كرئيس تنفيذي لشركة "ستاربكس"، قاد شولتز الشركة من بداياتها المتواضعة في مدينة سياتل لتصبح علامة تجارية عالمية منتشرة في أكثر من 70 دولة، قصته الملهمة التي جمعت بين الابتكار وريادة الأعمال والمسؤولية الاجتماعية جعلت منه قدوة ومثال يحتذى به للنجاح.
في هذا المقال، نقدم لكم تفاصيل رحلة شولتز من جذوره المتواضعة في بروكلين إلى قمة عالم الأعمال، وكيف استطاع برؤيته تحويل ستاربكس إلى أكثر من مجرد مكان لشراء القهوة، بل إلى رمز ثقافي عالمي.
نشأة وطفولة هوارد شولتز
نشأة وطفولة هوارد شولتز تشكلت في بيئة مليئة بالتحديات، والتي كانت بلا شك مصدر إلهام له في تحقيق النجاح الكبير الذي حققه لاحقاً في حياته. وُلد شولتز في 19 يوليو 1953 في حي بروكلين الفقير بمدينة نيويورك، نشأ في عائلة متواضعة ولديه ثلاث أشقاء، حيث كان والده يعمل سائق شاحنة ويتنقل بين وظائف غير مستقرة، مما أدى إلى مشاكل مالية مستمرة أثّرت بشكل كبير على حياة الأسرة.
الظروف المعيشية التي نشأ فيها شولتز لم تكن سهلة. عاش مع أسرته في مجمع سكني مدعوم حكومياً في منطقة "كنارس"، وكانت هذه الحياة الصعبة تلهمه للسعي إلى تحسين وضعه، عانى والده من الإصابة أثناء العمل عندما كان شولتز في السابعة من عمره، حيث كُسرت ساقه ولم يكن لديه أي تأمين صحي، وهو ما جعله يفقد وظيفته دون أي تعويض، مما زاد من حدة التحديات الاقتصادية التي واجهتها الأسرة. كانت هذه التجربة القاسية مع عدم الأمان الوظيفي والفقر دافعاً أساسياً في تكوين رؤية شولتز لاحقاً، حيث جعل من تحسين حياة موظفيه جزءاً أساسياً من فلسفته في القيادة.
السيرة الذاتية لهوارد شولتز
هوارد شولتز هو رائد أعمال أمريكي يُعتبر من الشخصيات المؤثرة في عالم الأعمال، إذ تمكن من تحويل ستاربكس من سلسلة مقاهي محلية صغيرة إلى واحدة من أكبر العلامات التجارية العالمية:
1. النشأة والطفولة
- تاريخ الميلاد: 19 يوليو 1953.
- مكان الميلاد: حي بروكلين، نيويورك.
- الأسرة: نشأ في أسرة متواضعة مالياً، وكان والده يعمل سائق شاحنة ويعاني من وظائف غير مستقرة. عندما أصيب والده ولم يتمكن من العمل، تأثرت الأسرة بشكل كبير حيث لم يكن لديهم أي تأمين صحي أو تعويضات.
2. التعليم الثانوي
درس في مدرسة كانارس الثانوية (Canarsie High School) في بروكلين، حيث كان طالباً مجتهداً ولاعباً بارزاً في كرة القدم الأمريكية. ساعده هذا التفوق الرياضي في الحصول على منحة دراسية لاحقاً.
3. المرحلة الجامعية
- المنحة الرياضية: بفضل موهبته الرياضية في كرة القدم، حصل شولتز على منحة دراسية للالتحاق بجامعة نورث ميشيغان، حيث درس الاتصالات.
- العمل أثناء الدراسة: نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة لعائلته، اضطر للعمل خلال سنوات دراسته الجامعية لتغطية نفقاته،عمل في عدة وظائف، مما ساعده على تطوير أخلاقيات عمل قوية.
- التخرج: حصل على درجة البكالوريوس في الاتصالات عام 1975، ليصبح أول شخص في عائلته يحصل على شهادة جامعية.
4. الحياة المهنية
- بعد التخرج، بدأ شولتز العمل في مجال المبيعات، حصل على وظيفة في شركة زيروكس(Xerox) لتكنولوجيا النسخ، حيث أظهر قدرات متميزة في مجال التسويق والمبيعات.
- لاحقاً، عمل في شركة هاماربلست (Hammarplast)، وهي شركة سويدية متخصصة في بيع الأدوات المنزلية
- في عام 1982، انضم شولتز إلى ستاربكس كمدير للتسويق.
5. بداية رحلته كرائد أعمال
- إنشاء "إل جورنيالي": بعد فشله في إقناع مؤسسي ستاربكس برؤيته، غادر شولتز الشركة في عام 1985 وأسس شركته الخاصة، إل جورنيالي (Il Giornale)، وهي سلسلة مقاهٍ مستوحاة من التجربة الإيطالية والتي حققت نجاحاً كبيراً، ما دفع شولتز في عام 1987 إلى شراء ستاربكس عندما قرر مؤسسوها بيع الشركة. دمج "إل جورنيالي" مع ستاربكس، وأصبح المدير التنفيذي.
- تحت قيادته، تحولت ستاربكس من 6 متاجر في سياتل إلى أكثر من 30,000 فرع حول العالم بحلول 2020.
6. النشاطات الاجتماعية والسياسية
شولتز لم يكتف فقط بقيادة ستاربكس، بل كان له أيضاً تأثير كبير في مجال العمل الاجتماعي. كان دائماً مدافعاً عن قضايا مثل المساواة في الأجور، توفير التأمين الصحي للجميع، ودعم التعليم.
7. الحياة الشخصية
تزوج شولتز من شيري شولتز، ولديهما طفلان، على الرغم من انشغاله بأعماله ونجاحاته الكبيرة، يحرص على الاهتمام بحياته الأسرية ومجتمعه.
المسيرة المهنية لهوارد شولتز
المسيرة المهنية لهوارد شولتز مليئة بالتحديات والنجاحات التي جعلت منه أحد أهم الشخصيات في عالم ريادة الأعمال، تفاصيل مسيرته المهنية تعكس قدرته على تحويل الأفكار البسيطة إلى إمبراطوريات تجارية، مع الحفاظ على فلسفته القائمة على المسؤولية الاجتماعية.
1. البدايات المهنية
بعد تخرجه من جامعة نورث ميشيغان بشهادة في الاتصالات عام 1975، بدأ شولتز مسيرته المهنية في مجال المبيعات، أولى خطواته كانت في شركة زيروكس (Xerox)، المتخصصة في تكنولوجيا النسخ.
وأظهر شولتز موهبة استثنائية في التسويق والمبيعات، ما ساعده على تطوير مهاراته في التعامل مع العملاء وفهم احتياجاتهم، ومنحه عمله في زيروكس خبرة واسعة في المبيعات والتسويق، وهو ما ساعده على بناء شبكة قوية من العلاقات التجارية وفهم كيفية العمل داخل الشركات الكبرى.
2. نقطة التحول: هاماربلست (Hammarplast)
بعد تجربته في زيروكس، انضم شولتز إلى شركة هاماربلست السويدية، التي كانت متخصصة في بيع الأدوات المنزلية، مثل صانعات القهوة وآلات التصفية. تم تعيينه مديراً للمبيعات في الولايات المتحدة، وخلال عمله في هاماربلست، زار شولتز سلسلة صغيرة لبيع القهوة في مدينة سياتل تُدعى ستاربكس (Starbucks).
هذا وكانت ستاربكس في ذلك الوقت مكونة من بضعة متاجر تبيع حبوب البن المميزة وأدوات تحضير القهوة، تأثر شولتز بشغف مؤسسي ستاربكس بالقهوة، وجودة المنتجات التي يقدمونها.
3. الانضمام إلى ستاربكس
في عام 1982، عندما كان شولتز يبلغ من العمر 29 عاماً، انضم إلى ستاربكس كمدير للتسويق والعمليات، كانت الشركة في ذلك الوقت تملك أربعة متاجر فقط في سياتل. ركّز شولتز في بداية انضمامه على نشر فكرة القهوة الفاخرة وجودة الحبوب التي كانت ستاربكس تهتم بها، مع استراتيجيات جديدة للتسويق.
4. الرحلة إلى إيطاليا وبداية الرؤية الجديدة
في عام 1983، قام شولتز برحلة عمل إلى مدينة ميلانو الإيطالية، حيث تأثر بشكل كبير بثقافة المقاهي هناك، والتي لم تكن تقتصر على تقديم القهوة فقط، بل كانت تُعدّ تجربة اجتماعية وثقافية متكاملة.
وقد لاحظ شولتز كيف تجمع المقاهي بين القهوة والجو الاجتماعي الحميمي، مما ألهمه بفكرة جديدة، وعند عودته إلى سياتل، وضع رؤية جديدة لستاربكس، حيث قرر تحويلها من متجر لبيع حبوب القهوة إلى سلسلة مقاهٍ تقدم تجربة اجتماعية متكاملة، تجمع بين الجودة العالية والبيئة المريحة.
5. إنشاء "إل جورنيالي" (Il Giornale)
عندما عرض شولتز فكرته على مؤسسي ستاربكس، لم يقتنعوا بتوسيع نطاق عملهم إلى تقديم القهوة في المقاهي. نتيجة لذلك، قرر شولتز ترك ستاربكس في عام 1985 لإنشاء مشروعه الخاص، وهو "إل جورنيالي"، مستوحى من التجربة الإيطالية، كانت "إل جورنيالي" تعتمد على تقديم قهوة إيطالية فاخرة، وحققت نجاحاً ملحوظاً في فترة قصيرة بفضل التركيز على جودة القهوة وتجربة العملاء المميزة.
6. شراء ستاربكس ودمج "إل جورنيالي"
في عام 1987، قرر مؤسسو ستاربكس بيع الشركة، شولتز انتهز الفرصة وجمع تمويلاً من مستثمرين ليتمكن من شراء ستاربكس مقابل 3.8 مليون دولار. بعد شراء ستاربكس، قام بدمج شركته "إل جورنيالي" مع ستاربكس، وأصبح المدير التنفيذي الجديد للشركة. كان هدفه الأساسي هو تطبيق رؤيته لتحويل ستاربكس إلى سلسلة مقاهي عالمية.
7. التحول إلى سلسلة عالمية
تحت قيادة شولتز، شهدت ستاربكس نمواً هائلاً في البداية، ركز شولتز على توسيع نطاق الشركة خارج سياتل، وفي غضون سنوات قليلة، انتشرت ستاربكس في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كانت فلسفته قائمة على تقديم منتج عالي الجودة، مع توفير بيئة مريحة وممتعة للعملاء، وهو ما أسماه بـ "الطرف الثالث"، وهو مكان بين المنزل والعمل. توسعت ستاربكس لتشمل آلاف الفروع في جميع أنحاء العالم. بحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبحت ستاربكس واحدة من أشهر العلامات التجارية في العالم.
8. التركيز على الموظفين والمسؤولية الاجتماعية
كان شولتز يؤمن بأنّ نجاح الشركة يعتمد على موظفيها، ولهذا كان دائماً يحرص على توفير مزايا خاصةً للعاملين في ستاربكس، فقدم برامج تأمين صحي حتى للموظفين بدوام جزئي، وقدم أسهماً للموظفين كجزء من خطة المكافآت، ما جعلهم يشعرون بأنهم شركاء في نجاح الشركة. اهتم أيضاً بتأثير ستاربكس الاجتماعي ودعم المبادرات التي تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتحسين شروط العمل، والمساواة في الأجور.
9. التقاعد الأول والعودة
في عام 2000، قرر شولتز التنحي عن منصب المدير التنفيذي للتركيز على جوانب أخرى من حياته، بما في ذلك الأنشطة الخيرية والاجتماعية لكن تحت قيادة خلفائه، فواجهت ستاربكس تحديات كبيرة، بما في ذلك تباطؤ في النمو وارتفاع التكاليف التشغيلية. و في عام 2008، عاد شولتز إلى منصب المدير التنفيذي لإنقاذ الشركة من أزماتها المالية، وقام بإعادة هيكلة كبرى، وأغلق العديد من الفروع غير المربحة، وركز على تحسين تجربة العملاء، فنجح في إعادة ستاربكس إلى النمو والازدهار من جديد.
10. التقاعد الثاني والتركيز على السياسة
في 2018، استقال شولتز مرة أخرى من منصب المدير التنفيذي، هذه المرة ليركز على أعماله الخيرية والسياسية. بدأ يتحدث علناً عن إمكانية الترشح لرئاسة الولايات المتحدة، إلا أنَّه في النهاية قرر عدم الترشح. رغم ابتعاده عن الإدارة اليومية للشركة، إلا أنّ شولتز بقي رمزاً مؤثراً في عالم الأعمال، وترك بصمة عميقة في ستاربكس وفي الثقافة التجارية العالمية.
إنجازات هوارد شولتز
من أهم انجازات هوارد شولتز:
1. تحويل ستاربكس إلى علامة تجارية عالمية
عندما انضم شولتز إلى ستاربكس في عام 1982، كانت الشركة متخصصة في بيع حبوب القهوة والمعدات فقط. بعد زيارته لإيطاليا واستلهامه من ثقافة المقاهي هناك، أعاد تصور ستاربكس ووسع نطاقها لتصبح سلسلة مقاهٍ تقدم مشروبات القهوة، وهو ما قاد إلى توسُّعها عالمياً ليصل عدد متاجرها إلى أكثر من 30,000 متجر حول العالم.
2. الابتكار في رفاهية الموظفين
بناءً على تجربة والده مع ظروف العمل السيئة، قام شولتز بتقديم مزايا جديدة للموظفين في ستاربكس، بما في ذلك التأمين الصحي وخيارات الأسهم للموظفين بدوام جزئي. كان هذا القرار ثورياً في صناعة الخدمات وأسس لنموذج جديد للعناية بالموظفين.
3. المشاركة في الأعمال الخيرية والكتب
كتب شولتز عدة كتب حول تجربته في إدارة ستاربكس، بما في ذلك "Pour Your Heart Into It" و"Onward"، كما أنه ناشط في الأعمال الخيرية والمجتمعية، ويسعى دائماً لتعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات
4. نشر عدة كتب تتناول تجاربه وأفكاره حول الأعمال والقيادة
أبرزهذه الكتب:
"Pour Your Heart Into It: How Starbucks Built a Company One Cup at a Time" (1997)
يتناول الكتاب رحلة شولتز مع ستاربكس، من بداياتها المتواضعة إلى نجاحها الكبير.
"Starbucked: A Double Tall Tale of Caffeine, Commerce, and Culture" (2007)
يناقش الكتاب تأثير ستاربكس على ثقافة القهوة والأعمال، ويستعرض كيف أصبحت ستاربكس جزءاً من الحياة اليومية للكثيرين
"Onward: How Starbucks Fought for Its Life Without Losing Its Soul" (2011)
يركز الكتاب على فترة عودة شولتز كرئيس تنفيذي في عام 2008، وكيف واجه التحديات التي واجهت الشركة أثناء الأزمة الاقتصادية.
"From the Ground Up: A Journey to Reimagine the Promise of America" (2019)
يتناول الكتاب أفكار شولتز حول مستقبل أمريكا، مركّزاً على القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
التحديات التي واجهها هوارد شولتز
واجه هوارد شولتز عدة تحديات خلال حياته المهنية والشخصية، منها:
1. الفقر في الطفولة
نشأ شولتز في عائلة فقيرة في نيويورك، وكان والده يعمل في وظائف منخفضة الأجر، وقد تعرض لحادث أثناء العمل أدى إلى فقدانه وظيفته دون تأمين صحي أو تعويض. شكلت هذه التجربة رؤية شولتز لضرورة تحسين ظروف العمل ورعاية الموظفين، مما أثر لاحقاً في سياساته في ستاربكس.
2. إقناع مؤسسي ستاربكس بالتوسع
عندما انضم شولتز إلى ستاربكس كمدير للتسويق، واجه مقاومة من مؤسسي الشركة عندما اقترح تقديم مشروبات القهوة في المقاهي بدلاً من بيع حبوب القهوة فقط. أدى هذا الخلاف إلى تركه ستاربكس لفترة قصيرة ليؤسس مشروعه الخاص (Il Giornale)، قبل أن يعود ويشتري ستاربكس في عام 1987.
3. إعادة إحياء ستاربكس في 2008
بعد استقالته من منصب الرئيس التنفيذي في عام 2000، عادت الشركة لمواجهة تحديات كبيرة، بما في ذلك انخفاض المبيعات وضعف الأداء المالي. عاد شولتز في 2008 كرئيس تنفيذي مرة أخرى، واضطر لاتخاذ قرارات صعبة، مثل إغلاق العديد من المتاجر وإعادة تدريب الموظفين، والتي ساهمت في إنقاذ الشركة وإعادة بناء علامتها التجارية.
4. بيع فريق كرة السلة سوبرسونيكس
امتلك شولتز فريق NBA سياتل سوبرسونيكس من 2001 إلى 2006، لكنه اضطر لبيعه. أدى نقل الفريق إلى أوكلاهوما سيتي بعد البيع إلى انتقادات واسعة وأثر سلباً على سمعته في سياتل.
5. محاولة الترشح للرئاسة
في 2019، فكر شولتز في الترشح للرئاسة الأمريكية كمرشح مستقل، لكنه واجه انتقادات من بعض الأطراف السياسية، الذين رأوا أنّ ترشحه قد يؤثر سلباً على الانتخابات، مما دفعه في النهاية للتراجع عن هذه الفكرة.
تأثير هوارد شولتز
هوارد شولتز يُعدّ واحداً من الملهمين في عالم الأعمال، ولتأثيره الملهم العديد من الأبعاد، بما في ذلك:
1. القيادة والرؤية
أظهر شولتز كيف يمكن للقيادة القوية والرؤية الواضحة تحويل شركة صغيرة إلى علامة تجارية عالمية، وبفضل رؤيته الفريدة لتجربة القهوة، استطاع تحويل ستاربكس إلى رمز للثقافة الحديثة، فكان ملهماً لرواد الأعمال الشباب للاعتماد على أفكارهم الخاصة وعدم الخوف من المخاطر.
2. المسؤولية الاجتماعية
دعا شولتز إلى ضرورة دمج المسؤولية الاجتماعية في استراتيجيات الشركات، من خلال تطبيق سياسات رفاهية الموظفين، وشجع الشركات الأخرى على تقديم مزايا صحية وعادلة لموظفيه.
3. تشجيع الابتكار والاستدامة
من خلال مبادرات مثل Ethical Sourcing، أسس شولتز نموذجاً يركز على الاستدامة ودعم المجتمعات المحلية. ألهم هذا النموذج الشركات الأخرى لتبني ممارسات أكثر استدامة واهتماماً بالبيئة، مما أثرى النقاش حول دور الأعمال في حماية البيئة.
4. دوره كقدوة
لا يُعدّ شولتز رجل أعمال ناجح فحسب، بل هو أيضاً قدوة للكثيرين في كيفية التغلب على التحديات. قصته في الانطلاق من الفقر إلى النجاح تُلهم العديد من الأشخاص لتحقيق أحلامهم، استطاع ترسيخ فكرة أن العمل الجاد والإصرار يمكن أن يغير حياة الأفراد.
أهم الأقوال والاقتباسات المأثورة لهوارد شولتز
- في ستاربكس، نبيع تجربة، وليس مجرد قهوة.
- لكي تنجح، عليك أن تكون مستعداً للعمل بجد ومواجهة التحديات.
- إذا كنت لا تستطيع تحسين العالم من خلال عملك، فما الفائدة منه؟
- الموظفون هم أغلى أصول الشركة.
- القيادة الحقيقية هي القدرة على إلهام الآخرين لتحقيق أكثر مما يؤمنون بتحقيقه.
- الرؤية هي القدرة على تصور المستقبل، والشغف هو الوقود الذي يدفعك لتحقيقه.
- العلامات التجارية القوية والمداومة تبنى من القلب، فهي حقيقية ومستدامة.
- عندما تحيط بك أشخاص يتشاركون معك شغفاً ملتزماً بهدف مشترك، فكل شيء ممكن.
- النجاح الحقيقي يكمن في تمكين الآخرين من تحقيق النجاح.
- التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة، والشركات التي لا تتكيف تموت.
- لا تخف من المخاطرة، فالعظمة لا تأتي من منطقة الراحة.
الجوائز والتكريمات التي نالها هوارد شولتز
حصل شولتز على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإسهاماته في عالم الأعمال والمجتمع، أبرزها:
1. جائزة "أفضل رئيس تنفيذي"
تم تكريم شولتز عدة مرات من قبل منظمات ومجلات مثل Fortune و BusinessWeek، حيث تم اختياره كواحد من أفضل الرؤساء التنفيذيين في العالم.
2. جائزة "رجل الأعمال الأكثر تأثيراً"
في عام 2013، حصل شولتز على جائزة "رجل الأعمال الأكثر تأثيراً" من قبل The Guardian، تقديراً لدوره في قيادة ستاربكس وتوجيهها نحو المسؤولية الاجتماعية.
3. جائزة "جائزة الإنسانية"
في عام 2015، حصل شولتز على جائزة "جائزة الإنسانية" من The American Foundation for Equal Rights، وذلك لدعمه للمساواة وحقوق الإنسان.
4. جوائز منظمات غير ربحية
نال شولتز العديد من الجوائز من منظمات غير ربحية تقديراً لمساهماته في القضايا الاجتماعية مثل التعليم والصحة.
5. الشهادات الفخرية
حصل شولتز على عدد من الشهادات الفخرية من جامعات مختلفة، بما في ذلك جامعة ماريلاند وجامعة تافتس، تقديراً لإسهاماته في الأعمال والمجتمع.
حقائق غير معروفة عن هوارد شولتز
هناك جوانب وحقائق غير معروفة عن هوارد شولتز، اهمها:
1. الانطواء في طفولته
نشأ شولتز في بيئة متواضعة في بروكلين، نيويورك، وكان طفلاً انطوائياً، على الرغم من أنّه أصبح رجل أعمال ناجحاً، إلا أنّ شخصيته الهادئة كانت لها تأثير كبير على كيفية تفاعله مع الآخرين وإدارته لشركة ستاربكس.
2. محاولة ممارسة كرة القدم الاحترافية
قبل أن يدخل عالم الأعمال، كان شولتز يأمل في أن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً، لعب في فريق كرة القدم بجامعة ميامي، لكن إصابة منعته من متابعة هذا الحلم، مما دفعه للتركيز على مسيرته المهنية في الأعمال.
3. تجربته الشخصية مع التمييز
بعد أن أصبح رئيساً تنفيذياً لشركة ستاربكس، عُرف شولتز بالتزامه بقضايا العدالة الاجتماعية، وقد عانى شخصياً من التمييز، حيث تم رفضه من بعض الفروع بسبب خلفيته الاقتصادية.
4. الاهتمام بالفنون
شولتز هو مؤيد للفنون والثقافة، حيث قام بدعم العديد من المشاريع الفنية والموسيقية.
5. التحول إلى كاتب
بالإضافة إلى كونه رجل أعمال، شولتز هو مؤلف، حيث نشر عدة كتب، بما في ذلك "Pour Your Heart Into It" و"Onward".
في الختام
يعدّ هوارد شولتز أكثر من مجرد رجل أعمال ناجح، إنه قائد ملهم، ومبتكر، ورجل أعمال مسؤول، لقد بنى إمبراطورية تجارية، ولكن الأهم من ذلك أنّه بنى إرثاً سيستمر في إلهام الأجيال القادمة، قصته تذكرنا بأنّ الحلم الكبير يمكن تحقيقه بالعمل الجاد والتصميم والإيمان بالنفس.
أضف تعليقاً