لعل أشهر هذه الوثائق وأكثرها شيوعاً هو السيرة الذاتية. لكن يبقى السؤال المحير هو: ما هو الشكل الذي يجب صياغة السيرة الذاتية على أساسه؟ أو بمعنىً أدق: هل يجب تقديم سيرة ذاتيّة كاملة (C.V)، أم سيرةٍ ذاتيّة مختصرة (Resume)؟ سنسلط الضوء في هذا المقال على الفروقات بين كلا النوعين، إلى جانب أهم المعلومات الواجب ذكرها في كل نوع منهما. لذا تابع معنا عزيزي القارئ قراءة السطور القادمة، لتعرف هذا وأكثر.
ما هو الفرق بين Resume وcv؟
لنبدأ بالاسم أولاً؛ إنّ السيرة الذاتية (C.V) هي اختصار للعبارة اللاتينية (Curriculum Vitae)، والتي تعني حرفياً: "دورة الحياة". بينما الـ (Resume) هي كلمة فرنسية وتعني: "مُلخص".
ومن هنا يتضح إلينا أنَّ الفارق الرئيس بين Resume وcv هو: الطول؛ والذي يتفرَّع منه عدة فروقاتٍ أخرى مثل المعلومات المدرِجة، ودواعي استخدام كل منهما.
وبينما يستخدم كلاهما في طلبات التقدّم إلى الوظائف، إلا أنه لا يمكن دوماً استبدال السيرة الذاتية الكاملة (C.V) بالسيرة الذاتية المختصرة (Resume)؛ فالذي يقرِّر -أولا وأخيرا- أي شكلٍ يجب تقديمه، هي جهة التوظيف نفسها.
بصورةٍ عامةٍ، تستند معظمُ السيرِ الذاتيّة المختصرة (Resume) إلى عامل الكفاءة: فهي عبارة عن مستندات تسويقيةٍ شخصية من صفحة واحدةٍ لا أكثر، تهدف إلى تسليط الضوء على مهارات المتقدم وإنجازاته البارزة، وخبرته في العمل الذي يريد التَّقدم إليه.
بينما تستند السير الذاتيّة الكاملة (C.V) إلى عامل المؤهلات الشخصية عموما: فهي توفر قائمة شاملة -وغالبا ما تكون طويلةً- لتعليم الشخص المتقدم وشهاداته وخبراته البحثيّة والجهات المهنية التي ينتسب إليها.
والآن، لنتحدث عن كل منهما بالتفصيل.
ما هي السيرة الذاتية الكاملة (C.V)؟
يشمل مفهوم السيرة الذاتية عرضاً لخبرات ومهارات الشخص، وعادةً ما تكون عبارة عن صفحتين أو ثلاث صفحات بالنسبة لشخصٍ يتقدّم لوظيفةٍ لأوّل مرةٍ في حياته؛ حيث تكون أطول من ذلك عادةً بالنسبة لشخصٍ سبق وأن شغلَ وظائفَ سابقة.
إذاً وكما أسلفنا، تكون السير الذاتيّة الكاملة Resume أطول من السير الذاتية المختصرة CV، وتتضمن مزيدا من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بخلفية الفرد الأكاديمية والبحثية. لكن يحدث في بعض الأحيان أن تطلب المؤسسات الكبيرة ملخصاً من صفحةٍ واحدةٍ لسيرتك الذاتية الكاملة (يسمونه ملخص السيرة الذاتيّة "CV Summary")؛ وذلك عندما تتوقع المؤسسة وجودَ مجموعةٍ كبيرةٍ من المتقدّمين.
ما الذي يجب إدراجه في السيرة الذاتية الكاملة؟
يجب أن تشتمل سيرتك الذّاتيّة الكاملة على اسمك ومعلومات الاتصال والتعليم والمهارات والخبرات. إضافةً إلى معلوماتٍ مستفيضة عن خلفيتك الأكاديمية، بما في ذلك خبراتك التعليمية، والشهادات والدرجات التي حصلت عليها، والأبحاث والعروض التقديمية التي قمت بها، والمنح والزمالات وغيرها من المعلومات ذات الصلة بالمنصب الذي تتقدّم إليه (والذي غالبا ما يكون منصباً أكاديميا أو بحثيا).
ما هي السيرة الذاتية المختصرة (Resume)؟
تقَدم السيرة الذاتية المختصرة ملخصاً عن تعليم الشخص وتاريخ عمله ومؤهلاته الشخصية وإنجازاته المهنيّة ومهاراته الأخرى. وقد تتضمن أقساما اختيارية أخرى، مثل: هدف السيرة الذاتية المُختصرة، وبيان موجز عن المسيرة المهنية.
يكمن الفرق بين Resume وCV في أن السيرة الذاتية المُختصرة موجزةً قدر الإمكان؛ وعادة ما تكون عبارة عن صفحة واحدة، أو صفحتين اثنين كحد أقصى، وغالبا ما تتضمن قوائم أو تعدادات نقطية (Bulleted Lists) للحفاظ على أقصى درجات الإيجاز والوضوح.
نصائح لكتابة السيرة الذاتية
سواءً أكنت تكتب سيرة ذاتيّة كاملةً أم مختصرة، فهناك بعض القواعد المهمة لمراعاة الفروق في Resume وCV ,التي يجب عليك اتباعها:
1. اجعل سيرتك الذاتية متوافقة مع المنصب الذي تتقدم إليه:
هذا الأمر مهم للغاية عند كتابة سيرة ذاتية مختصرة، ولكنه ينطبق أيضاً على السيرة الذاتية الكاملة. لذا احرص على تسليط الضوء على تعليمك وخبرات عملك ومهاراتك ذات الصلة بالصناعة أو الوظيفة التي تريد التقدم إليها.
السيرة الذاتية الكاملة:
ضع خبرتك التدريسية في أعلى سيرتك الذاتية إذا كنت تتقدم لوظيفة في التعليم، على سبيل المثال لا الحصر (كأن تذكر المراحل الدراسية التي تمتلك خبرة في تدريسها).
السيرة الذاتية المختصرة:
يمكنك تضمين تجربة العمل في مجال التدريس، والتي تتعلق مباشرة بالوظيفة التي تتقدم إليها (كأن تذكر أنَّك درَّستَ اللغة الإنكليزية للمرحلة الثانوية، والمدارس التي درست فيها؛ إذا كان المسمى الوظيفي الذي تريد العمل فيه هو "مدرس لغة إنكليزيّة للمرحلة الثانوية").
2. استخدم قالبا مناسبا (Template):
يفضل أن تستخدم قالبا مناسبا لسيرتك الذاتية؛ فمن شأن ذلك أن يجعل المستند الذي تكتبه منظما وواضحاً، وبالتالي، تتيح إلى مسؤول التوظيف التعرف على مؤهلاتك وخبراتك بسرعة.
3. دقق وحرر سيرتك الذاتية:
بغض النظر عما إذا كنت تكتب سيرةً ذاتيةً كاملةً أم مختصرةً، فأنت بحاجة إلى تنقيح ما كتبته بدقة. لذا احرص على عدم وجود أخطاء إملائية أو نحوية. واحرص على أن يكون تنسيقك موحداً؛ فمثلاً: إذا استخدمت تعدادا نقطيا في واحدة من مؤهلاتك الوظيفية، فاستخدم نفس التنسيق النقطي في بقية المؤهلات.
السير الذاتية حول العالم
في حين تستخدم السير الذاتية الكاملة في الولايات المتحدة عند التقدم لشغلِ مناصبَ أكاديمية أو تعليمية أو علمية أو طبية أو بحثية، أو عند التقدم للحصول على منح دراسية؛ إلا أن المرشحون للوظائف خارج الولايات المتحدة يكونون ملزمون بتقديم "السير الذّاتيّة الكاملة" لأي نوع من الوظائف تقريباً.
ففي أوروبا والوطن العربي وإفريقيا وآسيا مثلاً، يتوقعُ أصحاب العمل تلقي "سيرة ذاتية كاملة" (غالبا مع صورة شخصية مرفقة ضمنها) بدلا من السيرة الذاتية المُختصرة. لكن ومع ذلك، فواقع الحالِ يشير إلى أن "السير الذاتيّة" الدولية يتم تنظيمها وتنسيقها بشكل أقرب للسيرة الذاتية المختصرة، أكثرَ من كونها سيرة ذاتية كاملة.
الفرق بين Resume وCV الكاملة في الولايات المتحدة، ونظيراتها الدولية؛ هو أن أرباب العمل في البلدان الأخرى غير مقيدين بالقوانين التي تمنع التمييز عند التقدم للوظائف في الولايات المتحدة (مثل التمييز على أساسٍ عرقي أو ديني أو جنسي). كما أنهم قد يحتاجون إلى معلومات شخصية أكثر بكثير مما قد يضمنه المرء في السيرة الذاتية في الولايات المتحدة أو كندا.
تختلف هذه التفاصيل حسب البلد، ولكن يمكن أن تشمل تاريخ ميلاد الفرد وجنسيته ووضعه العائلي، وعدد أطفاله، وحالة الخدمة العسكرية. لذا يجب على المتقدّم معرفة ما تُريد جهة التوظيف تضمينه، ليصوغَ سيرته الذّاتيّة على هذا الأساس.
أضف تعليقاً