ففي هذا المقال سنستكشف مدينة الدمَّام، ونشاطها الاقتصادي المُزدهِر، ومعالمها السياحية التي تجذب الزوار من كلِّ مكان.
أين تقع الدمَّام؟
تقع مدينة الدمَّام في المملكة العربية السعودية على ساحل الخليج العربي، وهي تُعدُّ حاضرة المنطقة الشرقية ومركزها الإداري وأهم مدنها، وتحتلُّ الدمَّام موقعاً استراتيجياً هامَّاً، وتحيط بها مياه الخليج العربي من ثلاث جهات: الشمال والشرق والجنوب، وهذا يجعلها الميناء الرئيس للمنطقة، وتمتدُّ الدمَّام على مساحة تُقدَّر بقرابة 800 كيلومتراً مربعاً، وتتميَّز بكونها مركزاً سكنياً وتجارياً هامَّاً.
كما تضمُّ عدداً من الهيئات الإدارية والدوائر الحكومية، ومن ذلك مقر إمارة المنطقة الشرقية، وتُعرف الدمَّام بأنَّها مدينةٌ حيويةٌ تَجمَع بين النشاط الاقتصادي والثقافي والسياحي، وتعدُّ موطناً لعددٍ من المعالِم البارزة مثل كورنيش الدمَّام وجزيرة المرجان، وتقع الدمام عند تقاطع خطِّ العرض 26 درجة و24 دقيقة شمالاً، وخطِّ الطول 50 درجة و10 دقائق شرقاً، وهي تُشكِّل جزءاً من منطقةٍ تبلغ مساحتها نحو 594,467 كيلومتراً مربعاً، وتعدُّ الدمَّام إحدى أكبر المدن في المنطقة الشرقية من حيث الحجم والأهمية الاقتصادية.
سبب تسمية الدمَّام:
تسمية مدينة الدمَّام مرتبطة بعدَّة أصول:
1. غابات النخيل:
هناك اعتقادٌ يرجِّح أنَّ اسمَ الدمَّام مشتقٌ من كلمة "دوموم"، وهي كلمةٌ تعود إلى غابات النخيل التي كانت توجد في المدينة في الماضي.
2. الصوت المدويُّ القويُّ:
وفقاً لآخرين، جاءت تسمية الدمَّام بهذا الاسم نسبةً إلى "الدمدمة"، وهو الصوت المدوي القوي.
3. الطبل ودمدمته:
يعود أصل تسمية الدمَّام إلى كلمة "دم" والتي تعني صوت دمدمة الطبول، بلهجة أهل "نجد" و"جنوب العراق".
مُناخ الدمَّام:
مدينة الدمَّام الواقعة على ساحل الخليج العربي، تتمتَّع بمُناخٍ صحراوي حار وفقاً لتصنيف "كوبن" للمُناخ، وتشهد الدمَّام صيفاً طويلاً وحاراً، فترتفع درجات الحرارة ارتفاعاً كبيراً، وقد تتجاوز 40° درجة مئوية في أشهُرِ الصيف، والشتاء في الدمَّام دافئٌ نسبياً مقارنة بمدن أخرى في المملكة العربية السعودية، وتتراوح درجات الحرارة بين 10° و20° درجة مئوية، والأمطار في الدمَّام نادرة وتتساقط تساقُطاً موسمياً، وغالباً ما تكون خفيفةً ولا تستمر لفترات طويلة.
تؤثر الرياح الشمالية الغربية في المدينة، وقد تكون قويةً أحياناً، وهذا يؤدِّي إلى حدوث عواصف رملية، والرطوبة تكون عاليةً على مدار السنة بسبب موقع الدمَّام الساحلي، وهذا يزيد من الشعور بالحرارة خلال الصيف، وعموماً يمكن القول إنَّ مُناخ الدمَّام يتميَّز بالحرارة الشديدة في الصيف، والدفء المعتدل في الشتاء، مع ندرةِ هطول الأمطار وارتفاع نسبة الرطوبة.
الحياة في الدمَّام:
تُعدُّ مدينة الدمَّام الواقعة شرق المملكة العربية السعودية، مركزاً حضرياً وصناعياً هاماً، ويبلغ عدد سكانها قرابة 2.250 مليون نسمة، مع غالبية سعودية تشكِّل 76% من السكان، وتتميَّز بكونها خامس أكبر مدينة في السعودية من حيث الكثافة السكانية، وتحتلُّ المرتبة 241 بين مدن قارة آسيا، وتتميَّز أيضاً بتنوُّعٍ ثقافيٍّ غني، ويسود الدين الإسلامي بين السكان الأصليين، ويوجد أيضاً عددٌ كبير من العمَّال الفلبينيين الذين يعتنقون الديانة المسيحية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية والأكثر استخداماً.
يُظهر السكان احتراماً كبيراً للتقاليد الإسلامية، خاصةً في اللباس والعادات اليومية، ويُعدُّ المُناخ في الدمَّام معتدلاً عموماً، مع درجاتِ حرارةٍ تصل إلى 46 درجة مئوية في فصل الصيف، وتنخفض إلى قرابة 8 درجات مئوية في فصل الشتاء، وتُعرف الدمَّام بأطباقها البحرية الشهية التي تعكس قربها من شواطئ الخليج العربي، مع تأثُّر المطبخ المحلي في المطابخ الخليجية والعراقية والإيرانية وحتى الهندية.
تاريخياً تعود جذور الاستيطان في المنطقة الشرقية إلى ما قبل 5000 عام، وتُظهِر الحفريات والمدافن القديمة تأثُّرَ المنطقة في ثقافات متعدِّدةٍ خلال العصور، وتضمُّ الدمَّام اليوم معالم ثقافية وترفيهية متنوِّعة، مثل متحف الدمَّام الإقليمي الذي يَعرِض تاريخ المنطقة منذ ما قبل التاريخ وحتى العصور الإسلامية، وبالنظر إلى النمو السكاني، فإنَّ الدمَّام تشهد نمواً سكانياً يُقدَّر بـ 2.12% سنوياً، ومن المتوقَّع أن يصل عدد السكان في عام 2040 إلى أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، هذا التنوع والنمو يجعلان من الدمَّام مدينة حيوية ومتطورة، تجمع بين التقاليد والحداثة في نسيج اجتماعي متكاملٍ.
بماذا تشتهر مدينة الدمَّام؟
تشتهر مدينة الدمَّام بما يأتي:
1. الموقع الجغرافي:
تقع الدمَّام على ساحل الخليج العربي، وهي حاضرة المنطقة الشرقية ومركزها الإداري.
2. النشاط الاقتصادي:
تعدُّ الدمَّام مركزاً اقتصادياً هاماً بفضل اكتشاف النفط ووجود المدينة الصناعية الأولى والثانية والثالثة.
3. المعالم السياحية:
تضمُّ الدمَّام معالم سياحية مثل كورنيش الدمام، جزيرة المرجان، وشاطئ نصف القمر.
4. الثقافة والتاريخ:
تحتوي الدمَّام على متحف الدمام ومركز الملك عبد الله الحضاري، اللذين يعكسان ثقافة وتاريخ المنطقة.
5. المُناخ:
تتمتَّع الدمَّام بمُناخ معتدل نسبياً يجعلها مقصداً للتخييم الصحراوي والاستمتاع بالشواطئ.
هذه بعض الأسباب التي تجعل الدمَّام مدينة مشهورة ومقصداً للزوار من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
الزراعة في الدمَّام:
تُعدُّ الزراعة في الدمَّام جزءاً حيوياً من الاقتصاد المحلي، وتشهد المنطقة تطوراً ملحوظاً في الإنتاج الزراعي، وتتميَّز المنطقة بوجود واحات خصبة مثل القطيف والأحساء، التي تُعرف بأراضيها الزراعية الغنية وإنتاجها الوفير من التمور، والذي يُقدَّر بأكثر من 60 ألف طن سنوياً، كما تُعرف المنطقة بزراعة مختلف أنواع الحبوب والفواكه والخضراوات، ومن ذلك الأرز الأحمر واللوبيا والفول والسمسم.
تُساهم الجمعية التعاونية الزراعية بالدمَّام في تطوير الأداء الإنتاجي الزراعي وخفض التكاليف، وهذا يُحسِّن مستوى المعيشة للعاملين في هذا القطاع، وتُعدُّ الجمعية من أهمِّ مصادر التنمية الاجتماعية، وتعمل على تسويق المنتجات الزراعية وتأمين احتياجات المزارعين، إضافة إلى ذلك تُعدُّ المنطقة الشرقية والتي تشمل الدمَّام، مركزاً تجارياً هاماً يُسهم في تنمية القطاع الزراعي ويُعزِّز من الأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية، وتُظهر الجهود المبذولة في هذا القطاع التزامَ المملكة بتحقيق التنمية المستدامة والنمو المتوازن بين المناطق.
الصناعة في الدمَّام:
تعدُّ الدمَّام من المناطق العريقة في المملكة العربية السعودية، والتي تقع على ساحل الخليج العربي في المنطقة الشرقية، وتمتلك الدمَّام عدداً كبيراً من المدن الصناعية التي تشهد لها بالقوة الصناعية على المستوَيين المحلي والإقليمي، وهذه المدن تهدف إلى الرقي بالمملكة العربية السعودية لتصبح بلداً صناعياً ضخماً في الشرق الأوسط، وذلك تزامناً مع رؤية المملكة 2030، فالمدينة الصناعية الأولى في الدمَّام تضمُّ مصانع تُشرِف على الغذاء والمشروبات، وتعدُّ من أهمِّ مشاريع المدن الصناعية بالدمَّام.
تقع هذه المدينة في جنوب شرق الدمَّام قريباً من الخليج العربي، وأُنشِئَت في عام 1973م وتمتدُّ على مساحةٍ هائلة تبلغ 2,440,000 متراً مربعاً، وتستهدف الصناعات الكيميائية والطبية، وكذلك صناعات الخشب والأثاث، والصناعات الكهربائية والمنتجات المطاطية والبلاستيكية وصناعات المواد الغذائية والمشروبات المختلفة، والمدينة الصناعية الثانية في الدمَّام أُسِّست بعد 5 سنوات من إنشاء المدينة الصناعية الأولى، وتستهدف الصناعات المعدنية الفلزية واللافلزية خصيصاً.
تقع هذه المدينة في غرب مدينة الظهران على طريق الظهران، وتبعد 40 كم عن ميناء الملك عبد العزيز بالدمَّام، وانتهى تطويرها في عام 1978م وتبلغ مساحتها 25,000,000 متراً مربعاً، تشمل صناعة المعادن اللافلزية ومواد البناء، وكذلك صناعة المواد المطاطية والبلاستيكية والخشب والأثاث والملابس والمنسوجات والجلود والطباعة وصناعة الأوراق المختلفة، وهذه المدن الصناعية تسهم في تحويل المملكة إلى بلدٍ تقنيٍّ وصناعي ضخم في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وتعدُّ جزءاً من استراتيجية المملكة لتحقيق النسبة العالمية الكاملة لمساهمة القطَّاع الصناعي في إجمالي الناتج المحلي.
السياحة في الدمَّام:
تُعدُّ مدينة الدمَّام إحدى أهمِّ مدن المملكة العربية السعودية، وهي الميناء البحري الرئيس في المنطقة الشرقية، وتُطلُّ على الخليج العربي من ثلاث جهات وتمتاز بمُناخها المعتدل على مدار السنة، وتُشتهر الدمَّام بشواطئها الساحرة وأسواقها التي تضمُّ المجمَّعات الفخمة والأسواق الشعبية، إضافة إلى المنتزهات ومدن الترفيه، لذا تعدُّ من أبرز المعالم السياحية في السعودية.
أشهر المعالم السياحية في الدمَّام:
أشهر المعالم السياحية في الدمَّام، تُبرز واجهة الدمَّام البحرية التي تُعدُّ من أجمل منتزهات الدمَّام وأهمِّ الأماكن السياحية في السعودية، وتقع الواجهة في الجزء الغربي من حي الشاطئ الغربي وتُطلُّ على كورنيش الدمَّام، وتمتد بطول 4.5 كم، وهذا ما يجعلها الواجهة البحرية الأكبر في المملكة، كما تُشتهر جزيرة المرجان بكونها أوَّلَ جزيرةٍ اصطناعية في المملكة، وتُعدُّ من الأماكن السياحية الرائعة التي توفِّر مساحات خضراء ومرافق ترفيهية متنوعة.
في الختام:
في ختام رحلتنا الافتراضية في أرجاء مدينة الدمَّام، نجد أنفسنا مُحاطين بتاريخ غنيٍّ وثقافة عريقة تتجسَّد في كلِّ زاوية من زواياها، ولقد شهدت الدمَّام تطوراً ملحوظاً على مرِّ السنين، محافِظةً على جذورها التقليدية مع احتضانها للحداثة والتقدُّم، إنَّها ليست مجرَّد مركزٍ للصناعة والتجارة، بل هي موطنٌ للجمال الطبيعي والإبداع الإنساني الذي يستقطب الزوار من كلِّ حدبٍ وصوب، وبذلك تقف الدمَّام بوصفها شاهدةً على الإمكانات اللامحدودة التي يمكن أن تتحقَّق عندما تتكاتف جهود الماضي والحاضر نحو مستقبلٍ مشرقٍ وواعد.
أضف تعليقاً