لا يمكنك بطبيعة الحال أن تتوقع الحصول على نتائج معيَّنة ما لم تعطِ الأولوية للنشاطات، والمهام التي تؤدي إلى هذه النتائج، وسواء كنت ترغب بتأليف كتابك الأول، أم خسارة الوزن، أم إنشاء مشروعك التجاري، فمن الضروري أن تجعل النشاطات الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف إحدى أولوياتك. إليك فيما يأتي:
3 نصائح تساعدك على توفير الوقت اللازم لتحقيق أهدافك:
1. حدِّد السبب الذي يدفعك للاعتقاد بأنَّك لا تمتلك ما يكفي من الوقت:
تروي الكوتش "إرين فالكونَر" (Erin Falconer) عن مشكلة إحدى عميلاتها بعد أن أنجبت طفلتها بفترة وجيزة، وأرادت هذه السيدة الحصول على بعض المساعدة لخسارة الوزن الزائد الذي اكتسبته بسبب الحمل، وأخبرت الأم الكوتش "فالكونر" عندما بدأت العمل معها بأنَّها تشعر بأنَّ طفلتها الرضيعة تستحوذ على وقتها بأكمله، وأنَّه سيكون من الصعب جداً بالنسبة إليها أن تجد الوقت اللازم لتنفيذ خطة خسارة الوزن التي وضعتها؛ لذلك بدأت بممارسة بعض تمرينات العصف الذهني لإيجاد حل لهذه المشكلة.
طلبت "فالكونر" من عميلتها أن تدوِّن كل ما تقوم به خلال يومها عندما تعود للمنزل، وكانت مفاجئة هذه السيدة كبيرة عندما وجدت أنَّها تضيِّع كثيراً من الوقت بسبب التشتت بين عدة مهام دون أن تُنجز أيَّاً منها بشكل كامل، ولقد تبيَّن أنَّ مشكلتها الحقيقية تكمن في التشتت بسهولة، وليس بعدم امتلاك ما يكفي من الوقت.
فكِّر بنفس الطريقة، وحاول أن تحدد السبب الذي يدفعك للاعتقاد بأنَّ مشكلتك تتمثَّل بعدم امتلاك ما يكفي من الوقت، وكن صادقاً مع نفسك، فهل تضيِّع كثيراً من الوقت في ممارسة نشاطات غير مفيدة مثل ألعاب الفيديو، ووسائل التواصل الاجتماعي مثلاً؟ هل تسعَى إلى الحصول على نتائج مثالية عند القيام بعمل ما يؤدي إلى إهدار كثير من الوقت؟
الهدف من هذه العملية هو امتلاك تصور واضح عن النشاطات التي تستغرق وقتك، حتى تتمكن من تحديد ما ترغب بجعله أولوية خلال يومك، وأدركت، مثلاً، السيدة في مثالنا السابق أنَّ كلاً من صحتها وطفلتها تمثِّلان بالنسبة إليها أولوية، وتمكنت عندها من إيجاد ما يكفي من الوقت للاعتناء بطفلتها، والحفاظ على صحتها، ويمكنها تأجيل أي شيء آخر، أو تفويض القيام به لشخص ما.
شاهد بالفيديو: 10 طرق لادارة وقتك بشكل افضل
2. كن منظَّماً والتزم بالعمل على تحقيق هدفك:
لنكن واقعيين، يتطلب عيش حياة صحية وهادفة كثيراً من الوقت؛ لذلك يجب أن تخصص الوقت لهذه النشاطات الصحية والمفيدة، ولا توجد طريقة أخرى للحصول على هذه النتائج دون بذل الجهد والوقت، فيشبه الأمر عمل عضو هام من أعضاء الجسد، مثل القلب، فلا يمكن أن تمتلك صحة جيدة أو تستمر في الحياة إذا لم يعمل قلبك بكامل طاقته، وبالمثل لا يمكنك أن تأمل بتحقيق أهدافك بالاعتماد على الحظ أو الصدفة.
تتحدث "فالكونر" عن تجربة عميلة أخرى، فاعتادت هذه العميلة على طهو غدائها لليوم اللاحق قبل النوم، وما دفعها لذلك هو ما يمنحها إياه الطعام الصحي من طاقة، ومتعة، ولم تعد تعاني هذه العميلة بفضل هذه العادة الصحية من الشعور بالخمول في أثناء النهار، ولا من أية مشكلات هضمية أو تقلبات مزاجية، وهو ما اعتادت على الشعور به عندما كانت تتناول الوجبات السريعة.
كما قررت هذه السيدة أن تجعل إعداد وجبة الغداء في المنزل إحدى أولوياتها، وقامت بما يجب من خطوات للالتزام بهذا الأمر، ولكن من الخطأ أن تعتقد أنَّ هذا الالتزام أمر يسير، فهذه السيدة تفضِّل، مثل أي شخص آخر، الاستلقاء على الأريكة، ومشاهدة التلفاز، أو قراءة مجلة مسلية، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ما ساعدها على الالتزام بهذه العادة الصحية هو وضوح رؤيتها عما ترغب بتحقيقه على صعيد الصحة الجسدية والنفسية، وهو ما ساعدها على امتلاك الحافز الضروري للالتزام.
3. تخيَّل النتيجة النهائية لتحقيق الهدف:
تخيَّل، عندما تضع هدفاً، النتيجة النهائية، وكن دقيقاً قدَر الإمكان عند القيام بهذا التصور الذهني، وأغمض عينيك قليلاً، وتخيَّل ما ستشعر به عندما تحقق هدفك، وما هي التجربة التي ستختبرها جسدياً، وعاطفياً، ووجدانياً؟ هل ستختبر شعوراً محدداً؟ هل سيدفعك تحقيق الهدف إلى القيام بشيء ما بطريقة مختلفة عمَّا اعتدت عليه؟ هل سيؤدي ذلك إلى تغيير منظورك عن نفسك؟ كيف سيؤثِّر هذا الأمر في طريقة تعاملك مع زملائك في العمل، أو أصدقائك، أو شريك حياتك؟ كيف ستشعر عندما تبدأ بعيش الحياة التي كنت تحلم بها؟
من الهام أن تتخيل هذه الأمور بشكل دوري كي تبقى متحفزاً؛ لأنَّ تحقيق الأهداف يتطلب إجبار نفسك على القيام بأشياء تخالف رغباتك، ويعتقد الناس أنَّه من المفترض أن يحبوا كل ما يقومون به، وعندما يتوجب عليهم القيام بشيء لا يحبونه، فإنَّهم يستسلمون. والسبب أنَّ القيام بهذه الأشياء يتطلب خروجهم من منطقة الراحة، وعندما تتخلص من الاعتقاد بضرورة القيام بالأشياء التي تحبها فقط، فستصبح قادراً على القيام بكل ما من شأنه مساعدتك على تحقيق أهدافك بصرف النظر عن شعورك نحوه، وستزداد بالنتيجة قدرتك على المثابرة، وتعزز ثقتك بنفسك، وقدرتك على تحقيق أي هدف.
في الختام:
سنختم بنصيحة إضافية: آمِن بأنَّك تستحق أن تكون بصحة جيدة، وأن تكون شخصاً ناجحاً في الحياة الشخصية، أو المهنية، أو أي شيء ترغب بتحقيقه، ومن الضروري أن تقنع نفسك بأنَّك تستحق ذلك، وتذكَّر أنَّ هناك وفرة في الوقت، وتحتاج فقط إلى استثماره بشكل صحيح؛ لذا طبِّق هذه النصائح وستتمكن من العثور على ما يكفي من الوقت للعمل على تحقيق أهدافك.
أضف تعليقاً