10 مهارات مطلوبة يمكنك تعلمها عبر الإنترنت

يتطور العالم من حولنا أسرع من أي وقت مضى؛ حيث تُعَدُّ التكنولوجيا والطب وفهم السلوك البشري وعلم النفس من المجالات العديدة التي تشهد تطورات كبيرة عاماً بعد عام، وفي هذا الصدد، من الواضح جداً أنَّ المعلومات التي حصلنا عليها خلال مراحل حياتنا لم تَعُد كافيةً للحفاظ على مكانتنا في هذا العالم سريع التطور؛ ممَّا يجعل تعلُّم مهارات جديدة أكثر أهميةً من أي وقت مضى أيضاً.



لهذا السبب، من الهام أن تحرص على مطابقة تلك المهارات مع نقاط قوَّتك ومعلوماتك الحالية، وليس فقط تحدي المجالات والمهارات الأكثر طلباً عموماً، ومن خلال توسيع نطاق هذه القاعدة الموجودة بالفعل، فإنَّك تمنح نفسك فرصةً للتقدم بسرعة والنمو حتى تتمكن من مواكبة تطورات الحياة.

ولكن من الجيد أيضاً أن تخرج من منطقة راحتك، فقد تبدو العديد من المهارات مخيفةً في البداية لأنَّها تبدو مرهِقة جداً وبعيدة عما تألَفه، وقد تكون خائفاً حتى من التفكير في تلك المهارات لأنَّك تخشى أن تجد نفسك عالقاً أو فاشلاً إذا بدأتَ بذلك.

لقد واجهنا جميعنا مثل هذه الأفكار، فكل أمر جديد في الحياة كان مخيفاً بالنسبة إلينا في مرحلة ما، وبمجرد أن تدرك ذلك، فإنَّ الدخول في مجال جديد لن يبدو مخيفاً كما تصوَّرتَه.

يوجد الكثير من المهارات ومعظمها مطلوبة بشدة، ومن خلال تخصيص الوقت الكافي لتعلُّمها، وبذل الجهد، فإنَّك تمنح نفسك فرصةً إضافيةً لتعلُّم أمر جديد في الحياة، وإلى جانب ذلك، قد تجد طرائق جديدة لكسب رزقك أو ببساطة عيش حياة أكثر رضا ومعنى.

نقدِّم لك فيما يلي 10 مهارات يمكنك تعلُّمها بسهولة من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت، سواء كانت تُبَثُّ بثَّاً مباشراً أم في إمكانك متابعتها في الأوقات التي تناسبك، فعند تعلُّم مهارات جديدة، لستَ مضطراً إلى تجربتها جميعاً؛ بل اختر ما يناسبك منها:

1. الكتابة:

عندما يسمع الناس كلمة الكتابة، يخطر في بالهم مباشرةً تأليف الروايات أو الكتب، ولكن يوجد الكثير من الأمور المتعلقة بالكتابة، فربما تكتب يومياً في وظيفتك أو تنشر أموراً على منصات التواصل الاجتماعي، أو تكتب رسائل البريد الإلكتروني، فالكتابة جزء من حياتنا، وتعزيز هذه المهارة سيحسِّن تواصلك في جميع مجالات الحياة.

وأفضل مهارات الكتابة التي يمكنك تحسينها بسهولة من خلال دورة تدريبية عبر الإنترنت هي الإيجاز والوضوح والقواعد والبنية والتنسيق، وتذكَّر أنَّ سيرتك الذاتية شكل من أشكال الكتابة أيضاً، وكلما كنتَ بارعاً في هذه المهارة، زادت فرصك في التميز.

2. معرفة لغات أجنبية:

باتت العولمة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وكلما تطوَّرَت حضارتنا، تلاشت الحدود الثقافية أكثر، وهذا الأمر لا يعني تشويش تلك الحدود أو تجربة فقدان الذات، وإنَّما الاندماج من أجل التحسين.

ترتبط الثقافات مع بعضها بعضاً ويتعلم الناس من تجارب ووجهات نظر بعضهم، لهذا السبب سيضعك تعلُّم لغة أجنبية في المقدمة، كما أظهرَت الأبحاث العلمية أنَّ تعلُّم لغة ثانية يحسِّن وظائف دماغك وتفكيرك النقدي.

3. البرمجة:

بالنسبة إلى معظم الأشخاص الذين لا يعرفون شيئاً عن برمجة الحواسيب، فإنَّ كلمة البرمجة مخيفة جداً، وقد يبدو الأمر غريباً ومن المستحيل فهمه، في الحقيقة، لم تَعُد البرمجة لغةً مشفرة؛ حيث يجب عليك تعلُّم طريقة التحدث بلغة شرائح الحاسوب، واليوم أصبحَت لغات البرمجة أكثر سهولةً؛ ذلك لأنَّها تعتمد على محررين بصريين وتستخدم كلمات أقرب إلى لغتنا الطبيعية لوصف الوظائف والمتغيرات المتاحة.

معظم برامج لغات البرمجة مجانية، ويوجد العديد من الدورات التدريبية المجانية عبر الإنترنت لجميع المستويات التي يمكن أن تعلِّمك أساسيات لغات البرمجة، مثل "بي اتش بي" (PHP) أو "سي شارب" (C#) أو "جافا سكريبت" (Javascript) أو "فيجوال بيسيك" (Visual Basic).

شاهد بالفديو: 10 طرق لتتعلم مهارات جديدة بسرعة واستمتاع

4. التصميم:

التصميم منتشر في كل مكان من حولنا، وهو يؤثر في خياراتنا وقراراتنا وأفعالنا، فقد صمَّم شخص ما الموقع الإلكتروني الذي تقرأ عليه هذا المقال، وصمَّم آخر الشاشة التي تنظر إليها والكرسي الذي تجلس عليه، فلقد اشتريتَ هذه الأدوات بسبب قيمتها من جهة، وبسبب شكلها ومظهرها من جهة أخرى.

عندما تتعلم طريقة تعديل عملك بصورة مرئية لجعله أكثر جاذبيةً، فإنَّك تكتسب مهارةً تميزك عن الآخرين، ويمكن أن يكون الأمر بسيطاً مثل تعلُّم طريقة تصميم عروض "باوربوينت" (Powerpoint) التقديمية بصورة أفضل أو إنشاء مخططات "إكسل" (Excel) جيدة، أو حتى تعلُّم طريقة تنسيق سيرتك الذاتية بطريقة لافتة للنظر، أو وضع مخطط ملون لمدونتك؛ ممَّا يجعل الناس يرغبون في قراءتها.

يمكن أن يكون التصميم أمراً معقداً، لكنَّ أساسياته ليست كذلك، فمن خلال تلقِّي بعض الدروس عبر الإنترنت، يمكنك بسهولة صقل معرفتك بالتصميم، والبدء بتطبيق ذلك على وظيفتك أو هواياتك، وإبراز عملك.

5. تحليل البيانات:

وفقاً لشركة "ستاتيستا" (Statista)، مع حلول عام 2025، يمكننا أن نتوقع أن يكون لدينا حوالي 180 زيتابايت من البيانات الرقمية، وإذا كان هذا الأمر لا يعني الكثير، فاعلم أنَّ الزيتابايت الواحد يعادل مليار قرص صلب سعة تيرابايت واحد أو كمية تعادل جميع حبيبات الرمل الموجودة على جميع شواطئ العالم، فقد يبدو ذلك مخيفاً، لكنَّه حقيقي؛ حيث يتحرك العالم بسرعة الضوء نحو المزيد والمزيد من البيانات يومياً، لهذا السبب، يُعَدُّ تعلُّم طريقة فهم البيانات وتحليلها واستخلاص النتائج منها مهارةً هامةً ستكون مطلوبة كثيراً.

الأمر الجيد، هو أنَّ الأساليب والأنظمة الأساسية لتحليل البيانات يمكن فهمها وتعلُّمها من الدورات والكتب عبر الإنترنت ثمَّ تطبيقها، ومن خلال تحسين مهارات تحليل البيانات، ستُصدِر أحكاماً أفضل في وظيفتك، وقد تستخدم تلك المعرفة في بعض مجالات حياتك الشخصية، مثل الاستثمار.

6. العروض التقديمية:

تتمحور مهارات العروض التقديمية حول أكثر من مجرد تصميم عرض "بوربوينت" جميل، وإنَّما هي مزيج من التحدث والصور المرئية والحضور، فعندما تقدِّم عرضاً ما، ينبع جزء من نجاحه من المادة التي أعددتَها منها - سواء كان نصياً أم مرئياً أم صوتياً - والجزء الآخر منك؛ حيث ستجعلك السيطرة التامة على كلا الجانبين مقدِّماً فعَّالاً.

يمكن تطبيق هذا النوع من المهارة في وظيفتك وفي المواقف الأخرى التي قد يُطلَب منك فيها أن تكون مقدِّماً، فقد تكون دورةً تقدِّمها أو خطاباً يجب أن تُلقيه أمام مجموعة من الناس، وفي كلتا الحالتين، يوجد العديد من الدورات التدريبية المتاحة عبر الإنترنت، والتي ستساعدك على تحسين هذه المهارات والبدء باستخدامها في الواقع، ويُعَدُّ الجمع بين مهارات التصميم ومهارات العروض التقديمية والتواصل مزيجاً فعَّالاً يساعدك على التقدم.

إقرأ أيضاً: ما مدى جودة مهاراتك في العروض التقديمية؟

7. البيع:

من اللحظة التي نتقدم فيها إلى الجامعة حتى نحصل على وظيفة، لا نتوقف أبداً عن البيع، فنحن نبيع باستمرار مهاراتنا ومعرفتنا وأفكارنا لمن حولنا، وإنَّ تعلُّم طريقة البيع يعني تحسين خبرتك في العديد من المجالات الأخرى، مثل التواصل وفهم الآخرين والإقناع والعروض التقديمية.

سيساعدك تحسين مهارات البيع على صقل مهاراتك في التفاوض؛ حيث يمكنك تطبيق ذلك في حياتك اليومية، حتى في المواقف الشخصية مثل شراء سيارة جديدة أو منزل جديد، وعندما تتعلم البيع، فإنَّك تحسِّن مهارات الإصغاء والتحدث إلى الناس وتقديم أفكارك بوضوح ودقة، والإقناع.

لا يهم مجال عملك، فأنت تبيع دائماً شيئاً ما، وهذا هو السبب في أنَّ تحسين مهاراتك في البيع سيمنحك ميزةً هامةً في أي مجال تعمل فيه.

8. الذكاء الاصطناعي:

قد يُخيَّل إلينا أنَّ الذكاء الاصطناعي هو تصميم روبوتات يمكنها السيطرة على العالم، لكنَّ الأمر ليس كذلك، لا سيَّما في الوقت الحالي.

يشير الذكاء الاصطناعي إلى استخدام الآلات أو أجهزة الكمبيوتر والاستفادة من قدرتها الحسابية الهائلة على تحليل مجموعات البيانات الكبيرة، والتعرُّف إلى الأنماط، والتنبؤ بتطور الظواهر المختلفة، وعلى الرغم من أنَّ المجال نفسه واسع بصورة استثنائية، ويمكن أن يصبح معقداً جداً، إلا أنَّه يوجد مجالات للذكاء الاصطناعي يمكنك فهمها من الدورات التدريبية عبر الإنترنت واستخدامها في عملك اليومي لتحسين فاعليتك.

تستخدم خوارزميات التعلم الآلي البيانات، وتطبِّق أنماطاً مختلفة للتنبؤ بالمستقبل وتقديره، وتصبح هذه المهارة هامةً جداً إذا كانت وظيفتك تتضمن بيانات وحالة شك في المستقبل.

9. إنتاج مقاطع الفيديو:

من الواضح أنَّ هذه المهارة ليست أمراً جديداً، ولكنَّ الجديد هو أنَّه باستخدام برامج بسيطة يمكنك تحرير مقطع التقطتَه بهاتفك وجعله يبدو احترافياً مثل أي محترف حقيقي، فيمكنك ملاحظة هذه الظاهرة على موقع "يوتيوب" (YouTube) ومنصات الفيديوهات الأخرى حيث يُنتج المستخدمون المحتوى.

لم يَعُد موضوع تحرير وإنتاج الفيديوهات مقتصراً على الاستوديوهات الكبيرة ووجود الكثير من الموظفين؛ حيث يستخدم بعض منشئي فيديوهات على "يوتيوب" الأكثر نجاحاً كاميرا وميكروفون وجهاز كمبيوتر محمول، ويحققون نتائج رائعةً.

لن يميزك امتلاك هذه المهارة بين يديك عندما يتعلق الأمر بعملك فقط، وإنَّما سيسمح لك بممارسة هوايات أخرى، مثل تسجيل الفيديوهات أو إجراء المقابلات.

إقرأ أيضاً: تحرير مقاطع الفيديو كالمحترفين: أفضل 12 برنامج مونتاج مجاني لعام

10. تطوير تطبيقات الهواتف الذكية:

حتى عام 2020، كان يوجد أكثر من أربعة ملايين تطبيق متاح للتحميل في متجرَي "غوغل بلاي" (Google Play) و"أبل ستور" (Apple Store)، وهذا الرقم مذهل فعلاً، فإذا كنتَ تبحث عن أي شيء وأضفتَ كلمة تطبيق في مربع البحث، فلا بُدَّ أنَّك ستعثر على تطبيق يقوم بذلك.

هذا يعني أنَّه أينما ذهبتَ ومهما فعلتَ، ستوجد دائماً حاجة لإنشاء التطبيقات واستخدامها، ولحسن الحظ، أدرك القائمون على مجال تطوير التطبيقات ذلك منذ فترة طويلة، وعملوا بجد لجعل إنشاء التطبيقات أمراً سهلاً على المطورين، وفي الوقت الحالي، يُنتج بعض محرري برامج السحب والإفلات البسيطة تطبيقاً يمكنه العمل عبر منصات متعددة ببضع نقرات فحسب، وبعد ساعات قليلة من حضور دورات تدريبية عبر الإنترنت، يمكنك إنشاء أول تطبيق لهاتفك.

يمكن أن يكون تطبيقاً يفيدك في هواياتك أو عملك الخاص أو حتى يمكنك اقتراحه في وظيفتك الحالية، فمجرد امتلاك هذه المهارة في سيرتك الذاتية سيفتح لك المزيد من الأبواب ويمنحك العديد من الفرص.

في الختام:

الحياة دائرة لا تنتهي من جمع المعلومات، يتبعها استخدام تلك المعلومات في الواقع واكتساب الأفكار والحكمة في هذه العملية؛ حيث تُعَدُّ المهارات أساس أدائك، وعلى الرغم من أنَّه من غير الجيد أن تفعل كل شيء وتحاول أن تتقن كل شيء في آنٍ واحدٍ، إلا أنَّه يجب عليك دائماً محاولة تعلُّم مهارات جديدة مطلوبة بشدة، حتى لو كانت خارج منطقة الراحة الخاصة بك.

ربما لن تستخدمها جميعها، أو لن تكون جيداً في كل مهارة، ولكن مجرد أنَّك تبدأ بالتعلم يعني أنَّك تملك فرصةً لاكتشاف أمور جديدة يمكنك تطويرها، وستمنح نفسك بذلك فرصةً إضافية للنجاح في مهنتك وحياتك الشخصية.

المصدر




مقالات مرتبطة