قدرات الإنسان الخارقة قد تكون روحية المصدر (من الله)، وقد نكتسبها من التعلم، ولا تحدث عموماً إلا بتوفيق من الله ومن هذه القدرات التخاطر، والتي يعتقد المهتمون بهذا العلم انها طريقة الاتصال بين البشر في العصور القديمة، والله أعلم، وانه مع التطور العلمي والتقني ضعفت قدرات الانسان بحيث فقد القدرة على الاتصال العقلي والروحي كما كان بنو البشر في العهود القديمة، وأصبح التخاطر ظاهرة، ونادرة أيضاً، ونعتبرها من الخوارق.
التخاطر Telepathie هو انتقال افكار وصور عقلية بين الكائنات الحية من دون الاستعانة بالحواس الخمسة او باختصار نقل الأفكار من عقل الى آخر بدون وسيط مادي، تقنية البلوتوث Bluetooth المعروفة والتي تُستخدم في جهاز تحكم التلفاز مثلا الريموت كونترول، أو كما انتشرت الآن في الهواتف النقالة وأجهزة الحاسب، تعتمد على نقل الملفات والبيانات من جهاز الى جهاز آخر عن طريق الموجات وبدون أسلاك بعضها قد يستقبل ويرسل، والبعض يستقبل فقط لكن لا يرسل عقل الانسان في حالة التخاطر كهذه الأجهزة ايضاً قد تتضح لك الصورة من خلال هذا المثال كما أرجو.
التخاطر إذن استقبال للطاقة الصادرة من عقل أي شخص وتحليلها في عقل المستقبل، أي أنه يدرك أفكار الآخرين ويعرف ما يدور في عقولهم وأيضاً باستطاعته إرسال خواطره وإدخالها في عقول الآخرين.
هذه الظاهرة لا يحكمها الزمان أو المكان، وهي غريزية فطرية، واستخدمها السابقون كآلية للبقاء بعيداً عن الحواس الطبيعية (الفيزيائية) الخمسة هي كتشغيل الراديو وإيجاد المحطة الصحيحة بالضبط.
هناك من تأتيه هذه المقدرة بسهولة، هناك من يصل فقط إلى البداية ولا يستطيع أن يكمل قد يرتبط ذلك بصفائه الروحي، وبإيمانه بوجود هذه القدرات، والمفتاح أو السر هنا في التأمل والتركيز، وبالطبع بالتمرن الأكثر تحصل على الأفضل.
بعض من وهبهم الله هذه الموهبة قد يصابون بالذهول أو ربما يقودهم ذلك الى الجنون، ففي التخاطر لا وجود للكذب، فلِمَ الكذب ومن يتخاطر يكون بأقصى درجة من العفوية، ويعتقد أحياناً أنه يتحدث مع نفسه، ربما لو أصبح العالم يتصل بالتخاطر لعشنا بسلام، ومن هنا يستطيع المُخاطر ان يملك القدرة على قراءة الأفكار.
شاهد بالفديو: كيفية تدريب العقل على التخاطر الذهني
في الأحلام أيضاً هناك رسائل تخاطرية، لكن عند الدخول في متاهات الأحلام فنحن سنجول أكثر في الروح وفي تفسير الأحلام والاتصال مع الارواح.
المحبين هم أكثر قدرة على التخاطر، خاصة بأن ارواحهم تآلفت كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف ما تناكر منها اختلف)، إذن عند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر، ومن هؤلاء المحبين: أفراد العائلة الواحدة، الاصدقاء الحميمون، إحساس الأم عندما يكون أطفالها في ورطة، إحساس البعض بموت أحد أعضاء عائلته.
عموماً ضع في بالك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام وأن الأرواح عالم مختلف عما تراه في عينيك الماديتين، وأيضاً ضع في بالك أن الحالات التخاطرية قد تحدث طوال الوقت لكننا نفتقر إلى الادراك للتعرف عليها.
التوأم أيضاً يتخاطران فيما بينهما، فهما يملكان نفس التردد frequency، في العائلة الواحدة أيضاً من يملك نفس التردد، وهذا سبب آخر لسهولة ايصال هذه الطاقة التخاطرية، إذن فرص نجاح التخاطر مع أفراد العائلة الواحدة تنجح أكثر مِن هم خارج محيط هذه العائلة ليس في افرادها من البشر فقط، بل حتى الحيوانات الأليفة التي تعيش معهم تملك ذلك الحس الروحاني، ربما عندما تجد في العالم من يملك تردداً قريباً من ترددك، فهناك فرصة أكبر لتوارد الخواطر، وهذا موضوع آخر ينفصل عن التخاطر.
أضف تعليقاً