إنَّ الهدف الأساسي من دخول عالم الأعمال هو تقديم منتجات أو خدمات ذات قيمة عالية تُحدث تأثيراً إيجابياً في حياة العملاء، ومع ذلك، لا ينبغي أن يتحوَّل العمل إلى عبء يستهلك كل وقتك، وفي بعض الأحيان، قد نسمع عن أرباب الأعمال الذين يبذلون جهوداً كبيرة ويقدِّمون عروضاً مجانية، أو يعملون لساعات طويلة قبل إطلاق منتج جديد، ومع ذلك من الهام توجيه طاقاتنا نحو العملاء الذين يقدِّرون قيمة عملنا ويدعمون خدماتنا، فلا بدَّ من وجود طريقة نحقِّق فيها الربح دون التضحية بصحتنا وسلامتنا العقلية.
استراتيجيات التسويق التي يستخدمها الجميع (ولكن يجب ألا تستخدمها)
عالم الأعمال من خلال الإنترنت مليء بالنصائح غير المجدية، وعندما يقنعنا مجال التسويق الرقمي بأكمله بأنَّه يجب علينا بيع برامجنا بطريقة معيَّنة، فمن السهل أن نفقد المنظور الصحيح، وقد تظن أنَّ استراتيجيات التسويق التي يستخدمها الجميع والتي أثبتت نجاحها مع الأسماء الكبيرة في هذا المجال ستنجح معك أيضاً، مثل إطلاق المنتجات مباشرة، وبيع العضويات، وتنظيم التحديات، وعروض البيع المحدودة، وغيرها، ولكن في الواقع، ما لم تكن قد بنيت اسماً وسمعة لنفسك، فإنَّ هذه الاستراتيجيات لن تنفعك.
إليك سببان لفشل هذه الاستراتيجيات في كثير من الأحيان:
1. إطلاق المنتجات مباشرة هو مقامرة
غالباً ما يُصوَّر إطلاق المنتجات مباشرة على أنَّه استراتيجية التسويق المثالية والحاسمة، ولكن في الواقع، قد يكون فوضوياً ومحفوفاً بالمخاطر ومرهقاً نفسياً، نعم، يمكن أن ينجح إطلاق المنتج مباشرة، وقد حقَّق عدد من أرباب الأعمال أهدافهم من خلاله، ولكنَّ المشكلة تكمن في أنَّ عمليات الإطلاق اللاحقة - التي يستخدمون فيها الاستراتيجيات نفسها بالضبط - لا تحقق النجاح نفسه، وهذا يعني أنَّ إطلاق المنتج مباشرة غير قابل للتنبؤ إلى حدٍّ بعيد، وهذا يجعل تخطيط الأعمال التجارية وإدارتها أمراً شبه مستحيل، فعندما تتيح لجمهورك المستهدف شراء منتجك في مدة زمنية قصيرة، فأنت بذلك تقامر بجميع إيراداتك في أسبوع أو أسبوعين من السنة، ماذا لو مرضت أو حدثت أزمة صحية عامة كبيرة؟
مع المقامرة بعملية إطلاق واحدة، ليس من المستغرب أن ينهار عدد من أرباب الأعمال تحت الضغط، وإنَّ التعب النفسي الناتج عن عدم معرفة نتيجة إطلاق منتجك وفقدان السيطرة على مستقبل عملك أمر مرهق جداً، فعندما لا تحقِّق أهدافك، تبدأ في التشكيك في صحة عملك التجاري بأكمله، في حين أنَّ المشكلة على الأرجح هي في الطريقة التي تستخدمها للتسويق لعملك، وليس في العمل نفسه.
شاهد بالفيديو: ما هي مراحل عملية التسويق؟
2. العروض الدائمة غير مجدية
يعدُّ العرض الدائم بديلاً عن دورة الإطلاق المباشر التي لا تنتهي أبداً، وهو يسمح لك ببيع عرضك في أي وقت، وفي حين أنَّ هذه الاستراتيجية تبدو أسهل، لكن ثمة سببان رئيسان لعدم جدواها:
1.2. عدم الشعور بضرورة الاستعجال:
دون مواعيد نهائية، لا يوجد سبب لاتخاذ قرار بالشراء.
2.2.رعاية العملاء قبل البيع:
يكون العملاء أكثر حماسة عندما يقابلونك أول مرة، وكلما طالت مدة رعايتهم، تضاءلت حماستهم.
يحتاج عملاؤنا المحتملون إلى عروضنا، ويجب أن نمنحهم ما يريدونه في الوقت الذي يريدونه وبالطريقة التي يريدونها، ويثني كل من الإطلاق المباشر والعروض الدائمة العملاء عن الشراء، ويجب ألَّا نكون عقبة، يجب أن نكون الحل.
إذاً، ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟ إليك:
3 استراتيجيات لتحقيق المبيعات من خلال الإنترنت
1. استقطاب العملاء عندما تكون حماستهم في أوجها
لن يكون العملاء أبداً أكثر حماسة من اللحظة التي يتعرفون فيها إليك وإلى عرضك أول مرة، والهدف هو الاستفادة من هذه الحماسة بتقديم أفضل عرض لديك فوراً، وغالباً ما يُنصح أرباب الأعمال برعاية العملاء أولاً، وإلَّا فإنَّ ذلك سيكون شبيهاً بطلب الزواج من شخص غريب، لكنَّ الأمر هنا مختلف، يلجأ عملاؤنا إلينا بحثاً عن حل، وهذا لا يشبه طلب الزواج على الإطلاق، فإذا كان على العملاء تلقِّي سلسلة من الرسائل الإلكترونية، أو مشاهدة مقاطع فيديو متعددة، أو المشاركة في تحدي أيام متعددة قبل أن تتاح لهم أية فرصة للشراء، فسوف تتلاشى حماستهم، وبدلاً من ذلك، يمكنك البيع والرعاية في الوقت نفسه، مع التركيز على أكثر عروضك إقناعاً لزيادة المبيعات قبل أن تفتر حماستهم.
2. تحديد مواعيد نهائية للعملاء
لا يستعجل العملاء باتخاذ قرار الشراء عندما يستطيعون الحصول على المنتج في أي وقت، لكنَّهم يتخذون قرار الشراء عندما يكون لديهم موعد نهائي، وثمة سبب استراتيجي واضح جداً وراء وجود مواعيد نهائية للمبيعات والعروض الترويجية، وهو أنَّ الشعور بضرورة الاستعجال يزيد من احتمالية اتخاذ قرار الشراء، إضافةً إلى ذلك، عندما تحدد موعداً نهائياً، فأنت تساعد عملاءك على إعطاء الأولوية لعرضك أو منتجك.
بطبيعة الحال، يعني إعطاء الأولية لعرضك أنَّهم يعطون الأولوية لأنفسهم، ولكن عليك استخدام مواعيد نهائية حقيقية، ولقد تلقينا جميعاً تلك الرسائل الإلكترونية التي تقول "لقد مدَّدنا فترة البيع" بعد عرض "لفترة محدودة"، وإنَّ استخدام مواعيد نهائية وهمية مثل هذه لن يؤدي إلَّا إلى الإضرار بسمعتك وتقويض ثقة جمهورك بك.
3. بناء الثقة بتحقيق الإنجازات
يشجِّعنا عدد من المسوقين الرقميين على تعليم العملاء المحتملين، وإجراء الندوات من خلال الإنترنت، وتنظيم التحديات والعروض المجانية حتى يتمكن العملاء المحتملون من تحقيق مكسب ما ويشعروا بالرغبة في الشراء، ولكنَّ التعلم لا يؤدي بالضرورة إلى الشراء، وإنَّ تحقيق إنجازات تغيِّر طريقة تفكير جمهورك وتمنحهم الأمل في الأمور التي واجهوا صعوبات فيها من قبل، هي ما يبني الثقة، فمثلاً، قد توضِّح كيف يمكن لخدمة التخطيط المالي التي تقدِّمها أن تحوِّل التوتر بشأن الشؤون المالية إلى ثقة في إدارة المال، وإنَّ إظهار كيف يمكن لحلك أن يُحدث تغييراً إيجابياً في جانب أساسي من حياتهم، سيجعلهم حريصين على معرفة المزيد، وفي النهاية الشراء منك.
في الختام
إذا كنت تتَّبع استراتيجيات التسويق التقليدية دون تحقيق نجاح يذكر، فهذا ليس خطأك، إنَّه ما قيل لنا أن نفعله، ولحسن الحظ، يمكنك التحرر من الضغوطات والقيود التي تفرضها الأساليب القديمة مثل إطلاق المنتج مباشرة والعروض الدائمة، وعندما تتوقف عن السعي وراء استراتيجيات التسويق التي يتبعها الجميع، وتركز على الاستراتيجيات التي تناسب عملك، عندها ستحقق أكبر الإنجازات في عملك.
أضف تعليقاً