سنعرض في هذا الدليل الموسَّع تحليل لغة الجسد عند الأطفال من خلال 10 إشارات واضحة، وسنُعرِّف كيف يمكن لكلٍّ منها أن تكشف ما يفكر أو يشعر به طفلك في لحظة معيَّنة.
10 علامات في لغة الجسد تكشف ما يفكر فيه طفلك
لا تأتي إشارات لغة الجسد لدى الأطفال من فراغ؛ بل هي استجابات مباشرة لبيئتهم، ولتجاربهم العاطفية، وحتى لمستوى الأمان الذي يشعرون به مع من حولهم؛ إذ تختلف هذه العلامات من طفل لآخر، لكنَّها تشترك في المعاني النفسية التي تعكس سلوكات الأطفال ودلالاتها النفسية.
1. تعبيرات الوجه وعلاقتها بمشاعر الطفل
يعد الوجه أكثر الأعضاء تعبيراً لدى الأطفال، فلا يستطيع الأطفال التحكم الكامل في وجوههم؛ لذلك فهي تكشف بصدق ما يشعرون به، من خلال:
- رفع الحاجبين: يوحي بالدهشة أو الحيرة، أو حتى الاستغراب.
- تقطيب الجبين: إشارة واضحة إلى القلق أو الإحباط.
- ابتسامة مترددة: تدل على خجل أو عدم اطمئنان.
تُعد تعبيرات الوجه عند الأطفال من أهم المؤشرات في التواصل غير اللفظي مع الأطفال.
2. تجنُّب التواصل البصري
يمكن لِنظرات الطفل أن تكون صوتاً صامتاً يخبرنا بكثير، وأحياناً يكون غياب النظرة أكثر تعبيراً من وجودها، ويكون من خلال:
- التهرب من النظرات المباشرة: يدل على قلق داخلي أو محاولة إخفاء أمر ما.
- النظر إلى الأسفل: يرتبط بانعدام الثقة بالنفس أو الشعور بالخجل.
- التحديق العابر: يكون محاولة طفيفة للتواصل دون رغبة في الانخراط.

هذه العلامة شائعة في لغة الجسد والقلق عند الأطفال.
3. حركات اليدين وعلاقتها بحالة الطفل العاطفية
تعد اليدان وسيلة تعبير ديناميكية، فالأطفال غالباً ما يُظهرون قلقهم أو حماسهم أو توترهم من خلال حركات اليد.
- فرك اليدين: يعكس توتراً داخلياً أو حماساً مبالغاً.
- اللعب بالأصابع أو الملابس: دلالة على محاولة تشتيت التفكير أو تهدئة الذات.
- تغطية الفم أو عض الأصابع: تشير إلى الكتمان أو الشعور بالذنب.
من خلال تحليل لغة الجسد عند الأطفال، فإنَّ اليدين تخبرنا كثيراً عمَّا لا يُقال.
4. قضم الأظافر أو شد الملابس
يُترجَم الضغط النفسي عند الطفل إلى عادات جسدية تتكرر دون إرادة.
- قضم الأظافر باستمرار: إشارة واضحة للتوتر والضغط النفسي المزمن.
- شد الملابس أو اللعب بحافة القميص: يدل على القلق أو البحث عن الأمان الجسدي.
- تكرار هذه العادات في مواقف معيَّنة: يستدعي الانتباه لتلك اللحظات وتحليل أسبابها.
تدخل هذه التصرفات في نطاق تفسير لغة الجسد عند الأطفال العصبية.
5. حركة الساقين والأقدام
تكون الأقدام أكثر صدقاً من الوجه أحياناً، خصيصاً عندما لا يستطيع الطفل التعبير بالكلمات.
- نقر القدمين أو هز الأرجل: يُظهر توتراً داخلياً أو عدم راحة.
- الوقوف على أطراف الأصابع: يحدث عند التوتر أو التحفُّز.
- التحرك العشوائي في المكان: يكون تعبيراً عن رغبة في الهروب أو الارتباك.
تعكس هذه الإشارات عكساً غير مباشر لغة الجسد عند الأطفال في حالات التوتر.
6. وضعية الجسم في الجلوس أو الوقوف
تتجلى لغة الجسد بوضوح في وضعيات الجلوس والوقوف، وهي تعكس مدى راحة الطفل أو توتره.
- الجلوس بانكماش أو ضم الذراعين: يوحي بالخوف أو محاولة حماية الذات.
- الوقوف بثبات وثقة: مؤشر عن الاطمئنان والراحة النفسية.
- الميل للأمام أو الخلف في الحديث: يعكس انخراط الطفل أو انسحابه من الموقف.
تُفهَم من خلال هذه المؤشرات مشاعر الأطفال عن طريق لغة الجسد عند الأطفال في بيئة التعلم أو المنزل.

7. تغطية الوجه أو إخفاء العيون
عندما يُخفي الطفل جزءاً من وجهه، فهوغالباً لا يريد مواجهة الواقع أو يشعر بالحرج.
- تغطية العيون باليدين: تشير إلى الخجل أو محاولة الانسحاب.
- إخفاء الوجه خلف غرض (لعبة أو يد أو كتاب): يدل على خوف من الحكم أو العقاب.
- تتكرر السلوكات عند التعرض لمواقف محرجة أو مخيفة.
تندرج هذه ضمن إشارات لغة الجسد لدى الأطفال التي تتطلب تفهُّماً كبيراً.
8. تكرار لمس الشعر أو الأذن
عادة ما ترتبط هذه الإيماءات بالتوتر أو التشتت، وأحياناً بالاسترخاء إذا حدثت في بيئة آمنة.
- اللعب بالشعر أو لفه بالأصبع: يظهر في حالات القلق أو التفكير العميق.
- ملامسة الأذن باستمرار: تدل على التوتر أو الحاجة إلى طمأنينة.
- تكرار هذا السلوك في مواقف اجتماعية: مؤشر على الضغط النفسي.
تُعد هذه التصرفات من أبرز سلوكات الأطفال ودلالاتها النفسية.
9. التململ المستمر في الجلوس
تعكس صعوبة الجلوس في مكان واحد مشاعر غير مريحة أو وجود تحديات في التركيز.
- التقلب المستمر أو النقر على الطاولة: علامة على التشتت أو القلق.
- الرغبة الدائمة بالحركة: ترتبط بفرط النشاط أو صعوبة تنظيم المشاعر.
- التحرك من دون مبرر واضح: يستدعي مراجعة البيئة المحيطة أو الحالة النفسية.
يدلُّ هذا السلوك بقوة على لغة الجسد والقلق عند الأطفال.
10. ضم الشفتين أو عضهما
يعبِّر الفم عن الانفعالات دون كلمات.
- عض الشفاه: يدل على التركيز، أو أحياناً محاولة كبح المشاعر.
- ضم الشفتين بإحكام: يُشير إلى عدم الرغبة بالكلام أو شعور داخلي بالكتمان.
- تكرار هذا السلوك عند طرح الأسئلة: مؤشر على الحيرة أو الخوف من الإجابة.
تعد هذه العلامة جزءاً أساسياً من قراءة الإشارات غير اللفظية عند الأطفال.

تحليل علمي لدلالات لغة الجسد عند الأطفال
يجب الرجوع إلى الأدلة العلمية لفهم لماذا تُعد لغة الجسد عند الأطفال أداة تشخيص نفسية فعالة؛ إذ أظهرت دراسة نشرتها مجلة Journal of Child Development عام 2022 أنَّ الأطفال الذين يُظهرون سلوكات غير لفظية كـ"تجنب النظرات" أو "العبث بالأصابع"، هم أكثر عرضة لمشاعر القلق أو الضيق الداخلي، وتؤكد الدراسة أنَّ تحليل لغة الجسد عند الأطفال، يُعطي الأهل والمعلمين فرصة لفهم ما لا يُقال، وبالتالي تقديم استجابات أكثر دقة وحناناً.
كيف تساعد طفلك بناءً على لغة جسده؟
يعدُّ التواصل غير اللفظي مع الأطفال دعوةً من الطفل لفهمه، لكنَّه لا يُغني عن التفاعل الإيجابي والاحتواء العاطفي.
1. تعزيز التواصل المفتوح
وذلك من خلال:
- الاستماع لما يقوله طفلك وما لا يقوله.
- تجنُّب الحكم أو التوبيخ المباشر.
- استخدام كلمات مطمئنة وأسلوباً غير مهدد.
2. مراقبة لغة الجسد دون الضغط عليه
وذلك من خلال:
- عدم إظهار القلق بمبالغة عند ملاحظة إشارة معيَّنة.
- جعلُ مراقبتك طبيعية وغير فاضحة.
- احترام خصوصية الطفل في مشاعره، وتقديم الدعم فقط حين يكون مستعداً لتلقِّيه.
3. استخدام تقنيات التهدئة والاسترخاء
وذلك من خلال:
- مشاركة طفلك في تمرينات الاسترخاء أو التنفس.
- منحه أدوات تنظيم المشاعر، مثل الرسم أو اللعب أو الكتابة.
- خلق روتين يومي هادئ يُشعره بالأمان.
في الختام
يمكن للآباء والمعلمين فهم كثير عن مشاعر وأفكار أطفالهم من خلال مراقبة لغة الجسد عندهم، ومن خلال الوعي بهذه الإشارات غير اللفظية، يُقدَّم الدعم العاطفي المناسب لمساعدة الأطفال على التعبير عن أنفسهم بصحة وآمان؛ لذا راقِبْ تصرفات طفلك اليوم، وماذا يمكنك أن تفهم من لغته الجسدية؟
أضف تعليقاً