13 قاعدة لتكون سعيداً وحدك

عندما تقرأ هذا، سأكون في طريق عودتي إلى "الولايات المتحدة" من "الصين" وحدي، وعندما كنت في "الصين" ركضت في ماراثون وحدي، ومكثت في غرفة فندق وحدي، وتجولت في "بكين" وحدي، وتناولت الطعام في المطاعم المحلية وحدي.



هذا طبيعي بالنسبة إليَّ، وفي بعض الأحيان يسألني الناس: "ألن يكون من الممتع أكثر السفر بصحبة شخص آخر؟"، وجوابي دائماً هو "نعم" و"لا"، وفي رأيي، يمكن أن يكون السفر مع صديق أو شخص مقرب تجربة مميزة؛ وذلك لأنَّك لا تعرف شخصاً ما حتى تسافر معه، ويمكن أن يكون التعرف إلى هذا الجانب من الشخص أمراً ممتعاً.

لكنَّني أعيش القدر نفسه من المتعة في السفر وحدي، ففي حين أنَّها تجربة مختلفة، لكنَّها ليست أقل إمتاعاً؛ فعندما أسافر وحدي، أتعرف إلى نفسي، فأتعلم ما كنت أجهله عن نقاط قوَّتي ونقاط ضعفي، وكل مرة أعود إلى المنزل من رحلة أشعر دوماً بأنَّني شخص أقوى وأفضل، والسفر ليس الوقت الوحيد الذي يكون فيه الانفراد بنفسك تجربة قيمة؛ إذ يمكن أن يكون الانفراد تجربة مفيدة في أي جانب من جوانب الحياة.

العالم بالنسبة إلى الانطوائي:

يبدو أنَّ الجميع اليوم يفترضون أنَّ بك خطباً ما إذا كنت وحدك، فنمدح الأشخاص الاجتماعيين الذين يعرفون كيف يقدمون أنفسهم وسط حشد من الناس، والذين لديهم شبكة واسعة من الأصدقاء، ونظن أنَّ العمل في مجموعات وفرق هو الطريقة الوحيدة للعثور على إجابة لمشكلة ما، وأنَّ التعاون هو السبيل الوحيد للمستقبل.

لكنَّ الحقيقة هي أنَّ نصف العالم تقريباً لا يوافق على هذا، ولا أشعر أنا شخصياً بهذه الطريقة، ولكن في بعض الأحيان تضغط عليَّ توقعات المجتمع، لدرجة أنَّني أتساءل ما هي مشكلتي عندما لا أرغب في الذهاب إلى الحفلات، أو العمل في فرق كبيرة، أو أن أكون مركز الاهتمام.

أرى أصدقائي يخرجون ويتساءلون ما خطبي عندما أرغب في البقاء في المنزل، وأراهم يتعاونون في مشاريع معاً وأتساءل عما إذا كان لدي مشكلة لأنَّني أفضِّل العمل وحدي، لكن ما من مشكلة بي، أنا ببساطة انطوائي، ووفقاً لبعض الإحصاءات هناك احتمال بنسبة 50% أنَّك أنت كذلك أيضاً.

إذا كنت انطوائياً، فمرحباً بك بيننا، لا نعقد أي اجتماعات لأنَّنا نفضِّل العمل وحدنا، لكن يمكنك على الأقل أن تريح بالك بعد معرفة أنَّك لست الوحيد الذي يشعر بهذه الطريقة؛ فبالنسبة إليَّ، لا يعني كوني انطوائياً أنَّني لا أستمتع بالخروج من المنزل أو تكوين صداقات أو أن أكون مركز الاهتمام من حين لآخر؛ بل يعني فقط أنَّ هذه المواقف ليست أفضل اللحظات في حياتي.

والتفاعلات الاجتماعية ممتعة بالنسبة إليَّ، لكن لا يمكنني الانخراط فيها إلا لفترات محدودة، وعندما أرتاد إحداها أترك تقويمي فارغاً عن قصد في اليوم التالي؛ وذلك لأنَّني أعلم أنَّني سأحتاج إلى الراحة والتعافي.

وإذا كنت أعمل ضمن فريق، فلا تطلب مني تبادُل الأفكار؛ وذلك لأنَّني لن أتوصل إلى أي شيء مفيد بهذه الطريقة، لكن إذا تركتني وحدي لأفكر لحظة، فقد تتفاجأ بما أنجزه، وإذا كنت تريد مني أن أخرج معك ومع أصدقائك، فادعُني إلى مكان هادئ يمكننا التحدث فيه بهدوء؛ وذلك لأنَّني أفضِّل أن تكون علاقاتي عميقة لا مجرد معرفة سطحية.

وإذا كنت اجتماعياً، فلا تفترض أنَّ ما من قيمة في أن تكون وحدك، فكما يمكنك الاستمتاع في مجموعة كبيرة من الناس، قد تجد أنَّه يمكنك أيضاً الاستمتاع وحدك، وهناك قيمة كبيرة في أن تكون وحيداً، والتعامل معها جيداً شيء جميل، وعلى أقل تقدير هي مهارة حياتية مفيدة؛ إذ لا يمكنك دائماً التحكم متى سيكون شخص ما حولك؛ لذا إنَّ القدرة على العيش بسعادة وحدك يُعَدُّ جزءاً هاماً من الحياة.

13 قاعدة لتكون سعيداً وحدك:

فيما يأتي 13 قاعدة أحاول أن أعيش بها عندما يتعلق الأمر بالوحدة تحسِّن من نوعية حياتي، وستجدها أنت أيضاً مفيدة، سواء كنت انطوائياً تحاول شق طريقك في عالم الاجتماعيين، أم اجتماعياً تريد أن تتعلم كيف تكون سعيداً وحدك:

1. فهم أنَّك جيد بما يكفي وحدك:

أنت شخص له قيمة، ولا تحتاج إلى إقناع أي شخص آخر بذلك حتى يكون صحيحاً؛ لذا ذكِّر نفسك عندما تكون وحدك أنَّك وحدك لأنَّك اخترت أن تكون كذلك.

ومن السهل جداً العثور على شخص ما لقضاء الوقت معه، لكن عندما يكون لديك معايير عالية للأشخاص الذين تسمح لهم بدخول حياتك، فأنت تخبر نفسك أنَّك أفضل حالاً وحدك من أن تكون بصحبة شخص لا يناسبك.

2. احترام آرائك الشخصية أكثر من آراء الآخرين:

لا تطلب النصيحة إلا إذا كنت تحتاج إليها، وبدلاً من ذلك، اطلب نصيحة نفسك، وكلما زاد الوقت الذي تقضيه في طلب النصيحة من نفسك، قلَّت حاجتك إلى آراء الآخرين، وعندما تثق بنفسك في حل المشكلات تصبح شخصاً أقوى وأكثر ثقة بنفسك وتواجه تحديات لم تكن لتشعر أنَّك تستطيع اجتيازها من قبل.

شاهد بالفيديو: 10 طرق تشعرك بطعم السعادة الحقيقية

3. تعلُّم المراقبة:

للاستمتاع بالوحدة، تعلَّم أن تفكر في المواقف العادية بطرائق جديدة وغير مألوفة؛ فاذهب إلى الحديقة وشاهد الناس يلعبون مع أطفالهم أو كلابهم، أو اذهب إلى متجر البقالة وشاهد كيف يتسوقون، وفي كل مكان تذهب إليه، ابذل جهداً لفهم الأشخاص الآخرين من حولك؛ إذ ستُشعِرك ملاحظة كيف يتصرف الناس عندما يظنون أنَّ لا أحد يراقبهم بأنَّك أكثر ارتباطاً بهم.

4. تقدير الصمت:

العالم مكان مزدحم، وما لم تأخذ لحظة للابتعاد عن الضوضاء بين الحين والآخر، فمن السهل أن تنسى كم من اللطيف أن تجلس وحدك وتستمتع بصحبة نفسك؛ لذا خذ لحظة واجلس بهدوء في غرفة مظلمة، واستمع للهدوء، ويمكنك أن تتعلم الكثير عن نفسك في اللحظات التي تكون فيها أقل انشغالاً، حين لا يوجد ما يصرف انتباهك عن الأفكار والمشاعر التي تتجاهلها عادة خلال أيامك المليئة بالمشاغل.

5. التحدث إلى نفسك:

من الطبيعي تماماً التحدث إلى نفسك، وكل شخص لديه صوت داخلي يتحدث إليه في جميع الأوقات وكل الأيام، والتعرف إلى هذا الشخص وكيفية التحدث إليه هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها.

عندما تقضي وقتك مع أشخاص آخرين، يكون من الأسهل تجاهل هذا الصوت، لكن عندما تكون وحدك، فأنت وحيد معه، وهذا الصوت هو أنت، والطريقة التي تتحدث بها إلى نفسك عندما لا يكون هناك أي شخص آخر حولك ستؤثر في شخصيتك أكثر من أي شيء آخر.

تماماً مثلما تُبعِد نفسك عن الأصدقاء السلبيين الذين يحبطونك، من الهام أيضاً أن تبعد نفسك عن الصوت الداخلي السلبي، وفي حين قد يكون من الصعب أحياناً أن تظل إيجابياً عندما تكون وحدك، لكن يجب أن تكون لطيفاً مع نفسك.

6. الاستمتاع بكل تفاعُل:

يضطر معظم الناس إلى المرور بالمأساة قبل أن يبدؤوا بفهم مدى قصر الحياة، وأنَّها لا تتعدى حفنة سنوات قبل أن ينتهي العمر؛ فالوقت الذي نقضيه وحدنا هام وجميل، وكذلك الوقت الذي نقضيه مع الآخرين؛ لذا تذكَّر، ما من شخص ممل ولا موقف ممل.

وإذا شعرت بالملل، فذلك لأنَّك لا تنتبه، وهذه مشكلتك أنت وليست مشكلة محيطك؛ لذا اهتم بكل شخص يدخل حياتك حتى ولو لثانية واحدة، وأنصت لما يقوله وراقب بعناية ما يفعله، وحاول أن تفهمه.

7. إعادة ترتيب أثاثك:

عندما تكون وحدك، من السهل الاعتياد على روتين وأن تشعر بالركود وكما لو أنَّ الأمور نادراً ما تتغير، وذلك صحيح، فعندما تكون وحدك نادراً ما يتغير شيء ما لم تبذل جهداً واعياً لتغييره.

تكمن المشكلة في أنَّ إحداث التغيير صعب، ونادراً ما نبدأ بالعمل على ما هو صعب، ولتضمن استمرار العمل، يجب أن تُبقي انطباعاً جديداً، ولفعل ذلك، من الأفضل البحث عن المكاسب الصغيرة التي يمكن أن تؤدي إلى مكاسب أكبر.

ولا فائدة من إعادة ترتيب أثاثك بحد ذاتها، لكنَّها تغير الروتين الممل الذي يسهل الوقوع فريسة له عندما تقضي كثيراً من الوقت وحدك.

8. استثمار وقت الخلوة للتأمل في حياتك:

عندما تكون وحدك، يكون لديك فرصة رائعة للتفكير بوضوح في حياتك والاتجاه الذي تريد أن تسلكه؛ لذا في هذا العالم المليء بالضوضاء، عندما تحصل على لحظات من الهدوء استثمرها لإعادة تأكيد المسار الذي تتجه نحوه حياتك.

هل أنت سعيد وراضٍ؟ وهل يجب أن تستمر في فعل ما تفعله؟ أم أنَّك تشعر بعدم الرضى؟ وهل يجب عليك تغيير شيء ما؟ هذه أسئلة لا يمكنك الإجابة عنها إلا عندما تستفيد من الهدوء، لكن إذا كنت تملأ وقتك بأنواع الترفيه الذي تستهلكه بلا تفكير، مثل التلفزيون والأفلام وتصفُّح الويب تصفحاً عشوائياً، فسيكون من الصعب الإجابة عن هذه الأسئلة؛ فلن تتمكن من تكريس اهتمام كافٍ للوصول إلى إجابة واضحة.

9. الإبداع والابتكار:

الإبداع هو أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها في حياتك، وأن تبدع وسط بحر من الناس الذين يتنافسون على جذب انتباهك هو أحد أصعب الأشياء في الحياة.

وعندما تكون وحدك، فإنَّ الشخص الوحيد الذي يمنعك من الإبداع وإنتاج العمل هو نفسك، فما من أعذار عندما تكون وحدك، ويمكن أن تركز بالكامل على عملك، وحينها يمكنك التأكد من أنَّك تبتكر شيئاً له قيمة، والخيار الآخر هو تجاهُل هذه النصيحة، وتضييع وقتك بحثاً عن راحة مؤقتة قد تجدها في الأشياء والأشخاص الذين سيتركونك في النهاية غير راض.

10. وضع خطط للمستقبل وبدء العمل على تحقيقها على الفور:

من المستحيل أن تشعر بالرضى عن حياتك إذا لم يكن لديك خطة؛ فعندما تقابل شخصاً ما، يكون من السهل عادةً معرفة ما إذا كان يتحكم بحياته وسعيداً بها، أو إذا كان يتجول دون هدف ويبحث عن شيء ما ليسعى إليه، ولا داعي لأن يكون الهدف من حياتك معقداً أو مبهراً، يجب فقط أن يكون موجوداً، وبعد أن تحدده، يصبح وضع الخطط التي يمكنك اتخاذ إجراءات بشأنها أسهل بكثير.

لذا، تابع هذه الخطط على الفور، فلا تؤجلها ولا تنتظر الفرصة المثالية؛ وذلك لأنَّها لن تأتي أبداً، وكلما طال الانتظار، أصبح من الصعب البدء، على سبيل المثال، ربما ترغب في السفر حول العالم وفهم الثقافات المختلفة، أو ربما جمع مجموعة طوابع ضخمة، لا يهم ما هو الهدف، كل ما يهم هو أن تختار شيئاً تستمتع به وتتابعه.

وعندما تفعل هذا، يحدث شيئان، أولاً تكتسب إحساساً بالثقة في نفسك لأنَّك ترى أنَّك قادر على العيش كما تقرر، وثانياً تجذب هذه الثقة أشخاصاً جدد ومثيرين للاهتمام إلى حياتك؛ أي في حين يمكن أن يكون كونك وحيداً أمراً جميلاً، لكن إذا كنت ترغب في إضافة أشخاص إلى حياتك، فإنَّ تحديد هدف لها هو أسرع طريقة للقيام بذلك.

شاهد بالفيديو: 10 أشياء إن لم تتخلّ عنها لن تعرف طعم السعادة

11. مشاهدة فيلم وحدك:

افعل الأشياء التي يخبرك المجتمع أنَّها نشاطات جماعية وحدك، واذهب إلى مشاهدة فيلم وحدك واستمتع به، أو تناول عشاءً رائعاً وحدك، واخرج في مواعيد وحدك وتعلَّم أن تكون لطيفاً مع نفسك.

سيكون هذا محرجاً في البداية، وإذا كنت معتاداً على الخروج مع الآخرين، ستتساءل عما يجب أن تفعله عندما تكون وحدك، وفي هذه الحالة، لا تحاول تجاهُل الانزعاج؛ بل تقبَّله، ثم اضحك على ذلك لأنَّك حين تفكر في الأمر؛ أي مَن الذي قرر أنَّه ليس من المفترض أن تمارس هذه النشاطات وحدك؟ ستكتشف أنَّ الأمر مجرد أمر أقرَّ به الناس بحكم العادة دون محاولة تجريب غيره؛ لذا للاستمتاع بهذه الأشياء مع الآخرين، يجب عليك أن تتعلم الاستمتاع بها وحدك أولاً.

إقرأ أيضاً: السعادة: "الغاية التي ينشدها الجميع"، كيف نصل إليها؟

12. العمل على مشروع شخصي:

عندما تعمل ضمن فريق، ستواجه ضغطاً كبيراً للعمل بانسجام؛ إذ يجب عليك دائماً التفكير في الآخرين في مجموعتك، وتقديم التنازلات بانتظام حتى تكون النتيجة النهائية مقبولة للجميع.

هذه طريقة سيئة للعمل على شيء هام وله قيمة شخصية، لكن عندما تكون وحدك، فأنت حر في متابعة أي نوع من المشاريع التي تريدها في حياتك، ويمكنك أن تكون أنانياً تماماً ولا تقبل أن تُغيِّر ما تفعله أو كيف تفعله ليناسب أحداً.

لذا استفد من هذه الحرية، فجزء هام من الحياة هو القيام بأشياء تبدو غير حكيمة أو لا طائل منها بالنسبة إلى الآخرين، لكنَّها تعني لك شخصياً؛ لذا افعل شيئاً يفوق قدراتك، وابدأ مشروعاً لا تعرف كيف تنهيه، فكر في أغرب شيء أردت القيام به على الإطلاق، ثم خذ خطوة واحدة صغيرة نحو تحقيقه.

وإذا كنت خائفاً، افهم أنَّ هذا المشروع لن يطغى على حياتك كلها؛ بل سيكون جزءاً صغيراً فقط منها، ولا تسمح للنصائح أو آراء أي شخص آخر بالتأثير فيك فيما يتعلق به، ليكون شيئاً تفعله وحدك لأجل نفسك.

إقرأ أيضاً: 10 طرق تساعد على زيادة هرمون السعادة

13. التطوع بوقتك:

ابحث عن أشخاص آخرين يمكنك أن تكون وحدك حولهم، وطريقة رائعة للقيام بذلك والمساهمة بشيء إيجابي للعالم هي التطوع بوقتك في قضية تؤمن بها.

أن تكون وحيداً وسعيداً لا يعني عزل نفسك عن العالم؛ بل يعني أن تكون واثقاً بنفسك بدرجة كافية لتعرف أنَّه يمكنك أن تحيط نفسك بالناس دون أن تعتمد عليهم للشعور بالسعادة، وإحدى الطرائق الجيدة للبدء بذلك هي أن تحيط نفسك بأشخاص طيبين، من النوع الذي ستجده عندما تتطوع بوقتك لقضية تهمك.

المصدر




مقالات مرتبطة