10 حقائق يجب أن تتذكرها حينما تعاكسك ظروف الحياة

"اليوم عيد ميلادي السابع والأربعين، وأنا أعيد قراءة رسالة الانتحار التي كتبتها في عيد ميلادي السابع والعشرين قبل دقيتين من مجيء زوجتي "كارول" إلى شقتي لتخبرني أنَّها حامل؛ إذ كانت كلماتها السبب الوحيد الذي أثناني عن فعل ما كنت أنوي فعله، فقد شعرت فجأةً أنَّني أمتلك شيئاً أحيا من أجله، وبدأتُ أُغيِّر حياتي تغييرات إيجابيَّة صغيرة كل يوم.



لقد خضتُ رحلة تغييرٍ طويلة، لكنَّني أعيش مع "كارول" الآن حياةً زوجيَّةً سعيدة، وقد بلغت ابنتنا الآن 21 عاماً، وهي طالبةٌ في كلية الطب، ولديها أخوان أصغر منها، أقرأ رسالة الانتحار كل عامٍ في صباح يوم ميلادي لأتذكَّر أن أبقى ممتنَّاً لأنَّني توقفت عن الانتظار، وبدأت أُنجز كل يومٍ عملاً منحني في النهاية فرصةً ثانيةً للحياة".

هذا الكلام مقتبس مباشرة عن متدرِّبٍ حضر إحدى دوراتنا، وقد استأذناه في نشره في كتابنا الجديد الذي يحمل عنوان "العودة إلى السعادة: غيِّر أفكارك وواقعك، وحوِّل محنك إلى انتصارات" (Getting Back to Happy: Change Your Thoughts, Change Your Reality, and Turn Your Trials into Triumphs).

تقول زوجتي "آنجل" (Angel) في الكتاب: "ذكَّرتني كلمات هذا المتدرِّب أنَّنا أحياناً يجب أن نَمُرَّ بلحظاتٍ قاتمة حتى نُبعَث من جديد وننهض مجدداً أقوى وأسعد، فمع أنَّ الظروف والناس قد يحطِّمونك بين الفينة والأخرى ويهووا بك إلى الحضيض، فإنَّك حينما تركِّز اهتمامك على الإيجابيات وتفتح أبواب قلبك للحب، وتستمر في المضي قُدُماً للأمام، تستطيع استجماع قواك وإعادة بناء شخصيتك والعودة أقوى وأسعد ممَّا كنت".

فالحياة جانبان، جانبٌ صغيرٌ جدَّاً تحدِّد شكله عوامل خارجة تماماً عن السيطرة، وجانبٌ آخر أكبر بكثير تحدِّد شكله طريقة تجاوبك مع تلك الظروف، فكلما أتانا متدرِّبٌ أحبطه موقف من مواقف الحياة التي لا يمكن التحكم بها، نبدأ عادةً بالتأكيد على حقيقة أنَّ تغيير الموقف في بعض الأحيان غير ممكن - على الأمد القريب على الأقل - لكنَّك تستطيع دائماً اختيار اتباع عقلية تدفعك إلى المضي قُدُماً إلى الأمام؛ إذ يساعدك هذا على التغيُّر من الداخل، ويتيح لك في النهاية النمو رغم الصعوبات التي لا تستطيع التحكم بها في أية لحظة.

لقد علَّمتنا الحياة أنا وزوجتي "آنجل" هذا الدرس قبل عقدٍ مضى حينما واجهنا صعوبةً في التعامل مع أقسى فصلٍ من فصول حياتنا؛ إذ فقدنا فيه شخصين عزيزَين على قلبينا انتحاراً ومرضاً، وغدر بنا قريبنا، وفقدنا وظائفنا، وعانينا تقلباتٍ مادية، فوقعت كل هذه الأحداث بسرعة، ولحق أحدها الآخر.

لقد نَكَبَنا هذا الفصل المؤلم من حياتنا سنتَين متتاليتَين، وقد شعرنا في بعض اللحظات أنَّ استنفدنا كل قوَّةٍ للمضي قُدُماً، وحينما كانت حياتنا في الحضيض، استخدمنا موقعنا الإلكتروني مُتنفَّساً ووسيلةً لتحمل المسؤولية، فلقد دوَّنَّا فيه آلامنا وخسائرنا والدروس التي تعلمناها والإجراءات التي علمنا أنَّ علينا اتخاذها إن أردنا أن نتخطى كل ذلك.

في حين كنا نستكشف واقعنا الجديد يوماً بيومٍ ومقالاً بمقالٍ - ونواجه في أثناء ذلك ألمنا ونستكشفه عوضاً عن الانشغال عنه - عثرنا على القوة والحكمة؛ إذ تعلمنا تدريجيَّاً اكتشاف الحالات السلبية من الاضطراب العاطفي حتى نستطيع التغلب على العواطف التي تغلبت علينا في يومٍ من الأيام.

لقد أرغمنا نفسينا بكل ما أوتينا من قوة على اتخاذ خطوات صغيرة تدريجية، فأجرينا حواراتٍ صريحة، ومارسنا التمرينات الرياضية والتأمُّل، ثم دوَّنَّا كل ذلك، فلم يكن ذلك هيِّناً، لكنَّ الإجراءات الصغيرة التي اتخذناها كانت طيِّعة، وقد ساعدتنا طقوس الكتابة يوميَّاً عنها على الحفاظ على المسار الصحيح.

فمع أنَّه بدا أنَّ لا شيء يتغيَّر، فإنَّ كل شيءٍ كان يتغيَّر تدريجيَّاً، واليوم بعد 10 سنوات تقريباً، وبينما أجلس هنا وأحدِّق في قائمة أكثر الكتب مبيعاً وفق صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times)، لا أصدق أنَّني أرى فيها كتابنا الجديد الذي نَصِف فيه تجاوز الفصل المؤلم من حياتنا.

كيف فعلنا ذلك؟ وكيف وصلنا أنا وزوجتي "آنجل" من القاع إلى القمة؟

الجواب هو العزيمة، فلم نتخلَّ عن الحياة، والتزمنا بالطقوس الصحية اليومية البسيطة التي مارسناها حينما كنَّا في القاع، وأنجزنا أصعب المهام التي علمنا أنَّنا نحتاج إلى إنجازها لنستعيد السعادة.

لم أتمكن في السابق من حلِّ اللغز الذي يتيح لي التطلع للمستقبل، لكن حينما أتذكَّر الماضي أستطيع أن أرى كيف كان كل يومٍ وخطوةٍ ودرسٍ ونفسٍ ومقالٍ هامَّاً، وهذا يذكِّرني بمقتطفٍ آخر من الكتاب:

"تشكِّل الأمور البسيطة فرقاً كبيراً في النهاية، فكل خطوةٍ ضرورية، والحياة ليست لحظاتٍ منعزلةً من الانتصارات والمكاسب، بل محنٌ وأخطاء توصلك إلى هدفك، وجهدٌ وكَد وأنشطة صغيرةٌ وبسيطة تمارسها كل يوم، فكل خطوةٍ وتصرُّفٍ ندمت عليه وقرارٍ وانتكاسةٍ بسيطة ومكسبٍ ضئيل هامٌّ في النهاية.

كل حدثٍ يبدو معدوم النفع هام، فالوظيفة التي عملت فيها وأنت بالجامعة وكنت تتقاضى فيها الحد الأدنى للأجور هامة، والأمسيات التي قضيتها في التعرف إلى زملاء لم تلتقيهم بعد ذلك هامة، والساعات التي قضيتها في كتابة مقال تُعبِّر فيه عن أفكارك ولم يقرؤه أحد هام، وجلسات التأمل في خطط المستقبل المعقدة التي لم تتحقق هامة، وكل الليالي التي قضيتها وحيداً تقرأ رواياتٍ وأخباراً ومجلات هزلية وتشكِّك في مبادئك وفيما إذا كنت جيداً بما يكفي كما أنت هامة.

فكل تلك الأحداث قَوَّتك وقادتك إلى كل نجاحٍ أحرزته، وحدَّدت شكل شخصيك التي تعرفها اليوم، وأثبتت أنَّك تمتلك القوة للتعامل مع التحديات التي تواجهك".

لكن، حينما يغمرك الألم في فصل من فصول حياتك، اعلم أنَّه من المستحيل تقريباً أن تشعر بالقوة وترى بصيص الأمل في نفق التحديات؛ لذا أقدِّم لك الحقائق الآتية التي يجب عليك أن تتذكَّرها حينما تسير حياتك في الاتجاه الخاطئ:

1. ما حدث في الماضي لا يحدث الآن:

لدينا جميعاً في الوقت الحاضر ألمٌ من نوعٍ ما، سواء كان غضباً أم حزناً أم إحباطاً أم خيبة أملٍ أم ندماً أم غيرها؛ لذا راقب الألم الذي في داخلك عن كثب وسترى أنَّ سببه القصة التي يرويها عقلك عن الأحداث التي وقعت في الماضي سواء في الماضي القريب أم البعيد.

قد يُصِرُّ عقلك على أنَّ الألم الذي تشعر به سببه ما حدث، وليس القصة التي يرويها عقلك، لكنَّ ما حدث في الماضي لا يحدث الآن، وقد انقضى، فالألم ما زال موجوداً الآن بسبب القصة التي ترويها لنفسك لا شعوريَّاً عن الحدث المنقضي؛ وذلك لأنَّ القضية مرتبطة بالتفكير فقط، فابذل كل ما في وسعك لتراها كما هي.

2. تتغير الحياة بين لحظةٍ ولحظة، وأنت تستطيع التغيُّر أيضاً:

حينما يَمُرُّ البشر بأوقاتٍ عصيبة يميلون إلى وضع الاستنتاجات، وافتراض أنَّ المستقبل يخبِّئ أوقاتاً عصيبةً مثلها، ومن الغريب أنَّ هذا لا يحدث بالوتيرة نفسها حينما تسير الأمور جيداً.

نحن نعلم أنَّ الضحكات والابتسامات والمشاعر الدافئة الغريبة تنقضي بسرعة، وترانا نستخف باللحظات الجميلة بكل ما فيها من قيمة ونتخلى عنها، لكن حينما نعاني الاكتئاب أو الخوف أو نواجه المصاعب، نزيد ألمنا ألماً من خلال افتراض أنَّ الغد سيكون نسخة طبق الأصل عن اليوم، فتتكرر هذه التوقعات وتتحقق ذاتيَّاً.

إذا لم تتجاوز ما حدث وما قيل، وإذا لم تتخطَّ المشاعر التي تشعر بها، سترى المستقبل من نفس المنظور الملوَّث، ولن يتمكَّن شيءٌ من إعادة التركيز إلى قدرتك المزعزعة على اتخاذ القرارات؛ إذ ستستمر في تبرير وجهة نظرك البالية والخاطئة وإعادة تذكرها كلما نسيتها.

شاهد بالفديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

3. المعركة الوحيدة التي تستطيع خوضها وكسبها هي معركة اليوم:

مهما كان ما يحدث، المعارك الوحيدة التي تستطيع خوضها بذكاء هي معارك اليوم، لكن حينما تضيف إلى ذلك معارك الفترتين الزمنيتَين المربكتين اللتين لا حدود في إحداهما للبداية ولا حدود في الأخرى للنهاية - وهما الماضي والمستقبل - تصبح الحياة مؤلمةً ومعقدة إلى حدٍّ بعيد.

4. من الطبيعي ألَّا تكون على ما يُرام دائماً:

في بعض الأحيان المعلومة الوحيدة التي تستطيع أن تحتفظ بها عقولنا المتعبة وقلوبنا التي يعتصرها الألم أنَّنا لسنا على ما يُرام، فهذه العاطفة من صلب طبيعة الإنسان، ومع تقبُّلها يمكن أن تشعر أنَّ عبئاً صغيراً انزاح عن كاهلك.

فليس سهلاً أن يغادر الحياة شخصٌ عزيزٌ على قلبك وألَّا يعود قادراً على تقديم مساهماته المذهلة لهذا العالم، وليس من السهل أن ينهار كل شيء وتعلق أنت تحت حطام الحياة التي خطَّطت لها، وليس سهلاً أن تُفلس، وألَّا تكون لديك إشارة واضحة تُظهر أنَّ فرصةً للحصول على دخل تلوح في الأفق، وليس سهلاً أن تُستنزَف عاطفيَّاً لدرجةٍ لا تستطيع معها النهوض صباحاً من السرير، وليس سهلاً أن تكون حبيس مشاعر إخفاق أو عار أو كآبة لم تعهدها قَطُّ من قبل، فمهما كان سبب الفصل المؤلم في حياتك، لن يكون الأمر هيِّناً، والوصول إلى هذا الاستنتاج طبيعيٌّ تماماً.

إقرأ أيضاً: 5 طرق للمضي قدماً بعد مواجهة الإخفاقات

5. مع تحسُّن معلوماتك يتحسَّن أداؤك:

تعرضنا جميعاً للتجاهل والاستغلال والإهمال في مرحلةٍ ما من مراحل حياتنا، واستخدمنا الناس لتحقيق مآربهم، وقَبِلنا أقل بكثيرٍ ممَّا نستحق، لكن يجب علينا ألَّا نندم على لحظةٍ واحدةٍ من تلك اللحظات؛ لأنَّها علَّمتنا كثيراً من الدروس عن خياراتنا السيئة، لقد تعلَّمنا بمن نثق وبمن لا نثق، وعرفنا معنى الصداقة، وكيف نكتشف الشخص الكاذب والشخص الصادق.

لقد تعلَّمنا كيف نتصرَّف على سجيتنا، وكيف نقدِّر الأشخاص العظيمين فعلاً والأشياء الرائعة في حياتنا، وعلى الرغم من وجود أشياء لا يمكننا استعادتها أبداً وأشخاصٌ لن يندموا على ما اقترفوه بحقنا، إلَّا أنَّنا أصبحنا قادرين على معرفة ذلك بطريقة أفضل في المرة القادمة.

6. لن تكسب لعبة الشطرنج أو لعبة الحياة من خلال التحرك فقط إلى الأمام:

تُضطر في بعض الأحيان إلى التراجع إلى الخلف لاتخاذ موقف يجهِّزك للنجاح، فأحياناً حينما تخرج من متاهةٍ وتدخل في أخرى، يكون ذلك علامةً على أنَّك لا تسلك الطريق الصحيح، فربما كان يجب عليك أن تنعطف إلى اليسار حينما انعطفت إلى اليمين، وهذا مقبولٌ تماماً، فقد علَّمتنا الحياة أنَّ التراجع إلى الخلف مسموح، وأنَّ التغيير واجب حينما يكون ضروريَّاً، فثمَّة فرق بين الاستسلام والعودة إلى البداية من أجل اتخاذ الوجهة الصحيحة.

7. يؤدي كل وداعٍ إلى لقاء:

يجب عليك أن تدرك أنَّ معظم الأمور لا تكون جزءاً من حياتك إلَّا إذا استمريت في التفكير فيها، فتوقف عن التمسُّك بما يؤذيك، وافسح المجال للمشاعر المناسبة، لا تدع الأشياء التي لا تستطيع التحكم بها تخرِّب كل الأشياء التي تستطيع التحكم بها.

بمعنى آخر؛ تخلَّ عن كل ما لم ينجح، حتى تفسح مجالاً في حياتك للأمور التي قد تنجح، فلحظات الوداع في الحياة هي هدية، فحينما يتخلَّى أشخاصٌ معيَّنون عنك، وتغلق فرصٌ معينة أبوابها في وجهك، لا ضرورة للتمسك بها أو تمني بقائها في حياتك.

فإذا أُغلِقوا الأبواب في وجهك، فهذا مؤشِّرٌ واضح على أنَّ أولئك الأشخاص وتلك الظروف والفرص لم تكن جزءاً من الفصل القادم من حياتك؛ إنَّها إشارةٌ إلى أنَّ نموك الشخصي يحتاج إلى شخصٍ مختلف أو أمورٍ إضافية، وأنَّ الحياة تفسح لها المجال للوصول إليك.

8. تفتح لك الرغبة في الكفاح أبواب الفرص على مصراعيها:

من أهم مهارات الحياة التي تستطيع تطويرها، تقبُّل فترات الضيق والفترات العصيبة والنمو خلالها؛ وذلك لأنَّه غالباً من الصعب - في البداية على الأقل - الحصول على أفضل الأشياء، وإذا تجنَّبت الصعوبات ومشاعر الضيق، ستفقد تلك الأشياء نهائيَّاً.

فإنَّ إتقان مهارة جديدة وبناء شركة وكتابة كتاب والزواج وتربية الأطفال والحفاظ على الصحة كلها مهام صعبة، لكنَّها أمورٌ مذهلة وتستحق كل جهدٍ تستطيع بذله، فيجب عليك أن تدرك فوراً أنَّك إذا أتقنت مواجهة التحديات وإنجاز المهام الصعبة، فإنَّك تستطيع إنجاز كل ما تفكر فيه.

شاهد بالفديو: 7 نصائح للتطوير الشخصي وتحقيق النمو المستمر

9. أكبر مشكلةٍ تواجهها غالباً هي طريقة تفكيرك في المشكلة:

تذكَّر المعتقدات المُقيِّدة التي لديك بوصفها جانباً من حياتك تظنُّ بأنَّه قُدِّر لك فيه أن تبقى مقيداً، قد يشمل هذا أي جانبٍ من حياتك تأمل تغييره، كوزنك ومهنتك وعلاقاتك، فما هو القرار الذي اتخذته وعَكَس أساساً حقيقة مكانتك في هذا العالم؟ والآن أريدك أن تفكِّر في شيء مختلف وتتذكَّر لحظةً عابرة كنت تظنُّ فيها بأنَّ عكس تلك "الحقيقة" هو الصحيح.

لا يهم إن كان ذلك مكسباً ضئيلاً أحرزته أو حتى مكسباً جزئيَّاً، ما هي اللحظة التي تستطيع أن تنظر فيها إلى الماضي، وتقول: "لم يكن ذلك يشبهني نهائيَّاً، ولكنَّني فعلته"؟ حينما تكتشف الثغرات الموجودة في حائط المعتقدات المُقيِّدة، تستطيع هدم ذلك الحائط؛ إذ تستطيع من أجل ذلك أن تخطو كل يومٍ خطوةً إلى الأمام، قد تكون هذه الخطوة طقوساً إيجابية تمارسها كل يوم تمنحك مزيداً من المكاسب الصغيرة أو الثقة أو الزخم.

إقرأ أيضاً: التكييف العقلي: كيف يتعثر معظم الناس بسبب معتقداتهم المقيدة؟

10. تُغيِّر التغييرات التدريجية الصغيرة أي شيءٍ على الأمد البعيد:

قد يبدو مفهوم إجراء التغييرات خطوةً تلو أخرى واضحاً وضوح الشمس، لكنَّنا في مرحلةٍ ما من مراحل حياتنا ننشغل باللحظة الراهنة وترانا نتوق إلى إشباع احتياجاتنا فوراً، فنريد أن نحصل على أي شيءٍ نريده الآن؛ إذ نريد مثلاً أن نشعر بالتحسن وأن نحرز مزيداً من التقدم، فتدفعنا هذه الرغبة غالباً إلى تحمُّل عبء أكبر من الذي نطيقه؛ لذلك تذكَّر أنَّك لا تستطيع رفع مئات الكيلوغرامات معاً، لكنَّك تستطيع بسهولة رفع كيلوغرام واحد مئات المرات؛ إذ توصلك الجهود الضئيلة المتعاقبة التي تبذلها إلى هدفك تدريجيَّاً.

في الختام:

لا يجب أن يكون هدفك في النهاية الحصول على حياة مثالية خالية من الألم، بل أن تعيش حياةً مذهلة حتى لو كانت مضطربةً أو مؤلمةً في بعض الأحيان، وأن تنهض كل صباح وتنظر إلى الحياة نظرةً جميلة لا تستخف معها بشيءٍ، فكل شيءٍ فيه جانب استثنائي، وكل يوم هو هدية، فلا تعامل لحظات حياتك معاملةً عادية؛ إذ تعني القوة الروحية أن يثير اهتمامك أي شيء حتى لو لم تَسِر الحياة كما تشتهي.

أنا و"آنجل" لا نقول هذا الكلام من باب التنظير، فقد تحمَّلنا الألم، واجتزنا عواصف الحياة، وتعلَّمنا من تجاربنا عدة مرات، لقد كانت تلك التجارب قاسية، ويجب أن نعترف أنَّها أسقطتنا وأبقتنا محبطين مدَّةً من الزمن، لكن حينما انتهى وقت الحزن بعد كل مصيبة، تابعنا طريقنا أكثر قوة، وفهمنا الحياة فهماً أفضل وزاد احترامنا لها؛ لذا استخدام الأفكار العشر التي ذكرناها في هذا المقال للمضي قدماً في الحياة وأنت تعتز بنفسك.




مقالات مرتبطة