3 تمرينات يقظة ذهنية تساعدك على التخلص من الإرهاق

يُشوَّش عقل القائد بالأفكار لعدة أسباب؛ لذا سنقدم لك بضع تمرينات تساعدك على التركيز، وحتى جعل المحادثات تجري بسلاسة مع الأشخاص صعبي المعشر.



يواجه القادة في تكنولوجيا المعلومات صعوبات من جوانب شتى كالتعامل مع الأشخاص والعمليات والميزانيات والسياسة والجداول الزمنية والتكنولوجيا، ولا ريب أنَّ التوفيق بين هذه المطالب قد يسبب لهم الإرباك.

تتمثل إحدى طرائق إدارة كل هذه الضغوط في اليقظة الذهنية، التي هي ممارسة تركيز الوعي على الوقت الراهن، والاعتراف بالمشاعر والأفكار والأحاسيس الجسدية التي تحدث فيه وقبولها كوسيلة لتهدئة البال أو تصفية الذهن.

تقول "ويندي كوان" (Wendy Quan) مؤسِّسة "منصة ذا كالم مانكي" (The Calm Monkey) التي توفر تدريباً على اليقظة وتسهيلاً للأفراد والمؤسسات: "تُمكِّن ممارسة بضع تمرينات من اليقظة الذهنية العملية القادة من التعامل مع جميع الضغوط بصورة أفضل وإثارة حماسة فِرَقهم في أي وقتٍ يريدون، وتؤتي ممارسة القيادة الواعية ثمارها في إنشاء فريق أكثر تفاعلاً".

تساعدك تمرينات اليقظة على زيادة الوعي بما يحدث داخل نفسك وخارجها، والخروج من وضع التحكم الذاتي الذي اعتدت فيه على القيام بالأمور تلقائياً، فلا تفرغ من مسألة حتى تنتقل لغيرها.

تقول "كوان" (Quan) التي عملت مع مؤسسات كبيرة بدءاً من محرك البحث غوغل (Google): "هذا تدريب على الانتباه، فإن كان باستطاعتنا الحد من تعلُّقنا بالماضي أو القلق بشأن المستقبل، فسيتيح لنا هذا أن نكون حاضرين أكثر في اللحظة الحالية، ونعير اهتماماً لما نقوم به في الوقت الحالي ونركز عليه، وسيؤتى كل من ممارسة القيادة الواعية، والاهتمام اهتماماً كاملاً بالمرؤوسين ثماره في إنشاء فريق أكثر تفاعلاً".

يقدِّم ذلك نتائج متنوعةً بدءاً من إثارة الهدوء وحتى تغيير الحياة، على حد تعبير "كوان" (Quan)، التي تضيف قائلةً إنَّ مديري تقنية المعلومات وقادة تقنية المعلومات الذين عمِلتُ معهم كانوا من أشد المناصرين لهذه الممارسات.

إليك بعض تمرينات اليقظة الذهنية الواضحة التي يمكن لقادة تكنولوجيا المعلومات تعلُّمها علَّهم يستفيدون منها عندما تستدعي الحاجة:

1. إعطاء نفسك وقتاً للتفكير:

متى تستخدمه: عندما يواجه عقلك صعوبةً في إنجاز جميع الأشياء التي تحتاجها.

كيفية القيام به: توقف واسأل نفسك: هل أحتاج إلى التفكير في هذا الآن؟ تقول "كوان" (Quan): "يلفت هذا السؤال البسيط انتباهك الكامل إلى ملاحظة ما يدور في خلدك؛ لذا توقَّف للحظة فقط لتحديد أفكارك وما الذي يضغط عليك، ثم حدِّد أيُّ هذه الأفكار فعالة دون سواها، تخدم الأفكار الفاعلة غرضاً، مثل التخطيط لجدول أعمال؛ بينما لا تخدم الأفكار غير الفاعلة أيَّ غرض بل تُسبِّب التوتر، مثل تذكُّر محادثة سابقة مراراً وتكراراً.

عندما تمنح نفسك بعض الوقت للإقرار بأفكارك وتصنيفها، يمكنك عندها اختيار ما ستفعله بشأنها بوعي، حيث تنصح "كوان" (Quan) قائلةً: "إن لم تكن لأفكارك فائدة تُذكر، فابحث عن شيء آخر لتفكر فيه". على سبيل المثال: بدلاً من التفكير في كيفية التعامل مع موظف صعب المعشر، كرِّس هذه الطاقة الذهنية لشيء تنتفع به. 

الفوائد: تُعدُّ طريقة اليقظة الذهنية هذه وسيلةً رائعة لتصفية الذهن، وهي إحدى الأشياء المفضلة لدى "كوان" (Quan) للتعامل مع "عقل القرد" الذي هو مصطلح يصف الذهن غير المستقر أو المضطرب أو المشوش، الذي تجري في داخله حوارات ضمنية لا نهاية لها مسبِّبةً التوتر.

إقرأ أيضاً: تقيّد بهذه النصائح لكي تتخلص من القلق والتفكير الزائد

2. الإحساس بالجسد:

متى تستخدمه: عندما تنتظر بدء اجتماع، أو تريد اتخاذ قرار مصيري، أو تنتظر المصعد، أو في المطار.

كيفية القيام به: تقول "كوان" (Quan): "غالباً ما تستخدم تمرينات اليقظة الذهنية الجسد كطريقة للظهور؛ لذا استفد من كل تلك اللحظات القصيرة من الانتظار في يومك لتحويل انتباهك إلى ما تشعر به في جسمك في هذا الوقت الحالي".

هناك عدة طرائق لتجذب الانتباه الكامل لأحاسيس جسدك، فعليك بدايةً أخذ عدة أنفاس عميقة قسرية بدءاً من صدرك نزولاً إلى بطنك، ويمكنك إن رغبت أن تَعُدَّ في ذهنك (إن كانت فترة الانتظار قصيرةً، فتوقف عند هذا الحد، ولا تستخف ببضع أنفاس لفترة قصيرة لمساعدتك على استعادة التركيز) على حد تعبير "كوان" (Quan)، وبالنتيجة قد تشعر ببساطة بوزن جسمك وتَلامُسِه مع الكرسي الذي تجلس عليه أو تُحسُّ بقدميك على الأرض.

كما يمكنك ملاحظة وضع جسمك، فعلى سبيل المثال: هل تشعر بتشنج في جذعك أو بطنك أو كتفيك؟ هل تضغط على فكك؟ تقول "كوان" (Quan): "تحقق من الأماكن المتشنجة في جسمك ودعها تسترخي".

الفوائد: يمكن لهذه التقنيات أن تعطي نتيجةً مذهلةً للتخلص مِن التوتر الجسدي، على حد تعبير "كوان" (Quan)، ناهيك أنَّها تمنح ذهنك الاستراحة من يوم حافل بالمشاغل وتُشعرك بمزيد من الاسترخاء.

إقرأ أيضاً: كيف تستعيد هدوءك وتركيزك عندما تشعر بالتوتر؟

3. إعارة الاهتمام الكامل لشخص صعب المراس:

متى تستخدمه: في أيَّ وقت تضطر خاصةً فيه إلى التفاعل مع أشخاص لا يروقون لك.

كيفية القيام به: تقول "كوان" (Quan): "يمكن أن تتغير جودة تفاعلاتك مع الآخرين تغيراً ملحوظاً عندما تمنحهم جُلَّ انتباهك برحابة صدر"؛ لذا في المرة التالية التي تعقد فيها اجتماعاً مع شخص صعب المراس، أو تُجري مكالمةً هاتفيةً لا ترغب فيها، أو تتناقش مع شريك عمل غير متعاون، أبعد كلَّ تصوراتك المسبقة عن الشخص في هذا التفاعل.

تقول "كوان" (Quan): "بغضِّ النظر عن مدى توترك أو انشغالك، لاحظ سلوك الطرف الآخر وتعبيرات وجهه وحركاته وحالته العاطفية، أعر جلَّ انتباهك كي تُشعره أنَّك منتبه له وتستمع إليه."

الفوائد: على الرغم من أنَّ التواجد قرب الأشخاص المزعجين أمر لا نحبِّذه، إلا أنَّ العديد من الأشخاص يبلغون عن تحوُّلات إيجابية للغاية في عملهم وعلاقاتهم الشخصية بمجرد أن يبدؤوا في ممارسة هذا التمرين، على حدِّ تعبير "كوان" (Quan).

 

المصدر




مقالات مرتبطة