10 طرق يستخدمها القادة لإصلاح الأخطاء

الأخطاء جزء مؤلم من الحياة، وقد سمعنا مراراً وتكراراً أنَّ الفشل جزء من عملية التعلم، ولكن إذا كنت قائداً في مجال الأعمال، سيصعب عليك معرفة كيفية التعامل مع بعض الأخطاء الفادحة التي قد ترتكبها في العمل، أو مع بعض الأخطاء التي تُفضِّل تجاهلها.



قد يكون من المحرج الاعتراف بالخطأ، ولسوء الحظ يعتقد الكثيرون أنَّ القيام بذلك هو علامة على الضعف، لكنَّ القادة الجيدين يعرفون أنَّ الخطأ الأكبر هو محاولة التستر عليه أو تجاهله؛ إذ ستظهرُ المشكلات عاجلاً أم آجلاً، والاختبار الحقيقي هو كيف تتعامل مع هذه الأخطاء.

إنَّ الاعتراف بالخطأ وإصلاحه والتأكد من عدم حدوثه مرة أخرى يمكن أن يقوي بالفعل علاقاتك مع العملاء والزملاء إذا تم التعامل معه تعاملاً صحيحاً، وهذا ليس صعباً كما تعتقد فيما يلي 10 طرائق يعترف بها القادة الجيدون بالأخطاء ويصححون المشكلة قبل أن تزداد سوءاً:

1. تعزيز خطوط التواصل المفتوحة:

يعرف القادة الجيدون أنَّ الأخطاء ستحدث، فهذا أمر لا مفر منه، ويدركون أنَّ شعار الشركة التقليدي: "لا تأتِ إلى رئيسك بالمشكلات؛ بل بالحلول"، قد يؤدي إلى نتائج عكسية كونه يدفع الموظفين إلى إخفاء الأخطاء.

بدلاً من إنشاء فريق حل المشكلات الذي يعمل أفراده معاً لحل المشكلات، فإنَّ هذه الفلسفة البعيدة عن الواقع تدفع الناس إلى التقليل من المشكلات التي يواجهونها أو تمويهها، يعمل القادة الجيدون على إنشاء ديناميكية فريق مفتوحة مع خطوط تواصل صادقة ومفتوحة، لا على إنشاء ثقافة الخوف والكمال.

2. التحلي بالشفافية بشأن المشكلات والأخطاء:

يُقدِّر القادة الذين يحلون المشكلات بسرعة وكفاءة الشفافية في تفاعلاتهم، ولديهم مناهج شاملة وتعاون متبادل داخل شركاتهم عند التعامل مع المشكلات، ولا يسمحون للأجندات الخفية بأن تتفشى وتصبح سامة.

عندما يظهر خطأ أو مشكلة، يقرر القادة الجيدون التعامل مع المشكلة مباشرةً من خلال مشاركة المعلومات مع الآخرين داخل المنظمة، ومن ثم لا تنتشر المشكلة أكثر، كما يوضحون أنَّه عندما يحدث خطأ ما، يجب معالجته وتصحيحه من خلال تمكين الموظفين من تقديم أفكارهم وحلولهم، مما قد يؤدي إلى حل سريع لم يكن ليتم النظر فيه بطريقة أخرى.

3. المسارعة إلى الاعتراف بالخطأ:

كقائد أعمال، هناك القليل من الأشياء التي تكون أسوأ من إدراك أنَّك ارتكبت خطأ فادحاً، إنَّه أمر محرج، لكنَّه أيضاً جزء من الحياة، قد يكون من المغري أن تتستر عليه، ولكن حان الوقت الآن لإظهار نزاهتك من خلال التحلي بالصراحة بشأن ما حدث، كن أول من يتحدث عن الخطأ.

إنَّ السماح لمن تعمل معهم بمعرفة ما يحدث يمكن أن يشعرك بالألم، لكنَّ الأمر يشبه إزالة الضماد الطبي عن جرح، عليك أن تسرع بالانتهاء من الأمر وحسب، قد تعتقد أنَّ الاعتراف بخطأ فادح سيخلق شكوكاً بشأن قيادتك، لكنَّه في الواقع سيزيد من ثقة الناس بك، خاصة إذا واصلت اتِّباع النصائح الأخرى في هذه القائمة.

شاهد بالفديو: 10 أسباب تجعلك فخوراً بارتكاب الأخطاء

4. عدم التقليل من الضرر أو الخطورة:

لن تعثر على علاج حقيقي وكامل للمشكلة حتى تعرف الضرر الكلي، هذا هو سبب أهمية عدم التقليل من خطورة المشكلة أو التقليل من أهميتها، سيؤدي التراجع عن كلامك والاعتراف بأنَّ المشكلة أخطر مما صرَّحت به إلى تقويض مصداقيتك التي بدأت بإعادة بنائها.

كن صريحاً من خلال تحديد النطاق الكامل للمشكلة، بهذه الطريقة، سيكون الجميع متفقين وستتمكن من وضع خطة للتعامل معها، إذا تسترت عليها، فستظهر المشكلة الأكبر عاجلاً أم آجلاً، عليك المبالغة في تقدير الصعوبات المحتملة؛ إذ من الأفضل المبالغة في التحدث عن مشكلة لتبدو لاحقاً أقل أهمية بدلاً من التقليل من أهميتها، فقط لتتفجر في وجهك لاحقاً.

5. تحمُّل مسؤولية المشكلة، حتى لو لم تكن سبباً لها:

يعتذر القادة العظيمون ويأخذون زمام المبادرة في قبول المسؤولية عن المشكلات، ولا يحاولون تمرير المشكلة إلى شخص آخر، حتى لو لم تكن السبب المباشر للمشكلة أو لم يكن الخطأ خطأك تحديداً، كقائد، يجب أن تكون مسؤولاً عما يحدث تحت قيادتك، فالتنصل من المسؤولية يجعلك تبدو وكأنَّك تتجنب المشكلة.

من خلال كونك مسؤولاً عن المشكلة وإظهار التواضع في التعبير عن الأسف لحدوثها، فإنَّك تُظهر قوتك وسلطتك كقائد، ومع ذلك، ليست هناك حاجة إلى جلد نفسك علانية، طالما تحملت المسؤولية عن المشكلة وشرحتها بالكامل، فلا تجعل الأمور أكثر صعوبة من خلال الانغماس في كراهية الذات، ضع جهدك في إيجاد حل لإصلاحها.

إقرأ أيضاً: 13 خطوة للتوقف عن اختلاق الأعذار وتحمل المسؤولية

6. تقديم طرائق لإصلاح المشكلة:

الخطوة التالية هي معرفة ما حدث وتقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات لتحقيق التشخيص الكامل للمشكلة، كن صريحاً، وأَبلِغ أي رؤى لديك وأي إجراءات مضادة تعتقد أنَّها يمكن أن تساعدك، هذه أيضاً فرصة لإعادة صياغة المشكلة.

هذا لا يعني أنَّه يجب عليك تقديم عذر لسبب حدوث ذلك، بدلاً من ذلك، اشرح ما أدى إلى الخطأ ولماذا حدث بطريقة غير دفاعيَّة، من الهام أن يفهم الآخرون ما كان يحدث خارجياً وداخلياً، وما كان تحت سيطرتك وما لم يكن كذلك.

الآن هو الوقت المناسب أيضاً للبدء بجمع الآراء والنصائح من الآخرين حتى تتمكن من التوصل إلى حل، والتأكد من أنَّ كل شخص متأثر بالمشكلة يفهم الإجراءات التصحيحية التي تُتخذ.

7. طلب التغذية الراجعة:

إذا كانت المشكلات كبيرة جداً، فمن المحتمل ألا تتمكن من إصلاحها بمفردك، وقد تزيد الأمور سوءاً إذا حاولت؛ لذا اطلب التغذية الراجعة من فريقك ورئيسك في العمل وعملائك، أو من أيِّ شخص مشارك أو يمكنه تقديم نظرة ثاقبة عما حدث وكيف أثر ذلك فيهم.

يمكن أن يكون امتلاك شبكة دعم قوية مفيداً في الوقت الحالي، لإعطائك منظوراً عن الموقف ونصائح حول ما يمكنك القيام به لإصلاحهِ، كل جزء من التغذية الراجعة، سواء كانت جيدة أم سيئة، يدفعنا إلى التساؤل عن كيفية تحسين أدائنا، إذا كنت تسأل باستمرار كيف يمكنك أن تعمل عملاً أفضل، فسوف تستمر في القيام بعمل أفضل.

إقرأ أيضاً: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة في مكان العمل؟

8. التعلم من الأخطاء:

كلُّنا نُخطئ، السؤال هو ما إذا كنت تبذل الجهد للحصول على أفكار ثمينة من خطئك، يُعَدُّ الفشل تعليمياً؛ بل إنَّه ضروري من نواحٍ عدة، لكنَّ هذا لا يعني أنَّك تريد تكرار الخطأ نفسه مراراً وتكراراً.

خذ وقتك في تشريح وتحليل الخطأ، ماذا توقعت وماذا حدث بالفعل؟ هل هناك نمط من سوء التقدير؟ انتبه إلى الدرس الأكبر، واتَّخِذ إجراءات بنَّاءة لضمان عدم تكرار الخطأ مرة أخرى.

9. اتخاذ إجراءات وقائية:

بعد اتِّخاذ خطوات لتصحيح الخطأ، تأكد من اتخاذ إجراءات وقائية لضمان عدم تكرار الخطأ، وافعل كل ما في وسعك لتعليم الآخرين من هذا الموقف.

لقد تعلمت من هذا الحادث، ونأمل أن يكون الأشخاص من حولك قد فعلوا ذلك أيضاً، ولكنَّ من المحتمل أن يأتي شخص لم يكن موجوداً ويفعل الشيء نفسه، اكتشِف ما هي شبكات الأمان أو التدريبات أو الإجراءات الإضافية التي يجب تضمينها من الآن فصاعداً للوقاية من هذه المشكلة في المستقبل.

10. تجاوز الأخطاء:

لقد بَذلتَ قصارى جهدك لتصحيح الوضع والتأكد من عدم حدوثه مرة أخرى، وتعلمت الدرس، وطلبت نصيحة من تثق بهم، حان الوقت الآن للتصالُح مع الأخطاء، والتركيز والعودة إلى العمل.

قد تكون ثقتك بنفسك تضررت من كل هذا، وقد تشعر بعدم اليقين والحذر المفرط بشأن المضي قدماً، لكن لا تدع نفسك تقع في فخ الركود، لا تدع الخوف والشك الذاتي يعوقك، لقد انتهى ما حدث، كلَّما عُدت إلى العمل سريعاً، تمكنت من تطبيق هذه الدروس الثمينة بشكل أسرع، سيساعدك التفكير في المسألة على وضع الخطأ في مكانه الصحيح، حان الوقت للمضي قدماً والتركيز على المستقبل.

المصدر




مقالات مرتبطة