ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن 10 طرائق لاختلاق التوفيق والحظ الطيب في الحياة.
إليك فيما يأتي 10 طرائق لاختلاق حظك الطيب بنفسك:
1. خوض تجارب جديدة على الدوام:
يُقال إنَّ تكرار التجربة مرة تلو أخرى دون تغيير أحد العوامل، وتوقُّع نتائج مختلفة ليس إلا ضرباً من الجنون، فإذا أردت أن تحسِّن من حظك وفرصك في الحياة، عندئذٍ عليك أن تخوض تجارب جديدة لتكتشف الناجحة منها والأخرى الفاشلة بنفسك.
يرضخ الفرد غير المحظوظ لعادات ثابتة، فتراه يسلك نفس الطريق للعمل يومياً، ويتحدَّث إلى أشخاص يشتركون بنفس الطبائع في المناسبات الاجتماعية، ويتبع نمط حياة ثابت يوماً بعد آخر.
يميل الفرد المحظوظ من ناحية أخرى للتنوع في حياته، وسنأخذ مثالاً عما حدث مع أحد أصدقائي المحظوظين الذي يخبرني أنَّه فكر بلون معين قبل ذهابه لأحد مؤتمرات الأعمال، ثم قام بتقديم نفسه للأشخاص الذين يرتدون ملابس من نفس اللون المختار.
يسهم هذا السلوك في إتاحة مزيدٍ من الفرص من خلال إضفاء التنوع على الوضع الراهن، وفي حالة صديقي بالتحديد، أدَّى نهجه الغريب نوعاً ما إلى توقيع عقد مع عميل جديد.
2. التفكير بالحظ والخير الذي تحظى به في الوقت الحاضر:
يميل الفرد المحظوظ للنظر في الجانب الإيجابي عندما تسوء الأحوال، ويدرك أنَّه لولا رحمة الله لكانت الأمور أسوأ، وأود أن أتحدث هنا عن عميلة محظوظة، وناجحة، ومبتهجة قابلتُها منذ فترة في أحد الاجتماعات، كان ثمة جبيرة تغطي ذراعها الأيسر جراء سقوطها عن الدرج، وأخبرتني أنَّ ما من إنسان محظوظ أكثر منها في الكون، إذ كان من المحتمل أن تُكسر عنقها، ولكن انقضى الأمر بكسر في الذراع.
تفيد الأبحاث أيضاً بأنَّ الفائزين بالميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية يتميزون بمستويات سعادة أعلى من نظرائهم الفائزين بالميداليات الفضية، وذلك لأنَّ الحاصل على الفضية يعتقد أنَّه كان قريباً جداً من تحصيل الذهبية لو كان أداؤه أفضل بقليل، في حين أنَّ صاحب الميدالية البرونزية يركز على أنَّ فوزه كان على المحك، أي لو أنَّ أداءه كان أضعف بقليل لما فاز بشيء.
من الضروري تبنِّي رؤية إيجابية في الحياة لزيادة حظوظك وفرصك فيها، وبخلاف ذلك لن تحصد إلا الفشل والإخفاق؛ أي إنَّ أفكارك وعقليتك تتحكَّم بعناصر التوفيق والحظ في الحياة، ومن هذا المنطلق، يُنصح بتقدير النعم الموجودة في حياتك في كل حين.
3. ملاحظة الفرص البسيطة وحل المشكلات الصغيرة:
تحدَّثتُ منذ فترة مع مطوِّر تطبيقات ويب طموح، كان يشتكي من أنَّ جميع الأفكار العظيمة سبق أن تم العمل عليها ولم تتبقى أي فكرة غير مطروقة، ولاحظتُ في أثناء حديثه أنَّه يشير لمشاريع ضخمة بدت بعيدة المنال، وبينما رحتُ أفكر في هذه الأفكار العظيمة أدركت أنَّها في معظم الحالات لا تبدأ بخطط أو مشاريع كبيرة، بل إنَّها تبدأ بمحاولة حل مشكلة بسيطة.
ينتابني نفس الانطباع عندما أقرأ عن أولى مراحل إنشاء شركة "جوجل" (Google)، فعلى الأرجح أنَّ مؤسسي الشركة لم يهدفوا بادئ الأمر إلى تنظيم جميع المعلومات في العالم، بل بدؤوا بسلسلة من المسائل الأبسط، ووسعوا نطاق عملهم تدريجياً حتى وصلوا إلى هدفهم النهائي.
شاهد بالفيديو: تعلم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات
4. القيام بأعمال تثير شغفك في الحياة:
يولَد بعض الأشخاص ليصبحوا موسيقيين متخصصين بنقل الأفكار والمشاعر المحتدمة عبر الآلات الموسيقية، في حين يميل آخرون للشعر والتأثير بعواطف الأفراد عبر القطع النثرية البديعة، ويبدع بعضهم أيضاً في ريادة الأعمال، وإيجاد الثروات والفرص في المجالات التي لا يرى فيها الآخرون فائدة تُذكَر.
إيَّاك أن تمضي حياتك في تلبية أحلام ورغبات الآخرين؛ بل عليك أن تتبع حدسك؛ لأنَّ الثراء والحظ الطيب من نصيب الإنسان الذي يستثمر شغفه في الحياة.
5. بناء علاقات مع أشخاص يشاطرونك اهتماماتك:
في حال وجدت شغفك في الحياة، فإنَّ التواصل مع أشخاص يشاطرونك إياه ويشاطرونك وجهات نظرك، يمكن أن يساعدك، كتوظيف معارفك، ومشاركة أفكارك وخبراتك، وتعلُّم موضوعات خارجة عن مجال اهتمامك.
يجب أن تبذل مجهوداً إضافياً في التواصل مع أشخاص يشاطرونك اهتماماتك، وفي حال قابلتَ أحدهم، فلا تتردد عندئذٍ في التواصل؛ إذ يمكن أن تحظى بفرصة بناء صداقة على حين غرة.
من الهام أن تشارك مهاراتك، وأفكارك، ومعارفك صراحةً مع الآخرين، وفي حال كنت في مجموعة تتشارك نفس الاهتمامات، عندئذٍ يجب أن تبحث عن أفراد جدد وتضمهم إليها، ولا بد أن يشجعهم لطفك على الانضمام، كما أنَّك ستحظى باحترام كبير من قبلهم لأنَّك ساعدتهم على تجاوز حاجز الرهبة في بداية انضمامهم، وبالمثل، عندما يأتي الأفراد إلى مثل هذه الاجتماعات بحثاً عن المساعدة، عندئذٍ لا تتوانَ عن تقديمها بكل طريقة ممكنة.
6. مساعدة الآخرين عند الإمكان:
ينصُّ قانون الحياة على أنَّ الإنسان يحصد ما زرعت يداه، وأنَّ التوفيق غالباً ما يأتي على هيئة مساعدة وقت الحاجة جزاء الإحسان الذي قدمته في وقت سابق لأحدهم، فعندما تتسنى لك فرصة المساعدة وتكون قادراً على تلبيتها دون المساس بمسؤولياتك الشخصية، فعندها ليس ثمة أجدى من تقديمها بكل طريقة ممكنة.
حذارِ أن تنتظر مقابلاً للمعروف الذي أسديته لأحدهم، وإنَّما عليك بدلاً من ذلك أن تستمتع بتجربة مساعدة الشخص وتوطيد علاقتك الشخصية معه، ولا بد أن تستفيد من هذه العلاقة الوثيقة لاحقاً في أوقات الحاجة، ويقتصر دورك باختصار على مساعدة الآخرين وقت الحاجة بقدر ما تستطيع.
7. خوض المخاطر المحسوبة:
لا يتوانى الفرد المحظوظ عن خوض المخاطر، وهذا لا يعني المجازفة بخوض فرص عمل غير واضحة أو مدروسة عندما يتعلق الأمر بكسب العيش، فخوض المخاطر المحسوبة من ناحية أخرى يقتضي دراسة الخيارات، وتحديد الخسائر التي يمكن أن تتحملها، ثم المضي في التجربة، وفي حال لم تفلح التجربة، يمكنك تكرارها إذا كنت قادراً على تحمُّل مزيدٍ من الخسائر.
عندما تخوض مخاطر بسيطة ومحسوبة، عندئذٍ إما أن تنجح أو تخفق وتكتسب بعض الخبرة، ويجب أن تضع في حسبانك أنَّ امتناعك عن خوض التجارب الجديدة سيحرمك من التقدُّم في حياتك واكتساب مزيدٍ من الخبرات، وستبقى عالقاً في وضعك التعيس حتى نهاية حياتك.
8. تركيز الانتباه على الحاضر:
يركز الفرد غير المحظوظ على أخطاء الماضي، ويلقي اللوم على الحظ العاثر في الظروف الصعبة، ويشغل باله بالمستقبل، ويركز المحظوظ من ناحية أخرى على الزمن الحاضر.
تُعاش الحياة في الحاضر، ولا يمكن للإنسان أن يكتسب خبرة أو فرصة جديدة في الوقت الراهن عندما يكون فكره مشغولاً بالماضي أو المستقبل، ففي الحياة فرص عديدة، ولكن عليك أن تكون يقظاً حتى تلاحظها وتغتنمها.
9. تحديد الدرس:
يمكن القول إنَّ الحياة أشبه بتجربة تعليمية شاملة تقوم على جميع الأحداث والأفراد الذين تقابلهم، والمشكلات التي تواجهها وغيرها من الدروس التي يفرضها وجودنا في الحياة، فإيَّاك أن تغفل عن هذه الدروس، ولا سيما عندما تسوء الأحوال كأن تفشل علاقتك، أو تخسر فرصة العمل التي أردتها؛ فهذا يعني أنَّ لديك مزيداً من الفرص أمامك، ويجب أن تبدأ البحث عنها عبر تطبيق الدرس الذي اكتسبته للتو من تجربتك الفاشلة.
عليك أن تضع في حسبانك أنَّ الحظ الطيب خيار عائد لك بالكامل، كما يجب استخدام الدروس المكتسبة في اتخاذ قرارات مدروسة وبالنتيجة الحصول على حظٍّ طيب في المستقبل.
10. العمل على تحقيق أهدافك يومياً:
كلما زاد اجتهادك بالعمل، لقيتَ مزيداً من الحظ والتوفيق، ومن هذا المنطلق، عليك أن تبدأ باتخاذ إجراءات فعلية لأنَّ واقعك سيبقى على حاله ما لم تتحرك، ولن يتغيَّر وضعك ما دمت متمسكاً بنمط أعمالك الثابت وممسكاً عن إجراء التغييرات.
يقرر العديد من الأفراد في مرحلة معينة من حياتهم تحقيق رسالتهم الوجودية، لكنَّ مجموعة صغيرة من الأذكياء هم من يتخذون تدابير فعلية، ونعني بالتدابير الفعلية بذل المجهود والوقت اللازمين للحصول على نتيجة مجدية، ويعزف البقية عن العمل، أو يتظاهرون في أفضل الأحوال بالعمل عبر بذل مجهود غير منظم أو هادف.
في الختام:
يتطلَّب تحقيق التوفيق والحظ الطيب والأحلام والأهداف في الحياة الاستعدادَ الكامل للعمل الجاد بصورة يومية بلا تكاسُل ولا انقطاع.
أضف تعليقاً