10 تصرفات عليك تجنبها في تعاملك مع نفسك

علاقتك بنفسك هي أسمى وأهم علاقاتك، متى شعرت آخر مرة بالحب والتقدير بكلِّ ما فيك من عيوب وميِّزات؟ ومتى شعرت آخر مرة بأهمية أفكارك ومشاعرك؟ ومتى كانت آخر مرة أثنى أحد على عملك؟ ومتى كانت آخر مرَّة وجدت الطمأنينة مع أحد عندما احتجت إلى ذلك، متى قمت أنت بأيٍّ من هذه المسؤوليات تجاه نفسك؟



آن الأوان لتبدأ الاعتناء بنفسك، وآن الأوان أن تتوقف عن:

1. الامتناع عن عيش لحظات الحاضر:

من المحزن أن تجد أناساً قليلين قادرين على عيش لحظات الحاضر والاستمتاع بها، فيشغل معظمنا تفكيره بلحظاتٍ آلمته وعرقلت تقدمه في الحياة، وهذا ما يشتتنا ويشغلنا عن عيش لحظات الحاضر؛ لذا حاول أن تعي ذلك وتمالك نفسك، لا تسمح لإيمانك بأن يتزعزع ولسعادتك أن تخفت في تأمل ماضٍ لا تستطيع العودة إليه أو مستقبل لم يحدث بعد، وعش يومك كما هو.

دون أن تعي هذه الحقيقة، ستجد نفسك في حيرة دائمة "كيف مضى الوقت بهذه السرعة؟"؛ لذا استثمر وقتك وتأنَّ في اكتشاف نفسك، وما تريد وما تحتاج أن تفعل، وخذ وقتك في المغامرة وفي الحب والضحك والبكاء والتعلم، وامضِ قدماً؛ فالحياة أقصر مما تعتقد، واحمد الله لأنَّك ما زلت تمتلك الفرصة لتغيير مجرى الأمور.

تمهَّل لحظة للتفكير، وابدأ بإنجاز ما تحتاج إلى إنجازه الآن، لديك حتى الآن ما يكفي من الوقت لتحقيق ذلك.

2. تجاهُل حاجتك إلى المساحة الشخصية:

تذكَّر أنَّك تستطيع الاختلاء بنفسك متى احتجت إلى ذلك؛ فهنالك ستجد الراحة والسكينة، وتجاهَل ضجيج أفكارك المتعب والمؤذي، والجأ إلى خلوتك في لحظات الحزن والخوف والغضب والاضطراب، وعندما تجد نفسك عالقاً في الزحام أو محاطاً بأشخاص سامين، ولا تنسَ أن تلجأ إلى خلوتك في لحظات السعادة أيضاً.

انسَ كل ما تعلَّمت للحظة، جوهر وجودك ليس الممتلكات التي لديك، أو ما فعلت سابقاً، أو ما ستحقق في المستقبل، أو توقعات الآخرين حيالك؛ إنَّما يكمن جوهر وجودك بما تملك من الحب في داخلك، وأنت بحاجة دائمة إلى تذكُّر ذلك؛ لذا انعزل بنفسك واشعر بهذا الحب والسكينة.

كل شيء يسير على ما يرام حتى وإن بدا أحياناً بخلاف ذلك؛ لذا لا تنجر وراء الأفكار والمشاعر التي تثقل كاهلك، وستجد سلامك الداخلي بابتعادك عنها، وما عليك الآن سوى الاسترخاء والمُضي بابتسامة على وجهك.

3. معاملة نفسك على أنَّك مخادع:

هل شعرت يوماً بأنَّك في مكان لا تستحق الوجود فيه؟ وكان الجميع على وشك كشف خداعك؟ هذا ما يطلق عليه علماء النفس "متلازمة المحتال"، والتي تجعلك تشعر بأنَّ الجميع حولك قادر على تنظيم أموره إلا أنت، وكلَّما قدَّر الآخرون إنجازاتك ازداد شعورك بأنَّها مزيفة؛ لذا عزِّز معرفتك دوماً، واعلم أنَّه مهما اتسع نطاق معرفتك، ما يزال أمامك كثير لتعلُّمه، وهذا يجعلك تشعر بضآلة ما تملك من معرفة.

إنَّ الإحساس بشعور المحتالين في منظورنا البشري، نتيجة حتمية لاكتساب الخبرات، وكلَّما ارتقيت في عملك أكثر، وخاصَّة إن كان عملك يعتمد على الإنجازات الفردية، قابلت أشخاصاً مبدعين أكثر؛ ومن ثَمَّ تقع في شباك المقارنات السلبية بينك وبينهم، وستجد نفسك حينها تدور في حلقة لا تنتهي؛ فالحل يكمن في البوح عن أفكارك هذه في حديث صادق مع صديق مقرَّب أو شريك، فليتحدث كلٌّ منكما عما يساوره من شكوك حيال نفسه، سيكون خوض هذا الحديث صعباً في بادئ الأمر؛ لذا الآن وريثما تستطيع القيام بذلك تذكَّر أنَّك لست وحيداً، فالخداع شعور يعتري الجميع من حين إلى آخر.

شاهد بالفيديو: 6 عناصر أساسية للنجاح تساعدك أن تعيش حياة مُرضية

4. التعلُّق بجروح الماضي:

تجاوز الأمور والمُضي قُدماً أحد أصعب دروس الحياة لتعلُّمه، سواء كنت تحتاج إلى تجاوز ذنب تحمله، أم غضب تضمره لشخص ما، أم خيبة أمل عشتها، أم خسارة عانيت منها، أم غدر تعرضت له؛ فالتغيُّر ليس بالأمر السهل؛ لذا علينا الكفاح للتمسك بما نرغب فيه، والكفاح لتجاوز الصعاب؛ إذ يتحتم علينا أن نتجاوزها في النهاية، والانشغال بما لا يمكنك تغييره أمر لا طائل منه؛ لذا توقف عن التفكير في كل شيء، ودعها تأخذ مجراها، امضِ قدماً، وتعلَّم من التجربة.

غالباً ما تجرحنا أفكارنا المتعلقة بعقبة تواجهنا أكثر من العقبة ذاتها، فلا جدوى من أن تبقى حبيس أفكارك، فلا تفكر خارج الصندوق، فكِّر كما لو أنَّه لا يوجد صندوق أساساً، ولا تندم على الأخطاء التي اقترفتها، فقد جعلتك أقوى مما كنت عليه؛ فالقوة تكمن في مواجهة الصعاب والتغلب عليها لا في تفاديها، وعليك أحياناً تقبُّل أنَّ الأمور لن تعود كسابق عهدها؛ بل إنَّ ما آلت إليه الأمور هو بداية جديدة بحد ذاتها.

إقرأ أيضاً: 10 طرق للمضي قدماً عندما تسوء الأمور

5. التقليل من شأن نفسك:

تؤثِّر أفكارك ومشاعرك والطيبة في قلبك والخير الذي تسعى إليه في كثير من الناس أكبر مما تتخيل، وستذهل من عدد الناس الذين يتأثرون فيك، وما يحمله لك الآخرون من مشاعر الحب والاحترام، أنت مميز أكثر مما تعتقد؛ لذا آمن بذلك واسترخِ بسلام فأنت بخير، حالك أفضل مما تعتقد وتبلي بلاءً حسناً؛ لذا استرخِ واعتنِ بنفسك اليوم.

توقف عن إحباط نفسك؛ لأنَّك لم تحقق هذا الإنجاز أو ذاك، وابدأ بتقدير نفسك لكلِّ ما أنت عليه، لقد عشت ماض مليء بالتجارب والخبرات التي تمدك بقوة لا تنضب وأمامك مستقبل لا حدود لاحتمالاته، والآن تحيطك الفرص في كل مكان وما عليك سوى أن تقرر ما هي خطوتك التالية.

6. التظاهر بأنَّك لا تمتلك ما يكفي:

لن تحصل على كل ما تتمناه، لكن تذكر أنَّ معظم الناس يتمنون الحصول على ما تمتلكه الآن، فلا يحصد المرء السعادة بالحصول على الأفضل من كل شيء؛ بل بتوظيف كلِّ ما يمتلك الآن في رسم أفضل الخطط لحياته.

سواء أكان حالك جيداً أم سيئاً عليك الابتسام دوماً؛ إذ لديك الكثير لتكون ممتناً له، ولا تنسَ ذلك، ولا تختر أن تكون بائساً طالما لديك ما يكفي لتكون سعيداً.

الأفكار لها القوة للتأثير فيك، وينعكس التفكير السلبي سلباً على حياتك، بينما يجعلك التفكير الإيجابي شخصاً أقوى؛ لذا تحلَّ بالحكمة الكافية لتبتعد عن التُرَّهات، وركِّز على الإيجابيات، ولاحقاً ستتوقف عن ملاحظة السلبيات.

7. التعلُّق بما ليس مقدَّراً لك:

يمتلك كلٌّ منا تصوراً شخصياً لمجرى الأحداث في حياته، وهذا للأسف ما يصيبنا بالإحباط؛ لذا توقَّع القليل دوماً واستمتع بما تحصل عليه أكثر، أحياناً تحرفك الحياة بعيداً عن الطريق التي تريد خوضها؛ لأنَّك في حاجةٍ إلى خوض طريق أخرى، وغالباً ما تظهر الطرق التي تحتاج إليها حينما لا تبحث عنها.

لا تجبر نفسك على التمسك بما هو خارج إرادتك، يوجد وقت مناسب لحدوث كل شيء، ولا ترغم نفسك على خوض تجارب لست جاهزاً لها، وستخوضها عندما يكون مقدَّراً لك خوضها.

8. السماح للأشخاص السلبيين بإحباطك:

لا يمكنك عيش حياة إيجابية وأنت محاط بالأشخاص السلبيين طوال الوقت؛ لذا تجاهَل هؤلاء، واقطع صلتك بهم عند الحاجة، وتحلَّ بالشجاعة لإنهاء هذه العلاقات عندما يزيد الأمر عن حدِّه؛ فالابتعاد عن الأشخاص السلبيين ليس علامة كراهية تضمرها لهم، أو شرٍّ تتمنى أن يصيبهم؛ وإنَّما علامة على اهتمامك بما يصب في مصلحتك؛ فكلَّما ابتعدت عن الأحداث والأفكار والأشخاص السلبية، أفسحت المجال للإيجابية أن توجد في حياتك.

إن سمحت للآخرين باستنزاف طاقة منك أكثر من التي يمدونك بها، ستفقد التوازن، وتقع في شباك السلبية، اعلم متى عليك التوقف عن كونك معطاءً؛ فالحياة أقصر من أن تقضيها في النزاع والجدال، وكن ممتناً لكل خير في حياتك، اعتنِ بمن يستحق الاعتناء، وابتعد عن الأمور التي لا معنى لها بقوة وثقة.

إقرأ أيضاً: 9 أنواع من مصاصي الطاقة يجب أن تحمي نفسك منهم

9. السماح للخوف بالسيطرة على حياتك:

هل تحب كل ما تفعل أو يوجد ما تفعله بدافع الخوف؟ فكِّر بالأمر، فكل أفكار البشر وأقوالهم والتزاماتهم نابعة عن حب أو من خوف، فالخوف دافع داخلي يضيِّق على نفسك، ويعزلك عن المحيط، وله القدرة على إحباطك، والتراكم رويداً بداخلك، وإعاقة تقدُّمك، وإيذائك؛ لذا العيش في خوف دائم يحرمك متعة الحياة.

بينما الحب من ناحية أخرى، هو طاقة داخلية متعاظمة، توسِّع آفاقك، وتدفعك إلى مشاركتها مع الآخرين، ولها القدرة على شفائك من أيَّة أذيَّة؛ لذا العيش بدافع الحب يشجعك على المغامرة وخوض تجارب الحياة بثقة ومرونة.

الحب مخاطرة غير مضمونة تتطلب الشجاعة؛ لذا لا يناسب القلوب الضعيفة، والأهم أن تعلم أنَّ الحب والخوف لا يتوافقان؛ فالحب يعني أن تعيش غمار الحياة دون الخوف من أن يُكسر قلبك؛ إذ يحمل المستقبل ما هو أفضل بكثير من أيِّ شيء تركته في الماضي.

10. الاعتقاد بأنَّك لن تجد السعادة حيث أنت:

كما قال يوماً الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن (Abraham Lincoln): "نحن سعداء بالقَدْر الذي نقرره"؛ فالسعادة ثمرة خياراتك ومجهودك الشخصي.

إنَّك تقاتل لأجل السعادة وتتوق لها، تُغيِّر مجال عملك، تبني علاقات مع الآخرين، وفي بعض الأحيان تغيِّر أسلوب حياتك بالكامل في رحلتك لاكتشاف السعادة، فلماذا؟ لأنَّك تؤدي دوراً أساسياً في اختلاق أوجه السعادة والحظ الجيد؛ فهي ليست أوجه مسبقة الصنع تحصل عليها؛ بل توجدها بنفسك، والمضحك في الأمر أنَّ جزءاً كبيراً من دورك هذا هو ببساطة فعل ما بوسعك، والإيمان بأنَّ الأمور ستجري كما هو مقدَّر لها، دون أن تحاول السيطرة على كل ما ستؤول له.

بدلاً من أن تتوقع الحصول على كل ما تريد، عليك الاستمتاع بالرحلة استمتاعاً يكفي كي تسعد بكل ما تحصل عليه، وستجد في هذا الإيمان حريةً تجلب معها سعادةً تصبح قريباً أكبر من سعادتك بالنتيجة ذاتها.




مقالات مرتبطة