10 أمور تتطلب من معظم الناس عمراً بأكمله لكي يتعلَّموها

هل سبق لك وأن لاحظت كيف أنَّ كبار السن يمتلكونَ الكثيرَ من الحكمةً؟ حسناً، مَرَدُّ ذلك لأنَّهم قد خاضوا الكثير من التجارب، واستخلصوا الكثير من العِبَر خلالَ مسيرةِ حياتهم. يقول البعض أنَّ هناك دروساً لا يمكننا تعلمها إلا من خلال أن نعيشَ سنوات عديدة، لكن ماذا لو لم يكن الأمر كذلك؟ ماذا لو كنت قادراً على أن تكون مسلحاً بهذه المعرفة الآن؟ إليكَ 10 أمورٍ تتطلَّبُ من معظم النَّاس عمراً بأكمله لكي يتعلَّموها.



1. أن يكونوا رؤوفين بأنفسهم:

يسعى كثيرٌ من النَّاس جاهدين لكي يصبحوا مثاليين، من دون أن يدركوا ذلك حتى. فهم يُوبّخون أنفسهم على كلّ فشل، ودائماً ما ينتظرون المزيدَ من أنفسهم، ويشعرون بالذَّنب في كُلِّ مرَّةٍ يستريحونَ فيها. لكنَّنا بشر، وأن نتوقع من أنفسنا أن لا تشوبنا شائبة، هو أمرٌ لا يتَّسمُ بالعقلانيَّة.

إنَّك تضع لنفسكَ معياراً غيرَ سليمٍ وصعبَ المنال، وتلوم نفسك بصفة خاصة، على خيبة الأمل تلك من أولها لآخرها! نعم، إنَّه لمن المهم أن تحاول دوماً بذلَ قصارى جهدك، لكن هذا لا يعني أبداً أنَّه يتعيَّنُ عليك أن تتجنَّب فكرةَ كونك إنساناً. إذ إنَّكَ بحاجةٍ إلى أخذ فترات من الراحة، كما أنَّك ستواجه الفشل من وقتٍ لآخر. وهذا أمرٌ جيِّد!

  • تعلَّم أن تكون لطيفاً ورقيقاً، واكتشف الجمال في التجربة الإنسانية:
  • خذ إجازةً لكي تهتم فيها بنفسك.
  • واسي نفسك بعد المتاعب.
  • قوِّي نفسك بالتَّأكيدات الإيجابية.
  • سامِح نفسك على أخطائك.
  • الأهم من هذا كُلّه، كُن متعاطفاً مع نفسك، فأنت تستحقُّ ذلك!

شاهد بالفيديو: 10 خطوات تعلمك كيف تحب نفسك وتعتني بها

2. أن لا يرهقوا أنفسهم في العمل:

يُمضي كثيرٌ من الناس جلَّ وقتهم في مطاردة أحلامهم على أمل أن يُحققوها. قد تركز على تدعيم حياتك المهنية إلى الحد الذي تُستَهلَكُ فيها حياتك بأكملها بسبب مطاردتكَ لمستوى نجاحٍ بعيدِ المنال. إنَّ العمل بجدٍّ لهوَ أمرٌ رائع، ومن الجيد أن تمتلكَ الدَّافع وأخلاقيات العمل. ولكن احرص على أن لا تبالغَ في ذلك، وأن لا تُهملَ الجوانب الأخرى في حياتك. حياتك المهنيَّة هامَّة، والعائلة هامَّةٌ أيضاً، وكذا هواياتك وأوقات راحتك. ولا يوجد شخص واحد في العالم يتمنى ساعةَ موته لو أنَّه قد أمضى ساعاتٍ أطولَ في العمل، أو عملَ ساعاتِ عملٍ إضافيَّةً أكثر. لذا سيتوجَّب عليكَ قدر الإمكان أن تُمضيَ وقتاً أكثر مع أحبائك، بدلاً من هدر وقتك وأنتَ تعمل في منتصف الليل، مُفوّتاً على نفسكَ العشاءَ برفقةِ العائلة.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح تساعدك على إيجاد التوازن بين حياتك الشخصية وحياتك المهنية

3. أنَّ الامتنان هوَ عاملٌ رئيسي:

إنَّه لمنَ المهم أن تُقدِّر ما لديك. إذ يخطئ كثيرٌ من الناس في التركيز بشكل كبير على ما يفتقرون إليه أو على ما يرغبون فيه، لدرجةٍ ينسونَ النِّعمة التي هم فيها. دائماً ما يوجدُ شيء يجب أن تكون ممتناً له، فسواءً أَكنتَ سعيداً لأنَّك قرأت شيئاً قد يساعدك لاحقاً، أم كنتَ ممتناً لتناولكَ وجبة لذيذة، أم أيَّ شيء جيد قد تعتبره "ثانوياً" في حياتك، لا يوجد نقص في الأمور التي تستحقُّ التَّقدير. فيما يلي بعض الأفكار حول النَّواحي التي يمكنك أن تكون ممتناً لها:

  • امتلاكك لعملٍ يكفيكَ قوتَ يومك.
  • إدراكك بأنَّ هناك من يهتمُّ لأمرك.
  • امتلاكك شخصيةً قويَّةً تتغلَّبُ على الشَّدائد.
  • سريرك والماء والكهرباء والتدفئة والكماليات الصغيرة الأخرى.
  • صحتك الجيِّدة.
  • ذكرياتُكَ الجيِّدة.
  • الدروس التي قد تعلمتَهَا من أخطائك.

إنَّ هذا النَّوع من التَّفكير الإيجابي ليس مجرد عَرضْ؛ بل بإمكانه أن يجعلك في الواقع أكثرَ سعادة، ويتيح لك الحصول على معدلاتٍ أفضلَ في النجاح. إنَّ تحويل ذلك لعاداتٍ يومية يمكن أن يكون أمراً عسيراً، لكن ابدأ بأمورٍ صغيرة. أَنهِ يومك بتسميةِ ثلاثة أشياء تمتنّ لوجودها. وقبل أن تُدركَ ذلك، ستجد أشياءَ جيدة في كل مكان تنظر إليه.

4. أنَّ الفشلَ هو درسٌ لهم:

إذا لم ترتكب أيَّة أخطاء، فلن تتعلم أو تنمو أبداً. إنَّ الحياة تتعلق بالسقوط ومعاودة النُّهوض مجدداً، حتى عندما يكون الأمر صعباً، وحتى عندما يكون ذلك الأمر آخرَ أمرٍ تشعرُ أنَّك تريدُ القيامَ به. إذ إنَّ كل خطأ وكل فشلٍ "مفترض" يجعلك أقوى. إنَّه يُسلِّحكَ بمعرفةٍ جديدة، ويجعلكَ أكثرَ ذكاءً وتركيزاً، ويضمن أنَّكَ لن تقعَ في ذات الخطأ مرَّةً أخرى. إذ في الأساس، أنتَ على وشكِ القيام بالخطوة التَّالية في سلم الحياة، وذلكَ أمرٌ جيِّد!

  • لا تدع الخوف من الفشل يكبح جماح تقدمك.
  • لا تسمح لفشلك بأن يمنعكَ من أن تُخاطر.
  • تبنَّى كُلَّ خطأ واحكي عن الدرس الذي قد تعلمته منه؛ طبق ذلك بقوة في حياتك.
  • ثم امضِ قدماً بحياتك، إذ لا ينبغي لِمِحَنِكَ أن تُثبّط عزيمتك؛ بل يُفترض بها أن تُعلِّمكَ شيء ما وتساعدكَ على الانطلاق.

لا توجد طريقة صحيحة للنَّجاح ولا يوجد دربٌ واضح للوصولِ إليه. إنَّ أفضلَ رهان هو شقُّ طريقك بنفسك. وفي خضَمِّ تلك العمليَّة، إنَّه لمن المؤكد أنَّكَ سوف تُخطئ. لكن إن كان ردُّ فعلك إيجابياً وواصلتَ التَّعلُّمَ والنمو، فقريباً ما ستحقق النَّجاح الذي تصبو إليه.

إقرأ أيضاً: الفشل.. أوَّل خطوة على طريق النجاح

5. أن يكونوا لطفاء تجاه الآخرين:

إنَّ الرحمة مجانية، لذا من المهم أن تكون لطيفاً مع كل من هم حولك، بغضِّ النظر عمَّن يكونون. ذلك أمرٌ لا يتعلمه كثيرٌ من الناس إلا عندما يكبرون في السِّن وتَشِيبُ شعورهم، لذا ابدأ الآن. هناك شيء ثمين ورائع في تَعَلُّمِ أنَّه من المهم أن نعطي أكثر من أن نأخذ. افعل ذلك طواعية، ولا تتوقع شيئاً في مقابل ذلك. ابحث عن فرص لتكون لطيفاً فيها، مثل:

  • ابتسم للنَّاس عندما تمر بقربهم.
  • أهدِ شخصاً تهتم لأمره.
  • أطرِ على أحدهم باحترام.
  • اعرض على شخص يمرُّ بيوم سيء أن تدفع عنه ثمن وجبة طعامه.

إنَّه لمن السهل جداً علينا أن نُفكِّرَ بأنَّ العالم بأسره قاسٍ ومحبط، عندما نتلقى أخباراً سيئة. لذا فإنَّ قيامكَ بأشياء لطيفة تجاهَ الآخرين، هي طريقة رائعة لإحداث تغيير بسيط وتحسين تفكيرك الإيجابي.

6. أن يعيشوا حاضرهم:

إنَّ الكثيرين منا يحملون أوزارَ ومشاكلَ الماضي. فأنت قد تركز على أحداث الماضي وتحجم عن التطلع قُدماً إلى المستقبل. إلا أنَّ التفكير في كل ما يقلقك، هو وسيلة مؤكدة لضمان أن تطاردك تلك الوساوس دائماً. وعلى المقلب الآخر، يحمل بعض الناس على كاهلهم الكثير من القلق بشأن المستقبل. إنَّهم يشعرون بالقلق المتواصل من أن يقوموا باتخاذ القرار الخاطئ، لينتهي بهم الحال في حالة مزاجية سيئة لأنَّهم لم يخططوا لذلك القرار بما فيه الكفاية. كما أنَّ عقولهم تُركِّز على المجهول، وتفكر بشكل دائم في قادم الأمور، وهو الأمر الذي ما زال بإمكانه أن يأخذهم على حين غَرَّة.

  • إنَّ سرَّ عيشِ حياةٍ أكثر إيجابية هو أن تعيش حاضرك.
  • إنَّ عيش حياتك في قلق دائم هو أمر غير مثمرٍ يمنعكَ من أن تعيشَ حاضرك.
  • لن يمر وقت طويل قبل أن تتحول اللحظات التي تعيشها الآن إلى جزءٍ من الماضي.

تعلم كيف تتأمل وتعتبر من الماضي من دون أن تعيشَ فيه، وتعلم أن تتطلع إلى المستقبل من دون تقلقَ منه. بل ركز بدلاً من ذلك على اللحظة التي تحدث الآن، وعلى الأشخاص من حولك، وعلى موقعكَ في هذه الحياة. واعلم أنَّه بغضِّ النَّظر عن الموقع الذي أنت فيه الآن، فلن يدوم ذلك للأبد. لذا استمتع به قدرَ استطاعتك.

7. أنَّ المماطلة سوف تُعرقلهم:

نحن نلقِ كثيراً من النكات عن المماطلة، لكن هل تعلم أنَّ هذه العادة السيئة بإمكانها أن تُفسِدَ بالفعل فرصك في مستقبلٍ أفضل؟ وهل من الأسهل علينا بالفعل أن نراوح في مكاننا ونستغلَّ بعد ذلك الزَّخم الناتج عن ذعر اللحظات الأخيرة للإسراع في عملنا؟ بالطبع لا!

إنَّ هذا يتسبب لك بأن تقوم بعملٍ أقلَّ تميزاً؛ إذ أنَّكَ عندئذٍ لا تقدم أفضل ما لديك، بل تقدم الحد الأدنى منه. وإن كنت تعتقد أنَّ ما تقوم به حينَ تماطل جيدٌ بما فيه الكفاية، فتخيَّل ما يمكنك القيام به مع مزيدٍ من الوقت والجهد!

إنَّ الوقت من ذهب، لذا عليكَ أن تعرفَ كيف تديره بشكل صحيح وبطريقة إيجابية. مما سيسمح لك أن تشعر بأنَّك أكثرَ سيطرةٍ على حياتك. وسَتُدْهَشُ من كمِّ العمل الذي يمكنك إنجازه، والجودة التي يمكنك تحقيقها إذا ما توقفت عن تأجيل الأمور!

شاهد بالفيديو: كيف تتخلص من المماطلة والتأجيل؟

8. أنَّ الأفعالَ أصدقُ من الأقوال:

كثيرون هم من قد سمعوا تلك الحكمة التي تتحدث عن أنَّ للأفعالِ قيمةً أكثرَ من الكلمات، لكن قليلٌ منهم من يُقَدِّرُ معنى ذلك حقاً. فأنت تُصَدّقُ وعودَ وأكاذيبَ الآخرين، وتُسِرُّ إلى نفسكَ بأمورٍ خاطئة أيضاً، لا من أجل شيءٍ سوى إقناعِ نفسك بأمرٍ لا طائلَ منه. بمقدورِ الكلمات أن تبعثَ على الطُّمأنينة في النَّفس، لكنَّها لن تعنيَ شيئاً إن لم تُقرن بإجراءٍ مناسب. لذا توقف عن تصديق ما يقوله الآخرون، وابدأ في التركيز على ما يفعلونه. وامتنع عن إخبار نفسك بما ستفعله لاحقاً، وابدأ القيامَ بذلك الآن!

9. أن يركزوا على الرحلة لا على الوجهة:

سبقَ وأن تكلمنا عن مدى أهمية أن نعيش حاضرنا، وهذه النقطة مشابهة لما تحدثنا عنه، ولكنَّها أكثرُ أهميةً من جهةِ التَّأكيد على التفكير الإيجابي، والحالات المزاجية الأفضل والسَّلام الداخلي. فالرِّحلة هي ما تبقى مستمرة، ونادراً ما يعتريها الجمود أو تبقى ثابتة في مكانها. لذا إن كنت تمرُّ بأوقاتٍ سيئة، فمن المهم أن تُدركَ أنَّها مثل جميع الأوقات الأخرى، مرحلةٌ مؤقتة فقط. وركِّز في الوقت نفسه على حب الرحلة بدلاً من أن تضعَ أهميَّةً على الهدف النهائي أو الوجهة النهائية. وخذ وقتك وأنت تخوضُ غمارها؛ فليس عليك أن تهرولَ أو تركضَ طوال الطريق. بل تجوَّل وأنت تسير في دربك، وتوقف وتشمَّم رائحة الورود.

قد يصعب عليك التَّفكير في عدم ديمومة الحياة بكل ما فيها، لكن هذا ما يمكن أن يساعدك على تقدير الحاضر أكثر. لذا استفد للحد الأقصى من كل خطوة تخطوها، فكل ذلك سيتعدَّاك قريباً!

10. أنَّ السَّعادة تتطلب منهم عملاً شاقَّاً:

يبدو أنَّ الكثير من الناس ينتظرونَ أن تأتي السَّعادة إليهم من تلقاء نفسها. لكن ولسوء الحظ، لا تجرِ الأمورُ بتلك البساطة. فمن تراهم من حولكَ سعداء وخالينَ من الهموم قد قاموا بالكثير من العمل الشاق إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه. فلقد عملوا على أنفسهم وطوروا من ذواتهم حتى وصلوا لمرحلةِ السَّعادة. فالسَّعادة بالنسبة لمعظم النَّاس هي محضُ اختيار. فعليك أن ترغب بها وأن تكون على استعداد للعمل من أجل الوصولِ إليها. وقد تضطر إلى التَّخلي عن كبريائكَ أو غرورك، وهناك الكثير من الدروس التي من المحتمل أن تتعلمها على طول الطريق إلى ذلك.

تتمحور الحياة حول التطور والنمو. وفقط عبرَ التَّطوير المنتظم وتحسين الذات، يمكنك أن تجد السعادة الحقيقية. لذا استفد إلى أقصى حد من هذه الحياة الوحيدة التي سوف تعيشها!

بعض الأمور التي تجعل معظم الناس يتعلمون مدى الحياة:

إنَّ الحياة معقدة؛ فهي تضع عقبات أمامنا، وتقف في طريق كُلِّ من يحاول اجتيازها. ولكن عندما تتسلّح بهذه الدروس التي يستغرق معظم الناس عمراً بأكمله حتى يتعلموها، ستكون قادراً عندئذٍ على عيش حياتك على أكمل وجه، والتَّقليل من أخطائك أثناء قيامك بذلك!

المصدر




مقالات مرتبطة