12 علامة تدل أنَّ الشخص يدمر نفسه بنفسه

على الرغم من أنَّ معنى الحياة كان موضوعاً أُثير حوله الجدل منذ بداية التاريخ، إلَّا أنَّ أكثر سببٍ وجيهٍ يُبرّر وجودنا على سطح الأرض ربما يكون ببساطةٍ: العيش. فالبشر كغيرهم من المخلوقات خُلِقوا ليحافظوا على حياتهم، وهذا يجعل من الغريب أن ترى العديد من الناس إذاً يمارسون عاداتٍ تدمرهم ذاتياً. فكّر لو أنَّ جميع البشر يمارسون جميع هذه التصرّفات في كل أوقاتهم عندها لن يمضي وقتٌ طويل قبل أن يختفي الجنس البشري عن الوجود. وعلى الرغم من أنَّ بعض هذه التصرفات قد لا تبدو مؤذيةً جداً، إلَّا أنَّ الضرر الذي تُلْحِقه في حياة الشخص على المدى البعيد قد يتراكم إذا تُركَت دون معالجة.

يمارس معظم الناس الذين يدمرون حياتهم ذاتياً العديد من هذه التصرفات، إن لم نقل كلها، بطريقةٍ ما خلال حياتهم اليومية:



1- يُفكّرون بطريقةٍ انهزامية:

يؤمن العديد من الناس الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق أنَّهم فعلاً لن ينجحوا في أي شيءٍ يحاولون القيام به، فإذا رُفضوا بعد إجراء مقابلة عمل سيحتاجون إلى أسابيع من أجل التعافي والسعي بجد إلى التقدم إلى عملٍ آخر. وإذا أخفقوا في امتحانٍ ما سيستسلمون بسهولة ولن يعودوا إلى دراسة المادة التي كان من المُفتَرض أن يدرسوها. يركز الأشخاص الذين يدمرون حياتهم ذاتياً الاهتمام على الأشياء التي تسير بشكلٍ خاطئ في حياتهم عوضاً، ولا يدركون أنَّ الأمور كانت تسير بشكلٍ جيد حتى جاءت اللحظة التي سارت الأمور فيها بشكلٍ سيء. يُعَدُّ التخلي عن هذه الطريقة في التفكير الخطوة الأولى نحو هجر التفكير المُدمِّر ذاتياً.

إقرأ أيضاً: 9 طرق لمقاومة التفكير السلبي

2- لا يُبادرون:

من النادر أيضاً أن يُبارد الأشخاص الذين يدمرون حياتهم ذاتياً إلى تحسين حياتهم، فبعد الإخفاق في مقابلة عمل لا ينظرون إلى الخلف ليروا الأخطاء التي ارتكبوها ويحاولوا تلافيها في المرة القادمة، بل سيكتفون بتجاهل الأمر وسيقولون: "لن أحصل أبداً على هذه الوظيفة". بالتأكيد لن يحصلوا عليها إذا لم يتعلموا من أخطاءهم السابقة، لقد فقد الأشخاص الذين تُعَدُّ قصصهم الآن قصص نجاحٍ حقيقية فرص عملٍ في الماضي، لكنَّهم تعلموا من التجربة وعرفوا كيف يقدمون أداءاً أفضل في المرة القادمة. إذا حاولت سيكون ثمَّة احتمالان: إمَّا أن تنجح وإمَّا أن تخفق وإذا لم تحاول فلن يكون ثمَّة أي احتمال.

3- يُمارسون العجز القسري:

أشهر مقالٍ أستطيع التفكير فيه لتوضيح فكرة العجز القسري هو حينما يقول طالبٌ ما: "أنا لست جيداً في الرياضيات"، إذ على الرغم من أنَّ بعض الناس يتمتعون بمواهب طبيعية في مهاراتٍ معينة، إلَّا أنَّ هذه المواهب لا تعني شيئاً إذا لم تُصْقَل بالممارسة. فمجرد كونك "غير جيدٍ في الرياضيات"، أو "غير موهوب جداً في الموسيقا"، لا يعني أنَّك لن تكون قادراً أبداً على تعلُّم تلك المهارات. صحيحٌ أنَّك ستجد صعوبةً في ذلك أكثر من الآخرين، لكنَّ هذا يدفعك إلى الافتخار بنفسك والعمل بجد لإحراز إنجازٍ ما. فإذا تخلَّى كل لاعبٍ في دوري الـ (NBA) عن اللعب لأنَّه ليس بارعاً كمايكل جوردان لن يكون ثمَّة في الدوري ما يكفي من اللاعبين للعب في فريقٍ واحد.

4- يشعرون بالشفقة على أنفسهم:

تدعم هذه النقطة ما ذُكِر في النقاط الثلاث السابقة فشعور الشخص بالحزن على نفسه لن يحقق له أي شيء، إذ يعاني كل شخصٍ من نواقص ونقاط ضعف، والتفكير بأنَّه مقدرٌ عليك أن تشعر بالبؤس هو نبوءة تتحق ذاتياً حينما نفكر فيها. ما المفيد في أن تجلس وتستسلم لأحزانك؟ بعد أن تنتهي حفلة "الندب" ستبقى بائساً وستكون ضيعت وقتاً ثميناً كان يمكن أن تستثمره في تحسين نفسك بطريقةٍ أو بأخرى. توقف عن الشعور بالحزن على نفسك وحارب الصفات السلبية التي تثقل كاهلك.

5- يتصرّفون بشكلٍ سلبيٍّ مع الآخرين:

يتعامل الأشخاص الذين يدمرون نفسهم ذاتياً بفظاظةٍ ووقاحةٍ مع الآخرين، إذ في الوقت الذي فيه يُعَدُّ تعامل الشخص بشكلٍ سيءٍ مع نفسه أمراً غير مثمر، لا يوجد بكل تأكيد ما يمكن أن يبرر أن تنقل بؤسك إلى الآخرين. في الواقع التعامل بلطف مع الآخرين قد يكون سبباً في جعل نهارك أجمل ويدفعك إلى التعامل بلطفٍ مع نفسك أيضاً. مهما كانت حياتك تسير بشكلٍ سيءٍ في الوقت الحالي أنت لا تعلم أبداً ما الذي يواجه الآخرين في حياتهم، والتعامل بلطفٍ مع الآخرين في النهاية قد يساعدك في إدراك أنَّ وضعك ليس سيئاً إلى الحد الذي تظن.

6- يدمنون على المخدّرات والكحول:

ربما يكون أسوأ ما قد يعاني منه الأشخاص الذين يدمرون حياتهم ذاتياً الإدمان على الكحول أو المخدرات، إذ إنَّهم يتعاطونها لأنَّهم يشعرون بالبؤس فيستيقظون وهم بائسون ويبدأون التعاطي مرةً أخرى، وبينما الحياة حولهم تستمر يكونون قد قضوا يوماً دون اكتساب أي نوع من المهارات تساعدهم في تحسين حياتهم. وحينما يتذكرون هذه الفكرة سيحسون بكل تأكيد أنَّهم دون قيمةٍ تماماً، وسيذهبون لتعاطي مزيدٍ من الكحول والمخدرات. إذا كنت تشعر بالاكتئاب فالكحول والمخدرات لن تحُلَّا بكل تأكيد مشكلاتك.

إقرأ أيضاً: أضرار تعاطي المخدّرات و الكحول و أثرها على الفرد والمجتمع

7- يتهرّبون من العواطف:

يختبئ الأشخاص الذين يدمرون حياتهم بأيديهم من عواطفهم سواءاً كان ذلك من خلال الإدمان على الكحول والمخدرات أو لا. قد ترى على وجوههم سعادةً مُصطَنعة وقد يجعلون الآخرين يعتقدون بأنَّ جميع أمورهم تسير على ما يُرام، لكنَّ كبت العواطف سيؤدي إلى انفجارها في مرحلةٍ من المراحل. والعجيب أنَّ الأشخاص الذين يدمرون حياتهم بأيديهم لا يتهربون من العواطف السلبية فقط بل ومن الإيجابية أيضاً، إذ قد يخشى هؤلاء الناس في بعض الأحيان من رؤية السعادة ترتسم حقَّاً على وجوههم، وقد يسعون إلى أن تسير جميع أمور حياتهم بشكلٍ خاطئ. إذا كنت تبحث دائماً عن الأشياء السلبية في الحياة من المؤكد أنَّك ستعثر عليها.

8- مُنعزلون اجتماعياً:

يميل الأشخاص الذين يدمّرون حياتهم بأيديهم بشكلٍ متعمد أو غير متعمد إلى عزل أنفسهم عن الأقران وعن المجتمع بشكلٍ عام، وذلك من خلال جعل أفراد العائلة والأصدقاء ينفرون منهم عبر تعمُّد إهانتهم أو إثارة انزعاجهم بشكلٍ عام، أو عدم الرد على المكالمات الهاتفية، أو الرسائل النصية، أو تجاهل الدعوات التي يتلقونها، أو إفساد المناسبات الخاصة التي يَحْضُرونها. قد يعتقد هؤلاء الأشخاص بأنَّهم يُسْدون خدمةً للعالم من خلال الانعزال عن الآخرين لكنَّهم في الواقع يؤذون أنفسهم وجميع من يهتمون بأمرهم.

9- يرفضون تلقي المساعدة:

إضافةً إلى الابتعاد عن الآخرين يخفق الأشخاص الذين يدمرون حياتهم بأيديهم في الإقرار بأنَّهم يحتاجون إلى المساعدة، إذ من غير الممكن أبداً أن تراهم في عيادة الطبيب النفسي، مهما كانوا يعلمون في قراراة نفسهم أنَّهم يحتاجون إلى الذهاب إليها. يعود سبب ذلك في جزءٍ منه إلى وصمة العار المرتبطة بزيارة الطبيب النفسي، لكنَّهم يستطيعون التخفيف من حدة مشاعر الضغط التي يحسون بها إذا أقدَموا على الخطوة الأولى، وحجزوا أول موعدٍ عند الطبيب النفسي، وحينئذٍ قد يندهشون ويُسرُّون بمقدار التحسّن الذي يُحسُّون به بعد أن يقضوا ساعةً واحدةً فقط في الحديث من شخصٍ مختص يستطيع مساعدتهم في العودة إلى الطريق الصحيح.

10- يتجاهلون احتياجاتهم:

إلى جانب رفض تلقي المساعدة من الآخرين، لا يعتني الأشخاص الذين يدمرون حياتهم بأيديهم جيداً بأنفسهم، إذ إنَّهم لا يتناولون طعاماً صحيَّاً فإمَّا أن يُفرطوا في تناول الطعام أو ألَّا يتناولوا سوى القليل جداً منه، ولا يذهبون إلى النوادي الرياضية، ولا يستحمون أو يحلقون شعورهم بانتظام، ويعيشون عادةً حياةً مزرية، ومن المؤسف أنَّ جميع هذه العوامل تشير إلى معاناة هؤلاء الأشخاص من اكتئابٍ حاد. إلَّا أنَّ خطوةً واحدةً يتخذونها لتحسين حياتهم ربما تجعلهم يبدأون رؤية الضوء الموجود في آخر النفق، إذ قد تكون قصة الشعر الجديدة وتغيير الثياب الوسيلة التي تدفع الشخص إلى النهوض والخروج من المنزل.

شاهد بالفديو: 5 خطوات لتحسين نمط حياتك

11- يقدّمون تضحياتٍ غير ضرورية:

تُعَدُّ هذه الصفة العلامة التي تميز هؤلاء الأشخاص أكثر من أي علامةٍ أخرى، فالبعض يسعون بكل جهدهم إلى إسعاد الآخرين دون أن يهتموا بأنفسهم. حيث يتجاهل العديدون منا أنفسهم إمَّا من خلال المبالغة في إرهاق أنفسهم في العمل، وإمَّا بالإكثار من التطوع، وإمَّا من خلال الخروج مع الأصدقاء فقط لأنَّهم يشعرون أنَّهم مضطرون إلى ذلك دون أن يكون ثمَّة مبرر لذلك. في بعض الأحيان من الأفضل أن تضع مصلحتك في المقام الأول، وتدع الآخرين يعرفون أنَّ المسألة ليست شخصية، وكل ما في الأمر أنَّك تحتاج إلى بعض الوقت لاسترداد عافيتك.

12- يمارسون تصرّفاتٍ تؤذيهم:

إذا كانت هذه العلامة موجودةً لديك، فأنا أناشدك أن تطلب مساعدة شخصٍ مختصٍّ في الحال، إذ إنَّ إيذاء الشخص لنفسه جسدياً يُعَدُّ دليلاً واضحاً على أنَّهم لا يشعرون بالسعادة في حياتهم، وغير راضين عن أنفسهم إلى درجةٍ جعلتهم يتعمدون إلحاق الأذى بوجودهم. يرى البعض هذا طريقةً للتنفيس عن الشعور بالضغط، لكنَّها طريقةٌ ذات نتائج عكسية. هذا الجزء من المقالة هو الجزء الذي لا أملك فيه أيَّة تجربةٍ شخصية في التعامل معه، لذلك لن أستطيع أن أقدم لك إلَّا نصيحة واحدة: رجاءاً إذا شعرت أنَّك تؤذي نفسك، رجاءاً اطلب المساعدة من شخصٍ مختص.

 

المصدر




مقالات مرتبطة