13 طريقة لإظهار الاحترام للآخرين في الحياة اليومية

أنا متأكِّدة من أنَّك قد سمعت المقولة الآتية من قَبل: "لا يُكتسَب الاحترام، بل يُمنَح"، ويعني أنَّه يجب التصرف بطريقةٍ تجعلك جديراً بالاحترام؛ إذ يُسيء كثير من الناس تطبيق القول المذكور، ويستخدمونه لتبرير عدم احترامهم للشخص الآخر، لكنَّ الأمر في الواقع ليس كذلك؛ إذ يجب احترام جميع الناس، ولفهم سبب ذلك تماماً، سنعرِّف الاحترام ونبيِّن سبب أهميته، وبعد ذلك سأزوِّدك بطرائق لإظهار الاحترام في حياتك اليومية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "سارة كريستينسون" (Sarah Kristenson)، وتحدِّثنا فيه عن أهمية الاحترام.

ما هو الاحترام؟

يمكن تعريف الاحترام على أنَّه التفكير والشعور بشعور جيد حيال الشخص الآخر، كما أنَّه يتمثَّل في معاملة شخص ما بطريقة تبيِّن له أنَّك تهتم به وبعافيته، فعندما تحترم شخصاً ما، فإنَّك تعدُّه ذا قيمة، ومن ثمَّ تقدِّر قيمته بوصفه فرداً.

لماذا من الهام إظهار الاحترام؟

إنَّ إظهار الاحترام أمرٌ هامٌّ لبناء علاقات صحية؛ ويُعزى ذلك إلى ما يأتي:

  1. يكون الاحترام بالأخذ والعطاء، فحتى تنال الاحترام، عليك أن تمنحه.
  2. يبني الثقة.
  3. الاحترام سمةٌ للأشخاص المتحضرين.
  4. يشعر الآخرون بالرضى عندما تحترمهم.
  5. يعزِّز السلوك الجيد.
  6. يعبِّر عن تقبُّل حق الآخرين بأن يتصرَّفوا على طبيعتهم.

يعزز الاحترام بيئة إيجابية يمكن أن تزدهر فيها العلاقات، ومن دونه تنهار تلك العلاقات.

أهمية احترام الذات:

قبل أن تحترم الآخرين يجب أن تحترم نفسك، فلا يمكنك التفكير بطريقة إيجابية تجاه الآخرين، ما لم تفكِّر بطريقة إيجابية تجاه نفسك؛ إذ يعامل الشخص الذي يحترم نفسه الآخرين بالطريقة التي يريد أن يعاملوه بها.

يعني احترام الذات الثقة والتصرُّف بكرامة، فعندما تحترم نفسك، فأنت تؤمِن بأنَّك تستحقُّ أن تكون محترماً ومحبوباً، ومن دون ذلك لن تكون قادراً على قبول احترام الآخرين لك، وأيضاً لن تحترم الآخرين؛ وذلك لأنَّك لن تفهم الآثار الإيجابية للاحترام في الشخص. إذاً، يبدأ احترام الآخرين بالتعاطف مع الذات واحترام النفس.

إقرأ أيضاً: أثر الاحترام على العلاقات مع الآخرين

كيف يرتبط اللطف والرأفة والتعاطف بالاحترام؟

يجب عليك لتقدِّر الآخرين إظهار اللطف والرأفة والتعاطف، فلا أحد كامل وكلنا نخطئ، فاحترام شخص، يعني إظهار اللطف والرأفة والتعاطف مع أخطائه.

اللطف هو أن تكون كريماً في مشاعرك وأن تراعي الآخرين؛ إذ يسمح ذلك لك بالنظر إلى ما هو أبعد من أخطاء الشخص، كما تسمح لك الرأفة بوضع نفسك في مكان الشخص الآخر، وبعد ذلك يمكنك رؤية الأشياء من وجهة نظره. ويعني التعاطف "المعاناة معاً"، بأن يشارك جميع الناس العبء معاً، فلا أحد أفضل من الآخر، لذلك عندما تحترم شخصاً ما، فإنَّك تُظهِر له اللطف والرأفة والتعاطف.

إقرأ أيضاً: 23 قول وحكمة عن أهمية الاحترام

13 طريقة لإظهار الاحترام:

ليس كافياً أن تقول إنَّك تحترم شخصاً ما، بل يجب أن تظهر له الاحترام الواجب، ويجب أن يكون ذلك واضحاً في أفعالك. إليك بعض الطرائق لإظهار الاحترام لمن حولك:

1. التدرُّب على الإصغاء الفعَّال:

يتطلَّب الإصغاء الفعَّال أن تكون حاضراً ذهنياً في المحادثة، فيجب عليك إظهار أنَّك منتبه للطرف الآخر؛ فالإصغاء والاستماع مختلفان؛ فعندما تصغي فأنت تعالج ما تسمعه في ذهنك، وعليك أن تفكِّر في الأمر وتستجيب له بأسلوب مناسب. توجد عدة طرائق يمكنك من خلالها ممارسة الإصغاء الفعَّال، فعلى سبيل المثال يمكنك:

  1. استخدم التواصل البصري.
  2. طرح الأسئلة.
  3. تلخيص ما يُقال.

إذ يوضِّح الإصغاء الفعَّال للشخص الآخر أنَّك تقدِّر ما يقوله، وإضافة إلى ذلك فإنَّك توصل له فكرة أنَّك تقدِّر أفكاره، وهذا يُظهر الاحترام كثيراً.

2. البحث عن أرضية مشتركة:

يوجد بين البشر قواسم مشتركة إلى جانب تنوعهم؛ فإذا أمعنت النظر يمكنك العثور على شيء مشترك بينك وبين شخص آخر، فقد يكون تجربة أو قيمة مشتركة.

إذ يتشارك جميع الناس الجوانب الأساسية للحياة، فقد ولدنا جميعاً وسنموت جميعاً، وبين الاثنين يختبر جميعهم النمو والتغيير، وحتى لو كنت لا تستطيع التفكير في أي أرضية مشتركة أخرى، نتقاسم جميعاً واقع أنَّنا على قيد الحياة.

فبعد العثور على أرضية مشتركة، يمكنك استخدامها بوصفها نقطة انطلاق للعلاقة، ومن هذا المنطلق يمكنك المساعدة على نمو العلاقة من خلال التركيز على أوجه التشابه، بدلاً من أوجه الاختلاف بينك وبين الطرف الآخر.

3. السعي إلى فهم الآخرين:

قد يكون من السهل أن تدافع عن رأيك في أثناء الخلافات، لكن بدلاً من ذلك عليك أن توقظ فضولك؛ لذا استخدم الموقف بصفته فرصة للتعلُّم، واكتشف المنطق وراء منظور الشخص الآخر.

فحتى لو لم تتفق معه، فسوف تتعلَّم شيئاً جديداً عن الشخص الآخر، وستكتسب فهماً عن سبب شعوره وتصرُّفه بالطريقة التي يتصرَّف بها؛ وسترى كيف شكَّلت تجاربه وجهة نظره، وأيضاً، ستنمو شخصياً عندما توسِّع آفاقك لتتجاوز تجاربك الخاصة، وتُظهِر احتراماً لتجارب الآخرين.

4. التعاطف مع الاختلافات:

قد لا يعجبك منظور الشخص الآخر، لكن يمكنك احترام حقه في تبنِّيه؛ إذ ينحدر كل شخصٍ من خلفية مختلفة، ويمكن حتى لشخصين قد نشآ في نفس المدينة أن يكون لديهما وجهات نظر مختلفة؛ وذلك لأنَّهما قد تربَّيا في عائلتين مختلفتين.

تشكِّل خلفياتنا وتجاربنا وجهات نظرنا، ومن خلال تقدير وجهة نظر الشخص الآخر، فإنَّك تقدِّر انتماءه؛ فعندما لا تفهم وجهة نظر شخص ما، اسأله: "ما الذي يجعلك تقول ذلك؟"؛ إذ يفتح ذلك الباب أمامك للتعرُّف إلى ماهية وجهة نظره، وبعد ذلك ستتمكَّن من تقدير تجربته.

5. خدمة الآخرين:

ليس بالضرورة أن تكون الخدمة التي تقدِّمها معقدة، فهي تقتصر على رد الجميل للآخرين، ومن خلال القيام بذلك فإنَّك تجعل حياتهم أفضل؛ لذا ابحث عن طرائق لتقديم يد العون، كمساعدة شخص ما في التقاط شيءٍ أسقطه، اجعل غايتك مساعدتهم وليس أن تستفيد أنت؛ إذ تُظهِر خدمة الآخرين اللطف، والذي يُظهِر بدوره الاحترام.

إقرأ أيضاً: ما هي الفوائد الصحية لمساعدة الآخرين؟

6. الاعتذار عندما تكون مخطئاً:

إذا ارتكبت خطأ ما فاعترف بذلك، ولا تحاول إخفاء الأمر، فالاعتذار يُظهِر التعاطف والاهتمام والتقدير، فهذا العمل يقتصر على الصدق ويتطلَّب التواضع؛ إذ تثبت عبر الاعتذار قيمة الشخص الذي اخطأت في حقه.

7. التحلي بالتهذيب:

إنَّ الافتقار إلى التهذيب الذي نشهده اليوم أمر صادم، فقد نسي الأشخاص كيف يكونون لطيفين، إضافةً إلى ذلك، يمكنك العثور على أشخاص غير مهذبين في كل مكان.

لا يتطلَّب الأمر كثيراً من الجهد لتكون مهذَّباً؛ فهو أمر نعلِّمه لأطفالنا؛ فالتهذيب يعني التفاعل بطريقة إيجابية مع الآخرين، فكلمة شكراً مع ابتسامة مثلاً هي أقل ما يمكنك تقديمه.

8. إظهار الامتنان:

في حين أنَّ تقديم الشكر ينمُّ عن تهذيبك، فإنَّ إظهار الامتنان يدلُّ بعمق على كونك شاكراً، وعن تقديرك للآخر؛ إذاً، يجب أن تُخبر الآخر أنَّك ممتنٌّ لما فعله، أو للشخص الذي هو عليه، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تقول: "أُقدِّر كيف تبحث دائماً عن الخير في كل موقف، فيلهمني ذلك أن أكون أكثر إيجابية".

بالإضافة إلى تقديم الامتنان بالكلام، يجب أيضاً أن تظهره من خلال القيام بشيء لطيف للآخرين، ليس من الضروري أن تقدِّم بادرة عظيمة، بل يمكن أن تقوم بعملٍ يسيرٍ لطيف.

9. الاحتفاء بإنجازات الآخرين:

يستحق جميع الناس الثناء، فقد فعلنا جميعاً أشياءً تستحقُّ ذلك، كما ليس عليك انتظار الإنجازات الكبيرة حتى تحتفي بها، بل احتفِ بالنجاحات الصغيرة أيضاً، فقد يكون العثور على إنجاز صغير قدَّمه الآخر وتقديره ذا معنىً أكبر؛ وذلك لأنَّه يعني أنَّك تُولي اهتماماً وثيقاً به؛ لذا أظهر اهتمامك بنجاح غيرك، ودعه يعرف أنَّه قد قام بعمل جيد، وسترى السعادة تعلو وجهه.

10. التكلم بإيجابية عن الشخص الآخر:

حاول أن تعثر على شيء جيد لتقوله عن الشخص الآخر، وقله فعلاً، فهذا يثبت له مدى أهميته، اجعل الأمر يقتصر على شيء عزيز على قلبه، وامنحه مزيداً من الرضى؛ إذ يمكنك تأكيد آرائه وقيمه ووجهات نظره، فمهما كان ما تختاره لتؤكِّد عليه، دع الشخص يعرف أنَّه ذو قيمة، وأظهر له أنَّه يستحق الاحترام.

على سبيل المثال، يمكنك أن تقول شيئاً مثل: "يعجبني ما قلته؛ فقد ساعدني على رؤية الأشياء من منظور مختلف، وأنا أقدر ذلك".

11. تقديم الدعم:

نحتاج جميعنا إلى يد العون في بعض الأحيان، سواء كان ذلك جسدياً أم عاطفياً، فمن خلال تقديم الدعم والتشجيع للآخرين، فإنَّك تثبت لهم بأنَّك تهتم بهم، إضافةً إلى ذلك فإنَّ المساعدة تثبت أنَّ أفعالهم هامَّة لأنَّك تشاركهم فيها، وهذا يجعلهم يشعرون بالأهمية، لأنَّ ما يفعلونه هامٌّ بالنسبة إليك.

12. الالتزام بالوعود:

يُظهِر التزامك بوعودك للشخص الآخر أنَّه يستحق أن تبذل جهداً من أجله، ومن ناحية أخرى، فإنَّ إخلاف الوعد يدلُّ على أنَّ الوعد الذي قدَّمته لا يهمك كثيراً، وهذا يحطِّم العلاقة بسبب اختلال الثقة، فالعلاقة الصحية تتطلَّب الثقة.

13. الاعتناء بنفسك:

امنح نفسك الاحترام ذاته الذي تمنحه للآخرين؛ إذ يمكنك القيام بذلك من خلال الاعتناء بنفسك جسدياً وعقلياً، فلا يمكنك خدمة ودعم الآخرين إذا لم يكن لديك الطاقة للقيام بذلك، كما لا يمكنك الوفاء بالوعود إذا كنت مرهقاً جداً للقيام بما وعدت به.

إنَّ ذلك يحفِّزك على رعاية نفسك بسبب اهتمامك بأحبائك، فإذا كنت تحترم آراءهم، فسترغب في الاعتناء بنفسك، لأنَّهم يريدون الأفضل لك، ولأنَّك تقدِّر الشخص الآخر، سترغب في منحه أفضل ما لديك.

شاهد بالفديو: 10 طرق للاعتناء بالنفس

في الختام:

يعني الاحترام، التفكير بإيجابية وإظهار تلك الإيجابية للآخرين، وهو يثبت للشخص الآخر أنَّه ذو قيمة، في حين أنَّك قد تقدِّر أفعاله، فإنَّ الاحترام يقتصر على شخصيته، لأنَّ الشخصية هي التي تسفر عن الأفعال.

فعندما تحترم شخصاً ما، فإنَّك توصل له فكرة أنَّه هامٌّ بالنسبة إليك؛ إذ يمكنك القيام بذلك من خلال احترام آرائه ووجهات نظره وتجاربه وقيمه، ولإظهار الاحترام لشخصٍ ما، انتبه لما يقوله ويفعله.

ابحث عن فرص لإظهار تقديرك، فذلك سيُنشِئ علاقة أكثر إيجابية، وباستخدام هذه الطرائق لإظهار الاحترام، فإنَّك تنشئ بيئة إيجابية تفيد جميع من حولك، بما في ذلك نفسك.

المصدر




مقالات مرتبطة