تعريف الأحلام:
- الحُلم هو عبارة عن سلسلة من التخيّلات التي تحدث خلال نوم الإنسان، وتختلف الأحلام في مدى تماسكها وترابطها.
- العالم سيجموند فرويد عرّف الأحلام على أنها وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة، خاصة التي يكون إشباعها صعبًا في الواقع.
- الطبيب ألفريد ادلر رأى أنّ للحلم وظيفة توقّعية، أي أن النائم يتنبأ من خلال الحلم بما يمكن أن يواجه في المستقبل.
- عالم النفس السويسري كارل يونغ رأى أن الحلم ليس فقط استباقًا لما قد يحدث في المستقبل ولكنه ناتج عن نشاطات اللاوعي، وهو يرى أن الأحلام تقدم حلولًا لمشكلات الشخص في محاولًة لإعادة التوازن إلى الشخصية.
متى تتشكّل أحلامنا؟
يمرّ النوم بخمسة مراحل تستغرق جميعها 90 دقيقة وتتكرّر عدة مرات أثناء الفترة الإجمالية للنوم، أما فترة الأحلام تستغرق عدة دقائق فقط من كل 90 دقيقة لتبدأ بعدها دورة جديدة من المراحل، ولكي نعرف متى تتشكل الأحلام يجب أن نتعرّف بشكل تفصيلي على مراحل النوم الخمس والتي هي:
- حركة العين غير السريعة1: وهي مرحلة التثاؤب والنوم الأولى، والانتقال إلى المرحلة الثانية من النوم.
- حركة العين غير السريعة2: وفيها يقل مستوى الوعي للأحداث الخارجية، وتشكل هذه المرحلة 45% -55% من وقت النوم الإجمالي.
- حركة العين غير السريعة3: وتشكّل حوالي 5% فقط من الفترة الإجمالية للنوم.
- حركة العين غير السريعة4: وتشكّل 15% من الفترة الإجمالية للنوم، وتعتبر فترة النوم العميق الذي يصعب الاستيقاظ منه وهذه هي الفترة التي تحدث فيها الكوابيس والمشي أثناء النوم.
- حركة العين السريعة5: وهي المرحلة التي يرى فيها النائم الأحلام، وتشكّل هذه الفترة الثلث الأخير من دورة النوم.
وجهة نظر الدين في الأحلام:
1- الديانة اليهودية: بالنسبة للديانة اليهودية فالأحلام تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي كالآتي: الحلم المتخيَّل، والحلم الذي هو من فعل الجن، والحلم الحقيقي، وبحسب كتاب التلمود فإن النوعين الأولين من الأحلام هي أحلامًا كاذبة غير حقيقية، وفيما يخصّ النوع الثالث من الأحلام فهي الأحلام الحقيقية التي تأتي من الله لتنقل إلى الإنسان بشرى سارة أو لتحذره من احتمال تعرضه للسوء.
2- الديانة المسيحية: استخدمت كلمة حلم ست مرات في الإنجيل في إشارة إلى أن الله تعالى تواصل مع بعض رسله بالأحلام، ويرى الإنجيل أنّ الأحلام وسيلة يتواصل بها الله مع الناس تكشف لهم كل ما يحتاجوه إلى معرفتهم عن الله، صفاته، مقاييسه الأدبية، ورسالتهم في الأرض، إذًا هذه الأحلام أحلام حقيقية من الله، أما عندما تكون الأحلام المزعجة فهي من فعل الشياطين والجن.
3- الديانة الإسلامية: يستخدم الدين الإسلامي مصطلح الرؤى كمرادف لتفسير الأحلام، وتنقسم الأحلام بحسب معتقداتهم إلى قسمين الرؤيا الصادقة من الله ورؤيا باطلة من الشيطان، كما يعتقد المسلمون أنّ بعض الأحلام تحمل رسائل تنبيهية للشخص الذي يحلم، وأن هناك أشخاص وهبهم الله قدرة خاصة بمعرفة بعض أحداث الغيب والمستقبل عن طريق تفسير الرؤى.
اقرأ أيضاً: 8 أمور لا تعرفها عن الأحلام
حقائق في علم النفس حول تفسير ظاهرة الأحلام:
من خلال المئات من الدراسات والأبحاث توصّل علماء علم النفس إلى بعض المعلومات المؤكدة حول تفسير ظاهرة الأحلام وهي:
- كل الناس ترى الأحلام: لا يوجد شخص في العالم لا يرى الأحلام خلال نومه فالرجال والنساء والصغار كلهم يحلمون، لكن يستثنى فقط المصابين باضطرابات وأمراض نفسية وعقلية فهم لا يحلمون.
- نسيان الحلم أمر طبيعي: بعد الاستيقاظ من النوم بخمس دقائق ينسى الناس حوالي 50% من الحلم، وعند مرور 5 دقائق أخرى على الاستيقاظ تصل نسبة نسيان الحلم إلى 90%.
- الأحلام ملونة: توصّلت الأبحاث العلمية أنّ معظم الناس تكون أحلامهم ملونة بألوان تشبه ألوان الباستيل، لكن هناك أعداد قليلة من الناس أحلامهم تكون بالأبيض والأسود فقط.
- كل ما نراه في الحلم سبق أن رأيناه في الواقع: العقل الباطن يقوم بتخزين وجوه كل الأشخاص الذين نراهم في يومنا سواء أكنا نعرفهم أم لا، وهذا ما يفسر رؤيتنا لأشخاص غرباء في أحلامنا.
- الإنسان يحلم أكثر من مرة في الليل: أكّد العلماء أنّ الإنسان يحلم بعدة أحلام في الليلة الواحدة وكل حلم يستغرق من 5 إلى 20 دقيقة، أما مجموع ما يعيشه الفرد داخل الأحلام يصل إلى ست سنوات من عمره.
- يؤثر نوع الجنس البشري على الحلم: مثلًا أحلام الرجال أكثر عنفًا من أحلام النساء التي عادًة ما تكون هادئة وتكثر بها الشخصيات والأحداث، كما أن الرجال غالبًا ما يحلمون بالرجال فقط أما النساء تحلم بكلا الجنسين.
- الحيوانات ترى الأحلام أيضًا: أكثر ما يثير الدهشة أنّ الحيوانات تحلم كالإنسان تمامًا، أما سبب هذا التفسير يعود إلى أن الحيوانات تمر بمراحل النوم المختلفة إلى أن تدخل بالنوم العميق الذي تحدث خلاله الأحلام.
- العميان يرون الأحلام: الأشخاص الذين يفقدون الرؤية في الطفولة قبل سن الخامسة لا تكون لديهم أحلام بصرية في كبرهم لأن ذاكرتهم البصرية صفر، لكنها يستمرون في الحلم.
- الكثير من الناس يمرّون بالحلم النقي: الحلم النقي هو الذي تشعر داخله أنك تحلم وتدرك أنك لا تزال نائمًا وأنك لم تستيقظ بعد، وبحسب الأبحاث الكثير من الناس مروا بالحلم النقي ولو لمرة واحدة في حياتهم.
- المشاعر السلبية تسيطر على الأحلام: يرافق الأحلام مجموعة من المشاعر الإيجابية والسلبية، لكن وبحسب الأبحاث فإنّ مشاعر الخوف والقلق والتوتر هي الأكثر سيطرة على أحلامنا.
- الأحلام تحمل طابع عالمي: أغرب ما في الأمر أن بعض الأحلام تتكّرر عند الكثير من الناس من مختلف الثقافات والبلدان، وهذا ما جعل الباحثين يقولون إنّ الأحلام تحمل طابع عالمي.
ظاهرة الجاثوم وعلاقتها بالأحلام:
يطلق على ظاهرة الجاثوم اسم شلل النوم، أو الرابوص، أو أبي لبيد، أو عفريت النوم، أو متلازمة الجنية العجوز، وهي حالة من الاختناق وعدم القدرة على الحركة أثناء النوم ويصاحبها هلوسة بصرية أو سمعية، فيرى النائم أو يسمع ما ليس واقعًا في الحقيقة، مما يضاعف شعوره بالخوف والتوتر.
اقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من الكوابيس المرعبة؟
متى يحدث الجاثوم؟
في مرحلة النوم الحالم “مرحلة حركة العين السريعة” يكون الشخص النائم في حالة ارتخاء جسدي تام ونشاط ذهني فيرى فيها سلسة من الأحلام، ويحدث الجاثوم عندما يخرج من مرحلة النوم الحالم إلى “مرحلة النوم الغير حالم”، وهي المرحلة التي يستيقظ بها عقل الشخص تمامًا فيكون بحالة وعي لكن لا يستطيع أن يتحرّك أو يتكلم فيُصاب بنوعٍ من الهلوسات ما يجعله يضطرب ويشعر بالخوف، وتستمر تلك الحالة ثوان وربما إلى دقائق، وعندما يدرك العقل هذا الأمر سرعان ما يرسل إشارات إلى عضلات الجسم كي تتحرك لينتهي هذا الأمر.
اقرأ أيضاً: أبرز 8 اضطرابات متعلقة بالنوم
أسباب حدوث الجاثوم:
- عدم الحصول على قسط كافي من النوم المريح ليلًا.
- اضطراب النوم والأرق، أو عدم انتظام مواعيد النوم.
- التعرض لضغوطات نفسية كالقلق والاكتئاب وغيرها.
- وضعيات النوم الخاطئة كالنوم على الظهر، أو البطن.
- تناول أنواع معينة من الأدوية وخاصة العقاقير المنومة والعقاقير التي تسبب الهلوسة.
- الإصابة بانقطاع التنفس النومي أو نقص الأوكسجين عن المخ.
- تغييرات فجائية في البيئة المحيطة، أو إدخال تغييرات في أسلوب الحياة.
- التفكير بأشياء مخيفة ومزعجة وسلبية قبل النوم.
أكثر الأحلام شيوعًا بين الناس:
قدّم عالم النفس البريطاني إيان والاس تسعة أحلام اعتبرها الأكثر شيوعًا بين الناس وأرفق تفسير يعلل سبب تكرارها، فيما يلي سنتعرف عليها:
1- حلم التعرّض للملاحقة:
في هذا الحلم يرى الشخص نفسه يركض بسرعة هربًا من شخص غريب يلاحقه، وتفسير هذا الحلم أنه يتوجب على الشخص ملاحقة أهدافه في الحياة مهما كانت صعبة وغير قابلة للتحقيق.
2- حلم سقوط الأسنان:
يحلم الشخص بأن أسنانه فجأة ودون سابق إنذار أنها سقطت من فمه، ويرى إيان والاس خبير الأحلام أنّ الأسنان ترمز على مشاعر الثقة في النفس، وسقوطها يعني أن أمر ما أحبط الشخص وأصبح يفتقد هذه الثقة.
3- حلم غير قادر على الوصول لشيء ما:
يرى البعض في أحلامهم بأنهم غير قادرين على الوصول لشيء ما على الرغم من قربهم منه، ويفسر هذا الحلم على أن الشخص في الواقع يعيش بحالة تشتّت وغير قادر على التعبير عن حاجاته الشخصية.
4- حلم التعرّي في مكان مكشوف:
فجأة يرى الشخص نفسه مجردًا من الملابس في مكان مكشوف مكتظ بالناس، ويعني هذا الحلم أنك ترتكب أخطاء معينة أو تقوم بتزييف الحقائق، وكل الناس من حولك يدركون حقيقة هذا الأمر.
5- حلم الامتحان:
من أكثر الأحلام شيوعًا حيث يحلم الشخص بأنه في قاعة الامتحان وأنّ الوقت قد انتهى ولم ينتهي من حل الأسئلة المطلوبة، يعكس هذا الحلم بأنك بحاجة لاختبار قدراتك على التعاطي مع المسؤوليات المهنية والعائلية.
6- حلم الطيران أو التحليق في الهواء:
يرى الشخص في حلمة بأنّه يطير ويحلق في الهواء ويتنقل من مكان إلى آخر بسهولة وسرعة، ويفسر هذا الحلم بأنك تريد الهروب من واقعك الأليم أو أنّك اتّخذت قرارًا صعبًا وتريد أن تتجاوزه.
7- حلم السقوط من مكان شاهق الارتفاع:
يجد الشخص نفسه يسقط من أعلى مبنى مرتفع أو جبل شاهق أو تلة، ويفسر الحلم على أنك تعيش في ظروف صعبة جدًا ولا تعرف كيف تخرج منه بسلام.
8- حلم التواجد في مكان مهجور ومظلم:
يجد الشخص نفسه في مكان مهجور ومظلم أشبه بقصور الأشباح في الأفلام، يرى إيان والاس أنّ المكان يمثل شخصيتك، وتواجدك في هذا المكان المهجور يعني أنك تتمتع بمهارات ومواهب لم تكتشفها بعد.
9- حلم فقدان السيطرة على السيارة:
يحلم الشخص بأنه يقود سيارته فيتعرض لأمر ما يفقده السيطرة عليها، في هذا الحلم السيارة ترمز إلى شخصيتك وفقدان السيطرة عليها يعني أنك غير مسيطرة على حياتك وتعاني من الإخفاقات المتتالية.
اقرأ أيضاً: تعرّف على تفسير أكثر الأحلام شيوعاً وغرابة
الأحلام أمر طبيعي يراها الجميع بعضها يحمل لنا رسائل سعيدة، وبعضها تحذيرات وتنبيهات، وبغض النظر عما تحمله الأحلام فهي ليست إلا انعكاسًا لما نمر به من ظروف وأحداث في حياتنا.
المصادر:
أضف تعليقاً