قد يظن الطالب أنَّ التخصُّص السهل يتيح له الفرصة للتفوق والحصول على درجات عالية فيكمل دراسات عليا في هذا التخصُّص، وأحياناً يكون الاختيار مبنياً فقط على رغبة الطالب واهتماماته وميوله، وخاصة عند توفر المهارات الخاصة التي تساعده على التميز في التخصُّص الجامعي.
على الرَّغم مما سبق، يجب ألا تختار التخصُّص الجامعي قبل التعرف إلى التخصُّصات المختلفة وأخذ صورة واضحة عنها؛ لأنَّ التخصُّص الجامعي هو ما يحدِّد مسار الحياة المهنية المستقبلية؛ فالحياة المهنية تُعدُّ من أهم جوانب حياة الإنسان وتؤثِّر في الجوانب الأخرى.
يساعدك هذا المقال على التعرف إلى أسهل تخصُّصات الجامعة لتختار التخصُّص المناسب لمهاراتك ورغباتك وأحلامك المهنية المستقبلية.
كيف تُحدِّد أسهل التخصُّصات الجامعية؟
يتساءل الجميع عن أسهل التخصُّصات الجامعية؛ لكنَّنا لا نستطيع القول عن تخصُّص جامعي ما إنَّه سهل؛ فمختلف التخصُّصات الجامعية تحتاج إلى بذل المجهود في الدراسة والتركيز والمتابعة، ويعتمد النجاح والتفوق فيها على التزام الطالب، لكن يمكن وصف التخصُّص الجامعي بأنَّه صعب أو سهل بناءً على نقاط عدة أهمها ما يأتي:
1. التحصيل العلمي السابق للطالب:
عندما تكون علامات الطالب مرتفعة في المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء، فيُعدُّ ذلك مؤشراً إلى إمكانية نجاحه في التخصُّصات الجامعية العلمية مثل الهندسة أو علم الحاسوب.
2. التوافق مع الميول:
يميل معظم الطلاب إلى تخصُّص معين لتوفُّر شغف للتعمق في هذا المجال أو لتوفر موهبة تجعل هذا الاختصاص بنظره هو الأسهل.
3. التحديات التي تواجه الطالب:
أسهل تخصُّصات الجامعة هي التخصُّصات التي تكون فيها التحديات والصعوبات التي تواجه الطالب في أثناء الدراسة أقل من التخصُّصات الأخرى.
شاهد بالفديو: أهم النصائح لاختيار التخصص الجامعي
ما هي أسهل التخصُّصات الجامعية؟
إليك فيما يأتي أسهل التخصُّصات الجامعية إن رغبت في تجنُّب التحديات والصعوبات الكثيرة خلال دراستك للتخصُّص الجامعي:
1. التربية:
تُعدُّ من أسهل التخصُّصات الجامعية، ويُعنى هذا التخصُّص بدراسة العملية التربوية؛ إذ يشمل التربية والتدريس في الوقت نفسه، ويهدف إلى تقديم الأساليب وتطوير المهارات اللازمة للمعلمين ليقوموا بوظيفة المعلم بأفضل شكل.
يتضمن تخصُّص التربية مواداً دراسية رئيسة عديدة أهمها علم النفس التربوي الذي يهتم بدراسة العوامل النفسية والثقافية والاجتماعية التي تؤثِّر في المهارات التعليمية، ومناهج التدريس وطرائقه التي تدرس أحدث الأساليب والتقنيات للتدريس ولتصميم المناهج أيضاً، إضافة إلى الإدارة التربوية التي تُعلِّم الطالب كيفية إدارة العملية التربوية من خلال تعليمهم التنظيم والتخطيط والسعي نحو التطور، إضافة إلى مواد تتعلق بتطوير المهارات اللغوية لدى الطلاب.
2. الإدارة العامة:
يُعدُّ تخصُّص الإدارة العامة من أسهل التخصُّصات في الجامعة؛ إذ يهتم بدراسة إدارة المؤسسات والمنظومات والشركات، سواء الخاصة أم العامة أم المنظومات غير الربحية؛ من خلال اعتماد الأساليب الإدارية الحديثة وقيادة العمل بالطريقة الأفضل.
من أهم مواد هذا التخصُّص نذكر الإدارة الاستراتيجية التي تدرس تطوير الاستراتيجيات الإدارية لتتناسب مع الأهداف، وأيضاً إدارة الموارد البشرية التي تتعلق بتوظيف العاملين وتطويرهم، ومواد تتعلق بالتسويق وإدارة العلاقات مع العملاء والمالية والمحاسبة وتحسين الإنتاج والتصنيع والخدمات التي تقدمها المؤسسة.
3. اللغة الإنجليزية:
هي تخصُّص جامعي يدرس اللغة الإنجليزية وآدابها، وسبب وصفه من أسهل تخصُّصات الجامعة لأنَّه يهتم بلغة واحدة فقط ويدرسها من ناحية القراءة والكتابة والتحدث، وأهم مواد هذا التخصُّص اللغويات التي تهتم بدراسة النظريات وتطبيقها، ومادة الأدب الإنجليزي التي تهتم بالنصوص الأدبية، ومادة الثقافة الإنجليزية التي تركِّز على تاريخ المجتمعات وتعرِّف الطالب إلى عاداتهم وتقاليدهم.
إضافة إلى ذلك توجد مواد تمكِّن مهارات التدريس وتصميم المناهج التعليمية وتعلِّم الطلاب كيفية الترجمة إلى لغات مختلفة؛ لذلك يمكن للخريجين العمل في مجال التدريس أو الترجمة أو الإعلام أو السياحة أو يمكنهم العمل مع الشركات الخارجية.
4. الموسيقى:
هو من الفروع المختصة بدراسة الفن الصوتي والحركي والإيقاعي وتطبيقه، إضافة إلى دراسة تاريخ الموسيقى وكل ما يتعلق بثقافتها، ويُعدُّ هذا التخصُّص من أسهل التخصُّصات في الجامعة لمن يمتلك المهارات الأساسية التي تُخوِّله لدراسة الموسيقى مثل العزف على الآلات أو الصوت الجميل وما شابه ذلك؛ إذ يعمل هذا التخصُّص على تعزيز المهارات الأساسية، ويُعلِّم الطلاب كيفية كتابة الأغاني وتأليف المقطوعات الموسيقية والعزف على الآلات الموسيقية المختلفة، وكيفية استخدام التكنولوجيا لتسجيل الموسيقى ولتحسين جودة الصوت أيضاً.
5. علم النفس:
هو تخصُّص يدرس سلوك الإنسان وتفكيره والعوامل الاجتماعية والنفسية المختلفة التي تؤثِّر في صحته العقلية أو النفسية، وأبرز مواد علم النفس هي مادة علم النفس العام الذي يدرس المفاهيم الأساسية المتعلقة بالتعلم والذاكرة والمعرفة، وأيضاً علم النفس التجريبي الذي يدرس التجارب النفسية المختلفة، أما علم النفس الاجتماعي والثقافي فيدرس التفاعلات الاجتماعية الثقافية وتأثيرها في سلوك الإنسان، وأيضاً علم النفس الإكلينيكي الذي يدرس كيفية تطبيق العلاج النفسي بعد التقييم النفسي الصحيح، وكل ما سبق يجعل خريج علم النفس قادراً على العمل في مجال الصحة النفسية والموارد البشرية والرعاية الاجتماعية والتعليم أيضاً.
6. الإعلام:
هو من فروع العلوم الاجتماعية والإنسانية، ويُعنى تخصُّص الإعلام بدراسة أشكال الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وتأثير كل منها في السياسة والاقتصاد والبيئة وثقافة المجتمع؛ إذ يركِّز على كيفية جمع الأخبار وتحريرها ونشرها وكيفية توزيع الرسائل والمعلومات في المجتمع، إضافة إلى دراسة كيفية تأثير وسائل الإعلام في قرارات الحكومات والقيادات.
7. العلوم الاجتماعية:
هو تخصُّص يتبع إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية، ويُعنى بدراسة العلاقة التي تربط بين الإنسان والمجتمع من خلال الرصد والتحليل والتفسير النفسي للسلوك الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ إذ يشمل تخصُّص العلوم الاجتماعية مواداً عديدة رئيسة، منها علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الاقتصاد والعلوم الإنسانية والعلوم السياسية التي تدرس كيفية تنظيم القوة والحكم في المجتمع.
يمكن لخريجي هذا التخصُّص العمل في مجالات عديدة، مثلاً يمكنهم العمل بصفتهم مدرسين ومحليين اجتماعيين وصحفيين ومديري علاقات عامة ومستشارين اجتماعيين ومديري مشاريع تنمية أيضاً.
8. العلاقات الدولية:
يُعدُّ هذا التخصُّص جزءاً من العلوم السياسية والاجتماعية؛ لأنَّه يركِّز على دراسة العلاقات بين الدول وكل ما يتعلق بالاقتصاد والأمن والبيئة بينهم، كما يركِّز على كيفية تنظيم الحكم والسلطة؛ إذ يضم موضوعات عديدة مختلفة، مثل السياسة الدولية والأمن الدولي الذي يدرس كيفية حماية الدول من الحروب والإرهاب والاقتصاد الدولي الذي ينظم التجارة بين الدول، إضافة إلى حقوق الإنسان وكيفية تعزيز الديموقراطية في العلاقات الدولية، ويمكن لخريجي هذا التخصُّص العمل بصفتهم مُحلِّلين سياسيين ودبلوماسيين ومسؤولين عن العلاقات الدولية بين الشركات أو المنظمات، وأيضاً محررين وكتَّاباً مُختصين بالشؤون الدولية.
9. الاقتصاد:
من أسهل التخصُّصات الجامعية، ويُعدُّ أيضاً من ضمن فروع العلوم الاجتماعية، ويشمل مواداً عديدة هامة منها النظرية الاقتصادية التي تركِّز على كيفية توزيع الثروة والموارد والاقتصاد الدولي الذي يركِّز على كيفية تفاعل المنظمات الدولية والبلدان في الاقتصاد العالمي، وأيضاً الاقتصاد السلوكي الذي يُعلِّم الطالب كيفية اتخاذ القرارات الاقتصادية، إضافة إلى الاقتصاد العام والاقتصاد القياسي؛ لذلك يؤدي خبراء الاقتصاد دوراً في تحديد السياسات الاقتصادية للحكومات والشركات والمنظمات المختلفة.
10. الترجمة:
هو تخصُّص من تخصُّصات فروع الأدب واللغة، ويُعنى بكيفية تحويل النص من لغة إلى أخرى مع الحفاظ على معنى النص؛ إذ توصل المعلومات الموجودة بدقة، ويُعدُّ من التخصُّصات الهامة التي تساعد على تحسين التواصل بين اللغات والشعوب المختلفة.
خريجو تخصُّص الترجمة مطلوبون لمجالات العمل العديدة، مثل الإعلام والصحافة ومجال الطب والفن والصناعة والتجارة؛ فشركات ومؤسسات عامة وخاصة كثيرة تحتاج إلى مترجمين لتسهيل العمل مع الشركات والجهات الأجنبية، ومع أنَّ تخصُّص الترجمة من ضمن قائمة أسهل التخصُّصات الجامعية، فإنَّه يُعدُّ أصعب من التخصُّصات السابقة لكونه يحتاج إلى إجادة اللغات وفهم عميق لها ومهارات التواصل الفاعل أيضاً.
11. التاريخ:
يُعدُّ هذا التخصُّص من التخصُّصات الممتعة للطلاب ممَّن لديهم الفضول والرغبة في التعرف إلى ماضي الشعوب وأصولهم وتاريخهم؛ إذ يُشعرك هذا التخصُّص وكأنَّك سافرت مع الزمن وعشت الأحداث والوقائع منذ بداية الزمن، ويمنحك هذا التخصُّص القدرة على التواصل ويُعزِّز مهارات التفكير النقدي؛ لذلك يمكن للخريجين العمل في مجال التحليل السياسي والنقد والإعلام والكتابة والتحرير، إضافة إلى إمكانية العمل بالتدريس في المدارس أو الجامعات.
في الختام:
يميل معظم الطلبة لاختيار تخصُّص جامعي سهل والتفوق فيه، وخاصة إن وجد لديهم شغف وحب لمجال الدراسة؛ لذلك قدمنا في مقالنا أسهل تخصُّصات الجامعة بدءاً بتخصُّص التربية الذي يُعلِّم الطالب كيفية إتقان دور المعلم باتباع أفضل وسائل التربية والتعليم، وتخصُّص الإدارة العامة الذي يُعدُّ من التخصُّصات الهامة في مختلف المؤسسات والشركات، وأيضاً من أسهل التخصُّصات الجامعية تخصُّص اللغة الإنجليزية، وتخصُّص الموسيقى لمن يمتلك المهارات اللازمة للعزف والتأليف والغناء، وتخصُّص علم النفس الذي يركِّز على صحة الإنسان العقلية والنفسية، وتخصُّص الإعلام والعلوم الاجتماعية والعلاقات الدولية الذي يدرس كيفية تنظيم العلاقات المختلفة بين الدول، وأيضاً تخصُّص الاقتصاد والترجمة والتاريخ الذي يُعرِّف الطالب إلى أصول الشعوب وإلى الثقافات المختلفة التي مرَّت على الأرض منذ بداية الزمان وحتى وقتنا الحالي.
أضف تعليقاً