الزوج حياته مشحونة بالعمل والخلافات مع زملائه ومضايقات رؤسائه، يعود متأخراً ويريد الراحة، ليجد زوجة مكدودة بعد يوم عمل شاق تقف في المطبخ بعد عودتها من وظيفتها، وتنادي على الأطفال أن يجلسوا لأداء واجباتهم المنزلية، وتطلب العون منه فيطلب منها كوباً من الشاي ويجلس أمام التلفاز ينتظر العشاء المبكر (أو الغذاء المتأخر)، فإذا طلبت منه الزوجة أن يساعد انفجر قائلاً: "أنا مرهق وعائد إلى المنزل لأنعم بالراحة والهدوء".
كيف نتلافى هذا الصدام؟
يجب أن يعرف كل طرف خريطة نفسه أولاً، ثم الخريطة النفسية للطرف الأخر، وأن يوازن ويوفق بين الخريطتين، وأولى الخطوات هي الوعي، والإدراك لكيفية تفريغ التوتر والتعامل مع الضغوط حتى لا تنفجر في أقرب الناس إلينا، شريك الحياة وثمرة الصحبة أطفالنا.
نصائح لتكون زوج وأب جيد:
إن هدف العلاقات الاجتماعية في العمل وفي المنزل هو النجاح وليس الفوز، فرؤية العلاقات والتفاعلات باعتبارها صراعاً دائماً هي رؤية غير إسلامية، والميزان هو كيف نوفق بين متعارضات ونضع أولويات وندرك متى نأخذ موقفاً حاسماً ومتى نخفض الجناح ونعفو، وكيف!
وهنا نخاطب الزوج لأنه "قوّام" ولأن عليه مسؤولية عظيمة في إدارة دفة الأسرة، وإلى الزوج هذه الاقتراحات:
1. الابتسامة:
عند العودة مرهقاً من العمل لا تحرم زوجتك من ابتسامة (أو نصف ابتسامه!).
2. المساعدة:
مجرد عرض المساعدة يكون أحياناً كافياً لإظهار الرحمة بالزوجة، و90% من الزوجات يشفقن على الزوج العائد من يوم عمل مرهق (حتى لو كانت الزوجة تعمل)، قم أنت بتغيير ثيابك إلى حين الانتهاء من الطعام" هو رد فعل شائع، فلا تبخل حتى بالعرض.
شاهد بالفيديو: 8 عبارات ترغب كل زوجة سماعها من زوجها
3. أحسن اختيار الوقت لمناقشة أمور حياتك مع زوجتك:
في زحمة متابعة الأولاد للمذاكرة والانتهاء من عمل المنزل لا يكون الوقت مناسباً، فادع زوجتك بعد يوم مرهق للجلوس معك في الشرفة أو غرفة الجلوس بعد نوم الأطفال ولو لمدة 5 دقائق، وافتح الموضوع الذي تراه هاماً في هذا اليوم، واحرص على الهدوء ولا ترفع صوتك، فالرجولة موقف، ومسؤولية، وليست سلطة.
4. أنصت لزوجتك:
اسمع وجهة نظرها وأظهر احترامك لها، واطلب مهلة للتفكير، فلا داعي للمبادرة بحسم كل الأمور في جلسة واحدة، وأظهر مخالفتك لها وهي في جوارك ويدك في يدها.
5. المودة والرحمة:
عندما يأتي المساء، المودة والرحمة هي البلسم والشفاء.
كيف تكون رجل ناجح؟
خمس نصائح نقدمها لك في علاقات العمل ومع الزملاء:
1. أحسن الإنصات واستمع للآخرين:
الشورى مبدأ إسلامي، ولكل إنسان وجهة نظر مفيدة، فلا تقاطع أحداً ولا تهمل ما يقول، وأقبل على الآخرين وأظهر الاحترام لهم، حتى لو كانت لديك سلطة أعلى أو كان من حقك تجاهل ملاحظاتهم.
الإنصات لا يعني بالضرورة القبول لوجهة النظر الأخرى؛ لكنك تكسب به القلوب وتؤلف الأرواح.
2. لا تترك الأمور تستنفرك وتخرجك عن وعيك:
لكل مشكلة حل، وطول النفس مهم عند تدريب زملاء جدد أو تأسيس نظام جديد للعلاقات والاختصاصات.
3. كن الحَكم والصديق للجميع:
لا تدع أحداً بأن يصنفك داخل مجموعة، وحاول اكتساب ود الجميع.
4. قل خيراً أو اصمت:
لا تتورط في أقوال رد الفعل العشوائية، لأن مناخ العمل الكلمات فيه محسوبة، وستجد من يأخذ عليك كلمة غير مناسبة، فتعلَّم متى تصمت، وخذ الوقت الكافي في الاستجابة للمثيرات التي حولك.
5. علاقات العمل لا تنفي اللمسات اللطيفة:
هدية لزميل عند قدوم مولود جديد له، أو باقة ورد لزميلة عائدة من الحج، أو رسالة رقيقة لمريض غاب عن العمل، كلها لمسات تدعم أواصر الود وتسهل إدارة مناخ العمل، لأن الناس في النهاية بشر ليسوا ملائكة ولا شياطين.
في الختام:
ابدأ بإظهار الاهتمام بعائلتك وتعلم كيفية التواصل معهم بشكل أكثر فعالية. تذكر أنه لكي تعتني بعائلتك جيداً، عليك أن تعتني بنفسك، لذا قم بتنفيذ خيارات نمط الحياة الإيجابية التي تدعم صحتك ورفاهيتك أيضاً.
أضف تعليقاً