للمساعدة في الحصول على إجابة أرجو منك أن تفكّر ملياً في الأسئلة التالية:
- ما هو النشاط الوحيد الذي تعرف أنّك لو أديته كما يجب، وبانتظام، كان سيحقّق لك نتائج ايجابية في حياتك الشخصية؟
- ما هو النشاط الوحيد الذي تعرف أنّك لو أديته كما يجب، وبانتظام، كان سيحقّق لك نتائج ايجابية في حياتك المهنية؟
لقد وجه مركز فرانكلين كوفي هذه الأسئلة لآلاف الناس، ووجد أن الأعمال التي لها هذه الأهمية عندهم تقع في سبعة نشاطات رئيسية:
- تطوير التواصل مع الآخرين.
- الاستعداد بشكل أفضل للاستحقاقات.
- التخطيط والتنظيم بشكل أفضل.
- الاهتمام بالنفس.
- اغتنام الفرص الجديدة.
- التطوير الذاتي.
- التعبئة النفسية.
والآن دعنا ننظر إلى العاملين الرئيسيين اللذين يتحكّمان في أسلوبنا في استثمار الوقت: الطوارئ والأهمية، وبالرغم من أننا نعالج كليهما، فأحدهما هو المبدأ الرئيسي الذي من خلاله ننظر إلى الوقت، وإلى حياتنا، إن النتائج التي تحصل عليها في الحياة تتوقف على ما إذا كنت تتبع مبدأ الطوارئ أم مبدأ الأهمية.
أين أنت من الطوارئ؟
القليل منا ينتبه إلى تأثير الطوارئ على اختياراتنا في الحياة، فعندما يأتي صوت الهاتف، أو يصرخ الرضيع، أو يطرق أحدهم الباب، أو يدخل أحدهم من الباب، أو عندما تسمع أنّ أحدهم يقول (أريد هذا الآن، أو أرجوك احضر حالاً، أو لقد تأخرت على موعدك)، كل ذلك يوضح الأحداث الطارئة التي تُسيطر بإلحاح على أسلوبنا في اختيار ما يجب علينا عمله، بل والسيطرة على مجرى الحياة نفسها!
إدمان الطوارئ: يعتاد البعض منّا منهج العيش يومياً على أساس معالجة الأزمات، إلى حد أن العيش بهذه الكيفية يُصبح مصدراً للمتعة والطاقة، فكيف تشعر وأنت في حالة طارئة؟ مضغوط! تشعر بالقلق! مُجهد! أكيد.. ولكن دعنا نُصارح أنفسنا بأنّ هذا يحقّق لك أيضاً شعوراً بالسعادة، فأنت تشعر بأنك مُهم، ومُفيد، وناجح، وقوي!
إن إدمان الطوارئ سلوك مدمّر ويسدُّ الفجوة التي توجدها الحاجات غير المُشبعة ولو بشكل مؤقت، وبدلاً من إشباع تلك الحاجات تتولى أدوات، ومناهج إدارة الوقت تغذية ذلك الإدمان، لأنّها تضمن تركيزنا باستمرار على الأولويات اليومية التي تفرضها الطوارئ.
من الضروري أن نتأكّد من أنّ المشكلة ليست في الطوارئ، ولكن المشكلة في أنّها أصبحت العامل المُسيطر على حياتنا، بينما الأهمية ليس لها نفس السيطرة، فالأمر الهام بالنسبة لنا هو الأمر المستعجل، ونحن دائماً مضغوطون بمواجهة كل ما هو مستعجل، ونتيجة لذلك فنحن نُضاعف من الفجوة بين ما نفعله وبين ما نريده.
يقول شارلز هامل في كتابه "هيمنة الطوارئ": (الأمر الهام نادراً ما يتم إنجازه اليوم ولا حتى هذا الأسبوع، المُهمة العاجلة هي التي تستدعي الفعل السريع، والإغراء المُباشر لإلحاح هذه المهام العاجلة لا نستطيع مقاومته، وهي لذلك تستولي على كل طاقتنا. ولكن بعد أن يمضي قطار العمر، تتلاشى تلك الأحاسيس الخداعة بالهيمنة ويأتي بدلاً منها الإحساس بالخسارة، حيث نتذكّر المهام الحيوية التي ما كان علينا أن نؤجلها، ولحظتها نكتشف أنّنا كُنَّاعبيداً لهيمنة الطوارئ).
إنّ الكثير من أدوات إدارة الوقت تُغذي هذا الإدمان، فالتخطيط اليومي وقوائم المهام العاجلة، تجعل تركيزنا يدور حول إنجاز الأعمال المُلحّة المُستعجلة، وكلّما زادت حدة الطوارئ في حياتنا قلّت أهمية الأمور الهامة. تستطيع الان القيام باستبانة: أين أنت من الطوارئ.
المصادر:
- إدارة الأولويات - ستيفن كوفي - مكتبة جرير
- من هنا ابدأ إدارة وقتك - فرنسيس كي - مكتبة جرير
أضف تعليقاً