تتطور مهارات القيادة مع الممارسة.
لا بأس بالخوف؛ فالشجاعة بالأساس تعني أن يكون المرء خائفاً وعازماً على خوض التجربة في آنٍ معاً، وينطبق الأمر نفسه على مشاعر التقدير الذاتي؛ إذ بإمكان الفرد أن يزيد شجاعته تدريجياً؛ لذا يجب أن تتخلص من المعتقدات التي فرضها عليك المجتمع أو العائلة؛ فهي لا تمثل شخصيتك وأنت قادر على تطهير فكرك منها وإبراز شخصيتك الحقيقية.
إياك أن تستخفَّ بقدراتك وتحسب أنَّك عاجز عن بلوغ غايتك؛ فثمة أشخاص حققوا إنجازات بارزة تتجاوز ما حققته خلال حياتك على الرغم من أنَّك تفوقهم بإمكاناتك ومواهبك، فلا يرتبط نجاحهم بالحظ على الإطلاق؛ بل بتوظيف الشغف والرغبة في قيادة مسيرة الإنجاز، وأنت ترغب بشدة في تعزيز ثقتك بنفسك؛ إذاً أنت قادر على تحقيق هدفك.
في الختام:
توقَّف عن تقديم التنازلات، ومحاولة إرضاء الآخرين، وابدأ بتلبية احتياجاتك ورغباتك الشخصية بمعزل عن آراء الناس من حولك؛ إذ يجب أن يكونوا داعمين ومسرورين لسعادتك.
أضف تعليقاً