12 حقيقة عن حياة رواد الأعمال يجب على الآباء العاملين تقبلها

إذا كنت أباً عاملاً أو تخطِّط لتكون كذلك أو حتى رائد أعمال أو تخطط لتصبح كذلك، وشعرت بالتخبط وفتور الهمة أو الإرهاق حيال ما تمر به أو ما ينتظرك أو ربما كل تلك المشاعر معاً؛ فأنت على الأرجح تشعر بأنَّك تواجه كل شيءٍ وحدك، والحقيقة أنَّ هذا أمر طبيعي؛ ذلك أنَّ كل والد يسير في طريقهِ الخاص، وكل رائد أعمال يخوض مغامرة فريدة؛ ومن ثم لا يمتلك الآباء الذين يعملون لحسابهم الشخصي أو روَّاد الأعمال الذين يعتنون بأطفال خبرات متطابقة.



وحتى لو كنت أنت وجارك تعملان بالطريقة نفسها وفي المجال نفسه وتربيان طفلين يبلغ كلاهما 10 سنوات، ستتخذان قرارات مختلفة، وتعتَنيان بعائلتيكُما بطرقتَين مختلفتين، وستكون نظرتَاكما إلى العمل مختلفة. 

ولكن من ناحية أخرى؛ يمتلك روَّاد الأعمال الذين يحملون على عاتقهم مهمة الاعتناء بأبنائهم أيضاً قواسم مشتركة؛ ذلك أنَّ تربية الأطفال مع العمل بشكل مستقل دون وظيفة ذات راتب يترافق مع بعض الحقائق والضغوطات والإيجابيات كذلك، وسواء كنت رائد أعمال تفكر في زيادة عدد أفراد عائلتك أم تُمعِن التفكير في شق طريقك بمفردك، فقد يفيدك أن تتعرف إليها، حتى تعلم ما أنت مُقدِمٌ عليه؛ فلماذا تمشي معصوب العينين إذا كان في إمكانك أن ترى بوضوحٍ الطريق الذي أمامك؟

وإليك بعض الحقائق المهمة عن تربية الأطفال في أثناء ممارسة ريادة الأعمال، والتي استُسقيَت من المصدر مباشرة؛ أي من مجموعة متنوعة من الأمهات والآباء الذين سبق وأن خاضوا هذه التجربة وتمنوا لو عرفوا هذه الحقائق مسبقاً؛ وبعد سماع هذه النصائح سيراودُك الفضول لطرح بعض الأسئلة التي تساعدك على تحسين خطط الريادة والثقة:

1. الأبوة وريادة الأعمال مرآتان تعكس كلٌّ منهما الأخرى:

حيث يكون ذلك على المستوى العملي والعاطفي، فكلاهما يستهلكان كل شيء ولا سيما في البدايات.

2. إذا كنت والداً، ليس هناك من وقت مثالي لتصبح رائد أعمال:

ينبغي أن تقرر الوقت وما إذا كنت ستتخذ هذه الخطوة دون انتظار الثناء أو الإذن، وذلك لأنَّه ليس هناك من وقت مثالي أو مناسب لتزيد عدد أفراد أسرتك أو تمارس عملك أو تغير وظيفتك، وتنطبق الفكرة ذاتها على هذا الأمر، إذا كنت تبحث عن فرصةٍ ذهبيةٍ لتصبح رائد أعمال أو والداً ورائد أعمال، فإنَّ ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً؛ لذا تمعَّن في الإيجابيات والسلبيات ثم ابدأ بالأمر، وكن واثقاً من اختيارك دون انتظار التشجيع؛ وذلك لأنَّك لا تحتاج إليه ولن تحصل على كثيرٍ منه على الأرجح.

إقرأ أيضاً: كيف تصبح رائد أعمال؟

3. من الهام وجود نموذج عمل خاص بك:

لا يعني امتلاك مهارة رائجة أو فكرة عظيمة وحسب؛ إنَّما وجود خطة الإيرادات تأخذ بالحسبان تكاليف تربية الأبناء أيضاً.

وبقدر ما يبدو الأمر بسيطاً؛ إلا أنَّه ينبغي أن تعرف كيف ستجني المال؛ وإيَّاك أن تفترض أنَّ مجرد كونك موظفاً مستقلاً يجعل وضعك ملائماً لممارسة ريادة الأعمال وتربية الأطفال في الوقت ذاته، حدد تحديداً صريحاً الوقت الذي تريد قضاءه مع الأطفال، وتعامل بحذرٍ مع مصادر الدخل وهيكل التكاليف التي تتيح لك القيام بذلك.

4. من الضروري الاهتمام بالأنظمة والبنية الأساسية:

ستقضي وقتاً طويلاً بعيداً عن أطفالك من دون وجود الأنظمة والبنية التحتية، لكن بما أنَّك مدير نفسك، فأنت تمتلك الحرية والمرونة والقدرة على تركيز الاهتمام على القضايا العامة، وهذا بدوره يحمِّلك مسؤولية التعامل مع كافة العمليات الرئيسة من تكنولوجيا المعلومات والضرائب وكل الأمور التي كنت لا تأبه لها عندما كنت تعمل لدى شخص آخر أو ضمن منظمة كبرى، إذا لم تكن واقعياً ومبدعاً ومنضبطاً في التعامل مع هذه المتطلبات، فقد تسبب لك الإرباك.

5. راقب كل فلس من أموالك:

بوصفك أباً عاملاً ورائد أعمال، فسيكون من صُلب عملك أن تهتم بالتكاليف والنفقات؛ ذلك أنَّك عندما تعمل ضمن منظمة كبرى، فإنَّ الميزانية تكون محدودة؛ إلا أنَّها تَظَلُّ أموال الشركة أو المنظمة لا أموالك، أما عندما تعمل لنفسك يختفي عادةً هذا الاختلاف؛ وذلك لأنَّ أموالك الشخصية، والتي تتعلق بالعمل تصبح شيئاً واحداً، مما يستدعي اتباع نهج مدروس سواء فيما يخص الإنفاق أم الادِّخار.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة تساعدك على توفير أموالك بعيدًا عن الإسراف

6. النمو بخطوات ثابتة ووتيرةٍ مناسبة:

تأنَّ وتروَّ ثم احسم قرارك فيما يتعلق بهذا الأمر؛ وذلك لأنَّ القصص التي تروى عن أناس بدؤوا شركتهم ثم باعوها بعد سنتين وحصدوا أرباحاً هائلة قد تبدو مقنعة؛ حيث يرغب الجميع في هذا النجاح السريع وهذه الكمية الضخمة من الأموال، ولكن كونك والداً، فقد تجد أنَّ هذا النمو السريع لا يسير لمصلحتك، وهذا يؤدي إلى قضاء وقت إضافي بعيداً عن المنزل ثم التوتر الشديد والإنهاك؛ لذا ضع أهداف النمو والتزم بها.

7. لا تقتصر المكاسب الملائمة للأسرة على الشركات الكبرى:

قد تكون قادراً على الحصول على بعض هذه المكاسب وحدك؛ إذ على الرغم من أنَّ خطة الاهتمام والدعم التي تقدمها الشركة أو توفير غرفة الرضاعة أو إنشاء شبكة تضم الآباء العاملين من المزايا الرائعة؛ إلا أنَّه ليس من الضروري أن تحدد هذه المزايا مسارك المهني إذا استطعت العثور أو بناء شيء مشابه لها في مؤسستك أو خلال العمل وحدك.

8. غالباً ما ستحتاج إلى دعم عائلتك والمجتمع المحيط بك في تربية طفلك أيضاً:

كن واقعياً حول الدعم الذي تحتاج إليه وأَبدِع في طريقة الحصول عليه، وتذكر أنَّه من الأفضل لك أن تطلب المساعدة كلَّما احتجت إليها، ويمكنك إيجاد حلول مبتكرة واستراتيجية لطلب المساعدة ممن يمكنه تقديمها.

9. قد تتخذ المرونة معنىً جديداً ومختلفاً، وتتطلب منهجاً جديداً كليَّاً، ربما تكون سراباً بعيد المنال:

بما أنَّ ريادة الأعمال ليست بالأمر الهين، فمن الطبيعي أن تضطر للعمل بجهد أكبر ومكثف، بما أنَّها ليست أرض الأحلام عندما يتعلق الأمر بإدارة الوقت والجهد؛ ذلك أنَّه عندما تصبح مديراً، فأنت تتحمل المسؤولية، وبطبيعة الحال هذا يستوجب منك بذل الجهد والعمل، ورغم وجود بعض الإيجابيات لذلك؛ إلا أنَّه عليك التفكير في كيفية تأثير هذه المهنة على وضعك ووضع عائلتك. 

10. من حُسن الحظ أنَّك تستطيع في هذه المهنة وضع حدود، لكن للأسف، قد يكون من الصعب القيام بذلك:

عندما تكون في شركة كبرى أو تعمل لحساب شخص آخر، فإنَّ الحدود تكون واضحة؛ أمَّا الآن فقد تصبح ضبابية أو متغيرةً أو قد يصعب العثور عليها؛ لذا ينبغي أن تحددها دون توجيه أو إملاء أو حتى موافقة صريحة من أي شخص آخر.

11. قد يكون من الصعب الحصول على إجازة:

قد تكون عواقب ذلك وخيمة، إلا أنَّه من الصعب ألَّا تكون متواجداً عندما تتحمل أنت المسؤولية النهائية أو عندما لا يكون هناك إجازة مدفوعة الأجر، ولكن يمكنك أن تحاول أخذ نوع مختلف من الراحة غير تلك التي سبق أن اعتدتها.

شاهد بالفديو: 20 طريقة بسيطة للخروج من منطقة راحتك

12. يتيح لك العمل لنفسك فرصة ابتكار نموذج جديد ومناسب لكونك والداً ورائد أعمال:

وهذا أمر مفيد لك ولجميع الآباء العاملين؛ ذلك أنَّه في إمكانك أن تصيغ طريقاً خاصاً بك، ومن ثم تكون جزءاً من الحل.

والآن بعد أن فهمت الموضوع فهماً أوسع من حيث الحقائق، الجيدة والسيئة على حد سواء، والتي لا يمكن للآباء أصحاب المشاريع ألَّا يعبؤوا بها أو يتهربوا منها، وبعد أن اسُتعيض عن أيَّة أفكار مثالية أو غامضة بنظرة واضحة وأساسية مما يبدد مخاوفك وقلقك، فهذا يضعك أمام سؤال جديد: كيف تتجلى الحقائق السابقة في حياتك وطموحاتك المهنية ومهاراتك وخياراتك وكذلك عائلتك؟

سواء كانت فكرة أن تصبح رائد أعمال - يربي أطفالاً - وليدةَ اليوم أم أنَّها احتاجت سنواتٍ لتتبلور في ذهنك، فإنَّ هذه الأسئلة ستساعدك على التفكير في الطريقة الملائمة لخوض مسار العمل هذا على الوجه الأمثل.

في إمكانك أن تتظاهر بمناقشة إجابات تلك الأسئلة مع صديق أو منتور داعم لك لا يسخر منك أو يصدر أحكاماً مسبقة ولا يأخذ الإجابة الأولى على أنَّها الإجابة المسلَّمة أو النهائية، وتخيل هذا الشخص يشجعك ويثير في نفسك التحدي لتكون صادقاً وصريحاً أمام نفسك قدر الإمكان، كما تستطيع أن تجري هذه المحادثة مع شريك حياتك، إن أردت، ولكن من الأفضل أن تستخدم تقنية المنتور الخيالي كونها وسيلة آمنة وفعالة للتفكير في الأشياء عن طريق تكرارها مع النفس؛ وفي كلتا الحالتين يتلخص الهدف الأسمى في اكتساب قدر أكبر من الوضوح فيما يتعلق بالعمل المستقل وسياقه في حياته وما هي القرارات والإجراءات التي قد ترغب في اتخاذها بناء على ذلك.

وقد تراودك بعض الأفكار الشخصية عندما تحاول الإجابة عن الأسئلة واختبارات الضغط، مثل أنَّك ستحتاج إلى تغيير الطريقة التي تتعامل بها مع احتياجات عملك من تكنولوجيا المعلومات أو أنَّك لا ترغب أن تستقل في عملك إلا بعد أن يدخل أطفالك إلى المدرسة أو حتى أنَّك تتخبط أو أنَّك لا تملك إجابات مثالية عن هذه الأسئلة، ولكنَّ ما ينبغي عليك تذكره هو أنَّ رائد الأعمال ببساطة هو ذلك الشخص الذي يقوم بتنظيم وتوجيه الأعمال التجارية ويتحمل المسؤوليات والمخاطر المترتبة على ذلك، وبصفتك رائد أعمالٍ وأباً، فليس من الضروري أن تملك رؤية مستقبلية أو أن تملك أجوبة مثالية لكل الأسئلة المطروحة أو حتى أن تكون حياتك مثالية؛ بل ينبغي أن تكون على أهبة الاستعداد لتنظيم وتوجيه حياتك المهنية والعائلية وتحمُّل مسؤولية فعل ذلك، ومن خلال التفكير في كل تلك الأسئلة التي تشكل تحدياً؛ فقد فعلت ذلك لتوِّك.

سواء كنت تعمل لساعات طويلة في شركةٍ ناشئة أم تفكر في افتتاح مشروعك الخاص أم تقرر ألا تسلك هذا الطريق؛ فهناك دوماً طرائق فعالة للجمع بين حياتك المهنية والشخصية.

المصدر




مقالات مرتبطة