ما هي المهارات المهنية؟
تعني المهارة المهنية التطور والابتكار والإبداع والمرونة في مجال العمل، ويمكن القول إنَّ مهارة الإنسان هي بصمته الخاصة التي يضيفها وهي التي تميزه عن غيره في الحياة العملية ممن يمتلكون نفس الشهادة الأكاديمية، لكن لا يولد شخص في هذه الحياة يمتلك مهارات مهنية؛ إنَّما هي أشياء مكتسبة يتعلمها خلال مراحل حياته وتتطور تدريجياً.
لتعلُّم أيَّة مهارة مهنية توجد خطوات يجب اتباعها بالتسلسل؛ وذلك لأنَّ كل خطوة تؤهِّل الفرد للخطوة التالية، والخطوات هي:
1. التعلم:
ويتم من خلاله التعرُّف إلى مختلف المهارات وتحديد المهارات التي تريد تعلُّمها؛ وذلك لأنَّ بعض المهارات قد ترتبط باختصاصك، فلا حاجة إلى تعلُّمها لأنَّك تلقيتها خلال مرحلة الدراسة الجامعية.
2. الفهم:
وفي هذه المرحلة تفهم جيداً ما الذي تحتاج إليه وتعرف كيفية تعلُّم هذه التقنيات.
3. التطبيق العملي للمهارة:
لأنَّ المعرفة النظرية وحدها لا تكفي، وغالباً سوف تُنسى مع مرور الزمن، لكن بعد التطبيق العملي والممارسة سوف تصبح متمكناً منها.
4. التحليل:
وفي هذه المرحلة ستتمكن من معرفة ما أنت جيد به وما الذي تحتاج إليه.
5. التقييم بعد تحليلك الجيد:
سوف تتمكن من التقييم للوصول إلى الأفضل.
6. الابتكار:
وهي الغاية التي يجب الوصول إليها بوصفها نتيجة لكل ما سبق.
ما هو الفرق بين المهارات المهنية والمهارات الأكاديمية؟
المهارات الأكاديمية هي عبارة عن المواد التي تتلقاها خلال فترة الدراسة المدرسية ثم الجامعية؛ إذ تدرس كل ما يتعلق بتخصصك الدراسي، أما المهارات الأكاديمية، فهي ما يتعلمه الفرد ذاتياً إلى جانب دراسته وليست فرضاً عليه؛ إنَّما بهدف التطور والتميز.
عادةً الشركات التقليدية تعتقد أنَّ الشخص المتفوق أكاديمياً سيكون قادراً على إنجاز العمل المطلوب منه، أما شركات الابتكار والإبداع تعتمد في اختيارها لموظفيها على ما يمتلكون من مهارات مهنية إلى جانب الشهادات الأكاديمية؛ وذلك لأنَّها تؤمن أنَّ التطور في العمل يتوقف عليها.
مهارات مهنية مطلوبة في جميع المجالات
إليك أبرز المهارات المهنية المطلوبة في سوق العمل:
1. التفكير النقدي والتحليلي:
يعني ذلك قدرة الإنسان على التفكير المنطقي والعقلاني وعدم أخذ أيَّة فكرة والتسليم بها قبل تحليلها جيداً بصرف النظر عن الشخص الذي اقترح الفكرة وخبرته العملية؛ وذلك من خلال تحليل تدفق المعلومات من المصادر المختلفة بالاعتماد على المنطق والعقل مبتعدين عن العاطفة كل الابتعاد ليتم تحديد إيجابيات وسلبيات كل فكرة بدقة؛ وذلك بهدف الوصول إلى أفضل الأفكار؛ إذ إنَّ هذه الطريقة في التفكير تجعل الفرد قادراً على حل المشكلات المعقدة التي سوف تواجهه في مجال عمله.
2. الذكاء العاطفي:
أي قدرة الإنسان على فهم عواطفه جيداً والتحكم بها وإدارتها وإدراك عواطف الآخرين وتفهمها قدر الإمكان؛ وذلك بهدف التحكم بالانفعالات كي لا يتم اتخاذ أي قرار انفعالي يؤثر سلبياً في عمل الفرد وعمل الشركة أيضاً، فمن خلال الذكاء العاطفي يستطيع الفرد البقاء في حالة هدوء تحت الضغط، وأيضاً يصبح لديه مرونة في التعامل مع زملائه في العمل ومع رؤسائه أيضاً؛ وهذا يحسن عملية التواصل بينهم، ومن ثمَّ يحسِّن من الأداء الوظيفي عموماً.
3. التكنولوجيا:
في ظل التطور الكبير الذي يحدث يومياً في هذا المجال، لا بد من السعي إلى مواكبة هذه التطورات والاستفادة منها في سبيل تحسين الأداء الوظيفي، ويمكن استخدام التكنولوجيا في العديد من المجالات، مثل إدارة البيانات والبرمجة والمحاسبة والهندسة أيضاً، وتوجد العديد من الشركات التي ترغب في التطور المستمر تعتمد في اختيار موظفيها على هذه المهارة تحديداً.
4. حل المشكلات:
تُعَدُّ هذه المهارة ضرورية جداً في مختلف المجالات؛ إذ يضمن صاحب العمل بفضلها سير العمل بطريقة فعالة وجيدة، ويتم ذلك من خلال تعلُّم كيفية تحديد المشكلة بدقة وتحديد البدائل الممكنة للحل وتقييم الحلول جميعها ومن ثم تنفيذ الأفضل منها.
5. عقلية النمو والتعلم النشط:
لا يرغب أصحاب الشركات بموظفين يتوقف تعلُّمهم بعد الحصول على الوظيفة؛ إنَّما يرغبون في أصحاب عقلية النمو الذين يدركون أنَّ قدراتهم العملية من الممكن أن تتطور وتتحسن باستمرار، ولا يوجد حدود لطموحهم، وهذا التفكير يجعل الفرد في حالة اجتهاد وسعي دائم إلى اكتساب مهارات جديدة وتطوير مهاراته القديمة كي يحقق إنجازات عظيمة دوماً.
وينعكس ذلك على عمل الشركة انعكاساً إيجابياً، ويمكنه ذلك من خلال إجراء الأبحاث والانضمام إلى دورات تدريبية وطرح الأسئلة على مديره أو الاستفادة من خبرة السابقين في العمل نفسه.
6. التفاوض مع الآخرين وإقناعهم:
ترتبط هاتان الصفتان ببعضهما بعضاً، وهما ضروريتان عند اقتراح أفكار جديدة واقتراح الحلول، كما أنَّها ضرورية في تعامل الشركة مع جهات خارجية وليس فقط ضمن الشركة نفسها، فيجب أن يمتلك الموظف القدرة على شرح أفكاره ويدعمها بالحجج المقنعة كي يستطيع إقناع الأطراف الأخرى، وإن كنت صاحب عمل أو شركة، فأنت بحاجة كبيرة إلى مهارة التفاوض في عملية التعاقدات مع شركات أخرى وفي عملية التوظيف أيضاً.
7. المرونة:
ففي ظل الانفتاح الكبير الذي يشهده العالم الحالي لا بد أن يمتلك الموظف المهارات اللازمة لتفهُّم الآخرين واحترامهم دون تحيُّز، وبصرف النظر عن الاختلافات الثقافية أو العرقية أو اللغوية أو السياسية أو الدينية أو غيرها، فمن الهام أن يكون قادراً على التأقلم مع الجميع والتعامل معهم بطريقة عادلة ومتساوية ومحترمة.
تعني المرونة أيضاً قدرة الإنسان على التكيف مع مختلف الظروف التي قد تتعرض لها بيئة العمل والتي لا يمكن توقعها مسبقاً، وقدرته على تقبُّل التغيرات ورؤية التغير بوصفه فرصة للتطور والنمو والابتكار.
8. الإبداع:
هو ما يحتاجه العمل في مختلف المجالات؛ ويعني الإبداع الخروج بأفكار جديدة ومميزة دوماً والابتعاد عن العمل التقليدي؛ وذلك من خلال البحث المستمر والتعرُّف إلى مختلف التطورات في العالم والاستفادة منها قدر الإمكان، فالمستقبل بحاجة إلى المبدعين؛ ومثال عن ذلك، التطبيقات الإلكترونية التي يتم ابتكارها للاستخدام على الهواتف المحمولة أو أجهزة الحاسوب التي تتطور باستمرار وبسرعة كبيرة محققة بذلك للشركات المنتجة الكثير من الأرباح.
9. القيادة:
لا تعني القيادة السيطرة والتحكم بالآخرين لأنَّ هذه الطريقة تُشعر الموظف بعدم الراحة، فتحدُّ من إبداعه في العمل وتدفعه للتقاعس أو الإهمال، وينعكس ذلك سلباً على سير عمل الشركة وعلى تطورها؛ وإنَّما القيادة تعني تحفيز الآخرين إيجابياً وتنظيم العمل تنظيماً يدفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم؛ وذلك من خلال التواصل الجيد ومعرفة المشكلات التي يعاني منها الموظفون في العمل والسعي إلى حلها وتوفير بيئة عمل صحيحة ومناسبة.
هذه المهارة ضرورية للمستقبل لأنَّ الموظف سوف يحصل على أدوار قيادية وسوف يعمل مع فرق كبيرة، ومن ثمَّ يجب عليه أن يكون قدوة مميزة.
10. التنظيم:
من الضروري أن يكون الموظف قادراً على الالتزام الدقيق بمواعيد عمله وقادراً على تنفيذ المهام الموكلة إليه بالوقت المطلوب والالتزام بالمواعيد النهائية لإنجاز المشاريع العملية؛ وذلك لأنَّ الإهمال يُفقده مصداقيته في العمل ويقوده للفشل غالباً مهما امتلك من قدرات إبداعية وذكاء، كما أنَّ التنظيم يشمل القدرة على ترتيب المعلومات والتخطيط الجيد وتحديد الأولويات في العمل وتنسيق عدد من الواجبات مع بعضها والقدرة على إدارة الوقت جيداً.
11. القدرة على العمل ضمن فريق:
يعود ذلك إلى طبيعة العمل في الكثير من الشركات التي تعتمد على العمل الجماعي والتعاون والتخطيط والتنفيذ المشترك للأفكار، ومن ثمَّ لا يمكن قبول الموظف المنعزل أو من يفضل العمل الفردي؛ إنَّما يجب أن يكون قادراً على التعامل مع أفراد الفريق والتواصل معهم بفاعلية لتحقيق هدف واحد ومشترك.
شاهد أيضاً: 6 مهارات يبحث عنها أصحاب العمل عند اختيار الموظفين
12. مهارة البيع:
تحتاج هذه المهارة إلى الكثير من الشركات؛ وذلك لأنَّ أيَّة وظيفة قائمة على مبدأ بيع شيء معنوي أو مادي يمتلكها شخص لشخص آخر، ومن ثمَّ تحتاج الشركة إلى الموظف الذي يمتلك المهارة والتفكير الذي يزيد من نسبة المبيعات فيها كي يرفع من مستوى الشركة.
13. الإدارة الذاتية:
يحتاج سوق العمل إلى الأشخاص القادرين على إدارة ذاتهم من خلال أداء وظائفهم ومهامهم المطلوبة دون الحاجة إلى وجود رقيب طيلة الوقت خاصة في الشركات الكبيرة التي يوجد فيها عدد هائل من العاملين.
14. اتخاذ القرار:
باختلاف الوظيفة التي سوف يعمل بها الفرد، فقد يكون في أيَّة لحظة في موقف يحتاج منك إلى اتخاذ قرار حكيم وسريع؛ لذلك تَعُدُّ الشركات أنَّ هذه المهارة ضرورية لجميع الموظفين فيها.
15. التفكير الإيجابي:
هو من أهم المهارات التي تساعد على نجاح الشركة وتميزها عن غيرها من الشركات المنافسة على الرغم من اعتقاد بعضهم بأنَّها غير هامة، ولكنَّ أرباب العمل أصبحوا يركزون على الأشخاص الإيجابيين المتحمسين للعمل ممن لا يخشون التحديات والصعاب والمستعدين للمغامرة والمواجهة دائماً مع إيمانهم بالنجاح والفوز بصرف النظر عن صعوبة الطريق المؤدي للنجاح.
نصائح من أجل اكتساب المهارات المهنية وتطويرها:
كما قلنا آنفاً يمكن اكتساب هذه المهارات وتطويرها من خلال طرائق عدة، منها ما يأتي:
- اتبع الدورات التعليمية والتدريبية في مجال التكنولوجيا وتعلَّم لغات البرمجة.
- تعلَّم لغات أجنبية "إنجليزية أو فرنسية"؛ وذلك لأنَّ بعض الشركات تضع ذلك شرطاً لقبول الموظفين للعمل بها.
- اتبع دورات في الذكاء العاطفي وتنمية الذات، علماً أنَّ هذه الدورات مفيدة للنجاح في مختلف مجالات الحياة وليس فقط المجال العملي.
- شارك في النشاطات الجماعية وإن كانت تطوعية؛ لأنَّ ذلك يساعدك على الاعتياد على العمل ضمن فريق، كما أنَّه يعطي انطباعاً جيداً عنك بالمبادرة والتعاون.
- اتبع الدورات التي تساعد على تطويرك في مجال اختصاصك الأكاديمي باستمرار؛ وذلك لوجود معلومات جديدة كل يوم ولا يوجد حدود للمعرفة في مختلف المجالات.
في الختام:
إنَّ اكتساب المهارات المهنية أمر ضروري جداً لكل فرد باختلاف اختصاصه الأكاديمي ليس فقط للحصول على وظيفة أو تأسيس عمل خاص به والدخول إلى سوق العمل؛ إنَّما ضروري من أجل التقدم والترقية من مستوى إلى آخر في الحياة العملية، كما أنَّ سوق العمل يتجه للاعتماد على قلة قليلة تتمتع بمواصفات فريدة ومهارات خاصة متميزة كي تُحدِث تغييرات هامة وفارقاً كبيراً في العمل، وتعلُّم هذه المهارات أمر ممكن وليس حكراً على أحد ويحتاج منك فقط الوقت والاجتهاد والرغبة في التقدم الدائم.
أضف تعليقاً