10 استراتيجيات لتحسين الإدارة الذاتية وتحقيق التميز

إذا كنت ترغب في التحكُّم بمسار حياتك، فسوف ترغب في تحسين إدارتك الذاتية، التي هي عبارة عن مجموعة المهارات التي تُوجِّهنا في أثناء اتخاذ القرارات وتُوجِّه ردود أفعالنا وتتحكم بأفكارنا ومشاعرنا، كما تُشعِرُنا بالمسؤولية؛ حيث نعرف ما يجب فعله دون أن يطلبه منا أحد.



كيف تُحسِّن إدارتك الذاتية؟

الإدارة الذاتية هامة جداً، وهي أمر يمكنك تحسينه، في البداية، فركِّز على هذه الاستراتيجيات العشر لتحسين إدارتك الذاتية كي تكون متميزاً:

1. الوفاء بالوعود:

قطع الوعود شبيه بتوقيع عقد مع نفسك، إذا قلت إنَّك ستنجز مهمة بحلول وقت محدد، فيجب أن تلتزم بهذا الموعد النهائي، وإذا خطَّطت لمقابلة صديقك لتناول الغداء في ساعة محددة، فيجب عليك أن تحضر إلى مكان اللقاء في الوقت المحدد.

باختصار، افعل دائماً ما قلت إنَّك ستفعله؛ لأنَّ ذلك يبني الثقة ويفتح أمامك الفرص ويكسبك سمعة طيبة، كما أنَّه يُبقيك على المسار الصحيح ويساعدك على تحديد أولوياتك، على سبيل المثال: إذا كان لديك اجتماع، فهو أولوية قصوى؛ لذا لا يمكنك أن تجيب على مكالمة فيديو أو تقبل العمل على مهمة جديدة قد يتعارض توقيتها مع توقيت الاجتماع، عوضاً عن ذلك يمكنك رفض هذه الدعوات أو تحديد وقت لاحق مناسب لها.

2. حشد الزخم:

لا بُدَّ من أنَّك مررت بيوم لم تستطع فيه التركيز على عملك، وربما كان الطقس جميلاً وسمعت تغريد العصافير ورأيت الشمس تشع في سماء زرقاء صافية وأردت الاستمتاع والخروج في الطبيعة عوضاً عن الجلوس داخل مكتبك، لكن حين يكون لديك التزامات، فلن تتمكن من المغادرة قبل إنجازها، وعلى الرغم من ذلك قد لا تتمكن من التركيز.

الحل في هذه الحالات هو تطبيق قاعدة الدقيقتين، ولفعل ذلك عيِّن مؤقتاً لمدة دقيقتين والتزم خلالهما بالعمل على شيء ما، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني، وشيئاً فشيئاً ستندمج في العمل، ودون أن تلاحظ ستبدأ العمل على مهامك، وفي نهاية اليوم كافئ نفسك واخرج في نزهة طويلة.

3. إعطاء نفسك الأولوية:

يخبرونك على متن الرحلات الجوية أن ترتدي قناع الأوكسجين أنت أولاً قبل أن تحاول مساعدة الآخرين، وإلَّا ستُعرِّض نفسك للخطر، ولن تكون قادراً على مساعدة أحد، وينطبق الشيء نفسه على العناية بصحتك العامة وعافيتك، فعندما تتناول طعاماً غير صحي وتعمل فوق طاقتك وتشعر بالتوتر طوال الوقت، فأنت تضر نفسك، وقد تُعرِّض علاقاتك للخطر إذا فقدتَ أعصابك، ومن المحتمل أن تنسى الوفاء بالتزاماتك ولن تكون منتجاً.

من المؤكَّد أنَّك سمعت هذه النصيحة كثيراً، ولكنَّ من الهام ممارسة النشاط البدني واتِّباع نظام غذائي صحي والحصول على قسط كافٍ من الراحة في الليل، كما تحتاج إلى إيجاد طرائق تناسبك لتبديد التوتر والاسترخاء، وإذا كنت بحاجة إلى التحدُّث إلى شخص ما، فتواصل مع الأشخاص المقربين منك أو اختصاصي صحة نفسية.

4. اتِّباع نظام إنتاجية:

يقول مستشار الإنتاجية "ديفيد آلان" (David Allen) مُبتكِر منهجية "إنجاز الأمور" (Getting Things Done): "تتعلق الإدارة الذاتية بمعرفة ما الذي يجب فعله في كل لحظة، والتعامل بفاعلية مع الأشياء التي يجب علينا فعلها لتحقيق أهدافنا وبلوغ مساعينا، وتتعلَّق أيضاً بتحديد أهمية المعلومات المتنوعة التي نتلقاها باستمرار"، ويُحقِّق نظام "إنجاز الأمور" ذلك تماماً عبر:

  • جمع المعلومات كلها، من البريد الإلكتروني إلى جداول الأعمال إلى الأفكار العشوائية.
  • تحديد كل ما تحتاج إلى القيام به وتحديد الأمور التي تتطلب اتِّخاذ إجراء والتي لا تتطلب ذلك.
  • تنظيم هذه الأعمال حسب الأولوية.
  • التفكير في قوائم المهام التي يجب عليك إنجازها كي تتمكن من تحديد ما يجب القيام به مباشرةً أو تفويضه إلى شخص آخر أو تأجيله إلى وقت لاحق أو حذفه منها.
  • بدء العمل عبر تحليل أولوياتك إلى مهام أصغر قابلة للتحقيق.

5. تجنُّب تعدُّد المهام:

لا نقصد بتعدد المهام ما تفعله حين توضِّب ملابسك أو تغسل الأطباق في أثناء التحدُّث على الهاتف مع صديق؛ بل حين تحاول إنجاز مهمة تحتاج إلى تركيزٍ كامل في أثناء استخدام تطبيق الدردشة، على سبيل المثال: يتطلب البحث عن محتوى أو التخطيط لاجتماع انتباهك، لكنَّ العمل على مهمتين أو أكثر معاً يمنعك من التركيز حقاً.

علاوة على ذلك، الدماغ البشري مُصمَّم للتعامل مع المهام واحدةً تلو الأخرى، وقد يؤدي تعدُّد المهام إلى خفض معدل الذكاء والذاكرة العاملة والإنتاجية، وقد يستنفد طاقتك ويتسبب في إبطاء سرعتك في العمل؛ لذا كقاعدة عامة، تجنَّب تعدد المهام، وعوضاً عن ذلك، اعمل على مهمة واحدة قبل الانتقال إلى التالية.

إقرأ أيضاً: هل يُساعدنا تعدّد المهام في إنجاز المزيد من الأعمال؟

6. وضع أهداف مصغَّرة:

كتب "جوناثان لونج" (Jonathan Long) مؤسس شركة "أوبر براندز" (Uber Brands) آنفاً على موقع "رواد الأعمال" (Entrepreneur): "الأهداف الصغيرة مسؤولة عن إطلاق العديد من العلامات التجارية الناجحة التي عملتَ عليها؛ وذلك لأنَّك عندما تُحدد أهدافاً صغيرة عدَّة وتلتزم بتحقيقها، ستلتزم أيضاً بالنجاح في تحقيق الهدف النهائي الأكبر".

أضاف "لونج": "عندما أطلقنا علامة تجارية إلكترونية في غضون أسبوع، كان ذلك نتيجة لخطَّة مدروسة جيداً تتضمن العديد من الأهداف الصغيرة التي حققناها قبلها، من التصنيع وبناء العلامة التجارية وإنشاء الموقع الإلكتروني وإعداد الخدمات اللوجستية ووضع الأهداف المالية والخطة التسويقية، وفي النهاية كان الإطلاق، لكن لولا تحديد الأهداف الصغيرة، لما كُنَّا سنُطلق الشركة في غضون أسبوع".

شاهد بالفديو: 10 مبادئ أساسية لتحديد أهدافك ورسم طريقك للنجاح

7. العمل على تحسين نقاط قوَّتك وليس نقاط ضعفك:

وجدت دراسة أُجريَت عام 2016 أنَّنا نميل إلى تحسين جانبنا الضعيف، وذلك منطقي نظرياً، لكن تُظهِر العديد من الدراسات الأخرى أنَّك عندما تركز على تحسين نقاط قوَّتك، فستكون:

  • أسعد.
  • أقل قلقاً.
  • أكثر صحة وحيوية.
  • أكثر رضى عن حياتك.
  • أكثر ثقة.
  • أسرع في النمو والتطور.
  • أكثر إبداعاً ومرونة.
  • أكثر اندماجاً في العمل.

لتحديدِ نقاط قوَّتك، ابدأ بالانتباه إلى الأمور التي تُشعِرُك بالحماسة والتغذية الراجعة التي تتلقاها، إضافة إلى ذلك، يمكنك إنشاء قائمة بإنجازاتك أو التفكير فيما تشعر به بعد أداء نشاطات معينة، كما يمكنك سؤال الأشخاص الذين تثق بآرائهم، وبعد تحديد نقاط قوَّتك، ابحث عن طرائق لتعزيزها، مثل التعلُّم عبر القراءة أو التسجيل في دورات تدريبية، ويمكنك أيضاً التركيز على الهوايات أو المسؤوليات ضمن وظيفتك التي تسمح لك باستخدام مواهبك.

8. تولِّي القيادة:

قد لا يفهم بعضنا هذه الفكرة، لكن حين تقود سيارتك بنفسك إلى حيث تريد الذهاب، ستتمكن من مغادرة أي مكان حين تحتاج ومتى أردت ذلك؛ مما يبعث على شعور بالحرية، إضافة إلى أنَّه يساعد على تخفيف التوتر، فهذه الطريقة في التفكير أساسية في الإدارة الذاتية؛ وذلك لأنَّك حين تتولى القيادة، فأنت تُركِّز فقط على الأمور التي تتحكم بها؛ مما يعني أنَّك لا تضيع وقتك الثمين وطاقتك على التفكير فيما يفعله السائقون الآخرون، كما يساعدك ذلك على رفض الالتزامات التي لا يمكنك تحمُّلها.

إقرأ أيضاً: ما هو أسلوب القيادة الخاص بك؟

9. استخدام تقنيات الالتزام:

يوضِّح الطبيب النفسي "نيك ويغنال" (Nick Wignall) أنَّ "عهد يوليسيس" (Ulysses Pact): "هو أسلوب من علم النفس السلوكي، يسمح لنا باتِّخاذ قرار في الحاضر يربطنا بعمل أو قرار في المستقبل عادةً عبر نظام له هيكلية من القيود أو الحوافز الخارجية"، ويضيف قائلاً: "من الأمثلة الشائعة على عهد "يوليسيس" في الحياة اليومية هو ضبط دفع الفواتير تلقائياً أو استثمار الأموال".

يضيف "ويغنال": "من الناحية النفسية، تقوم طريقة عمل هذا الأسلوب على الاعتراف بأنَّ البشر لا يتصرفون بمنطقية في أغلب الأحيان، وعوضاً عن التحسُّر على حقيقة الطبيعة البشرية هذه، أو محاولة تغييرها بالقوة لاتِّخاذ قرارات جيدة ومقاومة الإغراء اللحظي، يمثل عهد "يوليسيس" أسلوباً أكثر إبداعاً وذكاءً لفعل ما يجب، وفي المقابل إنَّ انتظار أن تتغلَّب النوايا الحسنة على الإغراء اللحظي يُنشِئ نظاماً خلال أوقات التفكير بمنطقية، يضمن استمرار العمل وفقاً لتلك النوايا الحسنة - حتى حين نتوقف عن التفكير بمنطقية - وهو أمر حتمي".

10. تخصيص وقت للتحضير والتأمُّل الذاتي:

أخيراً، خصِّص بعض الوقت للانفراد بنفسك، فلا حاجة إلى أن يكون وقت خلوتك لساعات؛ بل يكفي أنَّ تُخصِّص دقيقتين للتفكير في إنجازاتك وأخطائك وتتبُّع تقدمك، وهنِّئ نفسك، فتلك طريقة بسيطة ولكنَّها فعالة للاحتفال بنجاحاتك، كما يمكنك قضاء وقت العزلة في التخطيط والاستعداد، على سبيل المثال: يمكنك تدوين قائمة بالأشياء التي تريد شراءها وترتيب ملابسك وإضافة المواعيد إلى تقويمك، فلن تصبح منتجاً من تلقاء نفسك؛ بل يجب وضع خطة عمل واتِّباعها لتحويل هذا الهدف إلى حقيقة واقعة.

المصدر




مقالات مرتبطة