ما هي العلامة التجارية الشخصية؟
العلامة التجارية الشخصية هي الوسيلة التي تُقدِّم بها نفسك وتُروِّج لنفسك عبر الإنترنت، فعلامتك التجارية الشخصية هي مزيج من السمات الشخصية والخبرات التي تعرضها ليراها الآخرون، وتنقل العلامة التجارية الشخصية الرائعة رسالتك إلى جمهورك وتُكمِّل شركتك أو مهنتك.
عند إنشاء علامة تجارية، عليك التفكير فيما يأتي:
- نوع المحتوى الذي تقوم بإنشائه.
- جمهورك المستهدف.
- كيفية تقديمك له.
بصرف النظر عن مدى معرفتك وخبرتك، لن يلاحظ أحد ذلك دون العلامة التجارية الشخصية.
كيف تُنشئ علامةً تجاريةً شخصيةً؟
يجب أن تكون علامتك التجارية موجَّهة نحو هدف واحد بسيط: أن تُعرِّف الناس بك بصفتك خبيراً موثوقاً يُعوَّل عليك، وذلك سواء كنت:
- صانع محتوى متخصصاً بألعاب الفيديو.
- رائد أعمال يبيع أجهزة إلكترونية.
- طاهياً يصوِّر محتوىً متعلق بالطعام.
- مؤثراً على موقع إنستغرام (Instagram).
بالطبع يجب أن تتحلَّى أولاً بالخبرة والمعرفة، ويمكنك حتى أن تبني علامةً تجارية شخصية فريدة تجذب جمهوراً متخصصاً، وكل هذا يعتمد على جمهورك المستهدَف.
على سبيل المثال، نيرد فيتنس (Nerd Fitness) هي شركةٌ تحاول جذب مهووسي الرياضة، وهو أمرٌ واضح جداً في علامتهم التجارية، إنَّهم يخاطبون جمهورهم.
إليك كيفية إنشاء علامة تجارية مثاليةٍ خطوة بخطوة:
1. اكتب سيرةً شخصية (Bio):
السيرة الشخصيةُ هي عبارةٌ عن دعاية قصيرة عادةً ما تكون مخفيةً في قسم "نبذة عني" (About Me) في موقعك على الويب أو حسابك الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنَّها أيضاً من أهم عناصر علامتك التجارية.
سوف تندهش من كثرة الأشخاص الذين يرغبون في معرفة قصتك الشخصية، ولكنَّ المفاجأة الكبرى هي أنَّ كتابة سيرةٍ شخصية رائعة هي العامل الحاسم في تميُّز علامتك التجارية؛ لماذا؟ لأنَّك بعد تحديد الطريقة التي تريد أن يراك بها الناس، تصبح كل خطوةٍ بعد ذلك أسهل بكثير.
إذاً كيف تكتب سيرةً شخصيةً مميزةً؟
توجَّه أولاً إلى موقع لينكِد إن (LinkedIn)، وابحث عن مشاهيرك المفضلين وتحقَّق من حساباتهم الشخصية، وإذا لم تكن قد أسست علامتك التجارية بعد، فليس لديك على الأرجح الكثير لتقوله، لكن لا تقلق.
نظراً لأنَّنا نبني علامةً تجاريةً مستقبلية، اكتب سيرتك الشخصية كما لو كنت قد نجحت بالفعل في شركتك أو عملك.
تخيَّل ما ستحققه بعد عام و5 أعوام و10 أعوام من الآن، تخيَّل المنتجات التي ستبيعها والعملاء الذين ستحظى بولائهم والجوائز التي ستفوز بها، وتذكَّر أنَّ الأمر لا يتعلق بالشكل الذي تبدو عليه سيرتك الشخصية، بل يتعلق أكثر بالرسائل التي ترسلها وكيفية تقبلها من جمهورك، إضافةً إلى قيمك الأساسية ومهاراتك ومعتقداتك، ثم اكتب كل شيء.
الآن أصبح لدينا هدفٌ واضح، ويمكنك نشر سيرتك الشخصية عبر الإنترنت الآن، حتى إنَّ شرحاً قصيراً مكوناً من جملتين أو ثلاث قد يكون كافياً في الوقت الحالي، وبالحديث عن الإنترنت، دعنا نطرح الأمور للعامة.
2. دوِّن صفاتك:
بعد أن تعرف أنَّ ثمة الطلب على علامتك التجارية، عليك كتابة بعض الصفات الشخصية؛ مثل: ما الذي تتمحور حوله علامتك التجارية حقاً، وما هي الصفات التي تريد أن يعرفها عنك جمهورك؟ هل أنت:
- مهني؟
- عفوي؟
- مضحكٌ وفكاهي؟
- جدِّي؟
- موثوق؟
- ودود؟
- منتقد للذات؟
الخطوة الأولى هي إدراج جميع الصفات التي تتسم بها، فهذه هي مساحتك الشخصية الخاصة وهذه هي السمات التي تريد أن يتذكرك جمهورك بها.
جرب أن تقول: "عندما يفكر الناس بي، أريدهم أن يصفوني بـ...".
ثمَّ اكتب ما يخطر في بالك.
3. روِّج لنفسك عبر الإنترنت:
سواء من خلال:
- مقالات على المدونة.
- حساب على وسائل التواصل الاجتماعي.
- قناة على موقع يوتيوب (YouTube).
يجب أن توفِّر محتواك على الإنترنت حتى يراك الناس بأسهل الطرائق الممكنة، فإذا لم تكن قد بدأت بعد، فابدأ بإحدى المنصات السابقة فقط، ولا تنسَ أهمية التواجد الرقمي على الإطلاق.
شاهد بالفيديو: 5 قواعد ذهبية لبناء العلامة التجارية الشخصية
4. أنشئ محتوىً مميزاً:
جودة المحتوى هي العنصر الأهم، وحتى تدرك أهميتها الحقيقية، تأمل ما يأتي: 55% من المتخصصين في الإدارة يقرؤون محتوىً عبر الإنترنت كل يوم، سواء على شكل كتب إلكترونية طويلة أم مقالات قصيرة.
كل ما يتطلبه الأمر هو مجرد مقال سيئ حتى تتشوه علامتك التجارية إلى الأبد، وحتى تتميز عن غيرك حقاً، ستحتاج إلى محتوىً رائع جداً، وليس أي محتوى عادي، فلا بد أنَّك قرأت مقالاً في مدونةٍ وكانت النصائح فيه كالآتي: "ابقَ إيجابياً؛ إنَّه أمرٌ هام لحياتك وسوف يبقيك سعيداً"، يا له من كلامٍ مملَ.
حتى تُنشئ محتوىً رائع، يجب أن يتفوق على أي محتوى آخر، سواء كنت تحاول:
- مقاربة موضوع عامٍ من وجهة نظرٍ فريدة.
- إنشاء دليل شاملٍ جداً.
- إنشاء إحصاءات فريدة قد يرغب الناس بمشاركتها.
هذا هو نهج المحتوى الذهبي، وهذا هو النهج الذي يجب أن تتبعه في كلِّ شيءٍ تكتبه، وتذكر أنَّك كلما بذلت جهداً أكبر في كتابة محتواك، أصبحت علامتك التجارية مهيأةً أكثر للنجاح.
5. راقب توجُّهات السوق:
قبل أن تبدأ في الترويج للعلامة التجارية، عليك أن تعرف ما إذا كان هناك طلب عليها، ففي النهاية، قد تُقدم أفضل منتجٍ في العالم، ولكن إذا لم يرغب أحد في شرائه، فما هي الفائدة؟
إحدى أفضل الطرائق لجذب انتباه الجمهور هي مراقبة التوجهات السوقية على موقع غوغل تريندز (Google Trends)، ويمكنك أيضاً إجراء استبيانٍ أو استطلاعات للرأي على الإنترنت وفي المدونات الإلكترونية، أو حتى أن تسأل أصدقاءك عن آرائهم الصادقة.
6. استفد من وسائل التواصل الاجتماعي:
إنَّ كل فردٍ تقريباً من جيل الألفية وجيل زد على درايةٍ جيدة بوسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك (Facebook) وتويتر (Twitter) وإنستغرام (Instagram)، وحتى تيك توك (TikTok).
في عام 2016، قُدِّر عدد الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بـ 2.65 مليار شخص، وتشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ العدد يفوق 3.98 مليار مستخدم في عام 2022؛ لذلك اختر وسائل التواصل الاجتماعي التي ستجذب جمهورك أكثر من غيرها.
7. تعاوَن مع منافسيك:
عندما تعتقد أنَّك نشرت ما يكفي من المحتوى في منصتك الخاصة، فقد حان الوقت للتعاون مع غيرك، وهذا يعني التعاون مع المؤثرين الآخرين والعلامات التجارية الأخرى كي تدعموا بضعكم بعضاً، وإذا كنت تروج لنفسك شخصياً، فحاول حضور أكبر عدد ممكن من فعاليات التواصل والمناسبات الهامة في مجال عملك.
إذا كنت تروج لنفسك عبر الإنترنت، فجرّب فعاليات التواصل عبر الإنترنت، أو أرسل رسالة بريد إلكتروني ترويجية وابدأ في الترويج لنفسك.
لكن إذا لم ترد الوقوف على أكتاف الآخرين، تواصل مع صحفي، فهم دائماً متعطشون للقصص المثيرة، ويمكنك أن تبدأ بالتعامل مع مؤسسة "هيلب إي ريبورتر أوت" (Help a Reporter Out) أو شركة "موك راك" (Muck Rack) للخدمات الصحفية.
عادةً ما تكلف هذه الخدمات بعض المال؛ ولكن إذا قدمت عرضاً مناسباً ومعلومات قيمة، قد تُنشر قصتك في النهاية، وإذا كنت تقدِّم شيئاً جديداً، فقد يعرض عليك الصحفيون أموالاً مقابل نشر قصتك لديهم.
8. استفد من منصات النقاش:
لا يقتصر إنشاء محتوى رائع على مواقع الويب أو وسائل التواصل الاجتماعي، فبعد نشر محتواك الرائع، توجَّه إلى منصاتٍ مختلفة وشارك أفكارك في التعليقات.
على سبيل المثال، يمكنك المشاركة في النقاشات المتعلقة بموضوع لديك درايةٌ جيدة به، وذلك على بعض المواقع مثل كورا (Quora) أو ريديت (Reddit)، وتقديم رؤى قيمة للمشاركين.
لكن لا تكن صريحاً جداً، وأعطِ الناس سبباً غير مباشر قد يدفعهم للتحقق من علامتك التجارية، ويمكنك أن تذكر بطريقة ذكية أنَّك أوضحت هذا الموضوع بمزيد من التفصيل على صفحتك أو قناتك أو موقعك الإلكتروني.
كرِّر ذلك على المنشورات الإخبارية أو مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب أو منتديات النقاش العامة التي يناقش فيها الناس تفسيراتٍ معينة.
9. لا تمتنع عن التغيير عند الحاجة:
يعتقد العديد من الفنانين والمسوقين أنَّ تغيير العلامة التجارية أو إعادة صياغتها هو دليلٌ على الفشل، لكنَّهم مخطئون، فبصرف النظر عن أهدافك، فإنَّ إعادة صياغة العلامة التجارية هي وسيلةٌ تُقيِّم من خلالها كيفية مشاركة هذه العلامة والجمهور الذي تستهدفه؛ لذا ضع قائمةً بالأسماء الجديدة التي وضعتها في الحسبان، واختر أفضل ما يعكس شخصيتك أو حالتك المزاجية.
يمكنك أيضاً التعاون مع علامةٍ تجارية أخرى، مثلما فعلت شركة "ستيينغ كول" (Staying Cool) للعقارات، فقد أعادوا توظيف استخدام الشقق غير المستخدمة بالشراكة مع أليكس كلاريدج (Alex Claridge)، رئيس الطهاة ومالك مطعم وايلدرنس (Wilderness)، لتقديم خدمات نوم وإطعام فاخرة للعملاء.
لكن كن حذراً، فإنَّ تغيير علامتك التجارية جذرياً قد يجعلها أضحوكةً أمام الجميع، كما أنَّ تغييرها مراتٍ عديدة قد يُفقِدك هويتك في النهاية، ففي بعض الأحيان، كل ما يتطلبه الأمر هو تغيير بسيط، وسوف تُحقق نجاحاً باهراً.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتطوير علامتك التجارية الشخصية فوراً
10. لا تستسلم:
في الماضي، اعتاد الناس أن يقولوا: "لم تُبنَ روما في يوم واحد"، وفي القرن الواحد والعشرين، تغيَّر هذا التشبيه قليلاً، فباتوا يقولون: "لم يُبنَ فيسبوك (Facebook) في يوم واحد".
خذ على سبيل المثال أكبر العلامات التجارية في العالم اليوم، مثل آبل (Apple) وفيسبوك (Facebook) ونايكي (Nike) ومايكروسوفت (Microsoft) وأمازون (Amazon)، فقد استغرقت هذه الشركات سنوات لبناء علاماتها التجارية، وسنوات أخرى لنشرها في جميع أنحاء العالم.
لذا واصل تعلُّم كيفية الترويج لنفسك بصفتك فناناً، أو موسيقياً، أو خبيراً في موضوعٍ ما، أو إنساناً فقط، ولا تستسلم؛ إنَّها مسألة وقت فقط قبل أن تجد فرصتك وتبرز وتجذب الانتباه.
أضف تعليقاً