10 حقائق بسيطة ينساها الأشخاص الأذكياء

يواجه بعضٌ من أذكى الأشخاص الذين أعرفهم باستمرار صعوبة في مضيهم قدماً ونجاحهم؛ وذلك لأنَّهم غالباً ما ينسون معالجة بعض الحقائق البسيطة التي تحكم مجتمعة على قدرتنا على إحراز تقدُّم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كرنوف (MARC CHERNOFF)، ويُخبرنا فيه عن بعض الحقائق البسيطة التي ينساها الأشخاص الأذكياء.

إليك فيما يأتي تذكير سريع ببعض هذه الحقائق البسيطة:

1. التعليم والذكاء لا يحققان شيئاً دون عمل:

لا يهم إذا كان لديك معدل ذكاء خارق أو حاصل على درجة دكتوراه في فيزياء الكم، فلا يمكنك تغيير أي شيء أو إحراز أي تقدُّم في العالم الحقيقي دون اتخاذ أي عمل، فيوجد فرق كبير بين معرفة كيفية القيام بشيء ما وبين فعله في الواقع، فالمعرفة والذكاء كلاهما معدوما الفائدة دون عمل، فالأمر بهذه السهولة.

2. السعادة والنجاح أمران مختلفان:

أعرف سيدة أعمال ذكية للغاية حققت ما يقرب من مليون دولار عبر الإنترنت العام الماضي، وكل رائد أعمال أعرفه يعدُّها امرأة ناجحة للغاية، لكنَّها أخبرتني قبل أيام قليلة أنَّها تعاني من الاكتئاب وقالت: "أشعر بالإرهاق والوحدة، فلم أخصص وقتاً كافياً أقضيه مع ذاتي مؤخراً"، شعرت حينها بالدهشة وفكرت: "أحد أنجح الأشخاص الذين أعرفهم ليس سعيداً".

أعرف أيضاً راكب أمواج يقضي طوال يومه تقريباً يمارس هوايته يومياً على الشاطئ، إنَّه أحد أكثر الرجال تفاؤلاً الذين قابلتهم على الإطلاق، فابتسامته العريضة تعلو وجهه دائماً، لكنَّه ينام في شاحنة يملكها بالاشتراك مع راكب أمواج آخر، وكلاهما كثيراً ما يتسولون المال من السياح؛ لذا وبينما لا أستطيع أن أنكر أنَّ هذا الرجل يبدو سعيداً، إلا أنَّني لا أصنف حياته على أنَّها قصة نجاح.

"ما الذي يجعلني سعيداً؟"، و"ما الذي يجعلني ناجحاً؟" اثنان من أهم الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك، لكنَّهما سؤالان مختلفان تماماً.

شاهد بالفيديو: 20 قيمة في الحياة تقودك إلى السعادة والنجاح

3. كل شخص يدير أعماله الخاصة:

بصرف النظر عن الطريقة التي تكسب بها لقمة العيش أو لمصلحة من تعتقد أنَّك تعمل، فأنت بالنهاية تعمل فقط لمصلحة شخص واحد، وهو نفسك؛ والسؤال الأهم هو "ما الذي تروج له ولمن؟"، فحتى حين يكون لديك منصب كبير في شركة كبيرة بدوام كامل وراتب عالي، فأنت ما تزال تدير عملك الخاص، لكنَّك تعطي جزءاً من وجودك (ساعة من حياتك) بسعر محدد (الجزء المتعلق براتبك) لعميل (رب عملك).

إذاً كيف يمكنك توفير وقتك وزيادة أرباحك في نفس الوقت؟ الجواب مختلف قليلاً من شخص لآخر، لكنَّها إجابة يجب أن تبحث عنها.

4. وجود الكثير من الخيارات يعرقل اتخاذ القرار:

في القرن الواحد والعشرين تنتقل المعلومات بسرعة وتبدو فرص الإبداع والابتكار لا حصر لها، ولدينا مجموعة كبيرة من الخيارات عندما يتعلق الأمر بتصميم حياتنا وأعمالنا، ولكن للأسف، غالباً ما تؤدي وفرة الخيارات هذه إلى التردد والارتباك والتقاعس عن العمل.

لقد أظهرت العديد من دراسات الأعمال والتسويق أنَّه كلما زادت خيارات المنتجات التي تُستعرض أمام المستهلك، قلَّ عدد المنتجات التي يشتريها عادةً، فمن المؤكد أنَّ تحديد أفضل منتج من بين ثلاثة خيارات أسهل بكثير من تحديد أفضل منتج من بين ثلاثمئة خيار، إذ سيستسلم معظم الناس إذا واجهوا صعوبة في اتخاذ قرار الشراء.

لذلك إذا كنت تروج لخط إنتاج معين، فاحرص على البساطة، وإذا كنت تحاول اتخاذ قرار بشأن شيء ما في حياتك، فلا تضيع كل وقتك في تقييم كل التفاصيل لكل خيار ممكن، واختر شيئاً تعتقد أنَّه سينجح وجرِّبه، فإذا لم ينجح، اختر شيئاً آخر واستمر في التقدُّم للأمام.

إقرأ أيضاً: التردد في اتخاذ القرارات: الأسباب والعلاج

5. يمتلك الناس جميعاً في حياتهم جوانب من النجاح والفشل:

ترتبط هذه الحقيقة إلى حدٍّ ما بالحقيقة الموجودة في البند رقم 2 المتعلق بالسعادة والنجاح، لكنَّها حقيقة مستقلة بحدِّ ذاتها؛ إذ إنَّ محاولة أن تكون مثالياً هي مضيعة للوقت والطاقة، والكمال مجرد وهم.

كل الناس، حتى أولئك الذين نعدُّهم مُثلنا العليا، هم أشخاص متعددو الأبعاد أو الجوانب، إذ يمتلك رجال الأعمال الأقوياء والموسيقيون اللامعون والمؤلفون ذوو المبيعات الأعلى وحتى آباؤنا جوانبَ من النجاح والفشل حاضرة في حياتهم.

عادة ما تشمل جوانب النجاح لدينا تلك الأشياء التي نقضي معظم الوقت في القيام بها، فنحن ناجحون في هذه الجوانب بسبب التزامنا طويل الأمد بها، وهي الجزء الناجح من حياتنا الذي نريد أن يراه الآخرون والذي يشكل عملنا في الحياة، والمفهوم القائم على بذل أفضل ما لدينا في سبيل ما نريد، وتلك الشخصية العامة المرغوبة التي نتصورها وكأنَّها شخصنا الحقيقي.

لكن خلف أي قصة مصقولة نظهرها علناً، يوجد إنسان متعدد الأبعاد لديه قائمة طويلة من الإخفاقات غير المسبوقة، وقد يكون هذا الإنسان أحياناً شريكاً سيئاً، أو قد يجعل شخصاً ما يبدو أحمقاً، أو قد يتسبب أحياناً بأذى شخص آخر.

6. كل خطأ ترتكبه هو تقدُّم:

تعلِّمك الأخطاء دروساً هامة، وفي كل مرة ترتكب فيها خطأً، تقترب خطوة واحدة من هدفك، والخطأ الوحيد الذي يمكن أن يؤذيك حقاً هو اختيارك لعدم القيام بأي شيء لمجرد أنَّك خائف من ارتكاب خطأ.

لذلك لا تتردد، ولا تشك في نفسك، ففي الحياة، نادراً ما يتعلق الأمر بالحصول على فرصة بل بالمجازفة في اغتنام هذه الفرصة؛ فأنت لن تكون متأكداً بنسبة 100% أبداً من أنَّها ستنجح، ولكن يمكنك دائماً أن تكون متأكداً بنسبة 100% أنَّ عدم القيام بأي شيء لن يؤدي إلى أي شيء، فمعظم الوقت عليك فقط أن تسعى وراء هذه الفرصة.

بصرف النظر عن الطريقة التي يحدث فيها هذا الخطأ، إلا أنَّه ينتهي دائماً بالطريقة التي ينبغي أن يكون عليه، فإما أن تنجح أو تتعلم شيئاً، وتذكَّر، إذا لم تتجرأ وتغتنم الفرص، فلن تتعلم أبداً بالتأكيد، وستظل مكانك إلى الأبد.

7. يمكن للناس أن يكونوا رائعين في القيام بأشياء لا يحبون القيام بها:

على الرغم من أنَّني لا أقترح عليك اختيار مهنة أو عمل لا تحبه، فقد سمعت كثيراً من أشخاصٍ أذكياء يقولون شيئاً مثل: "لكي تكون رائعاً فيما تفعله، عليك أن تحبه"، لكن هذا ليس صحيحاً دائماً.

فقد أخبرني صديقٌ لي كان يعمل محاسباً عامَّاً في مناسبات عديدة أنَّه لطالما كره عمله: "إنَّه عملٌ يجعلني أشعر بالملل الشديد"، لكنَّه كثيراً ما يحصل على علاوات وترقيات، وفي سن 28، كان من بين ما يقرب من ألف محاسب مبتدئ في قسمه، ممن حصلوا على ترقية ليصبح محاسباً خبيراً في العام الماضي، لأنَّه على الرغم من أنَّه لا يحب عمله، إلا أنَّه جيد فيما يفعله.

يمكنني أن أقدم عشرات الأمثلة الأخرى مثل هذا المثال تماماً، لكنَّني لن أستفيض في التفاصيل؛ لذا حاول أن تدرك فقط أنَّه إذا كرس شخص ما ما يكفي من الوقت والاهتمام لإتقان مهارة أو عمل، فيمكن أن يتقن القيام بشيء لا يحب القيام به.

8. المشكلات التي نواجهها مع الآخرين تتعلق بنا أكثر مما تتعلق بهم:

في كثير من الأحيان، لا تتعلق المشكلات التي نواجهها مع الآخرين، مثل أزواجنا، أو آباؤنا، أو إخوتنا، وما إلى ذلك، بهم على الإطلاق؛ وذلك لأنَّ العديد من المشكلات التي نعتقد أنَّنا نواجهها معهم نشأت في أذهاننا دون وعي، فربما فعلوا شيئاً في الماضي مس أحد مخاوفنا أو شكوكنا، أو ربما لم يفعلوا شيئاً توقعنا منهم أن يفعلوه، وفي كلتا الحالتين، مشكلات مثل هذه لا تتعلق بالشخص الآخر، بل تتعلق بنا نحن.

هذا جيد، ويعني ببساطة أنَّه سيكون من الأسهل حل هذه المشكلات الصغيرة، فنحن مسؤولون عن قراراتنا، وعلينا أن نقرر ما إذا كنا نريد التمسك والانشغال بمشكلات الماضي، أو أنَّنا نريد بدلاً من ذلك أن نفتح أذهاننا على الحقائق الإيجابية التي تتكشف أمامنا.

كل ما نحتاجه هو الرغبة في النظر إلى الأشياء بشكل مختلف قليلاً، والتخلي عن "ما كان" و"ما كان يجب أن يكون"، وتركيز طاقتنا بدلاً من ذلك على "ما هو موجود الآن" و"ما يمكن أن يكون ممكناً".

إقرأ أيضاً: النجاح في حل المشكلات: أهم 8 نصائح للتخلص من المشاكل

9. نادراً ما تكون القرارات العاطفية قرارات جيدة:

عادة ما تكون القرارات التي تحركها المشاعر الشديدة، ردود فعل مضللة وليست أحكاماً مستنيرة، وردود الفعل هذه هي نتيجة ثانوية لقلة التفكير الواعي وتستند في المقام الأول إلى "المشاعر" اللحظية بدلاً من الإدراك الواعي؛ لذلك أفضل نصيحة بسيطة هنا هي: لا تدع عواطفك تتغلب على ذكائك، وتمهَّل وفكر ملياً في الأمور قبل اتخاذ أي قرارات تغير حياتك.

إقرأ أيضاً: كيف نتدرب على اتخاذ القرارات؟

10. عدم الشعور بالجاهزية الكاملة عند ظهور فرصة:

الشيء الذي أعتقد أنَّه يعوق الأشخاص الأذكياء دائماً هو إحجامهم عن قبول فرصة لمجرد اعتقادهم أنَّهم غير مستعدين لها، وبعبارة أخرى، يعتقدون أنَّهم بحاجة إلى المعرفة والمهارات والخبرة الإضافية وما إلى ذلك قبل أن يتمكنوا من المشاركة في هذه الفرصة بشكل مناسب، وللأسف، هذا هو نوع التفكير الذي يعوق النمو الشخصي.

لكنَّ الحقيقة هي أنَّه لا يوجد أحد يشعر بأنَّه جاهز بنسبة 100% عندما تسنح له الفرصة؛ وذلك لأنَّ معظم الفرص العظيمة في الحياة تجبرنا على النمو عاطفياً وفكرياً، وهي تجبرنا على تجاوز مناطق راحتنا، مما يعني أنَّنا لن نشعر بالراحة التامة في البداية، وعندما لا نشعر بتلك الراحة، لن نشعر بالاستعداد.

تذكَّر فقط أنَّ اللحظات الهامة من الفرص للنمو الشخصي والتطور ستأتي وتذهب طوال حياتك، وإذا كنت تتطلع إلى إجراء تغييرات إيجابية في حياتك، ستحتاج إلى تبنِّي هذه اللحظات من الفرص على الرغم من أنَّك لن تشعر أبداً بأنَّك مستعد لها بنسبة 100%.




مقالات مرتبطة