ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أخطاء التفكير.
كلُّنا نرتكب هذه الأخطاء؛ لذلك لا جدوى من محاولة أن تصبح مفكراً مثالياً، فهذا مستحيل، ومع ذلك مع الممارسة، يمكنك تجنب بعض أخطاء التفكير التي يرتكبها معظمنا، ومن خلال تجنب هذه الأخطاء، يمكننا تحسين قراراتنا؛ ومن ثَمَّ حياتنا ومهننا، وما يأتي هو قائمة من ثلاثة أخطاء في التفكير، والسؤال هو: هل ترتكب هذه الأخطاء؟ إذا كان الأمر كذلك، سأشارك الحل أيضاً:
1. الحياة تسير عكس إرادتك:
التحيز المعرفي المفضل لدي هو انحياز الانتباه (Attentional bias)؛ إذ إنَّه دليل علمي على فكرة أنَّ حياتك هي نتيجة أفكارك، وليس الأحداث التي تواجهها، وينص انحياز الانتباه على أنَّ تصوراتنا تتأثر بأفكارنا، ومنه تحدد تصوراتنا أفعالنا وقراراتنا، والتي تشكل حياتنا، فإذا كانت لديك أفكار سلبية، فلديك أيضاً تصور سلبي للحياة.
قد يكون عقلنا غير منطقي؛ لكنَّه أيضاً بسيط في الوقت نفسه، وما يجب فعله حيال ذلك هو الانتباه جيداً إلى طريقة تعاملك مع الأشخاص في حياتك والمحادثات التي تجريها والموسيقى التي تستمع إليها والكتب التي تقرؤها والأفلام التي تشاهدها، فافهم أنَّ كلَّ شيء يؤثر فيك، ولا يمكنك فعل شيء حيال ذلك، ومع ذلك، يمكنك التحكم فيما تريد القيام به، فإذا كان انتباهك يركز على الأشياء الإيجابية؟ سيكون لديك نظرة إيجابية إلى الحياة، وإذا كان انتباهك يركز على الأشياء السلبية؟ سيكون لديك نظرة سلبية إلى الحياة.
2. الثقة بعقلك:
إذا كنت ما تزال تعتقد أنَّ عقلك هو صديقك، فأنت مخطئ، والدليل في أحد التحيزات المعرفية المعروفة وهو التحيز التأكيدي، الذي يفسر سلوك تأكيد تصوراتنا المسبقة، فإذا كنت تؤمن بشيء ما، فستحاول جاهداً العثور على معلومات وأدلة وإشارات لدعم ذلك، وبعبارة أخرى، أنت تفعل كلَّ شيء لتثبت أنَّك لست مخطئاً.
يعاني العلماء أيضاً هذا الخطأ في التفكير، فهم مشهورون بالعثور على أدلة تؤكد أفكارهم المسبقة، فلا أحد كامل، وما يجب فعله حيال ذلك، هو المنظور الواقعي والحيادي للحياة، والذي يؤدي إلى قرارات مستنيرة بشكل أفضل، ولسوء الحظ لا وجود للقرار الأفضل، فإذا كان الأمر كذلك، فسنعيش في عالم مثالي مليء بالأشخاص الذين يتخذون قرارات منطقية وعملية.
لذا تجنب اتخاذ القرارات بناءً على المعتقدات والمنطق الواضح وحتى العلم، وبالنسبة إلي في كلِّ مرة أكون مُقيَّداً بنمط تفكير، أحاول التخلي عنه من خلال النظر في قائمة التحيزات المعرفية، وأبحث في ويكيبيديا للحصول على "قائمة التحيزات المعرفية".
من المغري أن نعتقد أنَّنا قد فهمنا كلَّ شيء لأنَّنا قرأنا بعض الكتب أو الدراسات، لكن توجد مشكلة واحدة فقط: ما تزال غير قادر على الوثوق بأحكامك، بصرف النظر عن مقدار المعرفة التي لديك، وفهمك لهذا الأمر يساعدك على اتخاذ قرارات مستنيرة بشكل أفضل.
شاهد بالفديو: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك
3. الاعتقاد أنَّك لن تفعل شيئاً مرة أخرى:
- عندما عدت من رحلة مرهقة، قلت: "لن أسافر مرة أخرى أبداً".
- عندما انتهت علاقتي الأولى، قلت: "لن أبدأ علاقة جديدة أبداً".
- عندما تركت وظيفتي، قلت: "لن أعمل لدى شخص ما مرة أخرى".
- عندما سئمت استخدام وسائل النقل العام، قلت: "لن أستقل القطار مرة أخرى".
- عندما خسرت نصف أموالي خلال انهيار سوق الأسهم في عامي 2008/2009، قلت: "لن أستثمر مرة أخرى".
بالطبع، سافرت مرة أخرى، واستثمرت مرة أخرى، ووقعت في الحب مرة أخرى، واستقلَّيتُ القطار مرة أخرى، وفي المستقبل، قد أعمل لدى شخص آخر مرة أخرى، فلا يمكنك التفكير في أنَّك لن تفعل شيئاً أبداً بعد تجربة سيئة، وهذا شيء تعلمته من التجربة الشخصية.
في الواقع، إنَّه شيء نتعلمه جميعاً، لكن المشكلة هي أنَّنا نواصل قول هذه الأشياء الغبية ونتصرف أيضاً وفقاً لأخطاء التفكير هذه، ولهذا السبب نخشى استثمار أموالنا، وبدء عمل تجاري والوقوع في حب شخص ما، وما إلى ذلك، فأنت تضر نفسك من خلال نمط التفكير هذا.
في الختام:
لا يساعدنا أيٌّ من أخطاء التفكير المذكورة أعلاه، فلماذا ما زلنا نرتكب هذه الأخطاء؟ لأنَّ حلول أخطاء التفكير هذه تبدو منطقية، ونعتقد أنَّنا أذكياء إلى درجة أنَّنا لا نحتاج حتى إلى التفكير في الأمر، وهذا هو بالضبط بيت القصيد، فنحن لسنا منطقيين، وهذا شيء يجب ألا ننساه، وإذا فعلنا ذلك، تصبح أخطاء تفكيرنا عادة دائمة، ولهذا السبب يجب علينا تغيير أخطاء تفكيرنا حينما نستطيع ذلك.
أضف تعليقاً