ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُخبرنا فيه عن إمكانية تغيير عملية الشيخوخة.
ماذا لو كانت لدي سيطرة أكبر على عملية الشيخوخة بأكملها بشكل عام؟
عندما بدأت في التعمق في هذه الفكرة، اكتشفت عدداً كبيراً من الأبحاث والبيانات التي تجري الآن للمساعدة على القيام بذلك.
إذا ما ألقينا نظرة سريعة على التاريخ، نرى في بداية القرن العشرين أنَّه كان متوسِّط العمر المتوقع للأمريكي حوالي 45 عاماً، وأصبح هذا الرقم في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين أقرب إلى 78 عاماً، وهي قفزة هائلة في فترة زمنية صغيرة نسبياً، ولكن طوال العشرين عاماً الماضية، ما يزال متوسط العمر المتوقع حوالي 78 عاماً في الولايات المتحدة.
هل بلغنا الحد الأقصى من العمر؟
العديد من قادة الفكر الكبار الذين درسوا التطور البشري لا يؤمنون بذلك، فقد ألهمت دراسة الكائنات الحية مثل السلحفاة العملاقة التي يمكن أن تعيش حتى 200 عام علماء مثل "أوبري دي جراي" (Aubrey De Grey)، على سبيل المثال، للاعتقاد بأنَّ لدينا القدرة على العيش حتى متوسط عمر 1000 عام، ومن الواضح أنَّ هذا ادِّعاء مثير للجدل، لكن من المثير للاهتمام أن نبدأ الحديث عن ماهية حدودنا بصفتنا بشراً.
مع أنَّنا كنَّا دائماً مفتونين بالعيش لفترة أطول، لكنَّ العلماء اليوم مهتمون أكثر بطرائق التدخُّل في الآليات البيولوجية للشيخوخة، من أجل العيش بصحة أفضل لفترة أطول، والمعروفة أيضاً باسم زيادة عمرك الصحي وليس طول العمر.
هل يمكنك تغيير عملية الشيخوخة؟
واحدة من أكثر الشركات إثارة للاهتمام والتي اكتشفتها خلال حياتي هي شركة "إيليزيم هيلث" (Elysium Health) التي أطلقت منتجاً يسمى "بايسس" (Basis) وهو أحد المكملات الغذائية الأولى للتدخُّل في العملية الرئيسة للشيخوخة.
كشفت الأبحاث أنَّ السيروتين وثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين (NAD+) هما منظِّمان هامان لعملية الشيخوخة، فالسيروتين هو عائلة من البروتينات تسمى "جينات طول العمر"، وتظهر الأبحاث قبل السريرية أنَّها يمكن أن تبطئ عملية الشيخوخة، لكنَّ نشاطها يتطلَّب جزيئاً في الخلية يسمى ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين، والذي يؤدي دوراً هاماً جداً في إنتاج الطاقة وصحة الحمض النووي وإيقاعات الساعة البيولوجية.
شاهد بالفيديو: 6 عادات تسرع ظهور علامات الشيخوخة
تنخفض مستويات ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين مع تقدُّمنا في السن، ومن ثم يمكن أن تتعطل هذه العمليات؛ لذلك صُمِّمَ المنتج الأول "بايسس" لدعم صحتك عن طريق زيادة مستويات ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين وإطلاق السيروتين، ففي أول تجربة سريرية للشركة، تم تقسيم 120 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 60 و80 عاماً إلى ثلاث مجموعات، تناولت المجموعة الأولى الجرعة اليومية الموصى بها من المنتج، وتناولت المجموعة الثانية ضعف الجرعة اليومية الموصى بها، والمجموعة الثالثة تناولت علاجاً بديلاً.
بعد أربعة أسابيع، كشفت اختبارات الدم أنَّ المجموعة التي تناولت الجرعة الموصى بها من المنتج، شهدت زيادة في مستويات ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين بمتوسط 40% فوق الحد الأساسي، والذي استمر طوال الفترة المتبقية من التجربة التي استمرت ثمانية أسابيع، وشهد المشاركون الذين تناولوا جرعات مزدوجة من منتَج "بايسس" زيادة أساسية بنسبة 90%، والتي استمرت لمدة 30 يوماً قبل أن تستقر عند 55% في 60 يوماً، ولكن لم تشهد مجموعة العلاج البديل أي زيادة في مستويات ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين
كل هذا مثير للاهتمام للغاية وإذا استمر في إثبات فاعليته، فقد تكون هناك فرصة حقيقية لتغيير عملية الشيخوخة، وهو أمر كان بعيد المنال للغاية حتى الآن.
عملية تغيير الشيخوخة تتعلق بفكرة تغيير بنية الدماغ:
لكن ما لفتني حقاً في هذه الفكرة، هو أنَّها تتعلق بفكرة تغيير بنية دماغك بممارسة البرمجة اللغوية العصبية (NLP)، وما إلى ذلك، وهي فكرة أنَّه بدلاً من أن تكون مجرد بيدق خلال حياتك - مُقدَّر له أن يعيش فترة زمنية معينة وبطريقة معينة - فما يفعله منتج مثل: "بايسس" هو إعادة منحك السيطرة.
بعبارة أخرى، أصبح قدري ضمن سيطرتي أكثر بكثير مما كنت أعتقده في الأصل، وإضافة إلى ذلك، أعتقد أنَّ مجرد فكرة امتلاك هذه السيطرة محفزة بحد ذاتها؛ وبعبارة أخرى أيضاً، إنَّ فكرة تناول هذا المكمل لزيادة مستويات ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين مدهشة بمعزل عن غيرها، ولكنَّها تلهمني أيضاً لاتخاذ نهج أكثر استباقية، في حياتي: تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة الرياضة أكثر، وفي النهاية إنشاء برنامج شخصي للتحكُّم بها، إلى أقصى حد ممكن، والتي ستساعد على تحديد طريقي إلى الأمام.
في الختام:
بصرف النَّظر عن المكان الذي نصل إليه بإيجاد الحل السحري للشيخوخة، أعتقد من الناحية الفلسفية أنَّه نقطة انطلاق رائعة لمزيدٍ من الحوار والدراسة المتعلقة بزيادة التمكين الذاتي وتقليل احتمالية أن نكون ضحايا مصيرنا.
أضف تعليقاً