10 صفات يمكنها أن تجعلك جذاباً بغض النظر عن مظهرك

كنت أنا و"هانا" زملاء عمل في أحد أشهر الفنادق في مدينة نيويورك، وكنَّا نعمل جنباً إلى جنب لاثنتي عشرة ساعة في اليوم، وستة أيام في الأسبوع؛ وقد انسجمنا أنا وإيَّاها جيداً، لكن لم يشعر أيٌّ منَّا بالانجذاب إلى الآخر.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "باري دافريت" (Barry Davret)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في الانجذاب إلى الطرف الآخر.

لم نتقاسم العديد من الاهتمامات؛ لذلك لم أفكر فيها قط كشخص أرغب في مواعدته في الأيام الأولى من تعارفنا، لكنَّ مشاعري تجاهها تغيرت.

اتفقت في يومٍ ما مجموعةٍ من الأصدقاء للخروج معاً بعد العمل، حيث أراد بعضهم الذهاب إلى المطعم مع التجول وسط المدينة، ورفض بعضهم الآخر هذه الفكرة -بما فيهم أنا- نتيجة الضغط؛ إلَّا أنَّ "هانا" كانت الاستثناء، وفاجأت الجميع برغبتها في الذهاب إلى مكانٍ آخر حتى لو كانت لوحدها.

لقد أظهر بعضنا الرفض لفكرتها، ولكنَّها تحدت الجميع، ولم تهتم بآرائهم؛ وقد جعلتها شخصيتها الجريئة هذه أكثر جاذبية، ثمَّ أصبحنا بعد ذلك صديقين مقربين، وتواعدنا لسنوات.

لم تستمر علاقتنا الرومانسية كثيراً، ولكن أدت هذه التجربة المبكرة إلى إدراك أنَّ الجاذبية تشمل أكثر من الجمال الجسدي؛ إذ قد يلفت الوجه الجميل والجسد الممشوق الانتباه، ولكن تُعدُّ الطريقة التي تتصرف بها وتقدم نفسك للآخرين هي التي تجذب الناس بعد مرور فترةٍ من الإعجاب الأولي.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح لترك انطباع أوليّ جيّد

لن يجد الجميع أنَّ هذه السلوكات جذابة، ولكنَّني اكتشفت على مدى عقود أنَّ الأشخاص الذين يُظهِرون هذه الصفات يجدون أنفسهم موضع إعجاب واحترام، وغالباً ما يكونون مرغوبين من الطرف الآخر؛ لذا إليك بعض النصائح التي من شأنها أن تعزز جاذبيتك:

1. كن على استعداد للقيام بأمورك الخاصة حتى لو كانت غير اعتيادية:

لم يكن إصرار هانا وقرارها بالذهاب إلى مكان آخر هو ما لفت انتباهي، وإنَّما قيامها بذلك رغم رفض الأغلبية لقرارها غير المألوف؛ فقد فعلت ذلك بثقة ودون خوف، وقاومت ضغوطات الأصدقاء، ولم تهتم بنظرتهم إليها.

تحتاج أحياناً إلى التنازل أو الرضوخ للحفاظ على تماسك بعض العلاقات، إذ لا يعدُّ العناد صفةً جذابة؛ ولكنَّ السعي وراء مصالحك والتعبير عن شخصيتك يزيد من جاذبيتك، خاصةً عندما تفعل ذلك في مواجهة رفض من هم حولك.

2. لا تنخرط في الأمور الصغيرة:

إذا كنت تراقب بعض العلاقات من بعيد، فغالباً ما ترى تصرفات غريبة يبدو بعض الناس فيها يتجادلون ويغضبون من أمور لا معنى لها؛ فهذه هي الطبيعة البشرية، ونحن نتعرض كلنا إلى مثل هذه الأمور من وقت إلى آخر، وأجد هذا الأمر مضحكاً بصفتي مراقباً.

ولكن إذا كنت على علاقةٍ سابقةٍ مع شخصٍ يثرثر ويقف عند هذه الأمور الصغيرة التي تدفعك إلى التوتر، فأنت إذاً تعلم مسبقاً أنَّ ذلك يجعله شخصاً غير جذاب.

يتعرَّف الشخص الجذاب على الأمور الصغيرة التي لا معنى لها ويتجنبها؛ فهو بذلك يتخطى المشاجرة، ويسعى إلى السلام والهدوء عندما يشعر بأنَّ علاقته بدأت بالتدهور؛ إذ إنَّ أولئك هم الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم كي تبقى العلاقات معتدلة عندما يتعرض الجميع إلى المتاعب.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح مهمة لتجنب المشاكل والابتعاد عنها

3. تذكَّر التفاصيل الدقيقة:

لا يجعلك تذكُّر عيد ميلاد أحدهم شخصاً جذاباً، إذ يتوقع الجميع منك ذلك؛ ولكن كي تظهر كشخص جذاب، كن الشخص الذي يعتاد تذكر الاهتمامات الشخصية والتفاصيل الغامضة في الوقت الذي ينساها الآخرون.

يقوم الشخص الجذاب بأمور أكثر من التذكر، فمثلاً: قد يخبرك أحدهم بقصة أعجبته عن الأساطير اليونانية ويرسل لك ملاحظة سريعة عن ذلك، ثمَّ تخبره فيما بعد بأنَّك وجدت مقالاً يتحدث عن الأساطير اليونانية وتعلم بأنَّه من عشاق هذه الأمور، ممَّا قد يثير اهتمامه.

عندما تتذكر تفاصيل صغيرة عن حياة شخصٍ ما وتستخدم هذه المعلومات بعناية، فإنَّك تُوضِّح له مدى أهميته بالنسبة إليك.

4. دافع عن الأشخاص غير المرغوبين:

انتقلت إلى مدرسة جديدة عندما كنت في الصف الثامن، ولم أكوِّن حينها صداقات خلال سنتي الدراسية الأولى؛ ولهذا السبب وجدني المتنمرون هدفاً سهل المنال، بحيث يمكن لأي شخص أن يضايقني دون خوف من الانتقام أو اعتراض الآخرين.

ولكن كان هناك استثناء واحد، وهي فتاة أكبر مني سناً، والتي كانت أول فتاة أعجَبُ بها؛ فعندما كنا نتواجد معاً، كانت تُخجِل الشخص المتنمر حتى يتوقف عن ذلك.

ربَّما كانت تجربتي فقط، لكن وجدت منذ ذلك الحين أنَّ هذه الصفة واحدة من أكثر الصفات جاذبية؛ لذا امتلك الشجاعة كي تدافع عن الآخرين؛ ولكي تكون أكثر جاذبية، كن أول من يفعل ذلك في علاقاتك.

5. اعتد على البقاء وحيداً:

قد لا يجد المراهق أو شخصٌ في العشرين من عمره هذا الأمر جذاباً، لكنَّني أعتقد أنَّ معظم الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين يناسبهم ذلك؛ بسبب كونه يعكس شيئاً هاماً عنهم.

من المحتمل ألَّا يتمسك بك الشريك الذي يشعر بالراحة لوحده بمجرد أن تبدأ بمواعدته، وإنَّما سيمنحك المسافة اللازمة للقيام بما تريده، ولتعبر عن شخصيتك؛ فقد يكون شخصاً يعشق الوحدة، ويسعى إلى تحقيق سعادته الشخصية لوحده؛ ممَّا يضيف مزيداً من الإثارة إلى حياته.

ربَّما يواجه بعضنا ممَّن لا يستطيعون قضاء الوقت بمفردهم مشكلات لا نرغب أن نجدها في شريك حياتنا، فلا يتعلق الأمر بأنَّ مثل هكذا تصرف جذاباً أم لا، بل بأنَّنا نحاول تجنب التعامل مع هذا المصدر من عدم الجاذبية من وجهة نظرنا.

6. تعرَّف على الخير في الآخرين:

يمكن أن تكون المجاملات جذابة للغاية أو على عكس ذلك تماماً؛ فهل سبق لك وأن قابلت شخصاً يثني عليك لمجرد التلاعب بك أو التحكم بالموقف؟

يمكن لهذا النوع من السلوك -حتى مع وجود الجمال الجسدي- أن يجعل أي شخص قبيحاً؛ ولكن عندما تمدح شخصاً ما بشكل مبرر وصادق ومحدد وخالٍ من المكاسب الشخصية، يجعلك ذلك تبدو ساحراً.

تجنَّب الإطراءات العامة كأن تمدح شخصاً ما بجمال عيونه، وإنَّما امدحه بشيء يفعله أو يسيطر عليه؛ فإذا كان بإمكانك التحقق من مهارة شخص ما أو ذوقه أو تفضيلاته، فسوف يكون لمديحك تأثيرٌ أكبر.

اجعل مديحك محدداً للغاية؛ إذ إنَّه لمن المفيد الإشارة إلى أنَّك لاحظت الجهد الذي يبذله الآخرون لتحسين أنفسهم أو تحقيق شيء ما.

على سبيل المثال: يمكنك القول: لقد أعجبتني طريقة تخلُّصك من ذلك الشخص الذي حاول إدخالك في جدال لا طائل منه"، أو: "أستطيع أن أرى كم بذلت جهداً كبيراً لاتقان هذا الأسلوب".

7. دع أفعالك تتحدّث عنك:

تسمح ثقافتنا بالاعتزاز بالذات، وهو عنصر ضروري في مجال الأعمال؛ ولكنَّ التفاخر بذاتك نادراً ما يجذب إليك شركاء أو أصدقاء رومانسيين، وإنَّما قد يثير غضب الآخرين.

يعكس أولئك الذين لا يتحدثون عن إنجازاتهم وأعمالهم الصالحة ثقة عالية بأنفسهم، حيث يكفيهم الشعور بأنَّهم قاموا بعملٍ جيّدٍ أو أنجزوا شيئاً مثيراً للإعجاب، ولا يحتاجون إلى أي إثباتات خارجية كي يشعروا بالرضا عن أنفسهم.

لذا، افعل أشياء عظيمة، لكن تجنَّب التباهي بأعمالك؛ إذ يُرفَض المتباهي، في حين يجذب المتواضع الآخرين.

8. تقبَّل غرابتك:

هل هناك شيء غريب تخفيه عن الناس؟ ربَّما تحب ارتداء الملابس ذات الألوان الملفتة، لكنَّك تخشى أفكار الناس؛ أو ربَّما تحبُّ مزج أطعمة معينة يستغربها سواك.

يجعل السماح لصفاتك الغريبة بالظهور في الأماكن العامة منك شخصاً جذاباً لدى بعض الناس وليس الجميع؛ وحتى لو لم يكن الأمر كذلك، فهو على الأقل يجعلك ممتعاً ومثيراً للاهتمام.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح في لغة الجسد تجعلك تمتلك جاذبية لا تقاوم

9. لا تخفِ عيوبك:

هل تذكرون "هانا" التي حدثتكم عنها في أول المقال؟ لقد عانت من بعض المشكلات الجسدية الناجمة عن طفولة مليئة بالضغوطات، حيث اعتاد والداها أن يقولا لها: "لماذا لا تكونين أكثر جمالاً مثل أختك؟".

لم تخبر "هانا" الجميع عن هذا الأمر؛ ولكن عندما تَعَرَّفَ بعضنا على بعضٍ جيداً، شاركتني ذكرياتها وصراعاتها.

عندما تخبر شخصاً ما أمورك الخاصة، فإنَّك تضع ثقتك فيه؛ ومع ذلك قد تصبح عرضةً إلى الخطر؛ فعندما يدرك الآخرون بشكلٍ كافٍ أنَّنا نكافح مع عيوبنا، سيجدون شجاعتنا وصدقنا ملفتين للانتباه.

ستجد بالتأكيد أشخاصاً مثاليين يُعبِّرون عن اشمئزازهم من هذا الأمر؛ ليس لأنَّ عيوبك هي التي تزعجهم، وإنَّما خوفهم من السماح للآخرين برؤية ملامحهم؛ فهم يفتقرون إلى امتلاك الشجاعة والتعبير عن الاستياء مثلك.

10. كن شخصاً غامضاً:

هل سبق وأن قابلت شخصاً يتحدث عن كل فكرة تخطر على باله؟ إنَّ ذلك أشبه بالرواية التي نعرف نهايتها من الصفحة الأولى؛ فحين لا يوجد غموض، لا يكون هناك ما يثير الاهتمام.

بالنسبة إلى الأشخاص الانطوائيين، يعدُّ وجود القليل من الغموض عندهم أمراً طبيعياً؛ فهم أشخاص هادئون ويتركون شيئاً للخيال.

عندما تتواجد فجوة بين ما نعرفه عنك وما نريد أن نعرفه، يدفعنا ذلك إلى الفضول، لاسيما إذا كنَّا أشخاص فضوليين بما فيه الكفاية؛ فإذا كنت شخصاً غامضاً، ستكون شخصاً جذاباً.

كن حذراً؛ فقد يجعلك الكثير من الغموض شخصاً منعزلاً وانطوائياً، بينما يجعلك القليل منه شخصاً رائعاً، وهذا توازن دقيق؛ لذا أظهر ما يكفي للسماح للناس بالانخراط في حياتك، وكن غامضاً أيضاً لتثير فضولهم لمعرفة المزيد عنك.

في الختام:

تعدُّ الرغبة الناتجة عن الإعجاب أساس نمو العلاقات، لكنَّها لا تتوقف على المظهر الجسدي فحسب، فمثلاً: قد تفقد لياقتك، ويزيد وزنك أو يقل، وتستمر التجاعيد في الظهور أكثر مع تقدم العمر، وتختفي معها الجاذبية الجسدية؛ لذا يرتبط الانجذاب الدائم إلى الطرف الآخر بالطريقة التي نتصرف بها، وكيف ندعم أنفسنا ونهتم بالآخرين؛ إذ تتلاشى المظاهر، بينما تدوم الأفعال.

 

المصدر




مقالات مرتبطة