10 طرق لزيادة إنتاجيتك

لنفترض أنَّك شعرت بعدم الإنتاجية لفترة من الوقت، وتشعر بالإحباط لأنَّ مهامك وفواتيرك تتراكم، وتشعر بالتعب طوال الوقت، فعندما يحدث هذا يستمر الناس في فعل الأمور نفسها على أمل الحصول على نتيجة مختلفة، ويظنون أنَّه أمر مؤقت وأنَّ الأمور ستتحسن قريباً، لكن عندما يستمرون في التسويف ولا يجدون طريقة ليكونوا منتجين مرة أخرى، فإنَّهم فجأة يجدون أنفسهم مفتقرين إلى اللياقة البدنية ويشعرون بالإحباط ويتعثرون في حياتهم المهنية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس "Darius Foroux"، ويُحدِّثنا فيه عن 10 طرائق لزيادة إنتاجيتك.

ثمَّة مفهوم في الدراسات السلوكية يسمى "الانحياز للتفاؤل - Optimism Bias" الذي يفسر سبب استمرارنا في فعل الأشياء ذاتها؛ وهو الاعتقاد الخاطئ بأنَّ النتائج السلبية ربَّما لن تحدث لنا، فنحن نفترض أنَّ كونك غير منتج ليس له عواقب سلبية.

لكنَّنا نعلم جميعاً أنَّ عدم الإنتاج لفترة طويلة، يمكن أن يدمِّر حياتنا في النهاية، ولقد مررت بهذه التجربة عدة مرات في حياتي، وأنا لا أتحدث عن قضاء أسبوع أو أسبوعين سيئين فكلنا نمر بتلك الحالات المؤقتة من انخفاض الطاقة؛ بل أتحدث عن انعدام الإنتاجية لأسابيع أو شهور، فما هي أفضل طريقة لتغيير الأمور عندما يحدث لك ذلك؟

إليك 10 طرائق لزيادة إنتاجيتك:

1. إيقاف الإشعارات غير الضرورية:

هذه واحدة من أهم الطرائق لرفع الإنتاجية بالنسبة إلي، وهي هامة جداً؛ لأنَّ هواتفنا الذكية هي أكبر مصدر للتشتيت في الوقت الحالي، والشيء الهام هنا هو أنَّ هاتفك لا يستغلك فلا تدع مخططات الآخرين تصبح قائمة مهامك.

2. استخدام تقنية الطماطم أو بومودورو "Pomodoro":

أنا أحاول السيطرة على انتباهي كثيراً، ومع ذلك يمكن أن أتشتت في بعض الأحيان، وكلما لاحظت أنَّني لا أستطيع الجلوس لمدة 10 دقائق للقيام ببعض الأعمال أستخدم تقنية بومودورو؛ وهي تعمل على النحو الآتي: خذ استراحة لمدة 5 دقائق بعد كل 25 دقيقة من العمل، واستخدم تطبيقاً مثل "بي فوكسد - Be Focused"؛ حتَّى تتمكن من رؤية المؤقت على شاشتك.

ثمَّة دلائل علمية كثيرة تثبت سبب تعزيز هذه التقنية لتركيزك، وأحد الأسباب هو أنَّ عقلك يجد صعوبة كبيرة في التركيز على مهمة واحدة، وعندما تستخدم طريقة بومودورو فإنَّك تجبر عقلك على التركيز لفترة قصيرة من الوقت وهذا أفضل.

3. ممارسة الرياضة كل يوم:

عندما تشعر بالتعب أفضل حل هو التمرين؛ إذ يمنحك طاقة أكثر من تناول السكر؛ فتُظهر عدة دراسات أنَّ التمرينات الرياضية تعزز طاقتك ومزاجك؛ ولهذا السبب أنا أسعى إلى ممارسة الرياضة كل يوم، وعلى الرَّغم من أنَّ هذا قد يبدو التزاماً كبيراً، إلا أنَّ تنفيذه أسهل من الالتزام بروتين تتمرن خلاله ثلاث مرات في الأسبوع.

المشكلة في عدم ممارسة الرياضة كل يوم هي أنَّ عقلك يستمر في التسويف والتشتت؛ لذا توقف عن كل ذلك، واسعَ إلى ممارسة الرياضة كل يوم؛ فالأمر أبسط بكثير بهذه الطريقة، وإذا كنت مصاباً أو مريضاً، استرح حتى تتمكن من العودة إلى التمرينات مجدداً.

إقرأ أيضاً: 7 فوائد يجنيها رواد الأعمال من ممارسة الرياضة

4. ممارسة التأمل مرتين في اليوم:

التأمل رائع، والأفضل أن تمارس التأمل مرتين في اليوم، وليس من الضروري أن تستمر 20 دقيقة في كل مرة؛ إذ يمكنك تقسيمها إلى 10 دقائق في الصباح و5 دقائق في المساء؛ فالتأمل طريقة ممتازة لتحسين تركيزك.

في كتاب ممارسة اليقظة الذهنية للمبتدئين "Mindfulness for Beginners" يتحدث رائد اليقظة الذهنية في الولايات المتحدة جون كابات زين "Jon Kabat-Zinn" عن كيفية تحسين التأمل لِما يُسَمَّى "التركيز التجريبي - Experiential Focus"؛ فيقول: "التدريب على ممارسة اليقظة الذهنية يمكن أن يؤثر في كيفية معالجة الدماغ للتجارب"، ويجعلك هذا أكثر وعياً، ويساعدك على الحصول على راحة البال.

5. استخدام عبارات التشجيع:

أنا لست من محبِّي عبارات التشجيع التقليدية، لكن توجد طريقة عملية لنجاحها؛ فعليك فقط أن تفعل ذلك بطريقة لا تجعلك تنزعج أكثر؛ فتتمحور عبارات التشجيع حول تعزيز المعتقدات الإيجابية وهي إثبات لقيمك الأساسية.

لا تنجح عبارات التشجيع إذا كنت تحاول تأكيد شيء لا تؤمن به حقاً؛ لذلك لا تكذب على نفسك، فلا تقل أشياء مثل: "أنا أعظم شخص على وجه الأرض"؛ بل فكر في العبارات الإيجابية التي تؤكد نزاهتك الذاتية.

6. الاستماع للموسيقى:

في بعض الأحيان يكون من الجيد وضع هذه النصائح كلها جانباً وتشغيل الموسيقى التي تفضلها، فهل تتذكر وقتاً شعرت فيه بالراحة في أثناء الاستماع للموسيقى؟ بالنسبة إلي كانت فرقة ذا دورز "The Doors" هي ملاذي؛ فأحببت الاستماع لها عندما كنت في الجامعة، والآن أستمع لها من حين إلى آخر وأشعر بالتحفيز على الفور.

7. تنظيف مساحة العمل الخاصة بك:

تؤثر مساحة العمل الخاصة بي حقاً في عملي؛ فلست بحاجة إلى مكتب منزلي كبير أو أي شيء من هذا القبيل فقد عملت في غرفة نومي لسنوات، إلَّا أنَّ كل ما أحتاج إليه هو مكتباً فارغاً ونظيفاً؛ حتى أتمكن من التركيز على عملي، فعندما أرى فوضى عارمة حولي يتشوش ذهني، وإذا كنت مثلي فمن المفيد دائماً الحفاظ على مساحة عملك نظيفة.

8. التخلص من قائمة المهام:

تحبُّ الناس قوائم المهام؛ لأنَّها تنظم حياتهم وروتينهم، وإذا كان هذا يناسبك فهذا رائع؛ لكنَّني لا أحب قوائم المهام؛ لأنَّها لا تناسبني، وأظنُّ أنَّه من الأفضل وضع المهام في التقويم بدلاً من ذلك، فلدينا جميعاً طاقة ووقت محددين ولا يمكنك أن تنجز سوى 3-4 مهام بفاعلية خلال يوم واحد، فإذا راكمت مهاماً كثيرة فسوف يؤدي ذلك بك إلى نتيجتين؛ إمَّا إلى الإحباط لأنَّك لم تنجز كل ما كنت تخطط للقيام به، أو إلى الاحتراق الوظيفي.

شاهد بالفديو: 7 علامات للاحتراق المهني

9. كتابة يومياتك لمدة خمس دقائق:

تدوين اليوميات له فوائد عديدة؛ ومنها ترتيب أفكارك لتكون أكثر وضوحاً والتخلص من التوتر وتحسين اتخاذك للقرارات وما إلى ذلك، بالنسبة إلي إنَّها تقنية رائعة لزيادة الإنتاجية؛ لأنَّ تدوين اليوميات يساعدني على الاستمرار في التركيز.

على الرَّغم من وجود كثير من المقالات ومقاطع الفيديو التي تتحدث عن كتابة اليوميات، لا يستطيع كل الأشخاص الاستمرار بعادة كتابة اليوميات؛ فمعظمهم يبالغون في تحديد الوقت والكمية المخصصة لكتابة اليوميات، وإذا لم يتمكنوا من فعل ذلك فإنَّهم ببساطة يستسلمون.

لكنَّ اليوميات لا تنجح بهذه الطريقة؛ لذا قل لنفسك: "سأدوِّن لمدة 5 دقائق، وإذا كنت أرغب في الكتابة أكثر، فسأواصل، لكن إذا لم أرد كتابة المزيد فمدة 5 دقائق كافية"، فقد يساعدك قضاء بضع دقائق فقط في تدوين ما يدور في ذهنك على التركيز على ما يهمك حقاً.

10. تحديد هدف جديد ومثير:

في بعض الأحيان عندما تشعر بالإحباط وعدم الإنتاجية، فإنَّ أفضل حل هو تغيير الأمور في حياتك، فما هو الشيء الذي تريد تحقيقه في العام المقبل؟ هل هو بدء عمل جانبي؟ أم تأليف كتاب؟ أم الجري في ماراثون؟ أم السفر إلى بلد معين؟ الهدف هو أن تمنح نفسك شيئاً جيداً ومثيراً لتتطلع إليه، وتلتزم في تحقيق هذا الهدف.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

في الختام:

عندما أكون غير منتج أجد صعوبة في القيام بعملي وأسوِّف كثيراً، فقد نمر جميعاً بهذه اللحظات في حياتنا، وإذا كنت عاجزاً أو غير منتج لفترة من الوقت، فلن تشعر فقط أنَّك عالق في حلقة مفرغة؛ بل أنت في الواقع كذلك.

من الصعب للغاية كسر هذا النمط السلبي، وتحتاج إلى بذل جهد كبير لتغيير الأمور؛ لذا نحن بحاجة إلى القيام بشيء يغير نظامنا تغييراً كبيراً حتَّى نتمكن من العودة إلى حالة ذهنية منتجة، ويمكنك القيام بذلك بدءاً من اليوم، فعليك أن تتصرف، ولا تنتظر لحظة سحرية لتنجح الأمور.

المصدر




مقالات مرتبطة