15 طريقة لمحاربة الملل والقلق في زمن كورونا

لا شكَّ في أنَّ شخصاً مثلي أوشك على الموت في سن الـ 22 نتيجة إصابته بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" (MERS) يخشى فيروس كورنا، ويتَّبع أشد الإجراءات الاحترازية من خلال البقاء حاليَّاً في المنزل؛ لكنَّ أفضل طريقةٍ للتغلُّب على الخوف هي الحفاظ على السعادة والصحة والترويح عن النفس.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن تجربةٍ شخصيةٍ لرائدة العمال "هيذر آر مورغان" (Heather R Morgan)، والتي تخبرنا فيه عن أفضل السُبل لمحاربة الملل والقلق في زمن الكورونا.

بدأ كثيرٌ من الناس عزل أنفسهم طوعيَّاً لتجنُّب الإصابة بفيروس كوفيد-19 عن طريق البقاء في المنزل، لا سيما أنَّ العديد من الشركات أصدرت فعلاً سياساتٍ تُنظِّم مسألة العمل من المنزل لتحاول منع انتشار المرض، وعلى الرغم من أنَّ هذه التجربة ربَّما تكون تجربةً جديدةً بالنسبة إلى عديدٍ من الأشخاص، إلَّا إنَّني أتقنتُ على مدار عدة سنواتٍ الاستمتاع بالمكوث في المنزل.

لقد قضيتُ سبع سنواتٍ في إدارة شركة برمجياتٍ يعمل موظفوها من مناطق متفرقةٍ من العالم، وكنت خلال هذه الأعوام أمارس عملي عن بُعدٍ من مكتبٍ في المنزل. ورغم أنَّ جدول رحلات السفر يُرغمُنِي -في كثيرٍ من الأحيان- على العمل من أماكن أخرى، إلَّا أنَّني أفضِّل أجواء المنزل؛ لأنَّني رتَّبتها أفضلَ ترتيبٍ ممكنٍ حتَّى تمنحني كلَّ ما أحتاج إليه.

لكنَّ حبَّ التواجد في المنزل يرجع على الأرجح إلى كوني طفلةً وحيدةً ترعرعت في مكانٍ منعزل، ولأنَّني من بلدةٍ صغيرةٍ يبلغ عدد سكَّانها 240 شخصاً فقط، كان يجب عليَّ أن أبتكر طرائق خاصَّةً للترويح عن النفس عوضاً عن الخروج من المنزل، وكانت هذه الطرائق عادةً على شكل مشاريع فنيةٍ أو جلسات تعارفٍ عن طريق الإنترنت؛ لأنَّني فعليَّاً لم أكن أملك أصدقاءً أبداً في البلدة التي أعيش فيها، إلَّا أقربائي الذين يصغرونني سنَّاً.

لقد امتلكَت أمي ما يكفي من الحكمة لتوجيه فائض الطاقة الذي لديَّ إلى أنشطةٍ إبداعيةٍ يمكنها أن تشغلني وتبعد عني الإحساس بالوحدة والملل، وأنا مُمتنٌّ لها؛ لأنَّها علمتني كيف أروِّح عن نفسي وأشغلها وأنا في المنزل، إذ أصبح بإمكاني الآن التفكير في العديد من الأنشطة لممارستها في أوقات الحجر هذه.

عوضاً عن الإحساس بأنَّني محتجزةٌ، أو الإصابة برُهاب الاحتجاز؛ أنا متحمسةٌ لأنَّني نِلتُ أخيراً فرصة القيام بكلِّ الأمور التي طالما أردتُ القيام بها، لكنَّني كنت أؤجلها دائماً لأنَّني لم أكن أملك ما يكفي من الوقت.

لقد أدركتُ أنَّ الناس لا يشعرون جميعاً بالمتعة نفسها التي أُحِسُّ بها في أثناء التواجد في المنزل، بيد أنَّ الحياة في المنزل سرعان ما ستصبح واقعاً جديداً بالنسبة إلى العديد من الناس؛ لذا أردتُ أن أطرح بعض الأفكار التي تتضمَّن أنشطةً يمكن أن تساعد الناس في تخفيف وطأة الإحساس بالوحدة والخوف والملل، حتَّى يصبح التعامل مع فيروس كوفيد-19 أقلَّ صعوبة، ومنها:

1. إنجاز العمل بعيداً عن مصادر تشتيت الانتباه الموجودة في المكتب:

لن يُشكِّل هذا على الأرجح فارقاً كبيراً إذا كنت تعمل فعلاً مع فريقٍ يتوزع أعضاؤه في أماكن مختلفةٍ من العالم، لكنَّني أعرف أشخاصاً بإمكانهم أن يكونوا أكثر إنتاجيَّةً حينما يعملون من منازلهم.

يحتاج الالتزام بتنفيذ المهمَّة التي تؤدِّيها إلى بعض الانضباط فقط، لكنَّ هذا سيكون فرصةً رائعةً للأشخاص الانطوائيين الذين يُحسِنون تحفيز أنفسهم بأنفسهم.

2. ممارسة التمرينات الرياضية:

ليس ضروريَّاً أن تذهب إلى النادي الرياضي حتَّى تمارس التمرينات الرياضية، إذ يمكن ممارسة تمرينات القرفصاء والمعدة في أيِّ مكان، ودون أي معداتٍ تقريباً؛ كما بإمكان عُلَب الطعام أن تكون أثقالاً إذا لم يكن لديك معدات تمرين.

يمكن ممارسة عددٍ لا حصر له من التمرينات باستعمال سجادة اليوغا، لكن إذا لم يكن لديك واحدة، فيمكنك استعمال بعض المناشف والأغطية؛ ومن الهامِّ أيضاً أن تواظب على ممارسة التمرينات الرياضية حتَّى تحافظ على قوة جهاز المناعة، لا سيما إذا كنت لا تغادر المنزل لممارسة التمرينات الرياضية.

إقرأ أيضاً: 9 طرق للحفاظ على النشاط البدني داخل المنزل

3. الرقص:

يُعَدُّ الرقص طريقةً رائعةً لممارسة التمرينات الرياضية، إذ يمكنك دائماً الرقص وحدك؛ لكنَّ بعض الناس يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي وبرنامج مكالمات الفيديو الجماعية "زوم" للاحتفال مع أصدقائهم في عُطَل نهاية الأسبوع في أثناء التواجد في المنزل.

4. تصميم الفيديوهات ونشرها عبر الإنترنت:

تُعَدُّ كتابة الأفكار على الورق طريقةً رائعةً للتعامل مع العواطف، ويمكن أن تكون أيضاً نشاطاً لطيفاً للترويح عن النفس؛ لكن إذا كنت ممَّن لا يستمتعون بالكتابة، فبإمكانك أن تحاول إنتاج محتوى رقمي.

يُعَدُّ تسجيل الفيديوهات ورفعها إلى منصَّاتٍ مثل يوتيوب، أو إطلاق المدوَّنة الصوتية التي كنت تنوي إطلاقها، طريقةً رائعةً لتطوير العلامة التجارية الشخصية، وسترى أشخاصاً مُتعطِّشين لمتابعة المحتوى الذي تقدِّمه في أثناء تواجدهم في المنازل.

5. صناعة الأعمال الفنية:

بدأت قبل بضعة شهور، أتعامل بشكلٍ جدِّيٍّ مرةً أخرى مع الأعمال الفنية، إذ كنت سابقاً أصنع لوحاتٍ من الصور الموجودة في المجلات القديمة، وحتَّى من الملصقات التي تُوزَّع في مؤتمرات التسويق، وكنت أصنع أعمالاً فنيَّةً مُبهرةً من الثياب والأحذية والحقائب القديمة باستخدام أقلام الطباعة وطلاء الأقمشة والإكسسوارات المُلوَّنة. يمكنك شراء جميع هذه المواد عن طريق الإنترنت، وتعقيمها قبل إدخالها إلى المنزل؛ وإذا كان لديك أقلامٌ وأوراق، فبإمكانك ممارسة الرسم، ناهيك عن أنَّ جميع الأجهزة الرقمية اليوم فيها برامج يمكنك أن تستخدمها لترسم ما يحلو لك.

يُعَدُّ الفن طريقةً رائعةً للحفاظ على التفاؤل، فاحرص على عرض الأعمال الفنية التي تقوم بها على الأصدقاء والأشخاص الآخرين عبر الإنترنت؛ لأنَّك لا تعلم أبداً ما الذي قد يثير إلهامهم ويدخل السعادة إلى قلوبهم.

6. التواصل مع الأشخاص العزيزين عبر الفيديو:

أعتقد أنَّ من ألطف الأمور التي حدثت في هذه الجائحة أنَّها قد ذكرتنا بضرورة التواصل مع أشخاصٍ عزيزين على قلوبنا؛ فخلال الأسابيع القليلة الماضية، كلَّمتُ عدداً لا يُحصَى من الأشخاص العزيزين على قلبي، وأجريتُ مكالمات فيديو معهم.

بإمكان مُستخدمي هواتف آيفون استعمال تطبيق "فيس تايم"، كما يوفِّر تطبيق واتساب الآن إمكانية إجراء مكالمة فيديو بين عدة أشخاص؛ كما يُعَدُّ إجراء مكالمات الفيديو لعقد اللقاءات ذات الطابع الرسمي باستخدام تطبيق "زووم" ممتعاً أيضاً.

إقرأ أيضاً: 7 تطبيقات لعقد مؤتمرات الفيديو والاجتماعات عبر الإنترنت عن بعد

7. تعلُّم الطهو:

لا يوجد وقتٌ أفضل من وقتنا هذا لتعزيز مهارات الطهو، حيث يوصي عديدٌ من أخصائيي الصحة بطهو الطعام حاليَّاً وتناوله في المنزل من أجل الحفاظ على الصحة.

إذا كنت لا تعرف كيف تطهو جيداً، فثمَّة على موقع يوتيوب دوراتٌ مجانيةٌ لتعليم طهو أيِّ شيءٍ في هذا العالم، ناهيك عن عديدٍ من الوصفات الموجودة على مواقع الإنترنت.

8. تحويل حوض الاستحمام إلى مسبح:

منذ أن ذهبتُ أنا وأمي إلى ذلك المسبح الموجود في أحد المنتجعات وأنا أحاول صنع مثله حتَّى أتمكَّن من الاسترخاء ليلاً عند العودة إلى المنزل. تُعَدُّ البيوت التي يوجد فيها مسابح من أجمل البيوت، بيد أنَّ مثل هذه البيوت لم تَعُد موجودة؛ لكن يمكن إنشاء مثل هذه المسابح مرةً أخرى سريعاً، وكلُّ ما تحتاج إليه هو بعض ماسكات الوجه، وغسولٍ أو زيتٍ للجسم، ومرهم، والأملاح التي تُضاف إلى مياه الاستحمام، وستقطع 80% من الطريق نحو إنشاء حوض استحمامٍ رائع.

9. اللعب مع الأصدقاء وأفراد العائلة:

لست من مُحبِّي اللعب كثيراً، لكنَّني أحبُّ ألعاب الأحاجي والألعاب التي تُلعَب على رُقَعٍ أو ألواح، ولقد أضحت ممارسة جميع هذه الألعاب في وقتنا هذا ممكناً عن طريق الهاتف أو الكمبيوتر، وثمَّة من الألعاب ما يناسب أذواق الجميع. قد يكون هذا مبرراً لطيفاً للتواصل مع الأصدقاء، لكنَّه يُعَدُّ أيضاً طريقةً للتعرُّف إلى أصدقاء جددٍ عبر الإنترنت.

بإمكانك أيضاً ممارسة الألعاب التي تُلعَب باستخدام رُقَعٍ أو ألواح مع أفراد العائلة، أو الأشخاص الذين يعيشون معك، لكن احترس فقط من انتقال العدوى بين اللاعبين.

10. تعلُّم مهاراتٍ جديدة:

لقد أحسستُ في معظم مراحل طفولتي بالعزلة، لكنَّني استعملت إحساسي بالملل كفرصةٍ لامتصاص المعلومات مثلما تمتصُّ الإسفنجة الماء؛ فحينما أنهيتُ المرحلة الثانوية، أتقنتُ تقريباً استعمال اللغة اليابانية للأغراض التجارية، وتجاوزت مستوى المبتدئين في اللغة العربية.

يُعَدُّ مثل هذا الوقت وقتاً رائعاً لتعلُّم اللغات أو البرمجة، أو أيَّ مهارةٍ أخرى كُنْتَ تؤجِّل تعلُّمها، ويوجد على الإنترنت العديد من المصادر المجانية التي يمكن أن تتعلَّم من خلالها مهاراتٍ جديدة، مثل: الدروس التي تُقدَّم عبر يوتيوب أو المدوَّنات، ناهيك عن الدورات التي تُقدَّم عبر الإنترنت؛ لذا لا تُضيِّع هذا الوقت واستثمره في تطوير مهارتك ومعلوماتك.

إقرأ أيضاً: 10 مهارات يمكنك إتقانها في الحجر الصحي

11. القراءة:

سواءً كنت تقرأ الكتب الورقية أم الإلكترونية، أم المقالات التي تُنشَر عبر الإنترنت فقط؛ فإنَّ القراءة تُعَدُّ طريقةً رائعةً لملء أوقات الفراغ والحفاظ على حِدَّةِ الذهن.

12. التأمُّل:

تسير الحياة بسرعة، لكنَّنا نحتاج في بعض الأحيان إلى الوقوف والتأمُّل. استثمر هذه الفرصة للقيام بذلك، وللتفكير في كلِّ الأشياء الإيجابية الموجودة في حياتك، والتفكير في الوقت نفسه في خططٍ واستراتيجياتٍ للمستقبل.

13. التعرُّف إلى أصدقاء جددٍ عبر الإنترنت:

قريباً جدَّاً سيُمضي العديد من الناس أوقاتهم في المنازل، وقد ألغيت أنا بالفعل العديد من الاجتماعات الشخصية ورحلات العمل التي كانت مُقررةً في الأسابيع القليلة القادمة، وسيفعل كثيرون ذلك أيضاً إذا لم يكونوا قد فعلوه فعلاً.

إذا كنت أنا قد تمكَّنتُ من بناء شبكة علاقاتٍ قويةٍ مع خبراء ومديرين تنفيذيين يمتلكون ملايين ومليارات الدولارات عن طريق الرسائل الإلكترونية، فبإمكانك أنت أيضاً استخدام الإنترنت لتوسيع شبكة علاقاتك دون أن تغادر المنزل.

14. تنظيم المساحات واستثمارها:

تنظيم المساحات الشخصية له العديد جدَّاً من الفوائد، منها: اكتساب مزيدٍ من الكفاءة، والتخلُّص من آلام الظهر. ربَّما لا يُعَدُّ هذا الوقت أنسبَ وقتٍ للذهاب والتبرع بالأغراض التي لا تحتاجها؛ لأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى انتشار الأمراض، لكن بإمكانك على الأقل جمع هذه الأغراض، وبهذه الطريقة تكون أقلَّ عُرضةً إلى الإحساس بالضيق نتيجة كثرة الأغراض في المنزل.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من أغراضك غير الضرورية دون أن تشعر بالندم

15. مشاهدة البرامج عبر الإنترنت:

وضعت هذه النصيحة في آخر القائمة؛ لأنَّني أعلم أنَّ العديد منكم يقضون فعلاً أوقاتهم في مشاهدة البرامج والمسلسلات عبر الإنترنت.

قد نحتاج فعلاً في بعض الأحيان إلى الاسترخاء ومتابعة برنامجٍ أو فيلم، لا سيما إذا كنَّا مرضى أو نحتاج إلى قسطٍ من الراحة؛ وأنا أشجِّع الناس فعلاً على متابعة بعض الأفلام التي يمكن أن توسِّع آفاقنا وتمنحنا أفكاراً جديدة.

قد نشعر ببعض الملل في أثناء الأوقات التي نقضيها حالياً في المنازل نتيجة إجراءات الحجر الصحي، لكن ثمَّة الكثير من الأنشطة والأعمال التي نستطيع القيام بها لاستثمار هذه الأوقات والاستفادة منها بأفضل شكل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة