12 طريقة للاعتناء بالنفس

من الهامِّ أن تحرص على الاعتناء جيِّداً بعقلك وجسدك وروحك كلَّ يوم، لا حينما تمرض فقط؛ إذ يُعَدُّ تعلُّم كلٍّ من تناول الطعام المناسب، والتخلُّص من الإحساس بالضغط، وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وأخذ قسطٍ من الراحة عند الحاجة إليه؛ أساس الاعتناء بالنفس، ويمكن أن يساعد المرء في مواجهة الضغوطات والحفاظ على الصحة والتحلّي بالمرونة.



لماذا نخفق في الاعتناء بأنفسنا في كثيرٍ من الأحيان؟

الاعتناء بالنفس ليس دائماً عملاً هيِّناً، فمعظم الناس إمَّا منشغلون جدَّاً، وإمَّا يعملون في وظائف مُجهِدة، أو متعلِّقون جدَّاً بالتكنولوجيا إلى الحدّ الذي لا يملكون معه وقتاً لأنفسهم. لقد أضحى قضاء وقتٍ في الاسترخاء وحيدين آخر ما يهمِّنا عادةً، والأسوأ من ذلك أنَّنا قد نشعر بالذنب في بعض الأحيان إذا خصَّصنا وقتاً للاعتناء بأنفسنا؛ لهذا السبب قد يكون البدء بالاعتناء بالنفس مهمَّةً صعبة.

بيد أنَّنا سنناقش في هذه المقالة بضع نصائح يمكن اتِّباعها لتبدأ الاعتناء بنفسك.

كيف تبدأ الاعتناء بنفسك؟

ثمَّة لحُسن الحظ عديدٌ من الأمور التي يمكنك أن تفعلها لتبدأ الاعتناء بنفسك. يمكنك في البداية أن تُجرِي اختباراتٍ لتحدد الاستراتيجية الأنفع، ويمكنك أن تقرأ أيضاً عن استراتيجيات الاعتناء بالنفس، أو أن تنضمَّ إلى أحد برامج الاعتناء بالنفس، أو أن تعمل مع كوتشٍ أو طبيبٍ نفسيٍّ يستطيع أن يساعدك في إحراز تقدُّم بهذا الشأن. أيَّاً كانت الطريقة التي تتبعها، فإنَّ الهدف هو تحديد أكثر استراتيجيةٍ ملائمةٍ تستطيع اتباعها للاعتناء بنفسك، وأن تتعلَّم كيف تستخدم هذه الاستراتيجيات وتطبِّقها خلال حياتك اليومية، بحيث تزداد سعادةً في كلِّ الأيام وليس في يومٍ محدَّدٍ فقط. فيما يلي 12 طريقةً تستطيع أن تبدأ منها رحلة الاعتناء بنفسك:

1. النوم جيِّداً:

بإمكان النوم أن يؤثِّر تأثيراً كبيراً في المشاعر التي تُحِس بها على الصعيدَين العاطفي والبدني، وقد يسبب الحرمان من النوم مشاكل صحيَّةً خطيرة؛ لكنَّ الإحساس بالضغط ومصادر تشتيت الانتباه الأخرى يمكنها أن تُدمِّر قدرتنا على النوم أيضاً.

ما الذي يمكن أن تفعله لجعل النوم جزءاً من العادات التي تمارسها للاعتناء بنفسك؟ ابدأ التفكير في الأنشطة التي تمارسها ليلاً، أتتناول الطعام أو تشرب العصائر قبل التوجُّه مباشرةً إلى السرير؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن الهامِّ بشكلٍ خاص أن تبتعد عن الكافئين والسُكَّر اللذَين يُبقيانك يَقِظاً.

من الهامِّ كذلك أن تخفف الإحساس بالضغط، فإذا كانت الضغوطات التي تُحِس بها لها علاقةٌ بالعمل، فكِّر في أفضل طريقةٍ يمكنك اتِّباعها لاستعادة الهدوء بعد يومٍ عصيب أو للإحساس بمزيدٍ من الاسترخاء في أثناء التواجد في العمل. بإمكانك أن تطلب من ربِّ العمل أن يخفف عبء العمل عنك، أو أن يَحُلَّ النزاع الذي نشب مع أحد الزملاء.

احرص مستقبلاً على أن تكون غرفة النوم أفضل مكانٍ يمكن أن تحصل فيه على قسطٍ جيِّدٍ من النوم. يجب على غرفة النوم أن تكون خاليةً من مصادر تشتيت الانتباه مثل: التلفزيونات، والكمبيوترات، والهواتف؛ ويجب على الستائر التي فيها أن تحجب الضوء حتَّى تمنع ضوء الشمس من إيقاظك باكراً جدَّاً في فترات الصباح.

إقرأ أيضاً: 9 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسكَ كي تنعم بنوم أفضل

2. الاعتناء بصحة الأمعاء:

قد تؤثِّر صحة أمعائك تأثيراً كبيراً في صحتك وسعادتك وإحساسك بالنشاط، كذلك تؤثِّر أنواع الطعام التي نتناولها تأثيراً شديداً في البكتيريا التي تعيش في المعدة؛ وهذا ينعكس إمَّا سلباً أو إيجاباً على صحتنا، فالطعام الصحي يصنع إنساناً صحيحاً معافىً والعكس صحيح.

3. ممارسة التمرينات بشكلٍ يومي:

نعلم جميعاً أنَّ التمرينات الرياضية مفيدةٌ للصحة، لكن هل نعلم حقَّاً كم هي مفيدةٌ؟ بإمكان ممارسة التمرينات الرياضية كلَّ يومٍ أن تعزِّز كلَّاً من القوة البدنية والذهنية، وأن تُحسِّن المزاج، وتخفف الضغط والقلق؛ ناهيك عن دورها المُساعد في خسارة الوزن. قد يكون الذهاب إلى النادي الرياضي كلَّ يومٍ عملاً شاقَّاً بلا شك؛ لذا حاول أن تمارس أشكالاً أخرى من التمرينات الرياضية، مثل: المشي، أو التنس، أو اليوغا؛ حيث يمكن أن تلائم جدول أعمالك بسهولةٍ أكبر، وأهمُّ شيءٍ أن تتبع نظاماً ثابتاً يناسبك.

إقرأ أيضاً: أفضل 15 تطبيق لممارسة التمارين الرياضية

4. تناوُل الطعام المناسب:

بإمكان الطعام الذي نتناوله أن يحافظ على صحّتنا أو أن يساهم سلباً في زيادة أوزاننا وإصابتنا بأمراضٍ مثل السُكَّري، لكنَّه يستطيع أيضاً أن يحافظ على نشاط عقولنا ويَقَظَتها. يستطيع تناول الطعام المناسب أن يساعد في وقايتنا من فقدان الذاكرة قصير الأمد والالتهابات اللذين يؤثِّران كلاهما تأثيراً بعيد المدى في العقل، وبالتالي في راحة الجسم. من ضمن أكثر الأطعمة ذات الأثر المذهل في الاعتناء بالنفس: الأسماك الدهنية، والتوت، والمكسرات، والخضروات الورقية، والخضروات التي تنتمي إلى فصيلة البراسيكا مثل: البروكلي.

5. عدم قبول كلِّ طلبات الآخرين:

من الصعب فعلاً أن تتعلَّم قول كلمة "لا"، ومعظمنا يُحسُّون أنَّهم مُجبرون على قول "نعم" حينما يطلب أحدٌ منهم عملاً يحتاج إلى بذل وقتٍ أو جهد. لكن إذا أحسستَ فعلاً بالضغط أو الإرهاق، فقد تؤدي الموافقة على الطلبات التي يطلبها منك الأشخاص العزيزون على قلبك أو زملاؤك في العمل إلى الإنهاك، والقلق، وحِدّة الطبع. قد يحتاج هذا إلى قليلٍ من التمرين؛ لكن حينما تتعلَّم كيف تقول "لا" بأدب، ستُحِسُّ بأنَّك مفعمٌ بمزيدٍ من الطاقة، وسيكون لديك مزيدٌ من الوقت للاعتناء بنفسك.

إقرأ أيضاً: كيف تقول لا بلباقة؟

6. التنزُّه:

بإمكان الخروج إلى التنزُّه بهدف الاعتناء بالنفس أن يُحدِثَ فارقاً كبيراً في حياتك. حتَّى لو كنت لا تُحِسُّ بالضغط، فبإمكان الخروج إلى التنزه في عُطَل نهاية الأسبوع بين الفينة والأخرى أن يساعدك في الاسترخاء، ونَيل قسطٍ من الراحة، واستعادة الطاقة. ليس ضروريَّاً أن تكون هذه النزهات مُكلِفة، يكفي أن تقود سيارتك إلى إحدى البلدات المجاورة وترى المناظر التي فيها، أو أن تذهب إلى التخييم في مكانٍ ما قربك. الهدف هو أن تغيِّر نظام حياتك المُعتاد، وأن تقضي بعض الوقت في القيام بعملٍ خاصٍّ بك.

7. السفر إلى الخارج:

يمكن أن يساعدك السفر إلى الخارج في تخفيف الضغط، وتقليل مستويات ضغط الدم، وتعزيز الوعي الذهني. أظهرت الدراسات كذلك أنَّ السفر إلى الخارج يمكن أن يساعد في تخفيف الإحساس بالتعب، وهذا يجعله طريقةً رائعةً للتخلُّص من أعراض الاكتئاب أو الإرهاق. يساعدك السفر إلى الخارج أيضاً في النوم بشكلٍ أفضل ليلاً، لا سيما إذا قمت ببعض التمرينات الرياضية مثل: التنزُّه أو المشي في أثناء السفر.

8. تربية الحيوانات الأليفة:

تستطيع الحيوانات الأليفة أن تملأ حياتنا حيويةً وأن تقدِّم إلينا كثيراً من الفوائد حينما نعتني بأنفسنا. بإمكان الكلاب بشكلٍ خاص أن تساعد في تخفيف الإحساس بالضغط وإبعاد مشاعر القلق، وبإمكانها حتَّى أن تخفِّف ضغط الدم. لقد استفاد عديدٌ من الناس الذين يعانون اضطراباتٍ مثل "اضطراب ما بعد الصدمة" من التعامل يوميَّاً مع الحيوانات، لهذا السبب أصبحت الكِلاب المُساعِدة مفيدةً جدَّاً للأفراد.

9. الحفاظ على التنظيم:

يُعَدُّ التنظيم في كثيرٍ من الأحيان الخطوة الأولى للحفاظ على الصحة؛ وذلك لأنَّه يتيح لك تحديد الشيء الذي تحتاج إليه للاعتناء اعتناءً أفضل بنفسك. بإمكان خطوةٍ صغيرة مثل: الاحتفاظ بكُتيِّب ملاحظات، أو تعليق رزنامةٍ على البراد؛ أن تساعدك في تدوين جميع مسؤولياتك ومواعيدك، والحفاظ في الوقت نفسه على تنظيم حياتك. يمكنك أيضاً تخصيص مكانٍ للاحتفاظ بالمفاتيح، والمحافظ، وحقائب الظهر، وحقائب اليد، والمعاطف؛ والتأكُّد من أنَّها جاهزةٌ للاستخدام في اليوم التالي.

10. الطَهو:

لا يكلِّف عديدٌ من الناس أنفسهم عناء تحضير وجبات الطعام، ويُفضِّلون عوضاً عن ذلك تناول الأطعمة السريعة، أو وضع الوجبات المُعَدَّة مُسبَقاً في الميكروويف؛ لكنَّ هذه الأنواع من الأطعمة لا تُعَدُّ كافيةً عادةً حينما يتعلَّق الأمر بتزويد الجسم بالأنواع المناسبة من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية. جرِّب أن تُعِدَّ وجبةً صحِّيَّةً لك أو لأفراد الأسرة كلِّهم ولو مَّرَّةً واحدةً في الأسبوع، ويمكنك البحث أيضاً عن شركاتٍ تقدِّم خدمات توصيل الوجبات.

11. مُطالعة الكتب:

لقد اعتدنا في عالم اليوم الذي يسير بوتيرةٍ مُتسارعةٍ على اللجوء إلى هواتفنا لنروِّح عن أنفسنا، أو نحسَّ بالارتياح ونتصفَّح الأخبار التي يمكن أن تُساهم في زيادة إحساسنا بالضغط والقلق عوضاً عن تخفيفه. جرِّب عوضاً عن ذلك أن تأخذ معك كتاباً حينما تخرج من المنزل، ويُفضَّل أن يكون كتاباً يتحدَّث عن الاعتناء بالنفس حتَّى تتعلَّم كيف تعتني بنفسك. ربَّما يدهشك التغيير الذي ستقوم به حينما تُهدِّء من روعك عوضاً عن البحث دائماً عن هاتفك، إذ لا يساعد هذا في تحسين مزاجك وحسب، بل يمكنه أن يساعدك أيضاً في الاستمرار في تركيز الاهتمام على لحظات الحاضر.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعدك على قراءة الكتب بفعالية

12. تخصيص وقتٍ للاعتناء بالنفس:

قد يَصعُب علينا جميعاً أن نعثر على أوقات فراغ، لكن من الهامِّ جدَّاً أن نخصص دائماً وقتاً للاعتناء بأنفسنا. تستطيع اللحظات التي تقضيها وحيداً أن تساعدك في التوصُّل إلى أفضل طريقة للمضي قُدُماً في هذه الحياة والحفاظ على التوازن، وبإمكان اللحظات التي تقضيها مع أصدقائك أن تُساعدك في الإحساس بأنَّك أكثر تماسكاً واسترخاءً.

سواءً قررت الخروج في نزهةٍ طويلة سيراً على الأقدام، أم الاستحمام بماءٍ دافئ، أم الاستمتاع بمشاهدة فيلمٍ جميلٍ مع الأصدقاء؛ فمن الهامِّ جدَّاً أن تخصِّص وقتاً للاعتناء بنفسك. ابحث عن طرائق بسيطةٍ تستطيع اتباعها في حياتك اليومية، فبإمكانك ربَّما أن تستيقظ باكراً لتجلس وتحتسي كوباً من القهوة أو تمارس التمرينات الرياضية قبل أن يبدأ النهار بما فيه من مشاغل، أو بإمكانك ربَّما أن تتنزه سيراً على الأقدام حول مبنى الشركة خلال استراحة الغداء.

كلَّما استطعت تخصيص وقتٍ على جدول أعمالك للاعتناء بنفسك، تمكَّنتَ من التطوُّر، والاستمتاع بالحياة، وتحقيق النجاح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة