10 أفكار قوية ستغيِّر من طريقة عملك

قد يكون توظيف الإدراك الذاتي في حياتك الحلَّ الأنسب والأكثر إفادةً لإدارة عملك بالطريقة المُثلى والتركيز عليه والتخلُّص من التوتر والقلق المرافق له؛ ولهذه الغاية فقد اخترتُ 10 أفكارٍ قوية وجمعتُها معاً؛ لتساعدك على ضبط مستوى توترك، والمثابرة في حالات عدم اليقين، وتعزيز إبداعك وتحقيق المزيد من الإنجازات المناسبة بابتسامةٍ تعلو وجهك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "آنجل كرنوف" (ANGEL CHERNOFF)، وتُحدِّثنا فيه عن أهم الطرائق التي تمكننا من العمل بأفضل طريقة دون توتر أو قلق.

إليك 10 أفكار قوية ستغير من طريقة عملك:

1. تخصيص وقتٍ للاستكشاف المَرِح:

في عام 2006 أُعطِي الطلاب في "مدرسة إكزافيير الثانوية" (Xavier High School) واجباً يتمثل بمراسلة مؤلِّفيهم المُفضَّلين ممَّنْ ما زالوا على قيد الحياة، وقد اختار عددٌ منهم الكتابةَ للمؤلف الأمريكي "كورت فونيجت" (Kurt Vonnegut) وكان رده الوحيد الذي تلقاه الطلاب في الصفِّ يوجِز فكرةً أساسية عن أهمية الاستكشاف المَرِح أو الهزليِّ نظراً لأنَّه يرتبط بتحقيق أعمال وإنجازات عظيمة.

لقد قال فيها ما يأتي: "لن يستغرق ما عليَّ قولُه لكم وقتاً طويلاً: تدرَّبْ على ممارسة أيِّ نوعٍ من أنواع الفنون كالموسيقى أو الغناء أو الرقص أو التمثيل أو الرسم أو النحت أو نظم الشعر أو كتابة القصص الخيالية والمقالات والأبحاث والتحقيقات الصحفية بصرف النظر عن إتقانك له من عدمه، ولا تمارسْ تلك الفنون بغرض كسب المال أو الشهرة؛ وإنَّما لتعيشَ تجربة أن تصبح شخصاً مختلفاً وتكتشفَ مكنوناتك الداخلية وتطورَ من روحك وتنمِّيها، وأعني ذلك حقاً وبصورة جدية؛ إذ عليك أن تبدأ بممارسة الفنون وتعلُّمها حالاً وتعقدَ العزمَ على الاستمرار بذلك طوال حياتك، فيمكنك مثلاً رسم صورة مضحكة أو أخرى جميلة لمعلمتك في المدرسة وإعطاؤها إياها، أو الرقص في طريق عودتك إلى المنزل بعد انتهاء المدرسة، أو الغناء في أثناء الاستحمام، أو صنع أشكال ووجوه في صحن طعامك، أو الادِّعاء بأنَّك شخصية خيالية.

على الرَّغم من أنَّ ردَّ "فونيجت" كان مُوجَّهاً للطلاب اليافعين؛ كي يمنحهم حافزاً ويحثَّهم على البدء بتعلم أفكار ومهارات جديدة واستكشافها، لكن ينبغي علينا جميعاً أن نتعلم منه، فيسهل علينا أن نقتصرَ في عملنا على مجالٍ إبداعي واحد مُحدَّد كالكتابة أو الترميز أو التصميم، ومن ثمَّ نشعر بالراحة فيه ولا نفكر بعد ذلك بتطوير قدراتنا الإبداعية والفكرية أبداً، ولا نعمل أبداً لتحقيق أقصى قدراتنا واستطاعاتنا.

لذا ضعْ فكرة الاستكشاف المرح بالحسبان وتذكَّرْها جيداً وخصصْ وقتاً لتنفيذها، وجربْ فعل أشياء جديدة لإخراج نفسك أبعدَ من المألوف وتطوير روحك وتنميتها وإبقاء حياتك منتعشةً ومُبتكَرة، ويمكنك عندَها الاستفادة من الإنجازات والمفهومات التي تصادفها خلال ممارسة تلك الأنشطة في عملك الأساسي، الأمر الذي سيُحدِث فرقاً كبيراً في العالم من حولك في نهاية المطاف.

2. تتبُّع كل خطوة صغيرة من التقدم الذي تحرزه وتقديرها:

نملك جميعاً رغبةً فطرية بأن يكون عملُنا الجادُّ هاماً، وبأن تُحدِثَ جهودنا ومساعينا فرقاً وتترك أثراً عظيماً، وهو ما يجعل عمال النظافة - صدِّقْ أو لا تصدِّقْ - الذين يعملون في المستشفيات يتمتعون بمُعدَّلاتٍ أعلى نوعاً ما من الرضى والارتياح الوظيفي؛ فحين يدخلون إحدى الغرف المتَّسخة، يعلمون جيداً ما ينبغي عليهم فعلُه، وكيف يجب أن تبدو الغرف عندَ مغادرتهم، ويعرفون كذلك التأثير الإيجابي الذي سيُحدثه عملُهم لدى الأشخاص الذين يستخدمون تلك الغرفة، ومن ثمَّ ينظرون حولَهم في أثناء مغادرتهم لها وينتابهم شعورٌ قوي بالإنجاز الهادف.

قد لا يكون التقدُّم الذي تحرزه سهلَ الملاحظة كعملهم ذاك؛ ولكن كلَّما زاد تقديرك لعملك الجاد وجهودك، تزداد إنتاجيتك أكثر فأكثر؛ لذا حاول رؤية الأشياء والإنجازات التي تمكنت من تحقيقها في نهاية اليوم كلَّ ليلةٍ، وكُنْ على درايةٍ بأنَّ الإقرار بأصغر انتصاراتك في غاية الأهمية، واحتفظْ بالمُلاحظات واكتب شيئاً واحداً على الأقل أحرزتَ تقدُّماً فيه كلَّ يوم والسبب الذي جعلَه هاماً في حياتك، واستمرَّ بفعل ذلك لمدة 30 يوماً وشاهدْ تأثيرَ ذلك في سعادتك وإنتاجيتك.

ضع في الحسبان أيضاً الاحتفاء بإنجازاتك بطرائق بسيطة على أنَّه جزء من روتينك اليومي؛ فعلى الأرجح أنَّك كثيراً ما تُنهي إنجاز مهمة أو عملٍ ما لتنتقلَ بعدَ ذلك مباشرةً لمهمتك أو واجبك التالي دون تقدير ما تحققه من إنجازات متتالية وما تبذله من مجهود، وهو ما أجدُ نفسي أفعله طوال الوقت.

على سبيل المثال، لقد كتبتُ للتوِّ بريداً إلكترونياً مُعقَّداً للغاية تطلب منِّي كثيراً من التفكير والتخطيط، ولكن في اللحظة التي أرسلتُه فيها كنتُ قد انتقلتُ مباشرةً لتنفيذ مهمتي التالية؛ لذا في المرة القادمة التي تجدُ نفسَك فيها تفعل ذلك، خُذْ لحظةً من وقتك واحتفِ بسرعة بعملك الجاد وإنجازك وقدِّرْه جيداً، وبالنسبة لي أحاول أن أجعل احتفائي بإنجازاتي ممتعاً وصحياً ومجدداً للطاقة والحيوية.

إليك فيما يأتي خمس طرائق بسيطة للاحتفاء بإنجاز عملٍ هام أو بذل مجهود كبير في مشروع ما:

  1. الاستماع لأغنيتك المُفضَّلة.
  2. الخروج بنزهة قصيرة للمشي والاستمتاع بالهواء النقي.
  3. التواصل مع أحد أصدقائك أو زملائك المُقرَّبين وإخبارهم بأحد إنجازاتك الاستثنائية.
  4. تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة.
  5. كتابة بضعة سطورٍ عن إنجازك أو نجاحك في مذكراتك والاحتفاظ بها للشعور بالامتنان والفخر دوماً.

السلوكات البسيطة المماثلة لِما سبق تُحافظ على شعورك بالإيجابية الدائمة وتنمَِّي حافزك للمهمة القادمة أمامَك التي عليك إنجازها.

3. البحث عن مغزى ومحاولة إيجاد هدف هام لمهامك ومشاريعك التي تنجزها:

يمكن لكل مهمة تنوي إنجازَها أن تزيد من سعادتك أو تنقص منها، كما يمكن أن تساعدك على بناء مستقبل مهنيٍّ أفضل أو تكون مصدر إزعاج وقلق في حياتك؛ فلكلِّ مهمةٍ منها هدفٌ مُعيَّن حتَّى وإن كانت غايةً في البساطة؛ لذا إن كنتَ تشعر بأنَّ المهام والأعمال التي تنجزُها ليس لها هدف أو غاية حقيقية هامة في حياتك فقد حان الوقت إذاً لإيجاد طريقةٍ ما للتخلص من الأعمال والمهام من حياتك أو تفويضها لشخصٍ آخر يفعلها بالنيابة عنك.

لأنَّ المهام تختلف بماهيتها وطريقة أدائها ونتائجها؛ فعليك البحثُ عن طرائق تتمكن من خلالها من استثمار عملك على مهامك ومشاريعك في مساعدتك على تحقيق أهدافك الأكبر في الحياة؛ احرصْ على فهم السبب الكامن وراء مهمتك تلك والمغزى منها، أمَّا بالنسبة للسبب الذي يدفعُك للقبول بالعمل على تلك المهمة فقد يكون بسيطاً للغاية كتلبية رغبة مديرك الذي طلب منك ذلك بسبب حاجتك للمحافظة على راتبك أو أجرتك من أجل إعالة أسرتك، أو أن يكون السبب أكثر ذاتيةَ كأن تأمل أو تظنَّ أو تعلم بأنَّ مهمتك تلك ستُسعِد الزبائن المستقبليين؛ إذ يُصبح من الأسهل بكثير أن تبقى متحفزاً أو مندفعاً حين تتمكن من تخيُّل ردَّ الفعل أو التأثير الذي سيُحدِثه عملك الجاد في حياة الآخرين؛ وخلاصة القول هي: حين تتمكن من إيجاد مغزى وهدف لمهامك وواجباتك؛ فإنَّك ستُؤدي عملاً أفضل وتحقق إنجازات أعظم وتستمتع غالباً بكلِّ مهمة تنجزها أكثر بكثير.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات لإنجاز أيّ شيء تريده

4. البحثُ عن طرائق لرسم الابتسامة على وجوه الآخرين:

يُمثِّل التواصل جزءاً هاماً من أسبابك ودوافعك لإنجاز مهامك وواجباتك؛ فإن عملت بجدٍّ على أمرٍ ما وحصلت على ابتسامةٍ بالمقابل؛ فإنَّها دليل أو برهان بصريٌّ على أهمية عملك؛ لذا في المرة القادمة التي تشعرُ فيها بانخفاض طاقتك أو همَّتك في أثناء عملك على مهمة ما حاول استبدالها بمهمة أخرى يمكنها أن تساعد على رسم الابتسامة على وجه أحد زملائك أو زبائنك أو مديرك، وستحصل عندَها على دافع وتشجيع، كما أنَّه سيُصبح من الأسهل التعامل مع مهمتك التالية وإنجازها.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب هامة تدفعك لكي تبتسم

5. الاستفادة من العوامل التي تحفزك وتدفعك للعمل باجتهاد:

يملك الجميع عوامل تحفزهم وتحثُّهم على العمل باجتهاد ومن شأنها أن تساعدهم عندما يحتاجون إلى رفع مستوى طاقتهم قليلاً، وبالنسبة إلي فإنَّ الموسيقى إحدى محفزاتي؛ فأحبُّ الاستماع للموسيقى الكلاسيكية في أثناء الكتابة؛ إذ إنَّ الموسيقيَّ "موزارت" (Mozart) يضفي قليلاً من الحماسة والنشاط على عملي؛ ممَّا يشجعني على الكتابة ويُلهم أفكاري، كما يساعدني هذا العامل التحفيزي على الدخول في حالةٍ من التركيز الكامل والشديد والحفاظ عليها؛ كي أتمكن من إنجاز عدد كبير من الأعمال والمهام.

قد لا تكون الموسيقى عاملاً تحفيزياً بالنسبة إليك؛ لذا عليك أن تكتشفَ بنفسك الأشياء التي تنجح في تحفيزك وحثِّك على العمل باجتهاد، كما يمكنك أن تجرب شيئاً بسيطاً كأخذ بعضِ الأنفاس العميقة قبل البدء بتنفيذ مهمة ما لمساعدتك على التركيز الكامل قبل أن تتعمق في العمل؛ ممَّا يمكنه أن يساعدك على العمل بصورة أفضل أو اتخاذ قراراتٍ أكثر حكمةً، وأفضلُ ما في ذلك هو أنَّك إن واصلتَ فعلَه فسيتحول إلى عادةٍ في حياتك من شأنها أن تحفز حالةَ التركيز لديك؛ ممَّا يزيد من سرعة وصولك إلى التركيز والانتباه الكامل ومن كمية الإنجازات التي تحققها بفاعلية وكفاءة.

6. تحديد فترات استراحةٍ للاسترخاء وإعادة شحن طاقتك:

يجدُر بك أن تعلم أنَّك لا تملك مخزوناً لا متناهٍ من الطاقة؛ بل عليك أن تعدَّ نفسَك بطارية تحتاجُ إلى إعادة الشحن خلالَ اليوم؛ إذ يسجل مُعظَم الناس ذروةَ إنتاجيَّتهم وطاقتهم بعد حوالي ساعتين من استيقاظهم صباحاً التي تستمرُّ لمدة ثلاث ساعاتٍ تقريباً، ومن ثمَّ ينخفض مستوى طاقتهم بسرعة كبيرة بعدَ ذلك، وخصوصاً بعد تناول وجبة الغداء.

على الأرجح أنَّك عانَيت فترة تراجع أو ركود ما بعد الظهر مراتٍ عديدة، وهُنا يلجأ مُعظَم الناس إلى تعزيز طاقتهم من خلال تناول السكر أو الكافيين وهو ما لا يُعدُّ أمراً صحياً؛ لذا فإنَّ البديل المناسب والصحي لذلك هو تعيين فترات استراحةٍ أو استرخاء قصيرة لإعادة شحن طاقتك ومساعدتك على الحفاظ على مستوى أكثر ثباتاً واتِّساقاً من الطاقة، كما أنَّه سيساعدك أيضاً على تجنُّب تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية.

حاولْ تحديد فترات استراحتك في الوقت الذي تعلمُ أنَّ طاقتك ستهبط أو تضعف خلالَه عادةً، ويمكنك كذلك تعيينُ موعدٍ للتنزه قليلاً وتناول قطعةٍ من الفواكه، ومن ثمَّ خصصْ وقتاً للتنفُّس بعمق وإعادة تنظيم أفكارك لمدة 10 دقائق قبل أن تعود إلى العمل.

شاهد بالفيديو: 25 طريقة لشحن نفسك بالطاقة الإيجابية

7. طلبُ المساعدة فورَ احتياجك لها:

إن كانت شخصيَّتُك من النوع (أ) فالفكرة هذه تفيدك بصورة خاصة؛ فقد تكونُ بارعاً في العديد من الأمور؛ لكنَّك لا تستطيع تحقيق الإنجازات كلها وحدك طوالَ الوقت، في حين يتمتع الآخرون بمهارات وخبرات يمكنها مساعدتك على إنجاز المزيد من العمل والمهام وجعل جهودك أكثر فاعلية وكفاءة، ومن الهام للغاية اعتماد الآخرين من حولك أو الاتكال عليهم حين تشعر بالتعب أو الإرهاق الشديد؛ لذا حاولْ أن تطلب المساعدة من الآخرين حين تشعر بالحاجة إلى ذلك.

الأمر الرائع في طلب المساعدة من الآخرين هو أنَّ مُعظَم الناس يحبُّون تقديم العون والمساعدة لغيرهم حين تُتاح لهم الفرصة لذلك؛ إذ يحصلون على نوعٍ من الدافع والتشجيع حين يرسمون ابتسامة على وجهك، في حين تحصلُ على دافع وتشجيع أيضاً نتيجة عدم اضطرارك لفعل كلِّ شيءٍ وحدك.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب تشجعك على طلب المساعدة عوضاً عن تقديمها في العمل

8. قلب السيناريو المفروض أو تغيير سَير الأحداث:

تكره إحدى عميلاتي إجراءَ تقييمات الأداء لمُوظَّفيها، ولطالما ماطلت وأجَّلَت إنهاء تلك التقييمات حتَّى اللحظة الأخيرة؛ ممَّا شكَّل تجربةً سيئة بالدرجة ذاتها بالنسبة إليها وإلى مُوظَّفيها، وقد كرهَت فعلَ ذلك بسبب إحساسها بعدم رغبة فريقها أو حاجته إلى تلك التقييمات؛ لذا فقد قلبَت المفهوم السائد رأساً على عقب وطلبَت من موظَّفيها إجراء النقد والتقييم أو المراجعات وتطوير خطة وظيفية وفقاً لإرشاداتها وتوجيهاتها لمدة 12 شهراً المقبلة، وقد نجحوا في ذلك فعلاً؛ إذ تشاركوا جميعاً وتعاونوا فيما بينهم وابتكروا عمليةً أفضل شعروا بالحماسة والبهجة بشأنها.

إن كانت لديك مهمةٌ أو مشروع ما شاق أو صعب للغاية في حياتك، حاولْ إيجاد طريقة جديدة ومُبتكَرة لمعالجته أو معاملته، وقد يتطلب الأمر منك عدةَ محاولاتٍ لإيجاد الحل أو الطريقة الأفضل، ولكن إن تمكنت من إيجاد طريقةٍ للاستمتاع بأداء مهمة تكرهها فستصبح أكثر سعادةً أنت والناس من حولك.

9. تعلُّم التحايل على المهام التي لا تُثير حماستك:

إنَّ تعلم الرفض وقول كلمة (لا) بكلِّ بساطةٍ واحدٌ من العوامل الأساسية لأداء المزيد من العمل والإنجازات التي تحبُّها وبناء حياةٍ أكثر سعادةً بصورة عامة؛ فإن كان لديك مشروعٌ ما لا يناسبك ويُسيء إلى مهاراتك وخبراتك عليك أن تجدَ طريقةً ما لرفضه، والسرُّ هنا هو أن تصمُد وتتمسك بموقفك دون أن تُثير شعوراً بالرفض أو الصدِّ لدى الشخص الآخر.

على سبيل المثال إن جاءَك مديرُك بمشروعٍ لا يُثير حماستك ولا يُناسب نقاط قوتك، فستكون مسؤولاً عندَها عن إيجاد حلٍّ أفضل لمشكلته أو مشروعه، لذا قدمْ له خياراً آخر لتنفيذ مشروعه وحل مشكلته؛ كي يتقبل رفضك لذلك المشروع بدلاً من قول كلمة (لا) فقط، فيمكن التفاوض على كل شيء؛ لذا حاول أن تحلَّ مشكلاتك بطرائق إبداعية ومُبتكَرة؛ كي تنجح وتحقق غاياتك أنت والجميع من حولك.

توجد فكرة قوية أخرى سأقتبسُها من كلام زوجي الكاتب "مارك كرونوف" (Marc Chernoff) من مقابلته الحديثة في مجلة "فوربس" (Forbes) فقد قال: "استثمرْ قليلَاً من وقتك حالياً؛ كي توفرَ المزيد من الوقت مستقبلاً، ولفعل ذلك عليك أن تفكر بالمهام التي تنجزها مراراً وتكراراً خلال ساعات العمل الأسبوعية، ومن ثمَّ حاولْ إيجاد طريقة أكثر فاعليةً لإنجازها أو تعلُّم وسيلة لتنفيذ تلك المهام بصورة مُختصَرة وأكثر سرعة أو طريقةٍ لأتمتة تلك المهام وتنفيذها من خلال الآلات أو تفويضها لأشخاص آخرين؛ فربَّما يمكنك إنهاء مهمة مُعيَّنة خلال 20 دقيقة، في حين سيستغرق تطبيق طريقةٍ أكثر كفاءة وفاعلية لفعلها ساعتين من وقتك، ومن ثمَّ إن وَجَبَ عليك إنجاز تلك المهمة التي تستغرقُ 20 دقيقة يومياً، في حين سيمكِّنُك الحلُّ الذي يستغرق ساعتين من تخفيض الوقت اللازم لإنجازها إلى 5 دقائق أو أقل في كل مرة؛ فهو إذاً حلٌّ أو علاج يستحقُّ التنفيذ.

إحدى الطرائق البسيطة لفعل ذلك هي استخدام التكنولوجيا لأتمتة المهام، كاستخدام فلاتر لرسائل البريد الإلكتروني وتسديد الفواتير آلياً، كما أنَّ تعليم شخصٍ آخر مساعدتَك وتفويض بعض المهام والأعمال له خيارٌ آخر لفعل ذلك؛ فخلاصة القول هي: كلَّما زدتَ من أتمتة المهام وتفويضها للآخرين بصورة أكبر، زادَ مُعدَّل تحقيقك للإنجازات والأعمال مع بذل المستوى نفسه من المجهود".

شاهد بالفيديو: 7 خطوات لتفويض المهام وفق نصائح مديري غوغل

10. تخصيص الوقت للتركيز الكامل:

يُعَدُّ الدخول في حالة من التركيز الكامل والشديد أحدَ أهم العادات للعمَّال أو المُوَظَّفين الأكثر فاعلية وكفاءة؛ فإن تمكنت من إنجاز عملك الهام بفاعليةٍ باكراً قبلَ الميعاد المُحدَّد سيُتاح لك المزيد من الوقت للراحة والاسترخاء أو تجربة أفكار جديدة ومُبتكَرة وإبداعية.

يمكن أن تبدأ بحالة التركيز الكامل من خلال الاستفادة من الفكرة الخامسة المذكورة آنفاً المتعلقة بالعوامل التحفيزية؛ فإن أمكنك استثمار تلك العوامل التحفيزية لمساعدتك على التركيز الجيد والكامل بصورة أسرع ستتمكن عندَها من إنجاز المزيد من الأعمال يومياً، وتتمثل بعدَها الخطوة التالية - التي ربَّما تكون أكثر صعوبةً - بفعل الأشياء الصحيحة والمناسبة حين تكون في حالةٍ من التركيز الكامل؛ ممَّا يعني عدمَ السماح لأيِّ عوامل تشتيت بأن تعوقَك عن أداء مهامك.

على ذكر ذلك سأقتبسُ مرةً أخرى من كلام "مارك" من المقابلة نفسها السابقة فقد قال: "ينبغي على أي شخصٍ يرغب بتحقيق أهدافه أن يفعل أمرَين أساسيين؛ أولهما هو التركيز على فعل الأمور الصائبة والملائمة، وثانيهما هو أن تكون صارماً في التخلص من جميع المشتتات، وألَّا تسمح لها بإعاقتك عن عملك على الإطلاق، وقد أظهرَت عدة دراسات أنَّ الناس لا يُنجزون المزيد من المهام والأعمال أبداً من خلال زيادة ساعات العمل تلقائياً وبصورة عمياء على جميع المهام التي تواجههم؛ بل يُنجزون المزيد عندما يتَّبعون خططاً دقيقة وحَذِرة يمكنها قياسُ الأولويات القصوى والأهداف الأكثر أهمية وتتعبها ووضعُها في الحسبان.

لذا إن كنتَ ترغب في أن تصبح أكثر نجاحاً وأقلَّ توتراً، لا تبحثْ عن طريقةٍ لجعل أمرٍ ما أكثر فاعليةً وكفاءة قبل أن تتأكد من حاجتك إلى ذلك، أو وجود سببٍ مقنع له؛ فالتمكُّن من إنجاز أمرٍ ما بطريقة جيدة وعظيمة لا يجعل منه شيئاً مناسباً لإنجازه في حياتك بكل بساطة، وأظنُّ أنَّ هذه واحدةٌ من أشيع المشكلات التي نجدُها في نصائح إدارة وتنظيم الوقت؛ فكثيراً ما يركز خبراء الإنتاجية ومحترفوها على كيفية إنجاز المهام بسرعة، في حين أنَّ الأغلبية الساحقة من المهام التي يُنجزها الناس بسرعة لا ينبغي تنفيذُها وإضاعة الوقت عليها على الإطلاق.

إذاً بمُجرَّد أن تعلم يقيناً أنَّك تعمل على الأشياء الصائبة والملائمة لك فعلياً في حياتك؛ فإنَّ التخلُّص من جميع المشتتات لفترةٍ زمنية مُحدَّدة في أثناء عملك من أكثر الطرائق فاعليةً لإنجاز المهام، ويمكنك فعلُ ذلك من خلال إغلاق بابك؛ كي تتجنب دخول الناس وتشتيت انتباهك بأحاديثهم، أو وضع لافتةٍ تنصُّ على عدم الإزعاج، أو إطفاء هاتفك المحمول، أو إغلاق تطبيق بريدك الإلكتروني، أو قطعُ اتصالك بالإنترنت وغير ذلك؛ فلن تستطيع البقاء مختبئاً بهذه الطريقة للأبد، ولكن يمكنك أن تكون أكثر إنتاجيةً بمرتين في أثناء اختبائك لتلك الفترة المُحدَّدة؛ لذا افعلْ كلَّ ما بوسعك لإنشاء محيطٍ هادئٍ وخالٍ من عوامل التشتيت حَيْثُ يمكنك التركيز على عملك".

في الختام:

رجاءً لا تحاول العمل على الأفكار العشر السابقة جميعاً معاً في وقت واحد؛ بل اتبعْ حدسَك ولاحظْ أي منها مسَّتْك في الصميم ولقيت صدىً لديك؛ فربَّما تكون الفكرة التي أخافَتك أو أثارَت حماستك أكثر من غيرها هي على الأرجح الفكرة التي ستكون الأكثر إفادةً ومنفعةً بالنسبة لك في الوقت الحالي.

تتمثل الخطوة التالية في جعل الفكرة التي اخترتَها قابلةً للتطبيق؛ لذا اكتب الخطوات الثلاث الأولى التي ستُقدِم عليها لتنفيذ تلك الفكرة، ومن ثمَّ دوِّنْ موعدَ تنفيذك للخطوة الأولى ممَّا سبق وكيفية تنفيذها وحدِّد موعداً لها.

على سبيل المثال إن أردت زيادة تركيزك بسرعة في ساعات الصباح الأولى، قد تكون خطوتك الأولى كتابة قائمة بثلاثة مشتتات تريد محاولة التخلص منها، ثمَّ اختر الأكثر تشتيتاً للانتباه منها وتخيلْ كيف ستحل مشكلتك وتزيلُها من محيط عملك؛ فإن كان الناس يقاطعونك ويزعجونك طوال اليوم ممَّا يشتت انتباهك وتركيزك، فعليك أن تجدَ وقتاً للعودة إلى تركيزك الكامل، وقد تكون الخطوة الأولى لذلك إرسال إشارة لزملائك أنَّك بحاجة لوقتٍ للتركيز، أو ارتداء سماعات منذ الساعة 9 وحتى 11 صباحاً، أو إضافة رسالة صغيرة إلى تذييل صفحة بريدك الإلكتروني أو عبارة قصيرة في بريدك الصوتي عن عملك على مشروع هام كل يوم حتى الساعة 11:00 صباحاً فهو الوقت المُخصَّص لك للتركيز وعليك استثماره.




مقالات مرتبطة