11 علامة تدل على أنكم آباء مفرطون في حماية أطفالكم

هل راقبت طفلك وهو يلعب في الحديقة من قبل؟ ربما كان صغيراً وكنتَ قلقاً بشأن تحركاته؛ لذا ظللتَ تراقبه وتتبعه أينما ذهب كي تتمكَّن من منعه من السقوط أو الاصطدام بشيء ما.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة والطبيبة "ماجدالينا باتلز" (Magdalena Battles) والذي تُحدِّثنا فيه عن الإفراط في حماية الأطفال، وعلاماته وأضراره على التكوين النفسي والجسدي للطفل.

لقد كنتُ من نوعية الأمهات هذه من قبل. فكان لدي توأمين لا يعرفان الخوف - مثل أي طفلٍ في سنِّيهما؛ ولذا كنتُ أتبعهم في الملعب وفي الحديقة حرصاً على سلامتهم.

ولكن بعد بضعة أشهر، توقفتُ عن القيام بذلك؛ إذ أدركتُ أنَّ الأطفال يجب أن يتعلموا من خلال تجاربهم الخاصة. وحتى إذا سقطوا أو اصطدموا بشيءٍ ما، سيتعلمون حينها كيفية تجنُّب المخاطر واتِّخاذ قرارات محسوبة فيما بعد. أمَّا إذا كنتُ حاضرةً دائماً لحمايتهم، فلن يتعلموا حماية أنفسهم قط.

يجب على الأطفال أن يتعلموا وحدهم دروس الحياة. ولكن بصفتي أم، لا يزال من مسؤوليتي حمايتهم، وعدم وضعهم في مواقف قد يتعرضوا فيها لإصابات بالغة.

على سبيل المثال: بدأنا الذهاب إلى ساحات اللعب المُخصَّصة للأطفال دون سن الخامسة. ولم ننتقل إلى الملاعب الكبيرة حتى كبروا وأصبحوا قادرين على تمييز سلوكاتهم والمخاطر التي تنطوي عليها أنشطة اللعب.

لماذا يصبح الآباء مفرطين في الحماية؟

يُفرِط الآباء في حماية الأطفال بحُسن نيَّة؛ إذ يعود ذلك إلى اهتمام الآباء الشديد بأبنائهم، والرغبة في حمايتهم من الأذى والحرص على سلامتهم. ورغم ذلك، ينبغي على الآباء أيضاً تعليم أطفالهم تحمُّل المسؤولية وتجنُّب المخاطر. وتُدرَّس هذه الدروس بصورة أفضل من خلال التجارب الحياتية؛ فإذا اتَّبعنا أطفالنا أينما ذهبوا، وبقينا على استعداد للحاق بهم في أي لحظة، فلن نسمح لهم بالتعرُّف إلى المخاطر واتِّخاذ القرارات المناسبة لحماية أنفسهم.

يقترح "أنغر" (Unger)، الباحث في مجال الإفراط في الاهتمام بالأطفال في أثناء تربيتهم، أن يسمح الآباء لأبنائهم بالمشاركة في الأنشطة –قليلة الخطورة– لكي يشعر الأطفال بالمسؤولية ويتعلَّموا تجنُّب المخاطر. كما أشار إلى أنَّ الآباء أصبحوا مهووسين بحماية أطفالهم، وحذرين ومنتبِّهين لأنشطة أطفالهم من الأجيال السابقة.

تكمُن مشكلة كونك أباً مُفرِط الحماية في افتقاد الطفل لفرصة بناء مهارات تحمُّل المسؤولية، وبناء الاستقلالية، وتعزيز تقدير الذات؛ كما يمكن تقويض ثقته بنفسه بمراقبة الأبوين الدائمة لسلوكه وتوجيهه لِما يجب عليه فعله.

كما يتسبَّب ذلك في شعور الأطفال بأنَّهم غير قادرين على اتِّخاذ قرارات مناسبة بأنفسهم؛ لأنَّهم لا يُسمح لهم بذلك دون أن يحوم آباؤهم حولهم أو يراقبونهم؛ وبالتالي تهتز ثقتهم وتقديرهم لذاتهم.

ما هي علامات الحماية المُفرِطة للأطفال؟

يَعتقد الآباء الذين يميلون إلى الحماية المُفرِطة أنَّهم يساعدون أطفالهم ويحمونهم من أي أذى قد يصيبهم، ولكن "كل ما زاد عن حدِّه ينقلبَ لضدِّه".

فيما يلي بعض العلامات الدالَّة على الحماية المُفرِطة للأطفال. وقد يؤدِّي وجود واحد أو اثنين من هذه السلوكات إلى الإضرار بنمو الطفل، وهناك المزيد من السلوكات الخاطئة بالتأكيد؛ فهذه القائمة ليست شاملة. إليك بعض الأمثلة التي تُمكِّنك من تقييم سلوكك لتحديد ما إذا كان يتعيَّن عليك تغيير العادات الأبوية مُفرطة الحماية:

  1. أنتَ تختار أصدقاء أطفالك أو توجههم نحو صداقات مع أطفال معيَّنين.
  2. أنتَ لا تسمح لهم بالقيام بالأنشطة بأنفسهم؛ مثل عدم السماح لهم بالسير برفقة حيوانهم الأليف أمام منزلك حتى لو كنت تعيش في حي آمن ويمكنك حتى مشاهدتهم من النافذة.
  3. تراقب أطفالك باستمرار. على سبيل المثال: تكون حاضراً في أي مكان يذهبون إليه، حتى أثناء ممارسة تمريناتهم الرياضية، أو تتأكد دائماً من معرفة أدائهم في النادي والمدرسة، أو تتحقَّق من درجاتهم المدرسية كل أسبوع للتأكد من عدم فقدان أي نشاط في أيٍّ من الفصول الدراسية. وإذا كان لديهم واجبات منزلية أو أنشطة غير مكتمِلة، تحرص بنفسك على إكمالها وتسليمها قبل أن تتأثَّر درجاتهم النهائية.
  4. تمنعهم من ارتكاب الأخطاء حتى لو كانت منعدمة الخطورة تقريباً. على سبيل المثال: أنتَ لا تسمح لطفلك البالغ من العمر خمس سنوات بإضافة الكاتشب إلى الفطائر؛ لأنَّك تعلم أنَّه لن يحب مذاقه وسوف يُفسد وجبة الإفطار.
  5. أنتَ لا تسمح لهم بزيارة أصدقائهم بدونك.
  6. تبالغ في سؤالهم حول حياتهم عندما يكونون بعيدين عن أنظارك، مثل: الرغبة في معرفة جميع تفاصيل يومهم المدرسي كل يوم عندما تأخذهم من المدرسة.
  7. تُوجِّههم إلى الحد الذي يمنعهم من تجربة الفشل. على سبيل المثال: عدم السماح لابنك المراهق بتجربة الانضمام إلى فريق كرة السلة لأنَّك تعلم أنَّه لن يُحرز الأهداف.
  8. تتخذ القرارات نيابةً عنهم. على سبيل المثال: أنتَ لا تسمح لهم باختيار ما إذا كان يمكنهم المشي إلى المدرسة أو ركوب الحافلة؛ فأنت توصلهم إلى المدرسة بنفسك ولا تسمح بأي قرار آخر حرصاً على سلامتهم.
  9. تتطوع دائماً للخدمة في الفصل الدراسي في مدرستهم أو تشرف على الرحلات المدرسية لكي تتمكَّن من مراقبة ما يجري في فصل طفلك.
  10. أنتَ لا تمنحهم المساحة أو الخصوصية لامتلاك أسرار خاصة بهم. على سبيل المثال: أنتَ لا تسمح لهم بالاحتفاظ بدفتر مذكرات أو مفكِّرة مغلقة لا تقرأها بنفسك، أو لا تسمح لهم بإغلاق باب غرفة نومهم على الإطلاق.

شاهد بالفيديو: 7 علامات تدل على أنَّك من نوعية أمّهات الهليكوبتر

لماذا لا تُعدُّ الحماية المفرطة فكرة جيدة؟

دائماً ما يتعلَّم الأطفال من العواقب الطبيعية الناتجة عن سلوكاتهم وتجاربهم الشخصية. وإذا لم يسمح لهم الآباء باختبار هذه العواقب بسبب حمايتهم المُستمرَّة من الفشل والأذى، فسوف يُعاق نموهم.

على سبيل المثال: دعنا نلقي نظرة على طفلة تُدعَى "سالي". تبلغ "سالي" من العمر 13 عاماً. يدير والداها جميع شؤون حياتها بصورة مفرطة، ولا يُسمح لها حتى بزيارة أي من صديقاتها؛ إذ يخشى أبواها تعرُّضها لأيَّةِ مخاطر وهي بعيدة عن أنظارهم.

يُسمح لسالي أن تدعو الأصدقاء إلى منزلها، ولكن مع مراقبة والديها لهم بصورة دائمة. وعندما ينشب أي خلاف بين "سالي" وصديقاتها، يتدخَّل والداها ويحاولان حل المشكلة، دون السماح للأطفال تسوية الأمور فيما بينهم.

لا تنفرد الطفلة بصديقاتها قط، فأبواها حاضران دائماً، وهذا يُعيق نموها ويحرمها من الشعور بالمسؤولية. فهي لا تعرف كيف تحلُّ الخلافات بينها وبين أقرانها؛ لأنَّ والديها لم يمنحاها فرصة المحاولة على الإطلاق. كما أنَّ مهاراتها الاجتماعية شبه مُنعدِمة نظراً لتدخُّل الآباء في تصرفاتها ككل، وتوجيه سلوكها في أثناء تواجدها مع صديقاتها.

إقرأ أيضاً: نصائح يجب أن يلتزم بها الآباء في تربية أطفالهم

يحتاج الأطفال إلى الوقت والمساحة خاصتهم:

يحتاج الأطفال إلى مساحة ووقت لبناء الاستقلالية. أمَّا في وضع "سالي"، فإذا تُرِكت بمفردها مع صديقاتها، فسوف يبتعدون عنها بسبب سلوكاتها المُتسلِّطة في حال غياب والديها وتوجيهاتهم المستمرَّة.

ولكن نظراً لحضور والدي "سالي" الدائم، تتجنَّب الإفراط في التسلُّط مع صديقاتها. إنَّها لا تعلم العواقب الطبيعية لهذا السلوك؛ لأنَّها ووالديها لا يعلمون بوجود مشكلة في سلوكاتها، ولا يمنحون الأمر فرصة للظهور؛ ولكنَّها سوف تعاني فيما بعد من عواقب سلوكها. وحينئذٍ، سيكون من الصعب تغييره لأنَّه كبر وترعرع بداخلها دون الشعور به.

يسهُل التعلُّم من خلال العواقب الطبيعية في سن مبكِّرة، ويصعب كلما كَبِر الطفل. وقد ينتهي الأمر بذهاب "سالي" كشخص بالغ إلى معالِج سلوكي؛ لأنَّها لا تستطيع تكوين صداقات سليمة؛ فقد تؤدي سلوكاتها المتسلطة وقلة وعيها بهذا الأمر إلى قطع صداقاتها مراراً وتكراراً عندما تصبح شابة.

وحينئذٍ، سيتعين عليها الذهاب إلى معالِج نفسي لكشف سبب خسارتها أصدقائها، ومن ثمَّ العمل على تغيير سلوكها لتعلُّم طرائق أفضل من أجل التعامل مع أصدقائها في المستقبل.

الآثار الناتجة عن الحماية المُفرِطة للأطفال:

هناك العديد من التأثيرات السلبية للحماية المُفرِطة للأطفال، وتعتمد هذه التأثيرات على سلوك الوالدين ومدى مبالغتهم في حماية أبنائهم.

على سبيل المثال: دعونا نلقي نظرة على "تينا"، وهي فتاة في العاشرة من عمرها. تريد الطفلة المشاركة في منافسات الجري التي تُقام في مدرستها. ولكنَّ والديها لا يسمحان لها بالمشاركة في أنشطة ما بعد المدرسة؛ لأنَّهم قلقان من احتكاك الفتاة بالفتيان في هذا العُمر، اعتقاداً منهما أنَّ الطفلة قد تتعرَّض للاستغلال.

ولكن تكمن المشكلة في حرمان الطفلة من المشاركة في نشاط رياضي، والذي من شأنه أن يساعدها في تكوين الصداقات. كما يمنعها خوف والديها من اقتناص الفرص التي تجعلها جزءاً من فريقٍ ما، ومن التمرينات الجسدية التي تؤهلها للمنافسة، وتطوير مهارات الروح الرياضية.

يفعل والداها ذلك بنيَّة حسنة، وهي حماية الطفلة؛ ولكنَّ حمايتهما المُفرِطة تمنعها من المشاركة في نشاط رياضي ترغب بشدة في المشاركة فيه.

الآثار السلبية للحماية المُفرطة في تربية الأبناء:

هذه القائمة ليست شاملة؛ فلكل أسرة حالتها الخاصَّة؛ ولكن قد تساعد هذه القائمة في إيضاح الرؤية للآثار الضارة التي تسببها المبالغة في حماية الأبناء.

1. فقدان التقدير الذاتي:

إذا لم يُسمح للأطفال بخوض تجاربهم الخاصَّة والتعلم منها، فلن يتمكنوا من بناء الثقة بالنفس والتقدير الذاتي.

2. فقدان الشعور بالاستقلالية:

إذا اعتاد الطفل حضور أبويه الدائم، وإشرافهم على سلوكه، فلن يتمكَّن من اتِّخاذ القرارات دون الرجوع إليهم؛ لأنَّهم لا يمنحانه الفرصة مطلقاً للاعتماد على نفسه والقيام بالأمور بمفرده.

3. القلق:

قد يشعر الطفل بالتوتُّر والقلق عندما يُسمح له أخيراً بخوض التجارب بمفرده، خشية ارتكاب الأخطاء أو الفشل؛ لأنَّه اعتاد على تلقِّي المساعدة من والديه لتجنُّب الأخطاء والإخفاقات.

4. عدم تحمُّل المسؤولية:

عندما يساعد الآباء أطفالهم ويبالغون في تقديم التوجيهات لهم دون السماح لهم بتحمُّل نتائج اختياراتهم الخاصة، لن يعتاد الأطفال على تطوير حس المسؤولية بداخلهم؛ لأنَّهم لا يختارون شيئاً يتحملوا نتائجه.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات أساسية لتربية الأطفال على المسؤولية

5. الميل إلى إرضاء الناس:

يميل الأشخاص الذين تعرَّضوا إلى الحماية المُفرِطة في طفولتهم والتوجيه المُستمر لسلوكهم من قبِل أحد الوالدين إلى السعي لإرضاء الأشخاص الموجودين في حياتهم؛ لأنَّهم اعتادوا توجيه الآخرين لهم وإخبارهم بما يبدو عليه السلوك الصحيح.

وإذا لم ينالوا الثناء ولم تُثِر تصرفاتهم ارتياح الأشخاص الذين يخبرونهم بأنَّهم يؤدون أعمالهم بشكلٍ صحيح، فقد يُصابون بالقلق أو الاكتئاب، ويسعون وراء الأشخاص الذين يقيِّمون سلوكهم.

6. اتِّباع السلوك المحفوف بالمخاطر:

عندما ينشأ الأطفال في كنف والدين مُفرِطين في الحماية؛ فإنَّهم غالباً ما ينخرطون في سلوك محفوف بالمخاطر عندما يبتعدون عن أنظارهم؛ نظراً لعدم تعرُّضهم للإخفاقات المرتبطة بالمواقف متدنية الخطورة في سن أصغر.

وبالتالي، لا يقوون على التفريق بين المواقف عالية الخطورة والمواقف قليلة الخطورة نظراً لقلَّة خبرتهم، وينخرطون في التجارب بدون وعي أو حكمة مُسبَقة أو إدراك للعواقب.

7. تضاؤل النمو فيما يتعلق بالخوف والمهارات الاجتماعية ومهارات التكيُّف:

يوضِّح علم النفس أنَّ الأطفال الذين يتعرضون إلى الحماية المُفرِطة، يعانون من مشكلات في النمو، مثل عدم القدرة على التعامل مع التوتر وضعف المهارات الاجتماعية.

على سبيل المثال: لا يعرف الطفل الذي لا يُسمح له باللعب في الحديقة أو ساحة الألعاب عواقب المخاطرة والصدمات والكدمات التي قد يتعرَّض لها في أثناء اللعب؛ بسبب خوف والديه من تعرُّضه للإصابة.

وعندما يكبر هذا الطفل، يؤول به الحال إلى إحدى النتيجتين، إمَّا أن يشعر الطفل بالكثير من الخوف وعدم القدرة على الإقبال على أي شيء جديد لأنَّ هذا ما غرسه والداه بداخله، أو لا يشعر بالخوف الصحي الذي يجنِّبه الخطورة، لأنَّه لا يمكنه التمييز بين المواقف عالية الخطورة وبين نظيرتها متدنية الخطورة.

8. نقص المناعة:

قد يمتلك الأطفال الذين يتعرَّضون للحماية المُفرِطة، ولا يُسمح لهم بالتعرض للجراثيم جهازاً مناعياً ضعيفاً؛ فتعرُّض الأطفال للجراثيم أمر ضروري كي يتمكنوا من تطوير جهاز مناعي صحي بصورة طبيعية.

ولكن عندما يطهِّر الآباء كل شيء يلمسه الطفل، ويبعدونه عن أي تعرُّض للجراثيم (على سبيل المثال: عدم السماح له بالذهاب إلى حديقة الحيوانات أو اللعب في صندوق الرمل بسبب الجراثيم الموجودة فيه)، فقد يعيق ذلك قدرة الطفل على تنمية جهاز مناعي صحي وسليم.

9. هوس السيطرة:

يتعلم الأطفال الذين يعانون من هوس السيطرة هذا السلوك من والديهم؛ فالآباء هم القدوة الأساسية لأطفالهم، وإذا رأى الأطفال والديهم يتصرفون وكأنَّهم يتحكمون في الآخرين، فسوف يسلك الأطفال السلوك نفسه.

إقرأ أيضاً: تعرَّفي على الإرشادات التي تخلِّص طفلك من الأنانية

ماذا تفعل إذا كنتَ أباً أو أُمَّاً مُفرطي الحماية؟

إذا شعرت بعد قراءة هذا المقال بأنَّك قد تكون أباً مُفرِط الحماية، فهناك أمل، ويمكنك أن تتغيَّر.

يبدأ الأمر بتخفيف السيطرة على طفلك بطريقة محسوبة ومعقولة، والسماح له بتجربة السلوكات منخفضة الخطورة؛ إذ قد تساعد العواقب المترتبة على ذلك في أن يصبح طفلك أكثر استقلالية، فالسماح بالمشاركة في الأنشطة والتعرض للتجارب منخفضة المخاطر طريقة جيدة للبدء.

على سبيل المثال: يُعدُّ السماح لطفلك باللعب على الألعاب المناسبة لعمره في ساحة اللعب (دون أن تتبعه) خطوة أولى جيدة. واعلم أنَّه سيتعرَّض لبعض الصدمات والكدمات، ولكنَّ هذا جزء من التطور الطبيعي والتعرُّف على العواقب.

سوف ترغب في البحث عن طرائق متسلطة في التربية إذا كنتَ أباً أو أُمَّاً مُفرطي الحماية؛ إذ يميل هذا النوع من الآباء إلى أن يكونوا ذوي سلطة. ولهذه الطريقة العديد من الجوانب السلبية على نفسية وحياة الطفل.

كما أنَّ التربية الناجحة ليست تلك القائمة على السيطرة؛ بل التي تتضمَّن منح الطفل المساحة لتعلُّم العواقب بصورة طبيعية، والسماح له باتِّخاذ القرارات المناسبة لعمره، وإجراء محادثات مع الأطفال بدلاً من إلقاء الأوامر والتعليمات.

إليك بعض السلوكات التي تدعم التربية الناجحة:

  • تقديم رقابة معقولة ومناسبة لعمر الأطفال.
  • استغلال جرعات التوتُّر والقلق الصغيرة التي يشعر بها الأطفال لبناء مهاراتهم في التأقلم والقدرة على التعامل مع التوتر والقلق من خلال التجربة.
  • تشجيع أطفالك على الاستقلالية؛ إذ يساعدهم ذلك على بناء ثقتهم وتقديرهم لذاتهم.
  • السماح لهم بتجربة الفشل عندما يكونون صغاراً؛ لأنَّ هذا يساعدهم على تعلُّم النهوض والمحاولة مرة أخرى، ويعدُّهم إلى استقبال إخفاقات أكبر عندما يكبرون، مثل: الانفصال، أو الرسوب، أو فقدان الوظيفة دون أن تتأثَّر صحتهم النفسية تأثُّراً مَرَضياً.

في الختام:

لم يَفُت الأوان على تحسين وتطوير مهاراتنا في التربية. فنحن جميعاً نريد لأطفالنا النجاح والسعادة والكفاءة، وهذا لا يحدث بين عشيةٍ وضحاها؛ فتربية الأطفال عملية مستمرة، ويتعيَّن علينا المحاولة اليومية لمساعدة أطفالنا على العيش والتعلُّم من خلال تجاربهم الحياتية الخاصة. وإذا حاولنا حمايتهم في كل خطوة على الطريق، سوف نحرمهم من حقهم في خوض رحلاتهم الخاصة.

اسمح إذاً للأطفال بخوض التجارب التي تناسب أعمارهم، ودَعهم يمرُّون بالإخفاقات والفشل حتى يتمكنوا من تعلُّم كيفية تخطِّي الأزمات والمحاولة مرَّة أخرى.

المصدر




مقالات مرتبطة