ما هو سبب فشل الشركات؟
يرجع سبب نجاح رجل أعمال وفشل غيره إلى مزيج من الاستعداد والاستراتيجيات والمعرفة، لذا إليك 14 سبباً لفشل الشركات:
1. عدم وجود خطة عمل فعَّالة:
إذا لم تضع خطة عمل فعَّالة، فلن تتمكن من توضيح رؤيتك لفريقك بدقة، وبذلك فأنت لا تحتاج إلى خطة عمل فحسب؛ بل إلى خريطة عمل ترتقي بشركتك الصغيرة إلى مستوى أعلى، وتساعدك خريطة عملك على إتقان المراحل الحيوية لدورة العمل، مثل التوسع، وقد يكون النمو السريع مغرياً، ولكنَّ التوسع المدروس لا يعد من أسباب فشل الشركات، ومع ذلك عليك تحقيق التوازن الصحيح بين النمو والموارد المتاحة.
2. عدم وضع العميل في المقام الأول:
أحد أبرز أسباب فشل الشركات هو اهتمامها بمنتجاتها بدلاً من عملائها، ولتفادي الفشل اهتم بعميلك واكتشف كيف يمكنك تلبية احتياجاته، وتوقع ما يريده، وما يحتاج إليه، وإن أمكن حدد ما قد لا يعرف أنَّه بحاجة إليه بعد، وحوِّل عميلك إلى معجب مخلص، بصفتك شخصاً يخبر الجميع عن منتجك أو خدمتك أو شركتك، وبعد أن تفهم أنَّ نجاح عملك يعتمد على نجاح عميلك، بوسعك تصور كيفية تحقيق النجاح.
3. عدم توظيف الأشخاص المناسبين:
لتوظيف الأشخاص المناسبين تأثير هائل في كل جوانب عملك تقريباً، والمبيعات هي خير مثال على ذلك، فإذا لم تحقق ما يكفي من المبيعات، فلن تتمكن من الدفع لفريقك أو لنفسك ولن تتمكن من النمو.
مندوبو المبيعات الواثقون هم مفتاح زيادة المبيعات، فمن المذهل أيضاً كثرة الشركات التي تفشل بسبب سوء إدارة المخازن مع أنَّ الحل يكمن ببساطة في توظيف شخص ماهر في إدارة المخازن، أو استخدام برنامج جيد لإدارة المخازن.
4. فعل كل شيء بنفسك:
صحيح أنَّك رائد أعمال، ولكن هذا لا يعني أنَّه عليك القيام بكل شيء بنفسك؛ إذ يعتمد نجاح الشركة على عقلية القائد وثقته بالآخرين، وإذا أردتَ التحكم في كل شيء، فمن المحتمل أنَّك لن تنجح على الأمد الطويل، ويعدُّ التفويض أهم مهارة لإدارة العمل بكفاءة؛ إذ يساعدك على إدارة وقتك، وتركيز طاقتك على أهم المهام، واكتشاف القادة المحتملين في شركتك.
5. قلة المرونة:
لقد فشلت عدة شركات عملاقة بسبب قلة المرونة؛ أي عدم القدرة على التكيف مع السوق المتغيرة، ومن المرجح أن يفشل رواد الأعمال الذين يقعون في حب خدمة أو منتج ويرفضون تغيير المسار عندما يتطلب السوق ذلك، ويعتمد النجاح على الأمد الطويل في العمل وفي الحياة على المرونة والاستعداد للتغيير عند الضرورة.
6. الافتقار إلى الابتكار:
يؤكد "بيتر دراكر" (Peter Drucker) و"جاي أبراهام" (Jay Abraham)، وهما من أعظم العقول التجارية في عصرنا، أنَّ فشل الشركات ونجاحها يتوقفان على عاملين رئيسين: الابتكار والتسويق؛ ويعني الابتكار إيجاد طريقة لتلبية احتياجات عملائك أفضل من أي شخص آخر، ويستطيع أي شخص كسب المال في مدة وجيزة، ولكن إذا أردت النجاح والحفاظ على نجاحك على مدار سنوات وعقود، وأردت بناء علامة تجارية، فعليك أن تجد طريقة لإضافة قيمة أكبر من أي شخص آخر في مجال عملك، وهذا يتحقق بالابتكار المستمر.
شاهد بالفديو: أقوال عن الفشل والنجاح
7. عدم فهم مجال عملك:
هذا أحد أسباب فشل الشركات في الابتكار؛ إذ تتطلب بعض قطاعات العمل مزيداً من الابتكار، في حين أنَّ دورات حياة المنتج مختلفة في قطاعات أخرى، فانظر إلى قطاع التكنولوجيا، تبلغ دورة حياة المنتج نحو ستة أشهر وسطياً، وفي بعض القطاعات، مثل قطاع التطبيقات، تبلغ شهراً واحداً فقط؛ إذ يتوقع الناس الابتكار والتحسين المستمر، وإذا لم تلبِ توقعاتهم، فسيفعل ذلك شخص آخر.
نعيش اليوم في عالم مختلف، والثابت الوحيد فيه هو التغيير، وإذا لم تبق في المقدمة، فأنت متخلف عن الركب.
8. الخوف من فشل الشركة:
يعدُّ الخوف من فشل الشركة أحد المخاوف الرئيسة لأي رب عمل إن لم يكن أكبرها، ولولا هذا الخوف، لما تطرقنا إلى موضوع فشل الشركات أصلاً، ومع ذلك عندما تطور مهاراتك في تنظيم المشاريع والإدارة، فسوف تجد أنَّ أحد أعظم العوامل لإدارة مشروع تجاري ناجح هو التغلب على خوفك من الفشل، ودون التقليل من شأن مخاوفك عليك أن تتعلم كيفية النظر إلى فشل عملك بوصفه فرصة للتعلم وليس بوصفه عقبة لا يمكن التغلب عليها، لذا اعلم أنَّ الحياة تقف إلى جانبك لا ضدك.
9. امتلاك العقلية الخاطئة:
عقلياتنا هي التي تحدد الواقع الذي نعيشه، فما نؤمن به يؤثر فيما نحن قادرون على تحقيقه، وبصفتنا رواد أعمال عندما نتبنى استراتيجيات لتحويل الفشل إلى نجاح، فإنَّنا نحوِّل عقليتنا من عقلية الهزيمة إلى عقلية العزيمة، وحينها لا نرى في الفشل نهاية قصتنا؛ بل بدايتها؛ لذا لا تدع معتقداتك المُقيِّدة تضعفك، وثابر في بحثك عن النجاح إلى أن تحققه.
10. الافتقار إلى الرؤية:
يعرف خبير التسويق "جاي أبراهام" سبب فشل الشركات، وإنَّها عقلية سرعة البديهة وروح المبادرة التي تهيئ رواد الأعمال للنجاح في عالم الأعمال المتغير باستمرار، وبدلاً من ترك أحلامك رهينة الوضع الاقتصادي، فعليك تحديد أهدافك الخاصة وتحقيقها بصرف النظر عن الظروف، ويمكنك تحقيق ذلك بإدراك أنَّ النجاح يعتمد على الالتزام برؤية محددة.
11. الافتقار إلى الشغف:
تتيح لك العقلية القائمة على الشغف الاستمرار في تحسين أخلاقياتك ومعتقداتك مع التعلم من جميع الأسباب التي تؤدي إلى الفشل، لذا بالتمسك بشغفك ستتمكن من رؤية ظروفك الإيجابية والسلبية بوضوح، وبهذا المستوى من التركيز يتولد لديك دافع لا يمكن إيقافه لتحقيق أهدافك، ويتيح لك هذا التركيز الإقدام على المخاطر المحسوبة، والاعتراف بأنَّ مشاعر اليأس والفشل لا تنشأ من الظروف، وإنَّما من التعثر في الوضع الراهن، لذا لا تتعثر؛ بل امض قدماً.
12. استراتيجيات التسويق غير الفعَّالة:
سواء كانت شركتك كبيرة أم صغيرة، فالتسويق هو الخطوة الحاسمة التالية، فالسؤال هو: لماذا تفشل الشركات في عملياتها؟
إذا لم تتمكن من إيجاد طريقة لتسويق منتجك أو خدمتك، فسوف يواجه عملك صعوبة في الانطلاق، وقد يكون لديك أفضل منتج وتقدِّم أحسن خدمة، ولكنَّ النجاح لا يحالف المنتج الأفضل دائماً، فهل تعتقد أنَّ سلسلة مطاعم "ماكدونالد" (McDonald) تقدم أفضل الشطائر؟
على الأغلب لا، ولكنَّ استراتيجياتها التسويقية من الطراز الرفيع.
13. عدم فهم عامل النجاح:
للتسويق بكفاءة وتفادي الفشل عليك فهم عامل نجاحك، وما الذي تسعى لتقديمه؟ وكيف يمكنك تحسين حياة عملائك؟
خذ على سبيل المثال "فريد سميث" (Fred Smith) مؤسس شركة "فيد إكس" (FedEx) الذي كانت أرباح شركته ضئيلة في مراحلها الأولى، ولكنَّه استثمر في ثلاث دراسات للسوق لاختبار القيمة التي سيضيفها الشحن السريع إلى منتجه، ولقد أتى بحث "سميث" بثماره، فقد اكتشف عامل نجاحه، وأصبحت شركته الآن مشهورة ومهيمنة على السوق بفضل الشحن السريع.
14. طرح الأسئلة الخاطئة:
لاكتشاف القيمة الحقيقية لشركتك، فاسأل نفسك الأسئلة الصحيحة والأساسية مثل: ما الذي يحتاج إليه السوق؟ ومن هو عميلي؟ وماذا يمكنني أن أفعل لجعل شركتي متميزة عن الشركات الأخرى؟ ولعل إحدى أهم الأسئلة التي عليك طرحها على نفسك هي: ما هو مجال العمل الذي أعمل فيه؟
دعونا نلقي نظرة على مثال لشركة ناجحة جداً كان عليها أن تطرح على نفسها هذا السؤال: شركة "آبل" (Apple).
شاهد بالفديو: 7 نصائح لتطوير علامتك التجارية الشخصية فوراً
كيف نهضت شركة "آبل" بعد الفشل؟
يعرف الجميع شركة "آبل"، فهي إحدى أكثر الشركات قيمة في عصرنا، فتبلغ قيمتها السوقية نحو 2 تريليون دولار أمريكي وأسهمها أغلى من أسهم منافسيها، ولكنَّ الأمر لم يكن دائماً على هذا النحو، وتعدُّ شركة "آبل" في الواقع خير مثال لاكتشاف سبب فشل الشركات.
طُرد مؤسس شركة "آبل" الراحل "ستيف جوبز" (Steve Jobs) من الشركة في عام 1985، وقبل إعادة توظيفه في عام 1997 كانت الشركة الفاشلة تعمل بخسارة، واتجهت نحو الإفلاس، وكان من المتوقع إغلاقها وإعادة أموال المساهمين فيها، ولكنَّ شركة "آبل" أصرَّت على الاستمرار؛ إذ طرح "ستيف جوبز" على نفسه واحداً من أهم الأسئلة في حياته وهو: ما هو مجال العمل الذي نعمل فيه؟
في البداية بدت الإجابة واضحة؛ إذ كانت شركة "آبل" تعمل في مجال الحاسوب، ولكن كيف لها أن تستعيد العملاء عندما كانت 97% من أجهزة الحاسوب في جميع أنحاء الولايات المتحدة تعمل بنظام شركة "مايكروسوفت" (Microsoft)؟
عندها أدركت "آبل" أنَّه بصرف النظر عن مدى جودة منتجاتها، فلن تستطيع التغلب على شركة "مايكروسوفت"، والتي كان لها حظوة لدى الجماهير، وأساساً كان هذا أحد الأسباب الرئيسة لإفلاسها؛ ولذلك سأل "جوبز": ما هو مجال العمل الذي يجب علينا أن نكون فيه؟
قررت شركة "آبل" أنَّها بحاجة إلى ربط الناس باهتماماتهم وصورهم وموسيقاهم وبعضهم مع بعض، وعندما فعل "جوبز" ذلك تجنب أحد أهم أسباب فشل الشركات وهو: الافتقار إلى المرونة.
أدت الإجابة عن هذا السؤال إلى حدوث أكثر التحولات التي غيرت مستقبل شركة "آبل"، وانتقلت الشركة إلى بناء تكنولوجيا أساسية ورائعة تربط الأشخاص بما يحبونه، وعند إعادة توظيف "جوبز" رتبت "آبل" شراكة مع "مايكروسوفت"؛ وهذا أشار إلى انعطافة في مسيرة شركة "آبل"، وعندما أطلقت شركة "آبل" جهاز "آي ماك" (iMac) بعد عام واحد فقط عادت الشركة إلى تحقيق الربح وتركت بصمتها، ولم يمض وقت طويل حتى طرحت جهاز "آي بود" (iPod) و"آي تيونز" (iTunes)، ومن ثم "آي فون" (iPhone)، وارتفع صافي مبيعاتها، ومنذ تلك اللحظة لم تتوقف شركة "آبل" أبداً عن الابتكار، وقد قادتها حملاتها التسويقية إلى عالم جديد تماماً، ولو نظر "جوبز" إلى إقالته على أنَّها نهاية حياته المهنية ونهاية شركته، لما نهضت الشركة أبداً.
اليوم، هل تعمل شركة "آبل" في مجال الحاسوب؟
يختص 10.4% فقط من عملها في أجهزة الحواسيب؛ وهذا يعني أنَّ 90% من أعمالها لا تتعلق بأجهزة الحاسوب، فهي تعتمد على مبيعات "الآي فون" و"الآي باد" و"آبل واتش" (Apple Watch)، والإجابة الصريحة عن سؤال: لماذا تفشل الشركات؟ كان أمراً حيوياً لشركة "آبل" لتغيير مسارها وتحقيق الربح.
إذا كان النجاح يتعلق بالابتكار والتسويق، فعليك أن تقرر من هو عميلك، وما الذي يحتاج إليه، وما هو مجال العمل الذي تعمل فيه، وما هو مجال العمل الذي عليك أن تكون فيه، وقد تغير الإجابة عن هذه الأسئلة مسار عملك بالكامل؛ لأنَّ الإجابات ستتيح لك في النهاية تغيير عرضك، وكما يُقال في عالم الأعمال: تغيير عرضك يؤدي إلى تغيير عملك، وتغيير عملك يؤدي إلى تغيير حياتك.
أضف تعليقاً