10 صفات تجعلك قائداً محبوباً جداً

إن أردت أن تكون قائداً يطيعه الناس طاعةً عمياء، فعليك أن تكسب حُبهم. قد يكون في إمكان القادة المستبدين الغاضبين على الدوام ممَّن يملكون أفكاراً مذهلة أن يفرضوا أوامرهم بالإكراه على أتباعهم مُدة من الزمن، لكنَّ ذلك لن يستمر؛ ذلك لأنَّ الأتباع سيصابون بالإرهاق قبل أن يتمكن القادة من رؤية إمكاناتهم الحقيقية.



عندما يُطلب إلى الناس إعطاء وصف دقيق عن أفضل وأسوأ قائد عرفوه في حياتهم، فإنَّهم يتجاهلون فوراً السمات الفطرية مثل الذكاء والانفتاح والجاذبية، ويركزون على الصفات المُكتسبة للقائد والتي بإمكانه تغييرها إن أراد، مثل لِين المعشر والتواضع والإيجابية.

تصف هذه الكلمات وأشباهها قادةً يمتازون بالذكاء العاطفي، وتُظهر بيانات بحث أجراه موقع تالنت سمارت (TalentSmart) شمل أكثر من مليون شخص، أنَّ القادة الذين يتمتعون بهذه الخصال محبوبون للغاية، بل ويتفوقون على من لا يمتلكونها إلى حد بعيد.

تستطيع أن تجعل من نفسك قائداً محبوباً، ويرجع الأمر إلى ذكائك العاطفي؛ والذكاء العاطفي على عكس السمات الفطرية الثابتة مثل معدل الذكاء (IQ)؛ مهارة مرنة يمكنك العمل على تطويرها.

فيما يلي 10 سلوكات رئيسة يمارسها القادة الأذكياء عاطفياً، وتُكسبهم محبة التابعين.

1. الحرص على بناء روابط شخصية:

يشعر الأشخاص الذين يحاورون قائداً محبوباً بأنَّهم يُجرون حواراً شخصياً معه، حتى لو كانوا جالسين في غرفة مكتظة بالناس؛ وذلك لأنَّ القادة المحبوبين يتواصلون على المستوى الشخصي والعاطفي، ويعاملون الشخص أمامهم بإنسانية فائقة.

2. لِين المعشر:

يخصص لك بعض الأشخاص وقتاً إن كان في ذلك منفعة شخصية فحسب؛ في حين يؤمن القادة المحبوبون أنَّ الجميع -بغضِّ النظر عن رتبهم أو قدراتهم- يستحقون وقتهم واهتمامهم، ويُشعرون الجميع بقيمتهم إيماناً منهم بقيمة كل فرد.

3. التواضع:

تُطيح كثير من التصرفات -كالتكبُّر مثلاً- بالمحبة؛ إلَّا أنَّ القادة المحبوبين لا يتصرفون على أنَّهم أعلى شأناً من أحد؛ ذلك لأنَّهم لا يعتقدون ذلك. وبدلاً من أن يحرصوا على هيبتهم، يرون أنَّ منصبهم القيادي يُخضعهم إلى مزيد من المساءلة عن خدمة مَن يتبعون لهم.

إقرأ أيضاً: 7 طرق يستطيع التواضع من خلالها أن يجعل منك قائداً

4. الإيجابية:

تكون تطلُّعات القادة المحبوبين إيجابيةً دوماً، وهذا يظهر في نظرتهم إلى الأمور بشكل مختلف؛ فهُم لا يُملون عرضهم التقديمي على أعضاء مجلس الإدارة مثلاً، وإنَّما يشاركونهم رؤيتهم وأفكارهم، ولا يذهبون في جولة تفقدية في المصنع؛ بل يذهبون لزيارة ومقابلة الأشخاص العاملين في شركتهم، ولا يتَّبعون نظاماً غذائياً مُعيَّناً؛ بل يجرِّبون أصناف الطعام الصحي المفيد.

وحتى في المواقف السلبية التي لا يمكن تفاديها، ينضح القادة المحبوبون تفاؤلاً وأملاً بالمستقبل، وثقةً بقدرتهم على الإسهام في جعل المستقبل أفضل.

شاهد بالفيديو: 6 علامات تشير إلى أنّ الشخص يتمتع فعلاً بمهارات القائد

5. التوازن:

يتقبَّل القادة المحبوبون إنجازاتهم وإخفاقاتهم بصورة طبيعية، فلا يختالون بإنجازاتهم، ولا يبالغون في ردة فعلهم إن فشلوا؛ بل ينعمون بالنجاح دون أن يزيدهم تكبراً، ويعترفون بالفشل دون أن يخجلوا أو يسمحوا له بالسيطرة عليهم، ويستخلصون العِبر منهما كليهما ويمضون قدماً.

6. الكرم:

ربما جرَّبنا جميعاً العمل لدى شخص كان يحجب عنا المعرفة ويبخل علينا بالموارد، وكان يتصرف كما لو أنَّه يخشى أن نتفوق عليه، إذا ما أتاح لنا الوصول إلى كل ما نحتاج للقيام بعملنا.

كرم القادة المحبوبين لا ينضب، ولا يبخلون بمشاركة المعرفة، أو إتاحة الموارد؛ فلا يريدون منك إلا أداء عملك على أتم وجه؛ ذلك لأنَّهم يدركون أنَّ هذه وظيفتهم كقادة، كما تجعلهم ثقتهم الكبيرة بأنفسهم لا يخشون أن يطغى نجاحك على نجاحاتهم؛ فهم في الحقيقة يؤمنون أنَّ نجاحك مِن نجاحهم. 

7. إظهار النزاهة:

أفعال القادة المحبوبين هي ما يُكسبهم الإعجاب والثقة، وليس كلماتهم فحسب، حيث يُلقي كثير من القادة مواعظَ حول أهمية النزاهة بالنسبة إليهم، لكنَّ أفعال القادة المحبوبين المتسمة بالنزاهة هي من تتكلم عنهم. وحتى لو كانت الكاريزما طاغيةً لدى القائد، فإنَّها لن تُكسبه محبة الآخرين ما لم تكن مصحوبة بأساس متين من النزاهة.

8. قراءة أفكار الآخرين:

يعلم القادة المحبوبون ما يعتلج في صدور الآخرين، فغالباً ما يكون الحديث غير المُعلَن أوضح من كل العبارات المنطوقة؛ إذ يلاحظ القادة المحبوبون تعابير الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت لفهم ما يدور في خَلد الشخص؛ أي بمعنىً آخر، لديهم وعي اجتماعي عال، وذكاء عاطفي فذ.

9. تقدير الإمكانات:

لا يرى القادة المحبوبون الأمور الحسنة في تابعيهم فحسب، بل يحرصون على أن يلحظها الجميع أيضاً، ويشجعون الآخرين على إظهار مواهبهم، فيعمل الجميع على تحسين أنفسهم وعملهم.

إقرأ أيضاً: الاستفادة من الذكاء العاطفي في القيادة

10. عمق التفكير:

يقول الكاتب الأمريكي دانيال كوين (Daniel Quinn): "تجذب الكاريزما انتباه الناس فحسب، لذا وبمجرد أن تحظى باهتمامهم، يجب أن يكون لديك شيئاً تخبرهم إياه".

يدرك القادة المحبوبون أنَّ معرفتهم وخبراتهم ضرورية لنجاح كل مرؤوسيهم؛ لذا يواظبون على التواصل مع الناس لمشاركتهم الأمور الجوهرية، على عكس الأحاديث العابرة السطحية، ولا يتفاخر القادة المحبوبون بأنفسهم أو يتظاهرون بشيء ليس فيهم، فهُم ليسوا مضطرين لذلك؛ لأنَّ لديهم أموراً جوهرية يشاركونها مع غيرهم.

الخلاصة:

المحبة ليست حقاً طبيعياً؛ بل هي ناتجة عن مهارات مكتسَبة ضرورية لنجاحك المهني، ومثل أيَّة مهارات مهنية أخرى، يمكنك دراسة الأشخاص الذين يمتلكونها، وتقليد ما يفعلون، وتعديلها بما يناسبك. جرِّب هذه الاستراتيجيات العشر وستحظى بمحبة كبيرة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة