10 أشياء يجب عليك تذكُّرها عندما تشعر بالضياع والوحدة

"شعرت هذا الصباح بالضياع والوحدة، بينما كنت أقود سيارتي إلى المنزل بعد انفصال مؤلم عن صديقي؛ فتحت الراديو، فبُثَت حينها أغنية لمايكل جاكسون (Michael Jackson) "أنت لست وحدك" "You Are Not Alone"، وبعد بضع ثوانٍ، في اللحظة التي بدأ فيها الكورس بالغناء، مررت بعلامة ضخمة على الطريق مكتوبة بأحرف سوداء كبيرة كتب عليها "أنت لست وحيداً".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كرنوف (MARC CHERNOFF)، ويُخبرنا فيه عن بعض الأشياء التي يجب تذكُّرها عند الشعور بالضياع والوحدة.

كانت هذه الفقرة الافتتاحية لرسالة بريد إلكتروني تلقيتها اليوم من إحدى قرائي، وتدعى إيلا (Ella)، لقد جعلتني أبتسم لأنَّ الحياة تدهشني عندما ترسل لنا رسائل إيجابية في التوقيت نفسه بالصدفة حين نكون في أمس الحاجة إليها.

مع ذلك، وصفت بقية رسالة إيلا صراعها المستمر مع الشعور "بالضياع والوحدة" في الحياة، الأمر الذي جعلني أفكر: لماذا يجب أن يشعر الناس بهذه الطريقة؟ ما هو الهدف من كل هذا؟ الملايين من الناس في هذا العالم يتوقون إلى التواصل ويبحثون عن تجارب وأشخاص محددين للشعور بالرضى؛ لكنَّهم يعزلون أنفسهم عن غير قصد في هذه العملية، لماذا؟ هل وُجدنا على هذا الكوكب لنشعر بالوحدة؟

كلَّما اختبرت مشاعر الشك والوحدة واكتشفتها، أدركت مدى أهمية هذه المشاعر؛ فمن الجيد أن نقضي الوقت في استكشاف الأشياء المجهولة وحدنا؛ إذ يمنحنا هذا فرصة لاكتشاف أنفسنا ومعنى الحياة.

إليك فيما يأتي بعض الأشياء التي يجب وضعها في الحسبان عندما تشعر بالضياع والوحدة:

1. لست الشخص الوحيد الذي يشعر بالوحدة:

نمر جميعاً بظروف متشابهة، ونشعر بالوحدة في بعض الأحيان؛ لذا بصرف النظر عن مدى شعورك بالحرج أو الشفقة تجاه حالتك الخاصة، اعلم أنَّ الآخرين يعانون المشاعر نفسها؛ وعندما تسمع نفسك تقول: "أنا وحيد تماماً" فإنَّ عقلك القلق يحاول خداعك.

يوجد دائماً شخص يعاني ما تعانيه، ربما لا يمكنك التحدث إليه على الفور؛ لكنَّه موجود، وهذا كلُّ ما تحتاج إلى معرفته الآن.

2. الحاجة إلى العزلة عن الآخرين أحياناً إذا كنت تشعر بالوحدة:

في بعض الأحيان تحتاج إلى أن تكون وحدك لا أن تكون وحيداً، فقط لمجرد أنَّك تريد الاستمتاع بقليل من الحرية، وأن تكون على طبيعتك وتجد طريقك، بعبارة أخرى اللحظات التي تشعر فيها بالوحدة هي اللحظات التي قد تحتاج إلى قضائها وحددك، هذه واحدة من أقسى المفارقات في الحياة.

نحن بحاجة إلى العزلة، لأنَّنا عندما نكون وحدنا نتحرر من التزاماتنا، ولا نحتاج إلى التصنُّع، ويمكننا سماع أفكارنا الخاصة والشعور بما يخبرنا به حدسنا، والحقيقة هي أنَّك خلال حياتك ستكون لديك أوقات يصبح فيها العالم أكثر هدوءاً والصوت الوحيد المتبقي هو دقات قلبك فقط؛ لذلك من الأفضل أن تتعلم صوته، وإلا فلن تفهم أبداً ما يخبرك به.

3. عليك أن تضيع قليلاً أولاً لتجد ضالتك:

لن يكون بإمكانك العثور على الطريق الأفضل بالنسبة إليك، حتى تضيع في هذا العالم، فإدراك أنَّك ضائع هو الخطوة الأولى لتعيش الحياة التي تريدها، والخطوة الثانية هي ترك الحياة التي لا تريدها، وإنَّ إجراء تغيير كبير في الحياة أمرٌ مخيف للغاية؛ لكنَّ الندم على عدم إجراء هذا التغيير هو الأمر الأكثر ترويعاً.

أستطيع أن أخبرك من تجربتي الحياتية أنَّني وجدت الحب وفقدته مراتٍ عدة، لكن في كل مرة كان ما وجدته مذهلاً أكثر من السابق؛ لذا تذكَّر أنَّ كل شخص يعاني في مرحلة ما في حياته، ويشعر الجميع بالضياع أحياناً؛ لكنَّ الحل هو استخدام خبراتك لتنمو، فعندما تطبق ما تتعلمه على اختياراتك وأفعالك المستقبلية، أنت تمضي إلى الأمام وليس إلى الخلف، وتصبح أقوى وأكثر حكمة؛ الأمر ليس سهلاً؛ لكنَّه يستحق العناء في النهاية.

شاهد بالفيديو: ما هو علاج العزلة الاجتماعية؟

4. قبول الواقع:

لا يمكنك أن تجد السلام بتجنُّب الحياة؛ فالحياة تتغير باستمرار؛ لذا بدلاً من تجنبها، عُدَّ كل تغيير وتجربة جديدة تحدياً للنمو، فقد تمنحك ما تريد أو ستعلمك ما هي الخطوة التالية؛ وتذكَّر أنَّ العثور على السلام في الحياة لا يعني أن تكون في مكان لا توجد فيه ضوضاء ولا تحديات ولا عمل شاق؛ بل يعني أن تكون وسط كل تلك الأشياء بينما يبقى قلبك هادئاً.

بصراحة، الحياة أقصر من أن تقضيها في حالة حرب مع نفسك، وغالباً ما تكون أكبر خيبات الأمل في حياتنا نتيجة المبالغة في توقعاتنا؛ لذا فإنَّ التخلي عن التوقعات غير الضرورية هو خطوتك الأولى نحو السعادة؛ لذلك انطلق من عقلية السلام وقبول الواقع، وستتمكن حينها من التعامل مع أي شيء تقريباً وتتجاوزه.

5. اختيار موقفك الخاص:

كن عازماً على أن تكون إيجابياً، وافهم أنَّ الجزء الأكبر من بؤسك أو تعاستك لا تحدِّده ظروفك؛ بل موقفك؛ فالشخص السعيد ليس الشخص الذي يكون في موقف جيد؛ وإنَّما الشخص الذي يكون موقفه جيداً في كل موقف؛ لذا ابتسم لمن يحاول أن يحسدك أو يؤذيك، وأظهر لهم ما ينقصهم في حياتهم وما لا يمكنهم سلبه منك، وقيامك بذلك لا يعني النسيان أو الاستسلام؛ بل يعني أنَّك تختار السعادة على الأذى.

6. العزلة لا تعني الوحدة والوحدة لا تعني العزلة:

لا تكمن المشكلة دائماً في أن تكون وحدك منعزلاً عن الآخرين، لكن في أن تكون وحيداً على الرَّغم من وجود الآخرين حولك؛ إذ يمكن للمرء أن يشعر بالوحدة وسط حشد من الناس؛ لذا ضع ذلك في حسبانك واختر علاقاتك بحكمة، ومن الأفضل دائماً أن تكون وحيداً على أن تكون مع رفقة سيئة، وعندما تقرر العودة لشخص ما، افعل ذلك لأنَّك حقاً ستكون أفضل حالاً معه، وليس فقط لأنَّك لا تريد أن تبقى وحيداً دون شريك.

7. عدم حاجتك إلى دعم الآخرين ممن تهتم لأمرهم:

لن يدعم الأصدقاء والعائلة أهدافك دائماً، لكن عليك متابعتها على أي حال، اتبع حدسك، فذلك يعني أن تفعل ما تشعر بأنَّه صحيح، وإن لم يكن يبدو مناسباً للآخرين؛ فالوقت وحده من يكشف لنا ذلك، لكن غرائزنا البشرية نادراً ما تكون خاطئة، فحتى لو لم تسر الأمور كما توقعت، فلن تضطر على الأقل إلى قضاء بقية حياتك في التساؤل عما كان يمكن أن يكون؛ لذلك لا تقلق بشأن ما يعتقده الآخرون، استمر في العيش فقط، وكن صادقاً مع نفسك ومع الآخرين.

في النهاية، أنت تعلم أنَّك تسير على المسار الصحيح في الحياة عندما تصبح غير مهتم بالنظر إلى الوراء، وحريصاً على اتخاذ الخطوة التالية، بصرف النظر عما يعتقده أي شخص آخر.

إقرأ أيضاً: الاعتماد على الثقة بالنفس لتحقيق النجاح بدلاً من آراء الآخرين

8. قبول التغيير:

لقد تأذيت ومررت بتقلبات الحياة المختلفة التي جعلتك ما أنت عليه اليوم، وعلى مر السنين، حدثت أشياء كثيرة، أشياء غيرت وجهة نظرك، وعلَّمتك دروساً، وأجبرتك على النمو، فلا أحد يبقى على حاله مع مرور الوقت، لكن بعض الناس سيستمرون في إخبارك أنَّك قد تغيرت.

لذا بادرهم بالإجابة: "بالطبع لقد تغيرت، هذا هو جوهر الحياة؛ لكنَّني ما زلت الإنسان نفسه، لكن أقوى من السابق فقط".

9. تطوُّر قدراتك ومهاراتك من يوم إلى آخر وتغيُّرها:

ابذل قصارى جهدك دائماً، وأدرك أنَّ "أفضل ما لديك" سيتغير باستمرار، فعلى سبيل المثال، سيكون الأمر مختلفاً عندما تكون بصحة جيدة وليست مريضاً.

تحت أي ظرف من الظروف، ما عليك سوى بذل قصارى جهدك في الوقت الحالي، وستتجنب الحكم الذاتي وإساءة معاملة نفسك والندم، وتذكر أنَّك بصرف النظر عما يحدث، يمكنك مواجهة تحديات اليوم فقط بكفاءة، فعندما تفكر بمشكلات الماضي وصعوبات المستقبل فقط، تصبح الحياة معقدة للغاية؛ لذلك من الضروري أن تدع نفسك تعيش يوماً تلو الآخر، وتركز على الوقت الحاضر، وتفعل ما بوسعك فيه.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح ذهبية لتطوير قدراتك الشخصية

10. كل شيء هام في النهاية، كل خطوة وكل ندم وكل ابتسامة وكل صراع:

الأحداث التي تبدو معدومة الفائدة تضيف شيئاً إلى حياتك؛ الوظيفة ذات الأجر المحدود التي حصلت عليها في أثناء الدراسة؛ الأمسيات التي قضيتها في التواصل مع زملائك، والتي لم تعد موجودة أبداً؛ الساعات التي قضيتها في كتابة الأفكار على مدونة شخصية لا يقرؤها أحد.

التأملات في الخطط المستقبلية المفصلة التي لم تتحقق أبداً، كل تلك الليالي المنعزلة التي قضيتها في قراءة الروايات والنشرات الإخبارية والقصص المصورة ومجلات الموضة، والتساؤل عن مبادئك الخاصة عن الحياة والاقتصاد والسياسة، وما إذا كنت جيداً بما يكفي على وضعك الحالي؛ كل هذا قد منحك القوة، وقادك إلى كل النجاح الذي حققته وجعلك ما أنت عليه اليوم.




مقالات مرتبطة