17 طريقة لتتعلم مهارات جديدة بسرعة واستمتاع

كان الجميع في فيلم "الماتريكس" (The Matrix) مفتونين بقدرة شخصية "نيو" (Neo) وأصدقائه على تعلم مهارات جديدة في غضون ثوان؛ ولكن مع التطور المذهل الذي تشهده التكنولوجيا اليوم، أصبحت عملية التعلم السريع التي رأيناها في الفيلم أقرب إلى الحقيقة أكثر مما نتخيل.



يتمتع الجيل الحالي بإمكانية الوصول إلى المعارف والمعلومات أكثر من أي جيل سابق؛ فبفضل الإنترنت، يمكننا الوصول إلى جميع أنواع المعرفة، والإجابة عن كل سؤال يمكن أن يخطر في بالنا تقريباً، ويتمحور تعزيز ذكائك حول القدرة على التعلم بشكل أسرع أكثر من أن تكون عبقرياً بالفطرة؛ لذا، نقدِّم إليك 17 استراتيجيةً لتخوض تجربة تعلم سريعة في فترة زمنية قصيرة.

1. تقسيم المهارة إلى أجزاء صغيرة:

قسِّم المهارة التي ترغب بتعلمها إلى أجزاء صغيرة، ثم تعلَّم تقنيات لتتقن كل جزء على حدة؛ حيث ستكوِّن تلك الأجزاء الصغيرة معاً المهارة بأكملها؛ على سبيل المثال، حينما تتعلم العزف على الغيتار، تعلَّم كيفية النقر على الأوتار بأصابعك أولاً دون محاولة العزف عليها، وبمجرد أن تتمكن من التنقُّل بين نسقَين من الأوتار، يمكنك أن تبدأ العزف.

2. استخدام مبدأ "باريتو" (Pareto Principle):

استخدِم مبدأ باريتو (Pareto Principle)، المعروف أيضاً بقاعدة 80 - 20، من خلال تحديد 20٪ من العمل الذي سيمنحك 80٪ من النتائج؛ فحينما تتعلم لغةً جديدةً مثلاً، ستدرك بعد وقت قصير أنَّ بعض الكلمات تتكرر معك باستمرار أثناء التعلم؛ لذا، يمكنك إجراء بحث سريع عن "الكلمات الأكثر استخداماً" في اللغة، والبدء في تعلمها أولاً قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.

إقرأ أيضاً: أهم 4 أخطاء في تطبيق قاعدة 80/20

3. محاسبة نفسك:

حدِّد نوعاً من العقاب حينما تتوانى عن تعلم المهارة التي ترغب بتعلمها؛ إذ تتوفر مواقع تتيح لك التبرع لجمعية خيرية لا تُهِمُّك أبداً إذا لم تحقق أهدافك، أو يمكنك الاتفاق مع صديق على أن يحاسبكَ في حال قصَّرتَ في أداء مهامك، ومع ذلك، أظهرت العديد من الدراسات أنَّ المكافآت يمكن أن تحفزك أكثر من العقاب.

4. تسجيل مقطع فيديو:

تُعدُّ رؤية نفسك في تسجيل فيديو طريقةً رائعةً لتتعلم من أخطائك، وتحدِّد المجالات التي عليك تحسينها، وتُفيد هذه الاستراتيجية الموسيقيين، والممثلين، والمتحدِّثين، والفنانين.

5. الانضمام إلى مجموعة:

ثمة فوائد جمة للتعلم ضمن مجموعة؛ حيث لن تتمكن من التعلم من الآخرين فحسب، بل ستتشجع على إحراز التقدم معهم أيضاً؛ فسواء كان ذلك نادي شطرنج، أم مجموعة العقل المدبر (وهي التعاون الذي يحدث بين الأفراد الذين يتشاركون نفس نمط التفكير بغرض إنجاز مهمة معينة)، أم مجموعة لقاء عبر الإنترنت، تواصَل مع الأفراد الآخرين الذين يشاركونك طريقة التفكير نفسها.

6. القراءة في المكتبة:

على الرغم من توفر المعلومات والكتب الإلكترونية بشكل هائل على الإنترنت، ولكن ما زالت المكتبات تلعب دوراً هاماً في إثراء معرفتنا؛ فسواء كانت مكتبة محلية أم مكتبة جامعتك؛ ستدهشك بعض الكتب المتوفرة التي لا يمكنك الحصول عليها عبر الإنترنت.

ابحث بشكل خاص عن الكتب القديمة التي تحمل بين صفحاتها كنوزاً وحكماً تتعلمها وتعمل بها.

7. التعلم عبر تقليد الآخرين:

حينما ترغب بتعلم مهارات جديدة، جرِّب تقليد الأشخاص الذين تعتبرهم قدوتك من خلال مشاهدة مقاطع فيديو، وتعلم المهارات من خلال مراقبتهم، ثم تقليد تصرفاتهم؛ حيث تُظهر الدراسات أنَّه إلى جانب التعلم، لا تُعدُّ المحاكاة أداةً فعالةً لتكوين الروابط والعلاقات الاجتماعية فحسب، بل للحفاظ عليها أيضاً، ويُعدُّ التعلم البصري طريقةً رائعةً لتسريع عملية التعلم؛ حيث يحتوي موقع "يوتيوب" (YouTube) على آلاف مقاطع الفيديو حول أي موضوع تقريباً.

8. التركيز:

استمر في العمل على دورة تعلُّم واحدة حتى تنجح بها؛ إذ من السهل أن يتشتت انتباهك، أو أن تستسلم، أو أن يجذب اهتمامك مجال رائع آخر، وتتخلى عن ما كنت تخطط للقيام به في البداية؛ لذا تخلَّص من فكرة تعدد المهام كلياً، حيث تبيَّن أنَّها ضارة وغير منتجة؛ وركِّز بدلاً من ذلك على المهارة الجديدة التي تتعلمها حتى تنتهي منها.

إقرأ أيضاً: كيف يؤثر تعدد المهام في الإنتاجية والصحة العقلية؟

9. تصوُّر النجاح:

يصعب على العقل التمييز بين ما هو حقيقي وما هو خيالي؛ لذا يتخيَّل الرياضيون نجاحاتهم قبل محاولة تحقيقها على أرض الواقع؛ لذا تخيل نفسك تحقق النجاح في تعلم مهارتك الجديدة، وتصوَّر كل خطوة عليك اتخاذها لرؤية النتائج؛ فهي مهارة هامة تساعدك عند تعلم المبادئ، أو التخلص من عادة سيئة.

10. البحث عن منتور:

إنَّ أفضل طريق مختصر لتحقق الخبرة هو العثور على خبير تتعلم منه لتتجنب ارتكاب الأخطاء التي ارتكبها؛ حيث سيساعدك اكتشاف الأمور التي عليك تجنبها في تسريع عملية تعلم المهارات الجديدة، وستستفيد كثيراً حينما سيرشدك المنتور إلى ما عليك القيام به شخصياً؛ لذا تواصل مع أولئك الأشخاص، وأرسل لهم بريداً إلكترونياً.

11. التدريب قبل النوم:

تدرَّب على مهاراتك الجديدة قبل أربع ساعات من النوم.

يقول جوش كوفمان (Josh Kaufman)، مؤلف كتاب "الماجستير الشخصي في إدارة الأعمال" (The Personal MBA)، والخبير البارز في التعلم السريع: "إنَّ أي نشاط يتم إنجازه خلال هذا الإطار الزمني يساعد عقلك في غرس ما تعلمته في مساراتك العصبية بسرعة أكبر، وترسيخه في ذاكرتك وآلياتك الحركية على مستوى أسرع".

12. استخدام قاعدة الـ 20 ساعة:

إلى جانب النصيحة السابقة، يقترح كوفمان (Kaufman) أيضاً أنَّ أكثر أوقات التعلم إنتاجيةً تكون في غضون أول 20 ساعة من التعامل مع مهارة جديدة.

يبرر كوفمان (Kauffman) اقتراحه هذا بأنَّ كل الناس يواجهون صعوبةً في بداية مرحلة التعلم السريع، وأنَّ "الالتزام المسبق" لمدة 20 ساعة يُعدُّ طريقةً فعالةً لتجاوز تلك الصعوبات، واكتساب المهارة الجديدة.

إقرأ أيضاً: اكتساب وترسيخ العادات الجديدة باستخدام "قاعدة الدقيقتين"

13. التعلم من خلال التطبيق العملي:

من السهل الانشغال في القراءة وجمع المعلومات حول كيفية تعلم مهارات جديدة، وعدم تطبيق أي منها فعلياً، والذي يُعدُّ أفضل طريقة للتعلم.

مهما شعرت بأنَّك غير مستعد بعد، احرِص على ممارسة المهارة باستمرار، ووازِن بين البحث النظري، والتطبيق العملي.

14. التعلم خلال فترات قصيرة من الوقت:

بدلاً من إرغام نفسك على تكريس ساعات وساعات من وقتك في التعلم، اعمل خلال فترات قصيرة تتراوح بين 20 و30 دقيقة؛ ثم انهض وتمدد، أو اخرج في نزهة قصيرة؛ إذ تبلغ قدرة الدماغ على الانتباه ذروتها حينما تأخذ فترات استراحة قصيرة؛ لذا احرص على فعل ذلك.

خلُصَت إحدى الدراسات بعد مقارنة مجموعتين من الطلاب إلى أنَّ أداء الطلاب الذين أخذوا استراحةً قصيرةً في أثناء الدراسة كان أفضل من أولئك الذين لم يأخذوا فترات راحة.

15. التخلص من عوامل التشتيت:

احرِص على أن تكون البيئة التي تتواجد فيها مناسبة تماماً لتحرز تقدماً في التعلم السريع، والذي يعني التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي، ومقاومة الرغبة في التحقق من رسائل البريد الإلكتروني؛ فكما يقول المثل: "البعيد عن العين، بعيد عن القلب".

لذا، احرِص على أن تُبقي جميع عوامل التشتيت بعيداً عن ناظريك قبل أن تبدأ تعلم مهارات جديدة.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات للتخلّص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

16. استخدام المنشطات الذهنية:

تُعرف هذه العقاقير المحفزة للإدراك باسم معززات الدماغ أيضاً، وتتوفر على شكل أعشاب طبيعية، أو في المكملات الغذائية.

يشهد العديد من الطلاب أنَّ هذه المنشطات الذهنية تعزز تركيزك، وخصوصاً حينما يستعدون لدراسة كميات ضخمة من المعلومات التي راكموها خلال العام الدراسي؛ فقد تم استخدام المنشطات الذهنية العشبية الطبيعية منذ آلاف السنين في تعاليم الطب التقليدي الهندية لتعزيز الذهن والتعلم.

17. الاحتفال بإنجازاتك:

احرِص على الاحتفال بكل إنجاز صغير تحققه أثناء عملية التعلم؛ والذي يؤدي إلى إفراز هرمونَي الإندورفين والسيروتونين في دماغك.

تناول قطعةً من الشوكولا، وامدح نفسك؛ حيث سيساعدك التعزيز الإيجابي على المثابرة في تعلم المهارات الجديدة.

الخلاصة:

ينبغي أن يكون تعلم مهارة جديدة أمراً مثيراً وممتعاً؛ فسواء كنت تتعلم من خلال دورات عبر الإنترنت، أم دورات واقعية، أم مقاطع الفيديو في "يوتيوب (YouTube)، أم مصادر مجانية عبر الإنترنت؛ خذ وقتك للتعلم على الأمد الطويل، واستمر في تخيل متعة الوصول إلى هدفك النهائي، وتصوُّر أفضل نسخة من نفسك كدافع لتمضي بتعلمك قدماً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة