ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "غاري دوغلاس" (GARY DOUGLAS)، ويُخبرنا فيه عن أهمية الوعي.
تتطلَّب اليقظة أن يعمل الفرد بجدٍّ واستمرار، وأن يكون في حالة دائمة من النشاط والدقة ومراقبة كل شخص وكل شيء؛ لأنَّ اللحظة التي تتوقف فيها عن الانتباه هي اللحظة التي يفوتك فيها كثير من الأشياء؛ لذا تمارس اليقظة بجهد أكبر حتى لا تفوتك الأشياء، ولكن في اللحظة التي تفقد فيها التركيز يفوتك كثير من الأمور؛ لذا فإنَّك تحاول جاهداً ألا يفوتك أي شيء؛ مما يسبب كثيراً من الإرهاق.
إذا كنت تمارس اليقظة فقد تعرف مقدار العمل الجاد المطلوب للحفاظ على مستوى التركيز المطلوب، فإذا كنت تريد شيئاً سهلاً، أو أفضل فعليك بتجربة الوعي.
يُولَد الوعيُ معك بالفطرة؛ فهو القدرة على إدراك كل الأشياء ومعرفتها، والقدرة على أن تكون حاضراً تماماً مع من وما هو أمامك مباشرةً مع الحفاظ على الوعي بالبيئة من حولك؛ فالوعي لا يتطلب منك التركيز على شيء واحد فقط، ولا يجبرك على العمل الجاد للانتباه؛ بل هو يشمل كل شيء من حولك، ويرحِّب بكل شيء دون حكم.
فيما يأتي أهم ثلاث نصائح لتجنُّب اليقظة واستثمار الهِبة التي تملكها؛ وهي الوعي:
1. كن على استعداد لمعرفة ما هو موجود:
عندما نأتي إلى هذا العالم يتعلم معظمنا الحكم على الأمور، ومعرفة ما هو "جيد" وما هو "سيئ"، ويُطلب منا أن نفعل الصواب ونتجنب الخطأ، وعندما تحكم على أي شيء، فإنَّ عقلك يسمح فقط بدخول المعلومات التي تطابق هذا الحكم.
غالباً ما تأتي اليقظة الذهنية من التركيز فقط على ما هو جيد وصحيح في الآخرين والعالم من حولك، والمشكلة في هذا مع أنَّه أمر إيجابي لكنَّه ما يزال حكماً، فإذا كان أمامك ثعبان خطير وقررت أنَّك يجب أن ترى الجانب الجيد من الأمر فقط فلن ترى الخطر الموجود.
لذا للتوقف عن اليقظة والانتقال إلى الوعي يمكنك استخدام أداة تسمى "وجهة نظر مثيرة للاهتمام"؛ ففي كل مرة تلاحظ فيها أنَّك تحكم على شيء ما سواء كان إيجابياً أم سلبياً، قل لنفسك: "لدي وجهة نظر مثيرة للاهتمام"، واستمر في ترديدها حتى تتضح الأمور أمامك؛ فما يحدث عندما تقول هذه الكلمات هو أنَّ كل حكم لديك يصبح ببساطة مجرد رأي مثير للاهتمام وليس حقيقياً وصحيحاً.
شاهد بالفيديو: 6 خطوات لممارسة تأملات اليقظة الذهنية
2. كن مدركاً لما تنتجه اختياراتك:
تعمل اليقظة على افتراض وجود خيارات صحيحة وخيارات خاطئة، ومن منطلق اليقظة تلاحظ وتحكم على الأفضل ثمَّ تختار.
الوعي ليس له حكم؛ فهو يشمل كل شيء ولا يحكم على شيء، وعندما تتصرف من منطلق الوعي تسأل: "ما الذي أود أن أختاره؟"، و"إذا اخترت هذا فماذا سينتج عن ذلك؟"، فيرتبط الوعي بتمكينك من الاختيار، ثمَّ ملاحظة ما أدى إليه اختيارك ثم الاختيار مرة أخرى.
3. كن حرَّاً عندما لا يتحتم عليك أن تكون على صواب:
انظر إلى الوراء للحظة إلى تلك المرات من حياتك التي كنت تعرف فيها أنَّ اتخاذك لخيار معين سيكون سيئاً؛ لكنَّك اخترته على أيَّة حال، هذه المعرفة كانت هي وعيك؛ ففي كثير من الأحيان ما يحدث هو أنَّ لدينا وعياً فنلجأ إلى عقولنا المعرفية لمحاولة تنظيمه وترتيبه، وهذا هو المكان الذي نتخلى فيه عن وعينا في محاولة لتصحيحه.
عندما تبدأ في النظر إلى مجالات حياتك التي اخترت فيها محاولة اكتشاف الأشياء بدلاً من التكيف مع تلك المعرفة اللحظية، فإنَّك تبدأ في إعادة التواصل مع وعيك، وعندما تنظر إلى هذه المجالات في حياتك لا يرتبط الأمر بجعلك مُخطئاً؛ بل بالاعتراف بالنتائج التي أدى إليها اختيار إيقاف ممارسة الوعي، فيمكنك الاختيار على نحو مختلف في حين تمضي قدماً.
في الختام:
الوعي هو أعظم موهبة لديك، وبدلاً من العمل الجاد والسعي يأتي الوعي بسهولة، اختر الوعي واكتشف بهجة الحياة والمعيشة.
أضف تعليقاً