10 من مظاهر العنف المدرسي وتداعياته في المدارس

يعد العنف المدرسي تحدياً يواجه المجتمع التعليمي في جميع أنحاء العالم، ويعد ظاهرة معقدة تؤثر في الطلاب والمعلمين والمجتمع المدرسي بشكل عام، ويتسبب العنف المدرسي في آثار سلبية عميقة في الطلاب والمعلمين والبيئة التعليمية، ومن الضروري فهم هذه المظاهر وتداعياتها؛ لأنَّ هذا الفهم هو خطوة أساسية للقضاء على العنف وإنشاء بيئة تعليمية آمنة ومحفزة؛ لذا سنتحدث في هذا المقال عن مظاهر العنف المدرسي وتداعياته في المدارس.



ما هو المقصود بالعنف المدرسي؟

يُقصد العنف المدرسي أي سلوك عدواني أو عنف يحدث داخل بيئة المدرسة أو يتعلق بالمدرسة، وقد يشمل العنف المدرسي أشكالاً مختلفة مثل العنف الجسدي، والعنف النفسي، والعنف الجنسي، والتنمر ويحدث العنف في المدارس في أغلب الأحيان بين الطلاب، ولكن قد يحدث أيضاً بين الطلاب ومعلميهم، ويتم ذلك في المدرسة، أو في أثناء الرحلات والفعاليات المدرسية، أو في الطريق من وإلى المدرسة.

تعد مكافحة العنف المدرسي وتوفير بيئة تعليمية آمنة أمراً هاماً للغاية، ومن أجل ذلك من الضروري التعرف إلى مظاهر العنف المدرسي وتداعياته، والتعاون أيضاً بين المدارس والأهل لتعزيز الوعي وتعليم الطلاب مهارات التعامل مع المشكلات والاحترام المتبادل والتعاون، وتطوير سياسات وإجراءات صارمة لمكافحة العنف المدرسي ومعاقبة المشاركين فيه.

مظاهر العنف المدرسي:

يعد العنف المدرسي ظاهرة شائعة في معظم المدارس حول العالم، وتشمل تصرفات العنف المدرسي مجموعة متنوعة من السلوكات التي تؤثر في الطلاب والمعلمين والمجتمع المدرسي بشكل عام، وقد يتخذ أشكالاً عديدة منها:

1. العنف الجسدي:

يشمل أي نوع من أنواع الاعتداء الجسدي داخل المدرسة، سواء بالاستخدام المباشر للعنف الجسدي أم غير المباشر بواسطة الأسلحة، وقد يتضمن أيضاً الأعمال الإجرامية مثل السرقة أو الحرق العمد.

2. العنف النفسي:

يضم الإساءة العاطفية التي يتعرض لها الطلاب داخل المدرسة، وقد يتضمن ذلك الإهانة، والتجاهل، والعزل، والرفض، والسخرية، والكذب، ومعاقبة شخص آخر.

3. العنف الجنسي:

يشمل التحرش الجنسي، والترهيب الجنسي، واللمس غير المرغوب فيه، والإكراه الجنسي، وحتى الاغتصاب داخل المدرسة.

4. التنمر:

هو نمط من مظاهر العنف المدرسي الذي يتميز بالعدوان المتكرر والمتعمد تجاه شخص آخر، وقد يأخذ أشكالاً جسدية، أو نفسية، أو جنسية، وقد يتسبب في إحداث مشكلات نفسية خطيرة للضحية.

5. التنمر عبر الإنترنت:

هو نوع من التنمر يحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات أخرى على الإنترنت، وقد يتضمن نشر معلومات كاذبة، أو تعليقات مؤذية، أو شائعات، أو صور أو مقاطع فيديو محرجة عبر الإنترنت، وقد يأخذ أيضاً شكل استبعاد شخص ما من المجموعات أو الشبكات عبر الإنترنت.

6. التعنيف المدرسي:

يشمل نظام المدرسة أو أفعال المدرسين التي تنتج عنها ضغوطات وإذلال للطلاب، مثل العقاب الجماعي أو التمييز الهيكلي.

7. التمييز العنصري:

هو نوع من التنمر الذي يحدث من خلال التعامل بشكل غير عادل مع الطلاب بسبب العرق أو الثقافة.

8. التعنيف اللفظي:

هو الإساءة اللفظية التي يتعرض لها الطلاب داخل المدرسة، وقد يتضمن ذلك التهديدات، والشتائم، والتجريح بالكلام.

9. التنمر الاجتماعي:

يضم استبعاد الطلاب من المجموعات الاجتماعية، وعدم القبول الاجتماعي، والتنمر الاجتماعي الذي يتضمن تشويه السمعة والتشهير.

10. السرقة والابتزاز:

يشمل هذا النوع سرقة الممتلكات الشخصية للطلاب وابتزازهم من أجل الحصول على أموال أو مقابل شيء آخر.

شاهد بالفديو: أعراض التنمر المدرسي وعلاجه

أسباب العنف المدرسي:

تنتج مظاهر العنف المدرسي عن عدة عوامل، وغالباً ما لا يكون هناك سبب بسيط ومباشر وراء تورُّط الأفراد فيه، فعلى سبيل المثال، قد يتعرَّض الطفل للتخويف أو الرفض من قبل أقرانه، وقد يواجه ضغوطات أكاديمية شديدة، أو يقوم بتقليد أفعالٍ شاهدها في المنزل أو في المحيط الاجتماعي أو حتى في وسائل الإعلام، وفيما يأتي بعض العوامل التي تزيد من احتمالية تعرُّض الطفل للعنف المدرسي:

  • ضعف الأداء الأكاديمي.
  • الشخصية المفرطة في النشاط أو الاندفاع.
  • وجود مشكلات صحية عقلية.
  • تعرُّض الطفل للعنف أو كونه ضحية له.
  • تعاطي الكحول أو المخدرات أو التبغ.
  • الأسرة ذات العقلية المضطربة.
  • تعرض الطفل للعنف المنزلي أو سوء المعاملة.
  • وجود أسلحة قابلة للاستخدام.
  • الفقر أو ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع.
إقرأ أيضاً: أطفالنا والمدرسة - ملف شامل

حلول العنف في المدارس:

تعد مكافحة مظاهر العنف المدرسي أمراً ضرورياً لإنشاء بيئة تعليمية آمنة وصحية للطلاب، ويتطلب حل مشكلة العنف المدرسي تعاوناً شاملاً بين المدرسة والمعلمين والأهل والمجتمع بأسره، وفيما يأتي مقدمة لبعض الحلول الممكنة للتصدي للعنف في المدارس:

1. التحدث مع أطفالكم:

يعد الحفاظ على خطوط التواصل بين الأبوين مفتوحة دائماً مع الأطفال والمراهقين خطوة هامة للمشاركة المستمرة في واجباتهم المدرسية وأصدقائهم ونشاطاتهم، ويمكنك طرح أسئلة مفتوحة واستخدام عبارات مثل: "أخبرني مزيداً عن الأمر"، أو "ما هو رأيك؟"؛ وذلك من أجل إظهار اهتمامك بسماع آرائهم وأفكارهم ورؤيتهم للعالم.

يمكنك أيضاً بدء مناقشات هامة معهم عن الموضوعات الصعبة مثل مظاهر العنف المدرسي والتدخين والمخدرات والجنس وشرب الخمر والموت، حتى لو كانت تلك الموضوعات صعبة أو محرجة بالنسبة إلى الطرفين، ولا تنتظر حتى يأتوا إليك، بل كن مبادراً في طرح تلك الموضوعات ومناقشتها والتوصل لحل وتفادي العواقب قبل حدوثها.

2. وضع قواعد وحدود للأطفال:

يحتاج الأطفال إلى قواعد وحدود واضحة، توضع لهم حتى يعرفوا ما هو متوقع منهم وما هي العواقب المحتملة في حال عدم الالتزام بها، ويكون الانضباط أكثر فاعلية عندما يشارك الأطفال في وضع القواعد وتحديد العواقب، ومن الهام أن يفهم الأطفال الغرض من القواعد وأن يحدث توافق واضح في تنفيذها.

بمرور الوقت وتطور الأطفال، يمكن تعديل القواعد وتغييرها لتتناسب مع مرحلتهم العمرية وتحترم حقوقهم المتزايدة، ويجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة بالالتزام بالقواعد والمبادئ، وأن يعلِّما الأطفال القدرة على تحمل المسؤولية والتعاطف مع الآخرين والتحكم في الغضب وإدارة التوتر من خلال الأفعال والسلوك.

3. معرفة السلوك الطبيعي:

تعد معرفة السلوك الطبيعي لابنك أو ابنتك أمراً ضرورياً يساعدك على الكشف عن التغييرات الصغيرة في سلوكهم، وقد يكون إشارة مبكرة لوجود أي مشكلات؛ لذا يجب على الآباء أن يكونوا حذرين تجاه التغيرات المفاجئة، سواء كانت طفيفة أم ملحوظة، فقد تكون مؤشراً على وجود مشكلة محتملة.

قد تشمل هذه التغيرات الانسحاب من الأصدقاء، وتراجع الأداء الدراسي، والتوقف المفاجئ عن ممارسة النشاطات الرياضية أو الانضمام إلى الأندية التي كان الطفل يستمتع بها سابقاً، واضطرابات النوم، ومشكلات الأكل، والسلوك العدواني أو الكذب، والمشكلات المتعلقة بالصحة الجسدية مثل آلام المعدة أو الصداع، ويجب أن تسعى إلى معرفة مزيد من المعلومات عن الصحة العاطفية والعقلية وكيفية التعامل معها.

شاهد بالفديو: 8 نصائح تساعد الأطفال والآباء على الاستعداد للعودة إلى المدرسة

4. الاطلاع على الأحداث المدرسية:

من الضروري أن يكون الوالدان على اطلاع على أحداث المدرسة بشكل واسع وعميق وإظهار لأطفالهم أهمية التعليم ودعمهم لجهودهم في المدرسة، ويمكنكما القيام بذلك من خلال التواصل مع معلمي الطفل ومساعدته على التعرف إليكما وإلى صفات الطفل، ومن الضروري المحافظة على تواصل مع المعلمين على مدار العام الدراسي كله، وليس فقط عندما تحدث مشكلة؛ لتجنب ظهور إحدى مظاهر العنف المدرسي.

كما ينبغي على الوالدين الحضور في جميع الأحداث المدرسية، والمشاريع الصفية والواجبات المنزلية، والمشاركة في الاجتماعات لتوجيه الوالدين ومؤتمرات الآباء والمعلمين، وتقديم مساعدتهما في فعاليات المدرسة والانضمام إلى جمعية الأهل والمدرسة المحلية، ومن الهام مساعدة الأطفال على إيجاد توازن بين الواجبات المدرسية والنشاطات الخارجية، وكونك والداً، يجب أن تقدم الدعم لقواعد وأهداف المدرسة.

5. المساعدة على تنظيم منتدى منع العنف المجتمعي:

يعد تعاون أولياء الأمور والكادر المدرسي وأفراد المجتمع معاً هو الطريقة الأكثر فاعلية لمنع وإيقاف العنف المدرسي، فقد يساهمون في وضع حلول وتطوير خطط لمنع العنف المدرسي والاستجابة له.

تكون الإدارات المدرسية التي تمتلك خططاً لمنع العنف وفرق إدارة الأزمات أكثر استعداداً لتحديد المشكلات المحتملة وتجنبها، ولديها فهم للإجراءات التي يجب اتخاذها عند حدوث أزمة.

يتم تطوير خطط الوقاية والاستجابة الفعالة للعنف بالتعاون بين إدارة المدرسة والصحة وأولياء الأمور وأفراد المجتمع، وتشمل هذه الخطط وضع سياسات السلامة المدرسية وتعريف علامات الإنذار المبكر واستراتيجيات التدخل مثل سياسات تخزين الأسلحة النارية بشكل آمن على مستوى المنطقة وخطط الاستجابة للطوارئ وإجراءات ما بعد الأزمات.

إقرأ أيضاً: عندما يَتنمّر المعلّمون!

في الختام:

يمكن الاستنتاج أنَّ مظاهر العنف المدرسي تشكل تحدياً كبيراً يجب مواجهته في المدارس، وتتراوح تداعيات العنف المدرسي من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية على الطلاب إلى تأثيرها في أدائهم الأكاديمي ورفاهيتهم العامة، ويؤثر العنف المدرسي أيضاً في المعلمين وبيئة التعلم بشكل عام، وهذا يعرقل عملية التعليم ويؤثر سلباً في الجميع.




مقالات مرتبطة