20 طريقة لتكون لبقاً

تصنع الكلمات اللطيفة والتصرفات اللبقة فرقاً كبيراً في العالم، وما نقصده هو اللباقة؛ هذه الصفة التي تعكس أناقة الروح ورقي السلوك، لغة النبلاء ومفتاح القلوب، فن لا يقتصر على الكلمات وحدها بل يمتد إلى تصرفاتنا وتعاملنا مع الآخرين، مثل كلمة طيبة في وقتها، أو ابتسامة في موقف صعب.



هي قوة تبني جسوراً من المودة بين الناس، وصمام الأمان الاجتماعي، ومهارة تصقل شخصياتنا وتزيد من جاذبيتها الاجتماعية والمهنية وتجعل الحياة أكثر سهولة، هي تفاصيل صغيرة لكنَّها تصنع فرقاً كبيراً في تجاربنا التي نعيشها بشكل يومي، فكيف تملك هذه الصفة الراقية وكيف يمكن لكل واحد منا أن يحسِّن مستوى لباقته لتصبح اللباقة جزءاً لا يتجزأ من شخصيته ومن حياته اليومية. إليك فيما يأتي:

20 طريقة لتكون لبقاً:

1. اختيار الوقت المناسب لبدء الحديث وتحديد الهدف من الحديث:

اختيار الوقت المناسب لبدء الحديث؛ يعني أخذ الاعتبارات الزمنية والمواقف في الحسبان قبل البدء بالمحادثات، وهو جزء أساسي من اللباقة الاجتماعية، وعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب في طرح موضوع جاد أو مناقشة مشكلة شخصية مع صديقك، فقد لا يكون الوقت المناسب في أثناء اجتماع عمل أو في مكان عام؛ بل يجب اختيار فرصة أفضل للتحدث بحرية دون انقطاع أو تشويش، وأيضاً يمكنك اختيار الوقت المناسب لبدء الحديث بناءً على المزاج والظروف الشخصية للطرف الآخر، وعلى سبيل المثال إذا كنت تريد التحدث إلى شخص ما بعد يوم شاق لديه، فقد لا يكون ذلك الوقت المناسب لبدء محادثة طويلة، وفيما يأتي نصائح لاختيار الوقت المناسب لبدء الحديث مع الناس:

  • انظر إلى الظروف المحيطة والموقف الحالي للشخص، هل هو مشغول؟ أم يبدو منهمكاً؟
  • لاحظ لغة الجسد وتعابير الوجه للشخص، هل تظهر عليه علامات الاستعداد للحديث أم يبدو مشغولاً أو غير متفرغ؟
  • احترم الحدود الزمنية للشخص واحرص على الحفاظ على مقدار مناسب من الفاصل الزمني بين المحادثات، إذا كان هناك تفاعل سابق بينكما.
  • كن مرناً وتفهَّم أنَّ الوقت قد لا يكون مناسباً دائماً، لذا اعترف بأنَّ الأشخاص لا يملكون الوقت الكافي.
  • احترم الحدود الشخصية للشخص، والاحتمالات المتاحة لديه في الوقت الحالي.
  • احرص على اختيار الوقت المناسب للتحدث؛ فاللحظات الهادئة بعد أوقات العمل، أو خلال وجبات الغداء والعشاء، أو في الأوقات المحددة للتواصل، قد تكون الأفضل لبدء المحادثات.

بالنسبة إلى تحديد الهدف من الحديث مع الناس؛ هو جزء هام من اللباقة الاجتماعية أيضاً، ويعني ذلك أنَّك تعرف لماذا تريد التحدث مع الشخص وما هي النتيجة التي ترغب في تحقيقها من هذا الحديث، ويمكن أن يكون الهدف؛ هو تبادل المعلومات، أو تقديم الدعم، وبناء العلاقة، أو حل المشكلة، أو حتى التسلية والمرح، لذا عندما تحدد الهدف، يصبح لديك توجيه أوضح للمحادثة ويساهم ذلك في بناء علاقات أكثر إيجابية وصحية مع الآخرين.

2. تذكُّر الوجوه والأسماء:

تذكُّر الوجوه والأسماء يُظهر اهتمامك واحترامك للشخص الآخر، فعندما تتذكر الشخص واسمه، ترسخ انطباعاً إيجابياً وتبدي اهتماماً حقيقياً بالتواصل معه، مثلاً: عندما تلتقي بشخصٍ جديدٍ في حدث اجتماعي وتستخدم اسمه، يعزز هذا الشعور لديه بالتقدير والاحترام ويمكن أن يجعله يشعر بأنَّك مهتم بالتواصل معه، فتكون بداية الطريق لبناء علاقات صحيحة ومحترمة.

3. المديح المخلص الصادق:

يختلف المديح عن التملق، فالتملُّق؛ هو إخبار الإنسان الآخر بما يظنه عن نفسه بالضبط أي الثناء الزائف، بينما المديح؛ هو تعبير عن التقدير والثناء لشخص ما بسبب صفاته الإيجابية أو إنجازاته، ويكون المديح صادقاً ومخلصاً، ومدح الآخرين هو جزء أساسي من اللباقة الاجتماعية؛ إذ يعكس التقدير والاحترام لصفاتهم الإيجابية أو إنجازاتهم، ويمكن أن يكون المديح عميق الأثر في مشاعر الآخرين، ومن الأمثلة على ذلك:

  • أظهر التقدير: كأن تقول: "لقد قمتَ بعمل رائع في إدارة هذا المشروع، وأعجبني كيف تمكنت من تنظيم كل التفاصيل بشكل مذهل".
  • أظهر الدعم: كأن تقول: "أنت شخص قوي ويتحمل وقادر على حل أي مشكلة تصادفك، وسأكون هنا لمساعدتك على ما تحتاج إليه وقت ما تشاء".
  • امدح الصفات الإيجابية الموجودة في الشخص مثل الصدق، الأمانة، الذكاء، الاجتهاد، والمثابرة.

4. التحدث عن أشياء هامة للمتحدث وحثه على التحدث عن نفسه قدر المستطاع:

عندما تشارك في حوار، ثم تناقش أو تستمع إلى شخص آخر، من اللطيف أن تتحدث عن موضوعات هامة بالنسبة إليه، وفي الوقت نفسه، تشجعه على مشاركة ما يدور في ذهنه أو التحدث عن نفسه، ويمكنك مثلاً طرح الأسئلة التي تعكس اهتمامك بما يفكر فيه الشخص الآخر أو ما يمر به، مثلاً، هل تعمل على أي هوايات حالياً؟ أو ماذا تعمل في الوقت الحالي؟ أو هل تعاني من صعوبات في شيء ما؟ أم هل هناك ما يثير تفكيرك في الوقت الحالي؟ 

شاهد بالفديو: 7 مهارات بسيطة للتواصل الفعال

5. عدم السخرية من الآخرين:

السخرية قد تكون مسلية في بعض الأحيان، ولكن يجب أن تكون محدودةً ومناسبةً ولا تتسبب بالإساءة إلى الشخص أو تجعله يشعر بالإحراج، ويمكن استخدام الفكاهة بطريقة تثير جواً إيجابياً دون إيذاء مشاعر الآخرين.

6. تقديم الدعم للشخص الآخر عبر القول المناسب وفي الوقت المناسب:

عندما يواجه الشخص الآخر نقصاً أو يشعر بعدم اليقين، من اللطيف أن تُقدم الدعم والتشجيع دون التقليل من قيمته، لذا قدم إشادة بما يقوم به الشخص بدلاً من التركيز على النقاط السلبية، وقدم المساعدة له وشجعه على المثابرة، كأن تقول له: "كل تحدٍّ يمكن أن يكون فرصة للتعلُّم والتطور، لذا استمر في المحاولة وسترى النتائج".

7. الإنصات أكثر من التحدث:

هذا المبدأ يعني أن تكون مستمعاً فعَّالاً وتولي اهتماماً كبيراً لما يقوله الآخرون أكثر مما تتحدث عن نفسك، فالاستماع الجيد يشمل الإنصات بعناية لما يقال، وفهم الآخرين، والاستجابة بشكل مناسب لمشاعرهم وأفكارهم.

8. عدم التفاخر بالحديث عن نفسك:

يجب أن تكون متواضعاً، وتبتعد عن الفخر بنفسك أو إبراز إنجازاتك بشكل زائف أو مبالغ فيه، ويمكنك التحدث عن نفسك بطريقة تعكس اعترافك بمهاراتك أو إنجازاتك دون تهويل أو تبجيل غير مبرر.

9. عدم التعجل في محاسبة الآخرين وتفهمهم:

إعطاء الآخرين الفرصة للتعبير عن أنفسهم وفهم السياق وراء سلوكهم قبل اتخاذ أي حكم نهائي أو إدانة، وتجنب الاستنتاجات السريعة، لذا عندما يواجه الآخرون صعوبات أو يخطئون، يمكن أن تُظهر لطفاً وتعاطفاً لفهم الظروف التي قد تكون وراء تصرفاتهم وتقدم الدعم بدلاً من الانتقاد السريع.

إقرأ أيضاً: 8 طرق مهمة لتتحدث بثقة ولباقة أمام الناس

10. الابتعاد عن لوم الآخرين بشكل متكرر:

عدم لوم الآخرين بشكل متكرر وعدم ترهيبهم يعدان جزءاً هاماً من اللباقة الاجتماعية وبناء العلاقات الإيجابية، وعندما تُظهر التسامح وتعطي الآخرين الفرصة للتحسن دون تحميلهم المسؤولية أو إلقاء اللوم عليهم، يُظهر ذلك احتراماً لهم، لذا بدلاً من وضع اللوم، حاول التفكير في حلول وطرائق للتعاون في حالة وجود مشكلة.

11. استقبال الانتقادات برحابة صدر:

استمع إلى ما يقال دون أن تتعاطى مع الانتقاد بشكل عاطفي أو دفاعي، فالاستماع الفعَّال يسمح لك بفهم وجهة نظر الشخص الآخر، لذا فكِّر في الانتقادات وابحث عن الفوائد منها، وحاول استخدامها للتطور والتحسين في نفسك أو في العمل الذي تقوم به، إذا كانت الانتقادات مبررة؛ فلا تتردد في الاعتراف بالأخطاء والعمل على تصحيحها أو تحسين الأداء بناءً على ذلك.

12. التدقيق في لغة جسدك وجعلها مريحة للطرف الآخر:

يجب أن تكون حساساً للإشارات غير اللفظية التي تبعثها، مثل لغة الجسد والتعبيرات الوجهية، وأن تضمن أنَّ هذه الإشارات تعكس احترامك وراحة الطرف الآخر خلال التفاعلات الاجتماعية، مثلاً: النظرة المباشرة والوجه المُبتسم يمكن أن يجعل الطرف الآخر يشعر بالراحة والثقة في أثناء التحدث إليك، وتوجيه جسمك نحو الشخص الذي تتحدث إليه والاستماع الفعَّال بالتحول نحوه يعطي إشارة إيجابية بأنَّك تهتم وتحترم رأيه، وتجنَّب الاقتراب بشكل مفرط أو اختراق المسافة الشخصية، فيعكس احترام مساحة الآخر الاحترام واللباقة.

13. المجادلة بطريقة ممنهجة ومحاولة التغير إلى شخص أكثر دبلوماسية:

عدم المجادلة ليس بالضرورة شرطاً كي تكون لبقاً اجتماعياً، ولكن الطريقة التي تُمارس بها المجادلة قد تكون هامة، وإذا تمت مزاولة المجادلة بشكل بنَّاء ومحترم دون الوقوع في النزاعات والجدالات العنيفة؛ فإنَّك لا تقلل من لباقتك الاجتماعية، ومن أساسيات المجادلة البناءة:

  • التعبير عن وجهات النظر بطريقة احترافية واحترام للآراء المختلفة دون اللجوء إلى الهجوم الشخصي.
  • الاستماع لوجهة نظر الآخرين بعناية والرد بطريقة مُثمرة.
  • استخدام الحقائق والأدلة في النقاش بدلاً من الاعتماد على المشاعر أو الافتراضات.
  • حاول أن تكون دبلوماسياً للتوصل إلى حلول وسيطة بينك وبين الآخرين، فهذا يسهم في جعلك نجماً اجتماعياً وليس فقط اكتسابك صفة اللباقة.

14. احترام خصوصية الآخرين:

يعدًُ احترام خصوصية الآخرين جزءاً لا يتجزأ من اللباقة الاجتماعية، وعندما يشير شخص ما إلى أنَّه لا يرغب في الحديث عن موضوع معين أو في مشاركة تفاصيل معينة عن حياته الشخصية، فإنَّ احترامك لذلك يعني احترام خصوصيته، وفي هذا السياق يجب عليك أن تتجنب نشر معلومات شخصية أو خاصة عن الآخرين دون الحصول على إذن منهم مسبقاً، وعند الحديث في مجموعة عامة، احترم خصوصية الآخرين بطريقة تجنب طرح الموضوعات الحساسة أو المحرجة أو السؤال عن معلومات شخصية قد تؤثر في خصوصياتهم وغير مرغوب فيها.

15. الاعتراف بالخطأ إذا كنت مخطئاً:

الاعتراف بالخطأ عندما تكون مخطئاً هو جزء هام من اللباقة الاجتماعية ويعكس احتراماً للآخرين ويعزز الثقة والتواصل السلس، وعندما تقوم بالاعتراف بخطئك، فإنَّك تظهر تواضعاً وقدرة على التعلُّم من الآخرين وإشعارهم بأهميتهم.

16. الانتقاد دون أن تكون مكروهاً:

يتطلب الانتقاد بلباقة حساسية كبيرة لمشاعر الآخرين، لذا عبِّر عن الانتقادات بطريقة تُظهر الاحترام لهم، وفيما يأتي نصائح للانتقاد كي لا تخرج عن حدود اللباقة:

  • ابدأ بعبارات لطيفة ومهذبة وتجنب اللهجة العدائية أو الانتقادات الحادة.
  • اختر الوقت والمكان المناسبَين للتحدث عن الانتقادات.
  • تجنب إثارة المواقف العامة أو المحرجة.
  • استخدم الحقائق والتفصيلات للانتقاد واقترح حلولاً للتحسين.
  • توقع رد فعل مختلفاً وكن مستعداً للاحتمالات المختلفة والاستجابة لها بلباقة وصبر.
إقرأ أيضاً: لماذا لا تعد آراء الآخرين هامة؟

17. استخدام اللغة التي يفهمها الآخر والابتعاد عن المصطلحات الفنية:

عندما تتحدث مع الآخرين، يكون من اللباقة استخدام لغة يفهمها الجميع، لذا تجنب استخدام المصطلحات الفنية التي قد تكون غير مألوفة عند بعضهم، مثلاً عندما تستخدم المصطلحات الفنية أو اللغة المعقَّدة، قد تكون مفهومة للأشخاص الذين يعملون في نفس المجال أو لديهم خلفية فيه، ولكنَّها قد تكون مربكة أو صعبة على الآخرين الذين ليسوا لا يعرفون هذه المصطلحات.

18. الابتعاد عن المزاح الزائد:

تتطلب اللباقة الاجتماعية توازناً جيداً بين الجدية والمزاح، فعندما يُفهم المزاح بشكل زائد أو غير مناسب، قد يؤثر سلباً في العلاقات الاجتماعية، وعلى سبيل المثال، إذا كنت تستخدم المزاح بشكل متكرر وفي سياقات غير مناسبة مثل الأوقات الحساسة أو المكان غير المناسب، فقد يشعر الآخرون بعدم الراحة أو الإحراج ويفضلون عدم التعاطي معك، وإضافة إلى ذلك، بعض أنواع الهزل قد تكون مسيئة أو غير لائقة؛ وهذا يمكن أن يؤدي إلى إثارة جدال أو توتر بين الأشخاص .

19. الابتعاد عن العادات المزعجة:

اللباقة مع الآخرين تتطلب الابتعاد عن بعض العادات السيئة التي قد تؤثر في التفاعلات الاجتماعية بشكل سلبي، لذا إليك بعض الأمثلة:

  • التدخين في الأماكن المغلقة.
  • التحدث بشكل متسرع أو قطع الآخرين في أثناء الحديث.
  • التأخير المتكرر وعدم احترام وقت الآخرين والاستهتار به.
  • التركيز الزائد على الهاتف المحمول في أثناء الحوار مع الآخرين.
  • التحدث بصوت مرتفع وإنشاء بيئة غير مريحة.

شاهد بالفديو: مهارات الاتصال الفعال

20. اتباع قواعد التحدث بلباقة وأهمها:

  • التزم الصمت.
  • لا تنادِ الآخرين بصوت مرتفع.
  • لا تتجاهل من هم أدنى منك مرتبة أو معرفة.
  • لا تتجاهل من هم أكبر منك سناً واحترم خبراتهم وآرائهم حتى لو تعارضت مع أرائك.
  • انظر بشكل مباشر إلى الأشخاص الذين تتحدث إليهم.
  • لا تشتت انتباهك ولا تتحدث إلى أكثر من شخص.
  • تجنَّب إثارة الأحاديث التي تثير الاشمئزاز لا سيما في أوقات معينة مثل تناول الطعام.
  • لا تتحدث وأنت تأكل أو تقوم بمضغ العلكة.
  • استخدم الكلمات التي تبعث على الاحترام مثل شكراً أومن فضلك. 
  • لا تقاطع الآخرين.
  • تجنب الحديث عن الموضوعات الحساسة: كالديانات، والسياسة، أو الأمور الشخصية إذا لم تكن مدعواً لذلك.
  • أعرب عن شكرك واحترامك لوجود الآخرين وآرائهم.
  • تحدَّث بوضوح وبإيقاع معتدل لتسهيل فهم ما تقوله.
  • تجنَّب الثرثرة الزائدة.

في الختام:

أن تكون لبقاً لا يعني أبداً أن تكون شخصاً مثالياً؛ بل يكفي أن تكون شخصاً أصيلاً، يحفظ المودة، ويملك من صفات احترام نفسه واحترام الآخرين ما يكفي، لذا تذكَّر دائماً أنَّ الاحترام والصدق والتواضع هم أُسس اللباقة الاجتماعية، واستمع بعناية واحترام لمن حولك، وابتسم بصدق وحافظ على توازنك بين الصراحة والأدب في التعبير عن آرائك.

إنَّ اللباقة الاجتماعية ليست مجرد خصلة شخصية؛ بل هي استثمار في تحسين نوعية حياتنا وتعزيز علاقاتنا وبناء جسر من التفاهم والتعاون بين الأفراد؛ وهذا يعزز السلام والتواصل الإيجابي في المجتمع.




مقالات مرتبطة