10 طرق للمضي قدماً عندما تسوء الأمور

كلَّما واجهتَ مرحلةً صعبةً في الحياة، بدت المشكلات التي تواجهها فريدةً بالنسبة إليك، ليُضيِّق العالمُ بأسره الخناق عليك، وربما تكافح لإيجاد مخرجٍ ولا يمكنك رؤية ما يجعلك تشعر بالتفاؤل.



لحسن الحظ، على الرغم من أنَّك قد لا تشعر بوجود أمل، إلَّا أنَّه موجودٌ دائماً؛ فلا شيء يدوم إلى الأبد، ولا حتى الأوقات السيئة، والقيام بأمورٍ مثل: تذكُّر سبب إقدامك على شيء ما في المقام الأول واستخدام شجاعتك هما مجرَّد أمرين يمكن أن يختصرا الأوقات الصعبة. فإذا تمكَّنتَ من إيجاد طريقة ليس للبقاء على قيد الحياة فحسب؛ وإنَّما للنمو والنجاح عندما تسوء الأمور، فكم ستتغير حياتُك للأفضل؟

نقدِّم لك فيما يلي 10 أمور يمكنك القيام بها لتحقيق ذلك:

1. إدراك التقدُّم الذي أحرزتَه:

عندما تشعر بالإحباط في الطريق الذي تسلكه؛ فعادةً ما يكون ذلك كونك تتطلَّع إلى الأمام فقط، ولا تنظر للأمور من حولك أو ما حدث معك مسبقاً. ستستمر رحلتُك في الحياة حتى آخر لحظةٍ ممكِنة، فلا عجب أنَّك ما زلتَ ترى الطريقَ أمامك طويلاً وشاقاً في بعض الأحيان.

لكن كي تتمكَّن من المضي قدماً على الرغم من ذلك، فمن الهامِّ أن تنظرَ إلى الأمور من حولك؛ انظُر إلى وضعك الآن مقارنةً بالوقت الذي بدأتَ فيه، وانظُر إلى عدد العقبات والتحديات التي واجهَتك وتمكَّنتَ من التغلُّب عليها بنجاح.

لممارسة التأمُّل فوائدٌ لا تُعدُّ ولا تُحصَى، ولا عجبَ في ذلك؛ فإذا نظرنا إلى الوراء لملاحظة التقدم الذي أحرزناه، فعادةً ما يشكِّل ذلك دافعاً لنا للاستمرار في المضي قدماً في المستقبل.

2. تذكُّر لماذا بدأت:

عندما تسوء الأمور، فأنت بحاجةٍ إلى شيء تتشبث به من أجل الحفاظ على عزيمتك وتذكير نفسك لماذا بدأتَ في فعل شيء ما في المقام الأول. فعندما لا تدرك "السبب" الذي يدفعك لفعل ما تفعله، ستُضِلُّ طريقك بسرعةٍ وقد تفقد الحافزَ للمتابعة.

يَصِف "ديفيد جوجينز" (David Goggins) وهو جنديٌّ سابقٌ في البحرية ومتحدِّثٌ تحفيزيٌّ ذلك قائلاً:

"لماذا أنا هنا؟ إذا كنتَ تعلم أنَّ هذه اللحظة قادمة وأنَّ إجابتَك عن هذا السؤال جاهزةٌ، فستكون مستعداً لاتخاذ قرارٍ لحظيٍّ بتجاهل أفكارك المُحبِطة ومواصلة المضي قدماً. لذا تعرَّف إلى سبب خوضك تلك المعركة كي تتمكَّنَ من الاستمرار".

في بعض الأحيان، قد تكون الحياةُ عبارةً عن معركةٍ، لا سيَّما في داخلك؛ لذا فإنَّ وجود أسباب تدفعك للاستمرار سيساعدك دائماً على الخروج من هذا الحال عندما تمرُّ بأوقات صعبة. حاوِل تسجيل هذه الأوقات وضَعها في أماكنَ تراها أمام ناظِرَيك كل يوم لتكون ذات تأثيرٍ أكبر فيك.

إقرأ أيضاً: 5 أسئلة تحدد هدفك في الحياة

3. جعل التقدم للأمام عادةً مستدامةً:

تُعدُّ العادات من أقوى المؤشرات السلوكية بالنسبة إلينا؛ وتحدث معظم عاداتنا بطريقةٍ لاواعية وتُحفَّز عن طريق إشاراتٍ خارجية أو داخلية.

إنَّ الشيء الرائع المتعلِّق بالعادات هو أنَّه يمكن تشكيلها من خلال سلوكات واعية متكرِّرة، فعندما تُمَارس أمراً ما بشكلٍ كافٍ، يمكن في النهاية أن يأخذ مكانه في العقل اللاواعي ويوجِّه حياتك كما تريد.

أنت تريد أن توجِّه العادات الجيدة حياتك، وليس العادات السيئة؛ لهذا السبب من الجيد اتباع عادة التحرك دائماً إلى الأمام. ستكون هناك بعض العثرات والأيام السيئة والظروف التي ستبعدك عن المسار الصحيح، لكنَّ المضي قدماً يدور حول فكرة العودة إلى هذا المسار بأسرع ما يمكن؛ فإذا تمكَّنتَ من الالتزام بهذه العادة، فيمكنك دائماً الاقتراب من النتائج التي تسعى إليها.

نوضِّح لك في الصورة أدناه 7 أمور يمكنك القيام بها لكسر حلقة العادات (حسب علم النفس):

  1. تحديد عاداتك، ونقلها إلى الحالة الذهنية الواعية من خلال المراقبة الذاتية أو التغذية الراجعة من العائلة أو الأصدقاء.
  2. معرفة تأثير عاداتك.
  3. التمهل وتطبيق حكمتك ومنطقك للتحكم في عاداتك.
  4. اختيار بديل صحي يناسبك.
  5. التخلُّص من الأمور والمواقف التي يمكن أن تُحفِّز عاداتك السيئة.
  6. تخيُّل التغيير.
  7. تجنُّب الحوارات السلبية والتفكير السلبي وإظهار ثقتك بنفسك في جميع الأوقات.

في الصورة 7 أمور يمكنك القيام بها لكسر حلقة العادات (حسب علم النفس)

إقرأ أيضاً: سيكولوجيا اكتساب العادات: ما هي؟ وكيف تكتشف أسرارها؟

4. استخدام أسلوب التخطيط الشرطي:

عندما تسوء الأمور في حياتك، فإنَّ أحد أكثر الأُطَر فاعلية التي يمكنك وضعها موضع التنفيذ يسمَّى "التخطيط الشرطي".

وهذه هي الصيغةُ المبسَّطة لما يسمَّى "العزم على التنفيذ"، وهو مفهومٌ ابتكره عالِم النفس "بيتر غولويتزر" (Peter Gollwitzer) في منتصف التسعينات، حيث يساعدك هذا المفهوم على فهم المواقف المُربِكة ويمنحك القدرة على اتخاذ إجراءات عندما تعاني الأمرَّين في أمرٍ ما.

إنَّ الصيغة المبسَّطة كما يلي: "إذا حدث الأمر (س)، سأفعل الأمر (ع)".

على سبيل المثال:

  • "إذا بدأَت تراودني أفكار سلبية، سأقضي عشر ثوان لأتنفس فقط".
  • أو: "إذا شعرتُ بالتوتر الشديد لمدة ثلاثة أيام متتالية، فسوف آخذ إجازة في اليوم الرابع للتعافي واستعادة النشاط".

يكون التخطيط الشرطي بمثابة استراتيجية تضعها موضع التنفيذ عندما تمرُّ بأوقات عصيبة؛ فهو يزيل عنصر التفكير والتخطيط والقلق، ذلك لأنَّك تعرف بالضبط ما الذي يجب عليك القيام به في كل موقف يواجهك.

تكمن روعة استخدام هذا الأسلوب في أنَّه يمكنك تغيير الصيغة المبسَّطة (إذا - سوف) بحسب المواقف بناءً على ما يناسبك في أي لحظة.

5. البحث عن بعض المنتورز (mentors):

نظراً لأنَّ الإنترنت أصبح أكثر توافراً ممَّا كان عليه من قبل، يوجد عديدٌ من الطرائق لإلقاء نظرةٍ خاطفةٍ على أفضل العقول في العالم ومعرفة ما يفعلونه في حياتهم الخاصة عندما تسوء الأمور.

كان على معظم الأشخاص الناجحين التغلب على بعض الصراعات والصعوبات الخطيرة ليتمكنوا من الوصول إلى ما هم عليه الآن. ابحَث عبر الإنترنت، وستكتشف بلا شك جميعَ التحديات التي تغلَّب عليها الأشخاص المفضَّلون لديك.

لهذا السبب، يجب أن تستمدَّ الإلهام من هؤلاء الأشخاص وأن تجدَ المنتورز (mentors) الخاصين بك، كما يجب أن تدركَ أنَّ لا أحداً يحاول أن يعيش أفضل حياةٍ يمكن أن يحظَ بها دون أن يواجه نصيبه من التحديات التي يجب التغلب عليها.

إقرأ أيضاً: ما الصفات التي يجب أن تبحث عنها في المنتور؟

6. التوقف عن التفكير:

لا يقودك التفكير والتخطيط في بعض الأحيان إلى أيِّ نتيجة. ففي الواقع، بالنسبة إلى مفرِطي التفكير والأشخاص الذين يقومون بحل المشكلات، تؤدي كثرةُ التفكير إلى الشعور بالمعاناة أكثر ممَّا لو كنتَ غير مبالٍ بما يحدث.

يمكن بالتأكيد حلُّ كثيراً من الأمور عن طريق التفكير، ولكن عندما تسوء الأمور حقاً، فعادةً ما يكون القلب النقي والعاطفة والعزيمة هو ما يساعدك على المضي قدماً. يمكن أن يصبح عقلُك مستبدَّاً، ويجدر بك أن تدرك ذلك. وعندما تشعر بأنَّ أفكارَك بدأَت تُثقِل كاهلك، يحين وقت التوقف عن التفكير وتحريك جسدك؛ حيث يمكنك رفع الأثقال أو الجري أو القيام بنزهة ممتعة.

العقل والجسد مترابطان مع بعضهما أكثر ممَّا يعتقده معظم الناس، لا سيَّما عندما يتعلق الأمر بالعواطف والمخاوف، وغالباً ما يكون القيام بشيءٍ مفيدٍ للجسم، مفيداً أيضاً للعقل غير المستقر.

7. مسامحة النفس:

أسوأ ما يمكنك القيام به عندما تسوء الأمور هو أن تقسو على نفسك؛ حيث يمتلك كل شخص بعض الصراعات الخارجية والداخلية، وكلَّما كنتَ قاسٍ على نفسك أكثر، واجهتَ أحداثاً أكثر صعوبة وإيلاماً.

يقسو كثيرٌ من الناس على أنفسهم أكثر ممَّا يفعلونه مع الآخرين، وللمضي قدماً عندما تواجِه بعضَ الأوقات الصعبة، يجب أن تكون متعاطفاً مع نفسك تماماً كما لو كنتَ تتعامل مع أفضلِ صديقٍ لك.

من السهل تجاوز الأوقات الصعبة عندما تكون في حالة سلام داخلي مع نفسك؛ حيث ستندهش كم ستنخفض الضغوطات التي تشعر بها عندما تسامح نفسك على أخطائك الخاصة.

8. اتخاذ خطواتٍ صغيرة:

من الشائع أن يتعثَّر الناسُ في الحياة؛ لأنَّهم ببساطة يقومون بكثيرٍ من الأمور في آنٍ واحدٍ. سواء كان الأمرُ يتعلق بكثيرٍ من التفاؤل، أم التوقعات غير الواقعية لأنفسهم أو للآخرين، أم بعض الأمور غير المتوقَّعة، فإنَّ اتخاذ خطوات كبيرة قد يكون أمراً مبالغاً فيه في أغلب الأحيان.

يُعدُّ اتخاذ خطوات كبيرة أمراً مرهقاً ويَصعُبُ الاستمرار به دون فشل. وغالباً ما يمكن تقسيم الخطوات الكبيرة، مثل: الأهداف والأحلام الحقيقية التي تغيِّر حياتك، إلى خطوات أصغر بحيث يمكنك التحكم فيها بشكلٍ أكبر وتحقيق النتيجة نفسها.

إذا كانت الأمور تزداد سوءاً، فقد يكون السبب أنَّك تحاول القيام بكثيرٍ من الأمور في آنٍ واحدٍ. لذا، حاوِل اتخاذ خطواتٍ أصغرَ وأكثرَ قابليةٍ للإدارة؛ كي تتعامل مع العقبات والصعوبات بسهولةٍ أكبر.

9. الشجاعة:

يتَّفق الجميعُ على أنَّ الشجاعة الموجودة داخلنا غالباً ما تكون محدودةً ويَصعُبُ الحفاظُ عليها لفتراتٍ طويلةٍ. ونحن نميل إلى الاعتقاد بأنَّ إجراء تغييرٍ كبير في حياتنا والخروج من مأزقٍ ما يتطلَّب شجاعةً تدوم لفترات طويلة والتي لا يمكننا إدارتها بهذه البساطة.

الخبر الجيد هو أنَّ هذا الأمر ليس صحيحاً؛ حيث تأتي معظم لحظات التغيير المحورية في حياتك، بما في ذلك إخراج نفسك من أي مأزق عندما تسوء الأمور، من قرارات صغيرة وجريئة في لحظاتٍ قصيرة ومحددة.

في كثيرٍ من الأحيان، يكفي استخدام الشجاعة لبضعِ ثوانٍ وذلك عند الحاجة لتغيير مسار حياتنا تماماً؛ سواءً كان الأمر يتعلق بطلب ترقية، أم اتخاذ قرار بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية لأول مرة منذ شهور، أم امتلاك الشجاعة للتغلب على مخاوفك ومطالبة شخص ما بالخروج من حياتك، فإنَّ معظم هذه الأمور تتطلب بضعَ ثوانٍ من الشجاعة.

إقرأ أيضاً: 7 طرق فعالة لتعزيز الشجاعة

10. تقبُّل أنَّ الدافع سيتضاءل:

أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل الناس يشعرون بالإحباط ويكافحون من أجل المضي قدماً عندما يواجهون أوقاتاً صعبة، هو أنَّهم لم يتوقعوا أبداً أن يتراجع دافعهم لفعل شيءٍ ما.

عندما نبدأ مشروعاً ما أو ندخل في علاقة أو نتعامل مع شيء جديد ومثير في حياتنا، يكون دافعنا مرتفعاً ونكون في أقصى درجات الحماس؛ حيث نبدأ في التفكير في كل الإيجابيات التي يمكن أن تأتي من هذه الأمور. ومع مرور الوقت، تنخفض مستويات التحفيز لدينا، ونبدأ في التركيز على سلبيات ما يحدث أو المسؤولية الإضافية التي نسينا وضعَها في الحسبان في البدايات.

عندما يحدث هذا الأمر، لديك خياران:

  • يمكنك أن تنظر للحياة بطريقةٍ متفائلة ومبهجة وتتذكر كيف كان كلُّ شيءٍ مثالياً وتتمنى أن يعود كل شيء كما كان.
  • يمكنك أن تواجه الواقع والصعوبات كما هي وتستمر في المضي قدماً لتحقيق شيء أفضل.

يكمن الاختبار الحقيقي للشخصية عندما يحدث معك أمر سيء، ويضعف الحافز، ولا تشعر بالرغبة في القيام بالأمور بعد الآن. لكنَّ السر هو أن تدرك أنَّ كل هذا مؤقَّت وأنَّك لستَ بحاجةٍ إلى الدافع للتصرف.

من الجيد أن يكون لديك دافع لفعل ما تفعل، لكنَّ الاختبارَ الحقيقي للشخصية يأتي عندما ينخفض الدافع؛ ففي تلك اللحظات يمكنك معرفة إذا كان بإمكانك الاستمرار في المضي قدماً أم لا.

فكرة أخيرة:

تُعدُّ كلُّ فكرة من هذه الأفكار العشر حول طريقة المضي قدماً عندما تسوء الأمور متعددة الاستخدامات بما يكفي لتطبيقها على أي موقفٍ صعبٍ يواجهك. ستواجهك عديداً من الصعوبات في الحياة، لكن لا يجب أن تخافَ منها؛ وإنَّما يجب أن تتقبَّلها كما هي. وباتباع هذه الخطوات، يمكنك المضي قدماً بسهولةٍ أكبر.

 

المصدر




مقالات مرتبطة