ومن هنا تطوّرت نظرية الاختيار إلى نظرية الاختيار العقلاني Rational Choice التي ركّزت على ثلاث عناصر أساسية، هي:
- عنصر الفعل العقلاني الممكن الذي تستوفى فيه جميع أنواع المحددات (فيزيائية، منطقية، اقتصادية).
- وعنصر الاعتقادات العقلانية المتعلّقة بالعلاقات السببية، والتي تُحدّد نتائج المسارات المختلفة للأفعال.
- ثم عنصر الترتيب الذاتي للمسارات المختلفة للأفعال مستمداً من ترتيب النتائج المتوقعة لخياراتنا.
والنظرية بشكل عام واجهت نقداً كبيراً على الرغم من أهميتها، وأتفهم هذا النقد الشديد عندما نتحدث عن الاختيار الشخصي لا الجماعي! فما تراه أنت اختيار عقلاني يراه غيرك غير عقلاني، وما تعتقد أنّه عقلاني بالنسبة لك يراه مجتمعك المحيط غير عقلاني! لذا اقترحت خماسية للخيارات الشخصية، وهذه الخماسية عند مراعاتها يمكن الحكم على الاختيار الشخصي بأنه اختيار عقلاني:
1. التفضيلات الشخصية:
الاختيار العقلاني يجب أن يراعي الرغبات والتفضيلات والأهداف الشخصية، وهنا يجب إعطاء الأولوية للحاجات والتفضيلات الشخصية لا رغبات وتفضيلات ووجهات نظر الآخرين، خاصة للقرارات الشخصية، لأنه ربما تقديم تفضيلات مجتمعنا المحيط يجعلنا نكسب الآخرين ونخسر أنفسنا.
2. الإمكانيات الشخصية:
الاختيار العقلاني هو المبني على الإمكانيات والقدرات المتاحة قبل الاختيار، وهنا يجب إدراك أن الخيار الأمثل ليس دوماً هو المثالي إذا لم يراعِ ما نملك أو ما سنملك من إمكانيات! والاختيارات التي لا توازي إمكانياتنا هي في الغالب اختيارات مرهقة نفسياً ومادياً، وبسببها تبدأ سلسلة من الاختيارات الخاطئة، لذا دوماً يجب البحث عن الخيار المناسب لإمكانياتنا.
3. المعلومات الشخصية:
الاختيار العقلاني الشخصي يبنى من خلال المعلومات المتوفرة لدى الشخص قبل الاختيار، لذا يجب جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات لتجويد الاختيار، ومع الأسف بعض خياراتنا تتم من خلال ما لدى الآخرين من معلومات! والمعضلة الأخرى أننا نحكم على اختيارات الآخرين من خلال ما نملك من معلومات لا من خلال ما يملك صاحب الاختيار من معلومات، لذا نحكم على الاختيار بأنه غير عقلاني.
4. العواقب الشخصية:
الاختيار العقلاني هو الذي لديه قدرة على استنتاج المنفعة المتوقعة، واستقراء العقبات والمخاطر التي قد تقع نتيجة الاختيار. وهنا يجب عمل تحليل شخصي للمكاسب والخسائر والتحديات وعمل خطة شخصية قبلية وبعدية لهذا الاختيار حتى يتم تعظيم العائد الشخصي من هذا الاختيار.
5. التوقيت الشخصي:
الاختيار العقلاني يختلف من وقت إلى آخر، لذا يجب عدم الندم على خيارات الماضي، فربما كانت هي الخيارات الأنسب في ذلك الوقت، فقط علينا تطوير مهاراتنا في اختيار الخيارات الأفضل في التوقيت المناسب ولمدة زمنية أطول.
المصدر: صحيفة مكة.
أضف تعليقاً