10 طرق للتغلب على رهاب التحدث أمام الجمهور

من أشيع أنواع الرهاب هو الخوف من التحدُّث أمام الجمهور لدرجة أنَّه عند بعضهم هو أشد رهبة من الموت، لقد اختار الجميع هذا الخوف في مرحلة ما من حياته، ولكن بسبب عدم تسليط الضوء على أهمية هذه المهارة؛ فإنَّ بعضهم يعيش مع هذا الرهاب طوال حياته دون أن يجد طريقه لمساعدته على التغلب عليه والوقوف أمام جمهوره بثقة، فالمدارس أو الجامعات لا تقدِّم أي تدريب على الخطابة، ولهذا فإنَّ معظمنا يعاني من نقص الثقة بالنفس عند التحدُّث أمام الجمهور.



بصرف النظر عن العمر أو المهنة؛ فإنَّ الخطابة ومهارات التواصل ضرورية لكل شخص، ولها فوائد عديدة في الحياة أهمها تعزيز الثقة بالنفس، وهذا يساعدك على النجاح في مقابلات التوظيف على سبيل المثال، ويدعم حياتك المهنية خلال العمل ضمن فريق، وتحضير العروض والندوات، ويعزز علاقاتك مع زملاء العمل، ومع التدريب والخبرة ستصبح أكثر قدرة على التواصل مع الأشخاص الجدد، ومن ثم توسيع دائرة معارفك وتحسين حياتك الشخصية والاجتماعية.

إذا كانت لديك موهبة مميزة وشغف في هذا المجال يمكنك أن تحوله لعمل وتصبح متحدثاً محترفاً، فمعظم الأشخاص يعملون في هذا المجال بوصفه مصدراً رئيساً أو إضافياً للدخل.

طرق التغلب على رهاب التحدث أمام الجمهور:

كل الفوائد السابقة وغيرها كثير تدفعك إلى التغلب على هذا الرهاب، وثمة عدة طرائق للمساعدة، وفيما يأتي نستعرضُ منها:

1. المبادرة بخطوة جريئة:

الطريقة الوحيدة لكسر هذا الخوف هي أن تفرض على نفسك مواجهته والتحدُّث أمام الجمهور، وقد تبدو هذه الطريقة غير منطقية، ولكنَّها الأكثر فاعلية؛ فكلما أجَّلنا مواجهة مخاوفنا، ازدادت حدتها؛ لذا تشجَّع وألق ذلك الخطاب أو العرض الذي أجلته منذ فترة طويلة، ويمكنك أيضاً الانضمام إلى مجموعات الخطابة أو نشاطات تفاعلية مماثلة.

2. بناء معتقدات ذاتية إيجابية:

شخصية الإنسان هي انعكاس لأفكاره ومعتقداته، وكل إنسان لديه تصورات مسبقة عما يمكنه فعله والأشياء التي تفوق قدراته، وبعض الأشخاص يحكمون مسبقاً على أنفسهم أنَّهم عاجزون عن فعل شيء ما حتى قبل أن يجربوه؛ لهذا من الهام جداً تغيير المعتقدات السلبية التي تحملها عن نفسك، واستبدالها بمعتقدات إيجابية تساعدك على تحقيق ما تطمح إليه.

3. التحضير الجيد:

العبقرية هي 1% إلهام، والباقي هو جهد وعمل وإصرار على النجاح، ففي المراحل الأولى من التدرب على الخطابة قد تشعر بالخجل أو العجز، ولكن مع التدريب المتواصل ستزداد ثقتك وطلاقتك في الحديث أمام الجمهور، ولا شك أنَّ التحضير والإعداد الجيد للموضوع المراد مناقشته مع الجمهور له دور رئيسي في تخفيف التوتر وزيادة الثقة بالنفس.

الخطابة هي مهارة مكتسبة يمكن لأي شخص التدرب عليها وإتقانها، وحتى لو كانت موهبة عند بعض الأشخاص إلا أنَّ التدريب ضروري جداً لصقلها وتنميتها؛ فمعظم المتحدثين الرائعين قدموا عروضاً أقل من المستوى المتوقع بسبب التحضير غير الكافي.

يجب التنبيه إلى أنَّ التحضير المبالغ فيه أيضاً ليس جيداً؛ فمن الضروري أن تكون هادئاً ومسترخياً قبل 15- 20 دقيقة من إلقاء الخطاب أمام الجمهور.

شاهد بالفديو: 9 نصائح لتحسين مهاراتك في التحدُّث أمام الجمهور

4. التعرُّف إلى الحاضرين:

عندما تلقي كلمة أمام أصدقائك بالتأكيد لن تشعر بتوتر كما لو كان الجمهور هو مجموعة من الغرباء؛ لذا حاول أن تتحدث إلى عدد قليل من الحاضرين قبل البدء؛ فهذا يساعدك على التخفيف من الرهبة والتوتر، وتقوية الرابطة بينك وبين الجمهور الحاضر.

5. التواصل مع أشخاص لهم ميول وتجارب مشتركة:

ستحصل على مجموعة داعمة ومشجعة عندما تنضم إلى مجموعة من المتحدثين، وستشعر أنَّك لست وحيداً وأنَّ كثيراً من الأشخاص يشاركونك نفس الهدف، إضافة إلى أنَّ وجود متحدثين ذوي خبرة سيكون بمنزلة إلهام ومحفِّز لك على التطور من خلال تشجعيهم ونصائحهم، إضافة إلى وجود أشخاص مؤهلين قادرين على إبراز نقاط قوتك ولفت نظرك إلى الجوانب التي تحتاج إلى التحسين.

إقرأ أيضاً: حركات يجب تجنبها أثناء الإلقاء أمام الجمهور

6. تقبُّل النقد بإيجابية:

يحبُّ الجميع تلقي المجاملات، ولكن عند الانتقاد لا أحد يحب سماع الملاحظات ويفضِّل أن يكون هو الناقد دائماً، ففي الحالة الطبيعية، كلما زاد نجاح الإنسان ازدادت الانتقادات الموجهة له، وهو القادر على التحكم بالتأثير فيها بوصفها إشارة لنقاط الضعف ودافعاً نحو النجاح بدلاً من الإحباط والاستسلام.

7. المثابرة:

افعل ما يجب فعله وكن صبوراً على النتائج؛ فلن يذهب الرهاب بلمحة بصر، والتغيير يحتاج إلى وقت وهذا يختلف من شخص لآخر؛ لهذا لا تضغط على نفسك بالمقارنة مع الآخرين.

8. التخلي عن المثالية:

يعجز معظم الأشخاص عن اتخاذ الخطوة الأولى؛ بسبب انتظارهم الوقت المناسب والظروف المثالية، فالمتحدث البارع ليس بالضرورة أن يكون مثالياً، والشرط الأساسي للنجاح هو أن يكون لديك شغف بما تفعله، وأن تكون كلماتك صادقة، ونابعة من القلب عندها سيتلقى الجمهور خطابك بكل رحابة صدر، وإذا كنت بانتظار اللحظة التي تكون فيها محترفاً وعلى أتم الاستعداد؛ فلن تبدأ مطلقاً.

9. تقبُّل الفشل:

مراحل الفشل هي جزء أساسي في طريق النجاح وليست مبرراً للاستسلام، ربما تتعرض لخيبة أمل بعد عدة تجارب ناجحة، ولكن الأمر ليس سيئاً كما تظن، ومع مرور الوقت ستشعر بالامتنان عندما تتذكر تلك اللحظات؛ لأنَّك تعلَّمت منها دروساً هامة ساعدتك على الوصول إلى النجاح.

10. الاحتفاء بالنجاح:

احتفِ بإنجازاتك وقدِّر نجاحك مهما كان بسيطاً، وكافئ نفسك على الشجاعة التي تحليت بها لمواجهة مخاوفك، وبهذه الطريقة ستشعر بالرضى، وستظل متحمساً للخطوة التالية ولتحقيق مزيد من النجاحات.

إقرأ أيضاً: أهمية لغة الجسد في نجاح الإلقاء أمام الجمهور

في الختام:

لا تتردَّد في اتخاذ الخطوة الأولى لكسر هذا الخوف ولا داعي لأخذ الأمور بجدية كبيرة؛ بل انظر إلى التحدُّث إلى الجمهور بوصفه وسيلة للمرح والفائدة والنقاش، والأطفال خير مثال على ذلك، فمن النادر أن تجد منهم من يعاني من رهاب الوقوف على المنصة؛ لأنَّهم يستمتعون بالوقوف عليها، ويعدُّونها مساحة للترفيه والتعبير عن النفس.




مقالات مرتبطة