تطوير الموظفين:
تثبت برامج تدريب الموظفين اهتمام الشركة بمستقبل العاملين؛ وذلك عن طريق تخصيص جزء من الميزانية لتعليمهم وتدريبهم، ويجب تحديث استراتيجيات التدريب لمواكبة الاحتياجات المتغيِّرة للقِوى العاملة، وتختلف إجراءات إعداد وتطبيق برامج التطوير والدعم في حالة الفِرَق الهجينة عن الدوام المكتبي التقليدي.
أهمية تطوير الموظفين:
تضمُّ بيئات العمل في الوقت الحالي 5 أجيال تختلف عن بعضها من جهة أسلوب التواصل والموقف من العمل، وهذا يتسبَّب في تصاعد التوتر بين الموظفين وتخفيض جودة النتائج التي تحقِّقها الشركة، ونتيجة لذلك يقع على عاتق المدير أو القائد مسؤولية التركيز على مساعدة أعضاء الفريق على تعلُّم تقنيات التواصل الفعَّال مع بعضهم، وتتطلَّب هذه المهمَّة كثيراً من الوقت والجهد وخاصة في حالة القوى العاملة الموزَّعة.
تهدف مبادرات التدريب والتطوير إلى مساعدة الموظف على فهم زملائه ونفسه، وإدراك قدراته ودوافعه وميوله على صعيد العمل، وتساعد برامج التطوير على تنمية مهارات الموظف وتحسين أدائه عندما يعمل وحده أو ضمن إطار الفريق، وتساهم فرص التطوير من جهة أخرى في تحسين العلاقة بين القيادة والموظفين، وهذا يُشجِّع المرشحين على تقديم طلبات التوظيف ويرفع معدَّل استبقاء العمالة في الشركة.
تتَّضح أهمية أهداف المؤسسة عند إدراجها ضمن استراتيجيات التطوير، وهذا يشجِّع الموظفين على تطبيق أساليب وتقنيات جديدة تسهم في تحسين فاعلية العمل، وهذا يساعد على تلبية احتياجات كل من العاملين والمؤسسة على حدٍّ سواء، وتركِّز معظم برامج التطوير المهني على التغيير الذي يُعدُّ من العناصر الأساسية والثابتة في الحياة، لهذا السبب يزداد الطلب على اكتساب القدرة على التكيُّف ومواكبة التغيرات في قطاع الأعمال، ونتيجة لذلك يجب تزويد الموظفين بالتقنيات والوسائل التي تساعدهم على توقُّع التغيُّرات والاستعداد للتعامل معها، والذي بدوره يُسهم في زيادة قدرتهم على استيعاب المعلومات، وتطبيق حلول المشكلات، واتِّخاذ القرارات اللازمة لتحقيق أهداف الشركة.
شاهد بالفيديو: 9 عناصر تجعل برامج تدريب الموظفين ناجحة للغاية
تحديث برامج تطوير الموظفين في المؤسسة:
فيما يأتي 3 خطوات لتحديث برامج واستراتيجيات تطوير الموظفين:
1. التزام القائد بتطوير نفسه باستمرار:
تزداد قدرة القائد على مساعدة موظفيه على تطوير أنفسهم عندما يلتزم بتنمية مهاراته وإمكاناته ويعمل على تطوير نفسه باستمرار، ويجب أن يفعل القائد ما يلزم لتوقُّع التوجُّهات المقبلة في قطاع العمل والاستعداد للتعامل معها، والاطلاع على استراتيجيات التعلُّم والإدارة التي يضعها روَّاد الفكر، والاشتراك في مجتمعات العقل المدبر التي تضم قادة يعملون في مناصب وقطاعات مشابهة، وبناء علاقات وثيقة مع المنتورز في هذا المجال.
يجب أن يعمد القائد إلى تجريب تقنيات وأساليب جديدة في العمل، لكي يواكب التغيرات الجارية والمستمرة في القطاع، وقد يضطر في بعض الأحيان لتغيير مخططاته واتخاذ قرارات جديدة، استجابةً للمعطيات غير المحسوبة التي تطرأ في التنفيذ، فأدركَ الناس خلال جائحة "كوفيد-19" (Covid-19) أنَّهم لا يستطيعون الاعتماد على الخطط والأساليب القديمة، لهذا السبب عليك أن تختبر استراتيجيات العمل التي تطبِّقها في العادة وتجرِّب وسائل وتقنيات جديدة، وينبغي أن تُقيِّم فاعلية الاستراتيجيات الجديدة التي جربتها، وتختار ما يناسبك منها.
2. تطبيق عقلية المنتورينغ:
تقع على عاتق القائد مسؤولية التحقُّق من مؤهِّلات الموظفين وقدرتهم على تأدية المهام المطلوبة منهم، فالمنتورينغ هو الطريقة المثالية التي يمكن أن يستخدمها القائد لنقل معلوماته ومهاراته إلى موظفيه، ولكن يجب عليه أن يجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عنهم، وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:
- ما هي خططهم المهنية على الأمد الطويل؟
- ما هي الأهداف المهنية التي يطمحون لتحقيقها حالياً وفي المستقبل المنظور؟
- ماذا يمكنك أن تفعل لمساعدتهم على تطوير أنفسهم وإحراز التقدُّم صوب أهدافهم المهنية؟
يتطلَّب المنتورينغ الإصغاء لكلام الموظف باهتمام، وتقديم الدعم والتشجيع الذي يحتاج إليه لتحقيق أهداف التطوير المهني، وإبداء التعاطف تجاهه، ويجب أن يتفهَّم القائد الاحتياجات الإنسانية لأعضاء الفريق دون أن يُعدَّهم مجرد أدوات لتحقيق أهداف الشركة.
3. طلَبُ التغذية الراجعة من الموظفين والأخذ بها:
يعمد القائد الناجح والملهِم إلى طلب التغذية الراجعة من موظفيه باستمرار، وهذا يتيح له إمكانية تقييم التقنيات والأساليب المُطبَّقة، وتعديل خطط تطوير الموظفين بغية زيادة مشاركتهم وإقبالهم عليها، ويعتمد القائد الملهِم على بيانات التغذية الراجعة في اتِّخاذ القرارات وتطبيق إجراءات العمل، لكي يعرف الموظفون أنَّه يأخذ تقييماتهم ومقترحاتهم على محمل الجدِّ، ويمكن الاستفادة من نتائج تحليل بيانات التغذية الراجعة في تعديل برامج التطوير والتدريب واتخاذ التدابير اللازمة لتحفيز الموظفين وتشجيعهم على المشاركة.
يجب أن يعرف الموظف دور التغذية الراجعة التي قدَّمها في إعداد برامج التطوير المهني، أي ينبغي أن يدرك مساهمته في التجربة، ويثبت القائد بهذه الطريقة استعداده لمواكبة التطورات الجارية، والتعامل مع التغييرات البسيطة اليومية والنقلات النوعية على صعيد التكنولوجيا، كما تزداد ثقة الموظفين بقرارات القائد وقدرته على تخصيص الموارد اللازمة لتطبيقها.
في الختام:
يحتاج القائد لتحديث استراتيجيات تطوير الموظفين بغية مواكبة التغيرات والحفاظ على الصدارة في مجال قيادة الأعمال التجارية في المستقبل، ويجب أن تتعامل مع التغيرات التي تشهدها القوى العاملة بإيجابية وذهن منفتح، لكي تتمكَّن من اتِّخاذ القرارات التي تحقِّق مصالح فريق العمل والشركة على حدٍّ سواء.
أضف تعليقاً